هذا مشروعنا ومن يراه مناسبا عليه مراجعتنا
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5907 - #18-06-2018# - 18:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
هذا مشروعنا ومن يراه مناسبا عليه مراجعتنا
صلاح بدرالدين
منذ أعوام وبعد فشل أحزاب ( المجلسين ) واخفاقها ندعو الى الحوار والتشاور وعقدنا عشرات اللقاءات التشاورية باسم – بزاف – وصولا الى وضع مشروعي البرنامج وطرحهما والتوقيع عليهما من جانب الآف ثم الانتقال الى آلية عقد المؤتمر الكردي السوري وهو سبيلنا للوصول الى توحيد الحركة واكتساب شرعيتها الوطنية كنهج مدروس لتوفير أسباب الوصول الى تحقيق اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية عبر عقد المؤتمر الكردي الجامع المنشود بالغالبية الوطنية المستقلة لاستعادة الشرعية وانتخاب ممثلين كفوئين لمواجهة التحديات .
وفي هذا السياق كشفت وسائل الاعلام عن لقاءات عقدها وفد مقرب من دمشق مع قيادات كردية ( بالقامشلي ) تحت عنوان الوساطة واعادة الأمور الى ماكانت عليه بين النظام و جماعات – ب ك ك – السورية وأبدت الرئيس المشترك - لقسد - الهام أحمد انفتاحا والتعاطي مع أية مبادرة .. كما أكدت – ميس كريدي – على أجواء ايجابية ومن الجدير بالذكر أن المحاولة التي يشرف عليها مكتب اللواء – علي المملوك - تشمل جماعات حزبية كردية وغير كردية لاقامة اصطفاف جديد من وحي أن النظام انتصر ؟! على الجميع وان الثورة انتهت ؟ بالتزامن مع جهود روسية مماثلة لدفع فئات أخرى الى حضن النظام تحت سقف حقوق المواطنة للكرد التي تتناسب مع مقاس غالبية الأحزاب الكردية وفي المقدمة اليمين مما يعيدنا الوضع الى أجواء عام 1965 وكونفرانس آب .
وحصل الأمر ذاته بالقامشلي ( وهي المنطقة المحكومة بسلطتي النظام و- ب ي د ) بقيام أكثر الأحزاب اشكالية وهما حزبا ( اليمين والشيخ آلي ) وفي أجواء زيارة الوفد المرسل من مكتب ( علي مملوك ) بما سميت بالدعوة الى الحوارخاصة وأن ما تسرب من ذلك الاجتماع رفض مطلق من متزعمي الحزبين لمقترحين طرحهما وطنييون مستقلون لحل الأزمة بحسب مفهوم – بزاف - وهما : ( مؤتمر وطني سوري جامع لمواصلة الكفاح من أجل اسقاط الاستبداد ومؤتمر قومي كردي بمشاركة الجميع ) وهنا بيت القصيد .
طرح فكرة المؤتمر الوطني الكردي السوري بحد ذاته أمر مرحب به ولكن يجب التوضيح أن الفكرة صدرت من بزاف منذ أربعة أعوام معززة بمشروعي البرنامج القومي والوطني ووثائق وبيانات وآلاف التواقيع وكتاب منشور على موقعه بالفيسبوك والفكرة مستندة على انجاز المؤتمر بغالبية مستقلة ضامنة ومنذ فترة خصوصا بعد اعادة النشاط الى خط دمشق – القامشلي يتم تداول الفكرة من أطراف حزبية لأغراض قد تكون آنية وتكتيكية أو في سبيل كسب أوراق تفاوضية باسم ( المؤتمر القومي الجامع ) وبمفهوم مغاير عن الفكرة الأصلية لايتجاوز اتفاق الأحزاب الحالية في المجلسين تحت عنوان ( المؤتمر ) تحت سقف متدني من المطالب السياسية والاستمرار في تجاهل غالبية الشعب التي يمثلها الوطنييون المستقلون نقول لكل السعاة اللذين يهدفون الاحتفاظ بمواقعهم وامتيازاتهم الحزبية عبر أساليب التضليل وتمرير الألاعيب أن ( المؤتمر الوطني الكردي ) أرفع من أن يتحول الى وسيلة لعقد الصفقات مع نظام الاستبداد .
من خلال متابعتي تبين أن مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية أصبح له حضور ليس في أروقة الاجتماعات الحزبية فحسب بل حتى بينها وبين ممثلي سلطة نظام الأسد وماترشح حتى الآن التعاطي العلني لتعبيرات سلطة الأمر الواقع مع مسألة ( المؤتمر الوطني الكردي السوري ) الذي طرحه – بزاف – لأول مرة منذ أعوام مزودا بالبرامج والآليات ثم لحق بها حزبا اليمين وشيخ آلي الاشكاليان والجميع يحاول استثمار الموضوع في الطريق الخطأ وفي خدمة عقد الصفقة مع النظام باسم ( مؤتمر قومي لتوحيد الحركة ) وحسب مقاساتهم الحزبية وسياساتهم المساومة حول الحقوق القومية الكردية بقي أن نقول أن الحلقة الحزبوية الأضعف بالساحة ( المجلس الكردي ) مازال صامتا ( صمت القبور ) وهنا أتوجه الى ( البزافيين ) الشجعان بأن ماقدمتوه حتى الآن من مشاريع برامج وما عقدتموه من لقاءات بظروف صعبة وماأعلنتموه من بيانات وتصريحات لم تذهب سدى وماعليكم سوى المتابعة والمزيد من العطاء الفكري والابداع في تجديد البرامج والخطط النضالية لاضاءة الدرب وكشف المتربصين بانجازاتكم بغية افراغها من محتواهاالنضالي الأصيل .
