السبيل لاعادة بناء حركتنا الكردية السورية
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6050 - #10-11-2018# - 18:56
المحور: القضية الكردية
بعد انتشار مشروع – بزاف – ووثائقها وقيام لجان متابعة بالخارج والداخل وعقد لقاءات وحوارات تشاورية وظهور تيارات مستقلة أخرى ومشاركة أوسع من كتاب ومثقفين في جهود تشخيص الأزمة الخانقة الراهنة ومناقشة المشروع بدأ التمايز يتوضح أكثر بين ( قيادات ) الأحزاب الكردية من جهة وأنصارها من الجهة الأخرى بشأن الموقف من اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية وعلى سبيل المثال نرى ( قيادات ) تلك الأحزاب التي تحاول الحفاظ على مواقعها الوظيفية ومصالحها الذاتية تتجاهل في مؤتمراتها واجتماعاتها حتى الاشارة الى وحدة الحركة والمؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع متجاهلة الكتلة التاريخية الوطنية المستقلة الغالبة في ساحتنا وأحيانا تلتف وتوارب في حين أن غالبية أنصارها تسير باتجاه مغاير أي مع مشروع اعادة البناء والمؤتمر الوطني ولكن يجب أن أضيف : مازلنا بأول الطريق وعلينا مواصلة التشاور والمزيد من الحوار وتعزيز حوامل المشروع وتطوير مضمونه بروح جماعية ووسائل شفافة .
مايزيد من التفاؤل أن نخب وطنيينا ومثقفينا الملتزمين بقضايا الشعب في الطريق للخروج من ( القمقم ) ورفع الصوت عاليا في وجه القيادات الحزبية التي ضلت الطريق وتضلل ماحولها فلم تعد نخبنا المتنورة تأبه بسطوة أدوات قمع السلطات الحزبية المتحكمة بمصائر مواطنينا في مناطقنا وأصبحت خارجة عن اطار تأثير خطاب القبائل الحزبوية الشعبوي – العاطفي وقد استبشرنا خيرا في هذه الأيام بالذات من جهود البعض في خرق الحواجز المصطنعة وتشخيص الحقيقة والكشف عن مستور قيادات ذات تاريخ اشكالي لاهم لها اليوم سوى البحث عن مصالحها الذاتية مقابل اخفاء الحقيقة حتى عن مواليها فقط أقول أن أزمة الأحزاب وقياداتها ليست بنت اليوم ولم تعد متوقفة على مواقف سياسية آنية – رغم أهميتها – بل تطال البنية والبرنامج والوسائل وكل مكونات العامل الذاتي ومسألة الشرعيتين القومية والوطنية والتي لن تحل ولن تستعاد الا عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع كما تطرحه – بزاف - .
حول مشروع – بزاف – وجوابا على تساؤلات الكثيرين عن مشاركة أحزاب ( المجلسين ) من عدمها في المؤتمر الكردي السوري التوحيدي الانقاذي المنشود أقول بناء على فهمي للمشروع والوثائق الملحقة فان المشاركة في المؤتمر تتوقف على مواقفها وقناعاتها من: قبول وجود شعب كردي سوري وحقه بتقرير مصيره في اطار سوريا ديموقراطية تعددية موحدة خالية من الاستبداد والاحتلال وأن القضية الكردية جزء من القضية الوطنية الديمقراطية والاقتناع بفشل السيستيم الحزبوي الراهن في الساحة الكردية مع رفض أساليب كم الأفواه وقبول الآخر المختلف واحترام التعددية القومية والدينية والمذهبية وأن لاشرعية قومية ووطنية لأي طرف حزبي أوجماعة في الحالة الراهنة وقبول أن الغالبية من وطنيي شعبنا مستقلون وهي مصدر الشرعية مع قبول المؤتمر الوطني الكردي السوري طريقا لحل الأزمة وإعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة وعلاقة اخوية مميزة مع إقليم كردستان العراق وحزب البارزاني الخالد مع علاقات التنسيق والاحترام المتبادل بجميع أطراف الحركة التحررية الكردستانية .
