حكايتي مع البعث 13
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7366 - #09-09-2022# - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
في هذه الحلقة لابد من التوقف عند بعض الجمل والكلمات التي سمعتها من الرفيق عبد الناصر.. ورغم صغر سني الا اني لازلت اتذكر تلك الكلمات وكان يقولها بحرقة وهو يتحدث مع امين الشعبة.. يارفيق هؤلاء العسكر قد سرقوا حزب البعث ويعاملون الاخرين بكل عدائية وعنف باسم البعث.. والبعث برىء..فهل يعقل شوية عسكر يسيطروا على كل شىء..ثم قال انا حزين جدا يارفيق لما أالت اليه ىالامور.. وكان في الجلسة بعض الحاضرين وفجأة انتبه الى انه قد أخطأ حين قال هذا الكلام امام الجميع وامامي انا الفتى ,والذي كان لفترة طويلة وهو يدعونني الى الاهتمام بالكراسات الحزبية وضرورة مطالعتها وبتأني.. وسمعته يقول ..يلا رفيق شكري لنعود الى المزة.. كانت هذه هي الزيارة الثانية لشعبة الحزب خلال شهرين من الزمان... وقبل الخروج من مكتب امين الشعبة قال الرفيق عبد الناصر لأمين الشعبة.. بتعرف انه الرفيق شكري يقرأ ليلا ونهارا في الكراسات الحزبية.. فقال امين الشعبة برافو ممتاز رفيق شكري.. وغادرنا... وسأعود معكم الى قراءة الواقع البعثي والذي تقولب ضمن القالب العسكري شيئا فشيئا.......ثم وسعت اللجنة العسكرية وصار عدد أعضائها خمسة عشر عضواً كانوا كالتالي سليم حاطوم وحمد عبيد، موسى الزعبي، ومصطفى الحاج علي، وأحمد سويداني، وأمين الحافظ، ومحمد رباح الطويل). وأحيط هذا التنظيم بالسرية المطلقة في فترة زمنية طويلة، رافضين ثلاثة أشياء رفضاً قاطعاً أساسها: لا للناصرية كمفهوم سياسي للحكم، لا لصيغة الوحدة السورية-المصرية ومضمونها، وأخيراً لا لقيادة الحزب القومية.... ومن ثم كانت تفصيلات لموضوع اللجنة العسكرية وثورة الثامن من اذار تحديدا وتفصيلا...
الانقلاب وثورة الثامن من آذار، هو الاسم الرسمي الذي يطلق على الانقلاب العسكري الذي جرى في سوريا بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في #08-03-1963# ضد الرئيس ناظم القدسي والحكومة المنتخبة برئاسة خالد العظم، وذلك بسبب الرجعية والانفصال عن مصر. كان من نتائج الانقلاب إلغاء حرية سياسية والاقتصاديّة وقيام دولة الحزب الواحد في سوريا وإنفاذ قانون الطوارئ منذ عام 1963 وحتى 2011 بعيد الانفاضة الشعبية كما فرض الانقلاب تبني شعارات البعث وسياسته كشعارات عاملة للدولة السورية.
خلفية
شارك حزب البعث العربي الاشتراكي في الحياة السياسية في سوريا منذ تأسيسه عام 1947، وأحرز في الانتخابات النيابية لعامي 1954 و1961 المركز الثالث بعد حزب الشعب والكتلة الوطنية، وشارك في عدد من الحكومات خلال عهد الرئيس شكري القوتلي ووافق على الوحدة مع مصر عام 1958 رغم أنها أدت إلى توقيف نشاط الحزب داخل سوريا بشكل علني، إذ كانت من شروط عبد الناصر للوحدة حل كافة الأحزاب السورية، ونقل البعث مقرّه خلال تلك الفترة إلى بيروت.
راكمت حكومة الجمهورية العربية المتحدة «أخطاءً كثيرة» في السياسة الاقتصادية وقمع المعارضة وتهميش السوريين ما دفع الجيش بقيادة عبد الكريم النحلاوي لفك ارتباط سوريا بالجمهورية العربية المتحدة، وأعاد العمل بدستور 1950 بعد إدخال تعديلات عليه أقرّت في استفتاء شعبي، ثم أجريت انتخابات نيابيّة حقق فيها حزب الشعب المركز الأول وانتخب ناظم القدسي رئيسًا للجمهورية في حين شكل خالد العظم الحكومة. وقد أعادت الحكومة نهج التعددية السياسية والاقتصادية، وأعاد بقانون صادق عليه المجلس النيابي قانون الإصلاح الزراعي، كما أعادت الحكومة المصارف الخاصة وسائر الشركات التي استحوذت عليها الدولة خلال عهد الوحدة؛ وقد أدى هذا التراجع عن السياسة الاشتراكية لحصول أول صدام بين الحكومة والأحزاب الاشتراكية وكان أولها في شباط 1962، ثم أصدر الحزب بيانًا دعا فيه لعودة الوحدة مع مصر.
وفي #28-03-1962# حدثت محاولة انقلاب عسكري، فشلت نتيجة الخلافات بين قادتها من الضباط، وفي #25-05-1962# وجه البعث نداءً للحكومة لإعادة المفاوضات حول الوحدة مع مصر، ومنذ أواخر 1962 تفجر خلاف بين رئيس الحكومة خالد العظم وحزب البعث. في #08-02-1963# قام البعث انقلابه في العراق وبعد شهر وقع انقلاب البعث في سوريا
إن الحديث عن الثامن من آذار وانجازاتها، لا يمكن فصله عن نضال حزب البعث العربي الاشتراكي، فهذه الثورة هي تتويج لنضال الحزب القومي خلال سنوات من الكفاح والنضال، استطاع خلالها حزب البعث أن ُيرسخ في أذهان الجماهير الأهداف الأساسية المعبرة عن تطلعاتها في بناء مجتمع متحرر وأن يحرك الجماهير لتقدم التضحيات من أجل قضيتها وتحقيق آمالها في بناء دولة الوحدة والحرية والاشتراكية. وبعد وصول الحزب إلى السلطة في الثامن من آذار عام1963 وجد الحزب نفسه في مواجهة مهام مرحلية جديدة وجاء انعقاد المؤتمر القومي السادس عام 1963، ليشكل محطة مهمة أخرى في مسيرة الحزب بإقراره بعض المنطلقات النظرية واتخاذه قرارات سياسية وتنظيمية واقتصادية فرضتها ظروف تلك المرحلة وما كان مطروحًا من مهام وشعارات. ولأن الثورة هي تأسيس لواقع جديد أفضل، والحزب هو الأداة الحقيقية في صناعة هذا الواقع المنشود، فقد وضع الحزب خريطة شاملة لتطوير الواقع في كل المجالات معتمدًا على الجماهير المنظمة المشاركِة في صناعة القرار. فالثورة التي كانت ردًا طبيعيًا على إيديولوجية الانفصال الرجعي وتلبية لطموحات الجماهير في القضاء على الاستغلال ستبقى مستمرة ومتجددة،..يتبع غدا.
[1]