الذين يسعون الى سرقة – كد – الآخرين يلوحون بعبارات ( الداخل والخارج ) بمعنى عدم أحقية كرد الخارج بالمشاركة في القرارونقول لهؤلاء أن أكثر من نصف الكرد السوريين ( الغالبية ) خارج البلاد وغالبية هؤلاء معارضون لنظام الاستبداد وموالون للثورة وسجناء سابقون وأكثر من نصف هؤلاء من الجيل الشاب والمنتج بينهم مثقفون وناشطون ومناضلون واختصاصييون ورجال أعمال اضافة الى آلاف من بيشمةركة – روزئافا – بين هؤلاء نخب واسعة جدا – ولاأقول الكل - فقدت الأمل من أحزاب ( المجلسين ) ومع اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية عبر المؤتمر الكردي السوري واذا أضفنا الى هؤلاء أهلنا بمنطقة عفرين المحتلة من تركيا ( بعد تحررهم من النظام وسلطة الأمر الواقع ) يكون أكثر من ثلثي الكرد السوريين لاأهمية لهم وخارج البلاد أي خارج سلطة – ب ي د – والنظام بنظر أبواق الطرفين ( وكأن الوطنية محصورة في ممالك الاستبداد ) وبالتالي لايحسب لهم الحساب في أية تسوية ( ان تمت ) تماما مثل منطق النظام بتجاهل أكثر من نصف السوريين من المهجرين بل مصادرة ممتلكات ( الغائبين ) اسوة بممارسات اسرائيل أيضا لقد غاب عن تلك الأبواق أن الداخل والخارج صنوان لاينفصلان وأن الأفكار والمواقف السياسية تنتشر من دون انقطاع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وأحيانا للخارج دور مؤثر عندما تسود الفاشية والدكتاتورية وتحل الحروب والتاريخ مليء بالشواهد .
وعلى ذكر عفرين المحتلة ومعاناتها من الاحتلال أولا ومن تبعاته الأشد وطأة في ممارسات جماعات مسلحة ظلامية تعتدي وتثير الفتنة وتتجاوز كل حدود وهي خارجة من رحم الاسلام السياسي طال ما حذرنا من ظهورها منذ بداية ثورتنا التي أجهضها نفس هؤلاء نحن نعلم أن هذه القطعان لاتلتزم بأية جهة تحترم نفسها وتسير وراء مآربها الخاصة ونزعاتها العنصرية المتطرفة ولكن نقول مع كل الوطنيين السوريين وكردهم أن الاحتلال التركي يتحمل المسؤولية الأساسية وعليه ردع هؤلاء ووضع حد لهم واعتماد اللجان المدنية المنتخبة من أهل عفرين كجهة شرعية وحيدة ودعمها بكل مصادر تعزيز الادارة والقرار والتحاور معها كممثلة لعفرين ومنطقتها ونطالب بأن يقوم الاحتلال بافساح المجال لعقد مؤتمر موسع للجان المنتخبة مع اضافات من الداخل والخارج ودراسة الوضع من كل جوانبه واتخاذ مايلزم من قرارات وتوصيات وكل المحبة والتقدير والاكبار لأهلنا في جيايي كورمينج الأشم .
كما أن قيادات أحزاب ( المجلسين تف دم والكردي ) ومنذ 2011 على أقل تقدير تتشارك ( بصورة متفاوتة ) في الاحتلال والاستيلاء والنهب ( ماديا وفكريا وثقافيا ) فالأولى استولت بالقوة ( وليس بالاقناع والعملية الديموقراطية ) على جميع المناطق الكردية بمدنها وبلداتها وقراها وأملاكها العامة والخاصة ( قبل تسببها بخسارة عفرين ) كما سرقت الحركة الكردية السورية وأجهضتها وعبثت بتاريخها وتقاليدها أما الثانية فقد تاجرت بالرموز القومية السامية وانتحلت الشرعية والتمثيل ( الوحيد ) ومضت بطريق الانحراف من دون مراجعة وتجديد وساهمت بازاحة ( الكتلة التاريخية ) من الشباب والمستقلين ومهدت من حيث تدري أو تغفل في تثبيت سلطة الأمر الواقع لتعقد معها بعد ذلك صفقات – خاسرة - في المحاصصة وتوزيع المغانم.
[1]