الكرد السورييون في واد وسيدة – قسد – بواد آخر
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6490 - #12-02-2020# - 18:51
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تجربتنا الحزبية الكردية السورية خصوصا وماحولنا عموما السورية منها والكردستانية تزخر بدروس ثمينة وفي مقدمتها وأهمها على الاطلاق أن الجماعات الوافدة من قنديل بكل مسمياتها الحزبية والحركية والاجتماعية والإدارية والمالية والأمنية – العسكرية لم تفرزها الجماهير الكردية السورية ولم تنطلق من معاناة الكرد خلال أكثر من نصف قرن ولم تكن يوما خاضعة لمعادلات التطور القومي والوطني وهي لاتختلف من حيث الوجود والدور والوظيفة عن أي حزب كردي سوري وأي جناح منشق نشأ برعاية ودفع أجهزة النظم المستبدة ( الوطنية ) منها والإقليمية لن يكتب له الاستمرارية ولن يكون آمنا عندما يخسر ثقة الناس والاحتضان الشعبي وسيبقى مشروع انشقاق دائم ولن يفيده إخفاء التواطؤ واختلاق الذرائع أو وقف التدحرج من انشقاق الى آخر تليه فمن شب على شيء شاب عليه عن حزيبات أيتام ( منصورة ) أتحدث التي أقيمت في وجه العمل الوطني الصادق وانقلابا على الشرعية التنظيمية ونهج – الكردايتي - وحيكت لبوسها في أقبية مظلمة فليعلم هؤلاء الانقلابييون الصغار أن لعنة – منصورة – ستلاحقهم الى مالانهاية وبالاخير لن يصح الا الصحيح .
لم أدخل يوما في جدال شخصي مع متزعمي كل الأحزاب الكردية السورية وما أكثرهم ولم أبدد وقتي في تفنيد تصريحاتهم ليس ترفعا مني بل لأنني لم أجد فائدة تذكر لقضيايانا القومية والوطنية في تتبع يومي لاعلام ديماغوجي آيديولوجي مبالغ ومتناقض وغير موثوق وبيانات خلبية انشائية بعيدة عن الحقيقة والواقع فاذا كانت طبيعة التصريحات الحزبوية خاصة في زمن الردة الذي نعيشه الآن لاتتسم بالصدقية فان اعلام الجماعات الكردية السورية المنضوية تحت عباءة الحزب الشمولي العسكريتاري المغامر – ب ك ك – تجاوز كل الحدود في التضليل وقلب الحقائق .
ولكنني وجدت نفسي اليوم أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية غير قابلة للتأجيل بصدد هذا التصريح الصادر من ( حكامنا الجدد في سلطة الامر الواقع المؤقتة ) فبالأمس القريب صرحت السيدة – الهام أحمد – ( رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية ) نشرته صحيفة تابعة لحلفاء مستحدثين مؤقتين أيضا بأن دمشق وافقت بوساطة روسية على البدء بمفاوضات سياسية وإمكانية تشكيل «لجنة عليا» مهمتها مناقشة قانون الإدارة المحلية في سوريا، والهيكلية الإدارية ل«الإدارة الذاتية» لشمال شرقي سوريا وأشارت أحمد إلى وجود «جدية من الروس في لعب دور الوسيط والضامن للعملية السياسية، وإطلاق مباحثات مع الحكومة، وتعهدوا بالضغط عليها للقبول بتسوية شاملة، ووعدت بترجمة هذه الوعود خلال الأيام المقبلة». وزادت: «بعد انتهاء النقاشات في حميميم، سافرنا إلى دمشق باليوم التالي، وقابلنا اللواء علي مملوك (رئيس مكتب الأمن الوطني)، وعقدنا الاجتماع بحضور المبعوث الروسي». «كنا دائماً مستعدين لمرحلة المفاوضات، سواء كانت في جنيف أو مع الحكومة بشكل مباشر، وقالت: «نعمل على عقد مؤتمر (القاهرة 3) في شهر مارس (آذار) المقبل، وسنكون جزءاً من منصة القاهرة الممثلة في اللجنة الدستورية» .
تعقيب على تصريح سيدة - قسد – الأولى – الهام أحمد -
أولا – أنها تبشر الكرد بفتح مبين وتوهمهم وكأنها المرة الأولى التي تجتمع جماعتها مع نظام الأسد متناسية اتفاقية ( آصف شوكت – مراد قرايلان ) أواخر عام الثورة السورية وعمليات التسليم والاستلام وموالاة النظام في مواجهة الثورة وكل الكرد المخالفين لها .
ثانيا – تحاول الاختباء وراء ( الوساطة الروسية ) والمراهنة على الروس للضغط على نظام الأسد لقبول المفاوضات وهو يعتبر الجماعة في ( الجيبة ) منذ ثمانية أعوام متجاهلة أن الروس هم محتلون لبلادنا ومتلاعبون بقضيايانا ومنقذون لنظام الاستبداد وقتلة شعبنا كل يوم فكيف لهؤلاء المحتلين القتلة أن يكونوا ضامنين لحقوق الآخرين من ضحاياهم ؟ .
ثالثا – تتجنب السيدة الإشارة الى سقف الحقوق الكردية السورية وصيغتها القانونية والدستورية والاجرائية وتصر بالمقابل على الإبقاء على حزبها وادارتها الذاتية كممثلين مخولين ليس لكرد سوريا فحسب بل لكل السوريين يعني انها تمثل – ب ك ك – وليس أي طرف آخر .
رابعا – تبدي السيدة استعدادها لكل الخيارات : المفاوضات المباشرة مع النظام – والمشاركة بجنيف – وفي اللجنة الدستورية – والانخراط في منصة القاهرة - وقبل ذلك الحوار مع تركيا – وتطوير العلاقة مع الامريكان – ولكنها ليست مستعدة للانفتاح على أطياف الكرد السوريين والوطنيين المستقلين والاستجابة لنداءات المصالحة وإعادة البناء والمؤتمر الكردي السوري الجامع ولا للتفاهم مع المعارضين السوريين للنظام ولا لعلاقة متينة مع إقليم كردستان العراق .
خامسا – في هذه الحالة لاأعتقد أن السيدة ومن تمثل مخولون لتمثيل الشعب الكردي أو حتى الجزء الأكبر من جمهورهم لأنهم يخفون الحقائق وليسوا على قدر ولو بالحدود الدنيا من الشفافية ويتحركون بناء على أوامر وتوجيهات مركز قنديل لخدمة أجندات خارجية وإقليمية على وجه التحديد .
سادسا – قلناها وسنكررأن المخرج الوحيد لحل مايعانيه الكرد السورييون وماتعانيه حركتهم من ردات وتراجعات وانحرافات هو اللجوء الى المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع لاعادة البناء واستعادة الشرعيتين القومية والوطنية وانتخاب قيادة جماعية كفوءة منتخبة لمواجهة التحديات الماثلة.
[1]