حكايتي مع البعث 6
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7357 - #31-08-2022# - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
واظبت على قراءة الكراسات الحزبية البعثية حتى المساء ..نعم قرأتها بنهم شديد.. برغبة المتعطش لفهم كل ماهو حولي .. وكان لدي بالاساس ميول فطري لمتابعة السياسة.. في المساء جلس اخي بجانبي بهدوء وقال يعني تركت دروسك ووظائفك من اجل قراءة هذه الكراسات.. طبعا اخي وهو الاكبر مني سنا بحوالي ست سنوات عنده معرفة وخبرة بهذه الامور وهو ايضا من المهتمين بالقراءة ومتابعة السياسة وخاصة في كل ما يتعلق بالزعيم الراحل عبد الناصر وكان يتابع كل خطاباته.. هذا الكلام كان بعد سنة تقريبا من وفاته والمنطقة فوق بركان لا يعلم الا الله متى ينفجر.. ليبيا قبل سنتين كان العقيد القذافي قد قام بانقلابه على السنوسيين.. وهنا في سوريا تبعات ونتائج الحركة التصحيحية لم تتضح بعد..فالجو العام مكهرب تماما..اجبت على تساؤل اخي بثقة قائلا لا لن تؤثر هذه القراءات على متابعة دروسي.. وقلت له ماحدث معي اليوم بالتفصيل وذهابي الى شعبة الحزب..كنت أشعر ان مسرور بداخله كوني كبرت وبدأت أخطو الخطوات الاولى في حياتي بعيدا عن أقراني المراهقين.. ولكن وجهه ظل عبوسا معي ونهض من غير ان يضيف اي كلمة.. وانا ايضا لم أعلق او اضيف شيئا وكأن لسان حاله يقول انت حر...في صباح اليوم التالي وانا ادخل بوابة المدرسة صادفت الاستاذ عبد الناصر وبطريقة عفوية قلت له صباح الخير رفيق.. فضحك مليا وقال صباح النور رفيق شكري كيفك.. في الفرصة الاولى تعالى الى غرفة المدرسين اريد التحدث معك .. فقلت له وانا ايضا عندي بعض الاستفسارات... وذهبت الى الى الاصطفاف في باحة المدرسة وماهي الا دقائق حتى صعدنا الى الصفوف .. وجلست على مقعدي الخشبي وانا شارد الذهن تماماوكانت حصة العلوم وانا في عالم اخر...في غرفة المدرسين وجدت رفيق عبد الناصر منتظر.. وبيده ظرف ابيض وقال خذ هذا الظرف فيه بعض الكراسات الصغيرة توضح معاني وشرح لبعض المصطلحات..ودعته وذهبت لتمضية بقية الوقت من الفرصة... وجلسة البيت فتحت الظرف لاجد فيه كراس يتكلم عن البعث وبداياته:حزب البعث العربي الاشتراكي حزب تأسس في دمشق، سوريا في العام 1947 تحت شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وأهدافه وحدة حرية اشتراكية وهي تجسد الوحدة العربية والتحرر من الاستعمار والإمبريالية وإقامة النظام الاشتراكي العربي. وهو الحزب الحاكم في سوريا منذ ثورة الثامن من آذار في عام 1963 حتى الآن وكان الحزب الحاكم للعراق منذ #17-07-1968# وفهمت من الكراس الاول انه يوصف حزب البعث على أنه مزيج من الاشتراكية، والقومية العربية والعلمانية. تبنى المبدأ السياسي وتعمل أيضاً على أساس الانقلاب الشعبي ضد الحاكم الظالم أو العميل أو من يواكب الاستعمار. وقد اصطدمت هويته الوطنية والقومية مع الحكومات العربية المختلفة في أماكن وجود الحزب. وفهمت أيضا::الفكر البعثي أو التيار البعثي أو البعثية (من البعث العربي أو البعث بمعنى النهضة، أو قيامة). هي أيديولوجيا القومية العربية التي تشجع على تطوير وتهيئة الأمة العربية من خلال قيادة حزب الطليعة على تطور ثوري لدولة تقدمية. ويستند رسميا الفكر على نظريات زكي الأرسوزي (وفقا لحزب البعث السوري الذي تهيمن عليه)، التي أسسها كل من ميشيل عفلق وصلاح البيطار.
زكي الأرسوزي ،السياسي الذي أثر بالفكر البعثي. فقد أصبح بعد انقسام الحزب الرائد الفكري لحزب البعث السوري.
إن المجتمع البعثي حسب نظريته يسعى للتنوير والنهضة والانبعاث للثقافة العربية، والقيم والمجتمع. وهو يدعم إنشاء الحزب الواحد، ويرفض التعددية السياسية. حزب البعث يستخدم نظريا وقتا غير محدد لتطوير مجتمع عربي مستنير. وتستند على مبادئ بعثية قومية عربية واشتراكية، فضلا عن التقدم الاجتماعي. هو فكر علماني. دولة حزب البعث تدعم الاقتصاد الاشتراكي إلى درجة متفاوتة، وتدعم الملكية العامة لكنها تعارض مصادرة الممتلكات الخاصة. الاشتراكية في فكر البعث لا يعني اشتراكية الدولة أو المساواة الاقتصادية، بل تؤمن بالتجديد؛ وبقي البعثي يعتقد أن الاشتراكية هي السبيل الوحيد لتطوير مجتمع عربي حر ومتحد.
نهت الدولتين البعثيتين التي كانتا موجودتين (العراق وسوريا) عن انتقاد أيديولوجيتهم من خلال الحكم الاستبدادي. وقد وصفت هذا الحكومات بأنها بعثية جديدة، نظراً لأن هذا الشكل من الفكر البعثي الذي وضعته العراق وسوريا كان مختلفاً جداً عن بعثية عفلق والبيطار؛ على سبيل المثال، لا يسعى أي من حزبي البعث الحاكمين أو لم ينتهجا سياسة لتوحيد العالم العربي فعلاً. وهذا كان مهما جدا ان افهم بعض الامور كي اناشها في اليوم التالي مع الرفيق عبد الناصر.
[1]