لاأعتقد أن البزافيين بصدد حتى التفكير بانتظار زوال الآخرين من أحزاب المجلسين حتى يثبتوا مشروعهم بالتعاون مع باقي المجاميع الوطنية المستقلة والحراك الشبابي وممثلي منظمات المجتمع المدني الذين لم تستوعبهم حتى اللحظة لجان المتابعة بشكل كامل في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالداخل والخارج ويباشروا في اعادة بناء الحركة وتوفير شروط عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري وغالب الظن أنهم يفضلون مشاركة أنصار الأحزاب بالثلث ( غير المعطل ) باللجنة التحضيرية وفي عضوية المؤتمر أيضا أما مظاهر انهيار تلك الأحزاب ( دورا ونفوذا وتأثيرا ) التي لاتخطؤها العين وفقدان قياداتها الصدقية بين الأوساط الوطنية فلاشك أنها تؤشر الى ضرورة تسريع الخطى وانجاز مشروع اعادة بناء الحركة لمواجهة التحديات كضرورة قومية وطنية ملحة قبل وصول عدوى الانهيار من الأحزاب الى الشعب والقضية .
يقول أحدهم : وضع كرد سوريا مشابه لمسألة حقوق المرأة فالرجال يطرحون قضاياها وهي غائبة وهناك من يقرر مصير الكرد السوريين بالنيابة وهم غائبون قد يكون هذا القول مجال أخذ ورد ومعرض لشتى التفسيرات وقد يكون مقبولا من جانب البعض ومرفوضا من البعض الآخر ولكنه في كل الأحوال يلامس جرحنا المزمن ويثير فينا شجونا مسكونة منذ حين ويدفعنا الى التأمل العميق والبحث عن سبل فهم جوانب أزمة حركتنا الوطنية واستنهاض الهمم لاعادة ترميم الشخصية الوطنية الكردية السورية وبلورتها وتصقيلها عبر المؤتمر الجامع الذي تصبو اليه الغالبية مع فهم قوانين المعادلتين القومية والوطنية المتحكمة بمصيرنا والعمل على تبديلها وتجييرها لمصلحة مشروعنا القومي – الوطني والبناء على تمثيله الشرعي حاضرا ومستقبلا .
ماذا يعني رصد مكافأة مالية أمريكية لمن يدلي معلومات عن مكان تواجد ثلاثة قادة بارزين في – ب ك ك – ؟ هل لأن أحدهم ( مراد قرايلان ) كان مسؤولا عن العودة الى أحضان نظام الأسد عندما اتفق مع اللواء أصف شوكت بداية الثورة السورية ؟ أم هل لأن الثاني ( جميل بايك ) هو من وضع أسس العلاقة التبعية لايران عبر قائد فيلق القدس اللواء ( قاسم سليماني ) ؟ أم لأن الثالث ( دوران كالكان ) من محرضي الفتنة الداخلية في اقليم كردستان العراق ومن دعاة تصفية منجزات شعبه ؟ أم أن الاعلان الأمريكي من سفارة واشنطن في أنقرة يعني بالاضافة الى ماذهبنا اليه ابداء حسن النية للحليف ( الاستراتيجي ) بالتأكيد على موقف واشنطن منذ عام 1997 على اعتبار – ب ك ك – منظمة ارهابية ؟ أو التلويح باالعودة من جهة أخرى الى اتفاقية ( أضنة 20 أكتوبر 1998 ) بين حكومتي دمشق وأنقرة وملاحقها السرية الثلاث ؟ والكرة الآن بملعب التابعين للقادة الثلاث في ساحتنا الكردية السورية وبالأخير فان من جملة مايعني هذا الحدث هو تقويض نظافة وصدقية وأهلية المعلمين المباشرين والآباء الأولين ل- ب ي د – وكل جماعات – ب ك ك – السورية.[1]