يقول السيناتور الأميركي كريس فان هولن إن أميركا تعارض الهجمات التركية على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وأن أميركا تريد أن تكون جزءاً من الحوار حول مستقبل سوريا، مضيفاً أنه يجب ضمان حقوق الكورد عن حل الأزمة السورية وأعتقد أن في هذا مصلحة مهمة لأميركا كجزء من جهود الحل العامة.
السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولن، تحدث لرووداو في (02 -05 2024) من مكتب العاصمة الأميركية واشنطن لشبكة رووداو الإعلامية، وأشار إلى أنه كان له اجتماع جيد مع رئيس الوزراء، السوداني، خلال زيارته الأخيرة، وأميركا مدركة لأهمية إقليم كوردستان ضمن النظام الاتحادي العراق.
ودعا كريس فان هولن القيادات السياسية في إقليم كوردستان لإيجاد سبيل للعمل المشترك ورأى أن إقليم كوردستان سيكون أقوى إذا عملت الأحزاب المتنوعة عن قرب مع بعضها البعض.
وأدناه نص الحوار الذي أجراه دیار كوردە:
رووداو: شكراً جزيلاً سيادة السيناتور لحلولك ضيفاً على رووداو، سعيدون بكونك معنا.
السيناتور فان هولن: سعيد لكوني معكم في هذا الحوار.
رووداو: شكراً جزيلاً، دعنا نبدأ بزيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي الأخيرة لواشنطن، حيث التقى مع الإدارة وأعضاء الكونغرس وكان لكم اجتماع معه. بعد هذه الاجتماعات، هل تعتقد أن أميركا ستضطلع بدور أكثر فعالية في حماية استقرار العراق وحل مشاكل هذا البلد؟
السيناتور فان هولن: نعم، عقدت اجتماعاً جيداً للغاية مع رئيس الوزراء السوداني خلال زيارته هذه. تحدثنا عن جميع المشاكل في العلاقة بين أميركا والعراق. وكانت إحدى رسائله الرئيسة أنه يريد توسيع العلاقات إلى ما هو أبعد من الحدود الأمنية لتشمل الاقتصادية وغيرها مع توسيع أسس العلاقة. وهذا شيء أؤيده أنا أيضاً.
رووداو: جيد جداً، سنتحدث عن العراق، ونحن نعلم بوجود الكورد وأنهم يعيشون في العراق، واتذكر أنكم اجتمعتم مع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني عندما كنتم في مونيخ، من خلال اجتماعك ذاك واجتماعك مع رئيس مجلس الوزراء العراقي، كيف تجد مستقبل إقليم كوردستان في العراق؟ وكيف يمكن لأميركا أن تقدم المزيد من المساعدة لإقليم كوردستان؟
السيناتور فان هولن: أعتقد أن الولايات المتحدة تتفهم أهمية إقليم كوردستان في النظام الاتحادي العراقي، لكن لدينا علاقات جيدة للغاية مع أعضاء حكومة إقليم كوردستان والأحزاب الكوردستانية الأخرى. نريد أن نواصل حوارنا مع العراق بشكل عام، وأن نحافظ أيضاً على الحوار الجاري حالياً مع مختلف الأطراف المكونة للعراق.
رووداو: عندما كان رئيس الوزراء العراقي هنا، كانت مسألة استقرار العراق واحدة من الملفات التي جرى بحثها، وفي هذا الأسبوع تم استهداف أكبر حقل لإنتاج الغاز في العراق، ويقع في إقليم كوردستان، بالطائرات المسيرة. أطرح هذا السؤال لأن قانون الدفاع الوطني الأميركي يطلب توفير منظومات دفاع صاروخ لإقليم كوردستان لغرض حماية الإقليم من الهجمات المتنوعة التي يتعرض لها، لماذا لم يتم توفير هذه المنظومات حتى الآن؟ ولماذا امتنعت الحكومة الأميركية عن تزويد إقليم كوردستان بهذه المنظومات؟
السيناتور فان هولن: ستقرر السلطة التنفيذية، الرئيس بايدن وفريقه، الطريقة الأفضل لتأمين المنظومة الدفاعية الأميركية في قانون الدفاع الوطني الذي ذكرتموه. طلب منهم الكونغرس النظر في مزيد من الترتيبات الأمنية مع إقليم كوردستان، والأخذ بأهمية القيام بذلك في إطار الحكومة الاتحادية العراقية، لكن إقليم كوردستان يلعب دوراً مهماً للغاية. تعرض للاستهداف. كما قدم مساهمة مهمة للغاية في الحرب ضد تنظيم داعش الذي يشكل مصدر قلق مشترك. أعود للقول إن إدارة بايدن ستقرر بالضبط كيفية إعادة هيكلة هذا التعاون العسكري. لكنني أيدت دوراً أكبر للقوات المتواجدة في إقليم كوردستان ضمن هيكل القيادة الاتحادية الموحدة.
