الكرد السورييون والتحالف الدولي
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6266 - #20-06-2019# - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
من المقرر أن تستضيف باريس يوم الثلاثاء المقبل اجتماعاً لكبار الموظفين في التحالف الدولي لبحث ملف الاستقرار في شرق سوريا. ولوحظ أن عددا من الدول الأوروبية باتت تعطي أولوية لتمويل مشاريع اقتصادية هناك، بدلا من مناطق أخرى في سوريا وهنا وبما أن الأمر يتعلق بمناطق كردية الى جانب العربية والمختلطة حسب الطبيعة السكانية لمناطق شرق الفرات لابد من تسجيل الملاحظات التالية :
أولا – ان دول التحالف بتركيبته الواسعة التي تشمل أمريكا ودولا أوروبية وخليجية وغيرها كانت قد قررت مرارا وتكرارا أنها لن تساهم في إعادة اعمار سوريا حتى يتحقق الاستقرار ويتم الحل السلمي الذي يرضي الشعب السوري وبمعزل عن نظام الأسد وهو قرار حكيم والسؤال هنا : مع الدعم الكامل لأية مساعي لتحقيق الاستقرار ولكن هل أن مناطق شرق سوريا ليست جزء من كل سوريا ؟ وهل يسود الاستقرار السياسي والمجتمعي والسلم الأهلي في هذه المناطق ؟ وهل قسد طرف شرعي منتخب لتمثيل الأهالي في هذه المناطق ؟ وهل أن القوة الرئيسية في قسد والمقصود الفرع السوري ل ب ك ك يمثل الكرد السوريين ويحظى بقبولهم ؟
ثانيا - طوال عقود والكرد السورييون يتعرضون الى الاضطهاد والحرمان ومنذ اندلاع الثورة السورية تضاعفت فصول تلك المعاناة بالتهجير والاحتلال وتحكم فصائل مسلحة اسلاموية فاسدة بمصير أهلنا بعفرين وحتى باحراق محاصيل السكان في مختلف المناطق ولم نسمع في كل تلك السنوات وحتى الآن أي صوت داعم من جانب المملكة العربية السعودية التي أرسلت أحد وزرائها قبل أيام لتفقد مناطق من شرق الفرات تمهيدا لتنفيذ مشاريع اقتصادية حسب زعمه وكلنا نعلم أن المسألة لاتتعلق بصحوة ضمير تجاه محنة الكرد وباقي السكان بل ذات صلة بالصراع الإقليمي على النفوذ والذي يمكن أن يهدأ في أية لحظة كما يثبت لنا تاريخ لعبة الدول والأنظمة بالشرق الأوسط .
ثالثا – هناك بعض الدول الأوروبية مثل ( فرنسا ) تسعى عبر مندوبيها الأمنيين أوالممثلين المنتدبين من تروستات تجارية وشركات الاتصالات الذين يزورون باستمرار القامشلي وعين العرب – كوباني – والرقة يقع في صلب مهامهم جمع المعلومات الاستخباراتية لخدمة حكوماتهم وكذلك التمهيد لعقد صفقات اقتصادية بشكل جانبي والأوروبييون بشكل عام يمارسون هذه السياسة المصلحية العوجاء حتى تجاه ايران برغم العقوبات الدولية التي شاركت في اقر ارها .
رابعا – نعيد الى أذهان فرقاء التحالف الدولي بأن أطرافا رئيسية من بينها قد ألحقت الضرر بالكرد وقضيتهم عندما استخدموا مسلحي جماعات – ب ك ك – لمصالح نفوذهم وصراعاتهم البينية إقليميا ودوليا دون مقابل لصالح الكرد واعتبروهم ممثلون لكرد سوريا في حين أنهم وبقية الأحزاب الكردية السورية الموالية منها لجماعات ب ك ك أو المنخرطة منها في ( الأنكسي ) قد فشلت في التعبير عن طموحات الكرد السوريين وتسببت في تعميق الانقسامات وافراغ المناطق من سكانها واستخدمت مصائر الكرد في سبيل مصالحها الحزبية والآيديولوجية .
خامسا – ونعيد الى أذهان حكومات دول التحالف بأن حربها ضد الحوثيين باليمن كانت بسبب أن تلك القلة المسيرة من جانمب قادة جمهورية ايران الإسلامية المذهبية لاتمثل الشعب اليمني بغالبيته الساحقة وارادته وتطلعاته فكيف بها تمارس سياسة مناقضة تجاه الحالة الكردية السورية ؟ فالوضع هنا مازال انتقاليا غير مستقر وغير ثابت كما في كل أنحاء سوريا وقد حاولت رئاسة إقليم كرذستان العراق مشكورة لرأب الصدع وهناك محاولات منذ أكثر من خمسة أعوام لمعالجة الحالة الكردية المتدهورة وقد طرح حراك – بزاف – مشروعه التوحيدي في سبيل إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية من خلال العمل لتنظيم إجراءات عقد مؤ تمر وطني كردي سوري جامع من الوطنيين المستقلين والمجتمع المدني والشباب والمرأة ومشاركة ممثلين عن الأحزاب .
