حكايتي مع البعث 2
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7352 - #2022-08-26# - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
ناداني الاستاذ عبد الناصر مدرس مادتي التاريخ والجغرافيا الى أقصى طاولة المدرسين وقال لي اتفضل اجلس لنتكلم قليلا وكان راقيا وصاحب اسلوب محترم مع الجميع.بادرني قائلا ماذا يعمل السيد الوالد, وكم عدد اخواتك .وهل الست الوالدة تعمل ام ربة منزل ,وهل احد من العائلة في الجيش او يعمل في السياسة ...طبعا لم تكن الاسئلة متتابعة بل كانت باسلوب هادىء وكحوار بين اصدقاء, وليس بين استاذ وتلميذه .وبالطبع كانت اجاباتي حسب الواقع المعاش ,بدون زيادة او تذويق او تزييف.. ولاحظت وقتها انه أعجب بردودي وطريقة سردي للاجابة بدون اي حالة تلبك او ارتباك,تعكس مدى الثقة بالنفس.. ثم قال هل تحب الاخبار او تتابعها... فقلت طبعا وخرجت مني كلمة طبعا وكأنني اتكلم عن لعبة او شىء عادي .. بالنسبة لعمري كان الامر نوعا ما غير مألوف..ففي مثل سني يتراكض الفتيان للعب واللهو واستئجار العجلات الهوائية وممارسة لعبة كرة القدم ... كان متوقع ان تكون هذه هواياتي وعليها اجاباتي.. وهنا ابتسم الاستاذ عبد الناصر وربت على كتفي قائلا سيكون لك شأن في المستقبل.. تزامن هذا الحوار في اوائل العام 1971 وكان وقتها رئيس الجمهورية احمد الحسن الخطيب والذي دامت رئاسته لسوريا حوالي اربعة اشهر ..نعم ...أحمد الحسن الخطيب (1933 - 1982)، رئيس سوريا بالفترة من #18-11-1970# إلى #22-02-1971# . عين رئيسًا لسوريا خلفًا لنور الدين الأتاسي وذلك بعد انقلاب ال1970 الذي قاده حافظ الأسد. كان عضوًا في حزب البعث الحاكم.حيث كانت تجري التحضيرات لاستلام الرئيس حافظ الاسد بعد خلع الدكتور نور الدين الاتاسي والانقلاب على رفاق الدرب السياسي ولهذا تفصيلات اخرى في حلقات قادمة.. فعندما قال لي انه سيكون لي شأن في المستقبل.. للحقيقة أحسست بنشوة وزهو .. وفرح داخلي انعكس على ملامح وجهي..ثم تابع يقول غدا ستذهب معي بعد انتهاء موعد المدرسة الى شعبة الحزب لنكمل كلامنا حول مواضيه ستكون مفيدة لك ولمستقبلك ان شاء الله..لهذا ابلغ والدك بانك ستذهب معي ,,, وقتها كانت الشعبة في منطقة الحلبوني واسمها الامويين... انتهت الفرصة وانتهت الدروس وطرت فرحا الى منزلي الذي لم يكن بعيدا عن المدرسة حوالي 3 دقائق مشي حيث كان منزلي في مجموعة المنازل التي تم بناؤها 158 ايام الوحدة المصرية السورية القريبة من مسجد الزهراء حاليا.. وسميت من وقتها بنايات عبد الناصر تتوسط هذه البنايات حديقة جميلة جدا اسمها حديقة الوحدة وكانت المنازل وحتى الفلل الملتصقة بها قد تعم بيعها بتراب الفلوس وبالتقسيط..مع انها بموقع رائع قريب من اتستراد المزة..دخلت وعلامات الفرح.. واستقبلتني السيدة والتي رحمها الله بابتسامة حنونة فالام تفرح ويفرح قلبها عندما ترى ان ابنها او ابنتها في حالة فرح وانبساط... قالت لي هات لشوف ياشكري افندي شو يلي مخليك فرحان هلقد . رح جهزلك الاكل وبعدين تحكيلي ...نعم غدا نكمل الحديث.
[1]