رووداو: اجتمعتم مع رئيس الوزراء العراقي، وتعلمون أن مسألة الخلافات بين بغداد وأربيل واحدة من المسائل التي طرحت خلال الاجتماع، ورأينا في الآونة الأخيرة اجتماعات جيدة تهدف إلى حل المشاكل والعمل المشترك جرت بين رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس مجلس الوزراء العراقي، كيف يمكن لأميركا تقديم المزيد من المساعدة للعاصمتين لتعملا معاً بصورة أفضل وتتغلبا على خلافاتهما ومشاكلهما؟
السيناتور فان هولن: هذه أولوية مهمة. كان ذلك جزءاً من حواري مع رئيس الوزراء السوداني. ناقشنا أموراً كثيرة، بما في ذلك أهمية بناء علاقة أقوى بين الحكومة المركزية العراقية وإقليم كوردستان، وتحدثنا عن أهمية حل هذه الخلافات. هناك اختلافات حول كيفية دفع حصة رواتب بعض موظفي الحكومة. هناك أيضاً مشاكل تتعلق بالموارد النفطية. هذه هي المشاكل التي يجب حلها حقاً مرة واحدة وإلى الأبد. لذلك سأكون سعيداً برؤية المزيد من المحادثات. حاولت الولايات المتحدة أن تلعب دوراً إيجابياً في التقريب بين الأطراف لحل هذه المشاكل. فمن واجبنا حقاً العمل على حلها.
رووداو: هل تجد أي أمل يبشر بحل هذه المشاكل؟
السيناتور فان هولن: باختصار، أنا متفائل دائماً بأن الأشخاص ذوي النوايا الحسنة يمكنهم التوصل إلى حل. استغرق الأمر فترة طويلة. أتذكر أنني كنت في مونيخ قبل عام وظهرت نفس المشكلة. لهذا من المهم جداً حل هذه المشكلات لنتمكن من حل بعض المشكلات الكبيرة الأخرى في علاقتنا.
رووداو: بخصوص مسألة السياسة الأميركية، عندما تردي أميركا أو تناقش السياسة العراقية، هل هي سياسة العراق الواحد على طول الخط، أو عندما تتحدثون عن السياسة الأميركية تجاه العراق، هل أن إقليم كوردستان جزء من هذه السياسة دائماً؟
السيناتور فان هولن: من الواضح أن لدينا علاقات مع الحكومة العراقية، لكننا بالتأكيد نقر بأن العراق بلد متنوع وأن إقليم كوردستان يتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي ضمن النظام الاتحادي. بل يجب أن يكون هناك حكم ذاتي داخل النظام الاتحادي. أعود لأقول إن الولايات المتحدة لا تتعامل فقط مع الحكومة الاتحادية ورئيس الوزراء، السوداني، بل أيضاً مع حكومة إقليم كوردستان وقيادتها السياسية. أدعو الزعماء السياسيين في كوردستان إلى إيجاد سبل للعمل بصورة أوثق مع بعضهم البعض.
رووداو: هل تشعر بالقلق حيال عزوف الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان عن العمل المشترك؟
السيناتور فان هولن: أعتقد أن إقليم كوردستان سيكون أقوى في حال عملت الأحزاب المتنوعة بصورة أوثق مع بعضها البعض، وعندما يكون هنالك اتحاد وتعاون أكبر.