سادسا – منذ مايقارب الشهر طرح – بزاف – مذكرة على الكرد السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي ( منشورة في آخر هذه المقالة ) تدعو الى التعاون من أجل الإسراع في عقد المؤتمر المنشود للاطلاع والتوقيع عليها وهي موجهة أساسا الى قوى التحالف وكل الأطراف المعنية بالملفين السوري والكردي وفي المقدمة إقليم كردستان العراق وعندما ينتهي موعد عملية جمع التواقيع سيجري تسليم المذكرة مع أسماء أصحاب التواقيع الى كل الأطراف .
وفي تطور متصل بالشأن السوري أكدت مصادر إعلامية متعددة تشير الى احتمال حدوث اختراق جديد في العلاقات الأمريكية الروسية حول سوريا وبحسب ماجاء في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فان وزير الخارجية الأمريكي وخلال زيارته الأخيرة الى موسكو ( منتصف أيار المنصرم ) التي التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي بحضور جيمس جيفري، مسؤول الملف السوري في الإدارة الأميركية، خطة من ثماني نقاط تتناول تنفيذ القرار الدولي 2254 بهدف التوصل إلى حل سياسي. وشملت الخطة أيضا بنودا تهدف إلى التعاون في ملف محاربة الإرهاب و«داعش»، وإضعاف النفوذ الإيراني، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل في سوريا، وتوفير المساعدات الإنسانية، ودعم الدول المجاورة، وتوفير شروط عودة اللاجئين السوريين، إضافة إلى إقرار مبدأ المحاسبة عن الجرائم المرتكبة في سوريا ..
وستكون تلك المقترحات أو النقاط الثمانية موضع مباحثات في اجتماع جون بولتون، رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف خلال لقائهما في القدس الغربية في 24 من شهر يونيو (حزيران) الجاري، قبل عقد لقاء ثلاثي يضم مئير بن شبات، مدير المكتب القومي الإسرائيلي في اليوم التالي وذلك قبل نحو أسبوع من لقاء الرئيسين الأمريكي والروسي على هامش قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية يومي 28 و29 من الشهر الجاري.
مذكرة من حراك بزاف للاطلاع والتوقيع عليها
( ندعو بنات وأبناء شعبنا التوقيع على هذه المذكرة بغية الإسراع في عقد المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري الجامع )
الى الشركاء السوريين ، بكافة مكوناتهم ، وأطيافهم ، بكل مكان .
الى الأشقاء في رئاسة ، وبرلمان ، وحكومة إقليم كردستان العراق ، وكافة قوى الحركة القومية الكردستانية .
الى قوى التحالف الدولي ، وكل الأطراف الإقليمية ، والمجاورة ، والدولية ، والأممية ، المعنية بالملف السوري ، والقضية الكردية السورية .
بعد التحية والتقدير :
ليس خافيا عليكم مايجري ببلادنا منذ أكثر من ثمانية أعوام ، وتعلمون مدى تعلق السوريين بمسألة تحقيق السلم والاستقرار في ظل وضع ديموقراطي ، وبحسب قرار جنيف واحد عام 2013 ، باقامةهيئةحكم انتقالية ، واجراء الانتخابات ، وعودة المهجرين ، واعمار ماتهدم ، وتطبيق العدالة بحق كل من أجرم ، واجراء الحوار السوري – السوري للبحث عن حلول لكافة قضايا الوطن ، وفي مقدمتها القضية الكردية ، وتثبيت الشراكة العادلة في السلطة والثروة بين كافة مكوناته وضمانها ، بدستور متوافق عليه .
وعلى صعيد الحالة الكردية الخاصة التي نحن بصددها الآن ، والتي ستكون معالجتها خطوة في حل الأزمة الوطنية العامة ، ومساهمة متقدمة في بلوغ الحل النهائي لقضايانا المشتركة ، نطالبكم بتقديم الدعم السياسي والمعنوي ، لانجاز مانصبو اليه في تحقيق الآتي :
أولا – الأزمة القائمة على الصعيد الكردي السوري ، واضافة الى جوانبها الاقتصادية ، و الاجتماعية ، والسياسية العامة ، فانها نتائج صراعات الأحزاب الكردية ، غير المنتخبة من الشعب ، وغير المخولة منه ، والباحثة عن مصالح ذاتية ، بطرق لاديموقراطية ، فسلطة الأمر الواقع التابعة لمركز – قنديل – ، والقيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني ، جاءت حسب خطة إقليمية سورية – إيرانية ، لمواجهة الثورة السورية ، وضرب العلاقات الكردية العربية ، لصالح نظام الأسد الاستبدادي ، وتمارس العنف الشديد تجاه السكان المحليين ، من الكرد ، والعرب ، وغيرهم ، أما أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) ، فلم تكن قادرة على إدارة الصراع السياسي حسب الأصول المتبعة ،ولمصلحة الغالبية الشعبية ، بالرغم من كل الدعم المقدم اليها من جانب الأشقاء في إقليم كردستان العراق ، ومالبثت أن تراجع نفوذها ، وتفككت .
ثانيا – ان حل الأزمة على الصعيد الكردي السوري ، لاينحصر في المصالحة بين أحزاب ( تف دم والانكسي ) ، لأن أحزاب الطرفين هي لب المشكلة ، وليست الحل ، فهي جميعها غير منتخبة ، وليست مخولة من الشعب ، كما ذكرنا أعلاه ولاتمثل الأهداف والمطامح المشروعة للشعب الكردي السوري ، لذلك فان كل الجهود المنصبة على تحقيق المحاصصة بينها ، ستكون هباء ، وبدون فائدة للكرد وللسوريين جميعا ، وهناك تجربة مريرة للأشقاء في إقليم كردستان العراق بهذا الخصوص .
ثالثا – وهذه الحقائق تقودنا الى البحث عن سبل استعادة شرعية الحركة الكردية السورية ، وتحقيق المصالحة ، والاتحاد ، في وجه التحارب ، و الانقسام ، لتقوم بدورها القومي والوطني ،وتواجه تحدياتهما الماثلة ، وذلك عبر تشكيل لجنة تحضيرية ، عمودها الفقري من الوطنيين المستقلين ، والمجتمع المدني ، وقوامها من سائر الفعاليات ، والنشطاء ، بمافي ذلك مشاركة ممثلي الأحزاب التي تقر بعقد المؤتمر بحسب النسب المقترحة وتلتزم بنتائجه ، وستكون مهام اللجنة التحضير لعقد المؤتمر القومي – الوطني لكرد سوريا ، بتمثيل عادل لكافة الطبقات والفئات والتيارات السياسية ، وفي مكان حر آمن .
رابعا – لقد صاغ حراك – بزاف – مشروع برنامج مستقبلي ( منشور في موقعه الرسميwww.Bizav.me
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ) ، وسيعرضه على المؤتمر الذي هو سيد نفسه ، ويقرر ، ويختار حسب الأصول الديموقراطية مايراه مناسبا من برامج ، وخرائط طريق ، حول مختلف القضايا ، كما سينتخب المؤتمر قيادة كفوءة على مستوى الأحداث .
خامسا – ومن جملة مقترحات – بزاف – على المؤتمر الذي سيكرس الشرعية ، ويعيد بناء حركة كردية واحدة موحدة ، إقرار تشكيل ( مجلس استشاري ) للقيادة المنتخبة من المسؤولين الأوائل لجميع الأحزاب الكردية السورية المشاركة بالمؤتمر ، يجتمع مرتين بالعام ، ومن مهامه تقديم المقترحات والملاحظات للقيادة المنتخبة من المؤتمر .
سادسا – يقترح – حراك – بزاف – على اللجنة التحضيرية المزمع تشكيلها وبالإضافة الى ممثلي الجماعات الديموقراطية العربية ، والتركمانية ، والكلدو- آشورية ، والأرمنية ، من شركائنا بالوطن ،دعوة كل الأطراف التي وجهت اليها هذه المذكرة بحضور ممثليها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المنشود .
سابعا – ستكون الخطوة القادمة للقيادة المنتخبة من المؤتمر كما نرى التواصل مع الشركاء في الصف الوطني ، لمناقشة السبيل الأفضل لامكانية تشكيل لجنة تحضيرية وطنية مشتركة ،وتوفير شروط عقد مؤتمر وطني سوري جامع لمواجهة تحديات السلام والبناء .
ثامنا – نجدد تأكيدنا لكل الأطراف ، على أن دعم واسناد هذا المشروع ، هما الطريق الصحيح والسليم ، لتقديم المساعدة لقضية الشعب الكردي ، والقضية السورية عموما ، ولمسألة السلام والاستقرار عامة .
مشروع بزاف
لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية
#20-05-2019#
التواقيع
[1]