رووداو: جيد جداً، أنتم عضو في مجلس الشيوخ وأيضاً في لجنة العلاقات الخارجية، لذا سأوجه لكم سؤالاً عن سوريا: ترتبط أميركا بشراكة قوية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وملعوم أن داعش لا يزال يشكل تهديداً هناك، هل شراكتكم مع قسد موقتة أم هي شراكة طويلة المدى؟
السيناتور فان هولن: كما قلتم، لدينا شراكة قوية جداً مع قسد في الحرب ضد داعش، وكانت قوات سوريا الديمقراطية تمثل رأس الحربة في القتال ضد تنظيم داعش، وستظل هذه العلاقة مهمة جداً لحين التأكد من أننا هزمنا داعش تماماً ولن نشهد عودة أو إعادة تنظيم داعش. كما يوجد كثيرون في مخيم الهول ونريد التأكد من أننا عالجنا هذه المشكلات. لكنني أعتقد أنه بالنظر للدور المهم للغاية الذي لعبته قسد في هزيمة داعش، فإن الولايات المتحدة لديها نوع من الالتزام بمواصلة دعمها. نحن نريد أن نكون جزءاً من الحوار حول مستقبل سوريا. ونظراً لوحشية نظام الأسد، ووجود القوات الروسية، ودور تركيا في الصراع السوري، وسعي تركيا المستمر لاستهداف قسد، كان هذا بالتأكيد تحدياً كبيراً. لقد أوضحت بجلاء لإدارة بايدن أنه يجب علينا أن نوضح أن استهداف تركيا لقسد غير مقبول وأنه يقوض المصالح الوطنية للولايات المتحدة.
رووداو: وهل تتفق مع طريقة تعامل إدارة بايدن مع الظروف القائمة في شمال شرق سوريا؟
السيناتور فان هولن: تابعت عن كثب وتلقيت تأكيدات من إدارة بايدن بأنهم أبلغوا الحكومة التركية والرئيس أردوغان مراراً بأننا نعارض بشدة استهداف قسد من جانب تركيا. معلوم أن لدى تركيا الحق القانوني في الدفاع عن نفسها بأي طريقة داخل بلدها. أقصد أي عدوان على تركيا، سواء من حزب العمال أو أي طرف آخر، لكن عندما يتعلق الأمر بقوات سوريا الديمقراطية، فهي كيان مختلف وكانوا شركاء للولايات المتحدة في القتال ضد داعش، ونحن بحاجة إلى حماية هذه الشراكة.
رووداو: بمناسبة حديثكم عن مستقبل سوريا، هل لدى أميركا أي خطة ستراتيجية لحماية حقوق الكورد في سوريا المستقبل، وهل تريد الحل للقضية الكوردية في سوريا أيضاً أسوة بالمساعي التي بذلت في العراق؟
السيناتور فان هولن: نعم، أعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى التأكد من ضمان حقوق الكورد السوريين وحمايتهم كجزء من أي تفاهم مستقبلي يتعلق بحل الأزمة في سوريا. أعتقد أن هذه مصلحة مهمة للولايات المتحدة كجزء من مساعي الحل الشاملة. قد يتم التوصل إلى حل في سوريا، على الرغم من أنه بات من الصعب جداً تحقيق ذلك الآن، ولكن أعتقد أنه نظراً لتاريخي الشخصي وقربي ومودتي للشعب الكوردي، فإن النقطة الحقيقية هنا هي أنه من المهم جداً أن تعكس السياسة الأميركية هذه العلاقة المهمة والقوية للغاية. هذه العلاقة التي نراها على أنها علاقة خاصة؛ وأكرر، في إطار عراق موحد. لكننا نتفهم الدور المهم للغاية الذي يلعبه الشعب الكوردي في هذا الإطار.
رووداو: سؤالي الأخرير، كيف يمكن للكورد كسب المزيد من الأصدقاء في واشنطن؟
السيناتور فان هولن: في الواقع إن أصدقاء الكورد في واشنطن كثيرون، ولكن يمكننا دائماً توسيع الدائرة. لهذا أعتقد أن المناقشات التي يجريها القادة الكورد هنا وفي عاصمتنا مهمة جداً للتواصل مع زملائي وهم يقومون بهذا بالفعل، لأنني أعتقد أن العلاقات بين الشعوب مهمة لزيادة توطيد العلاقة.[1]