مثقفون عرب يتضامنون مع الكرد
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5652 - #27-09-2017# - 10:40
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
في زحمة السجال الدائر حول استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق والتراشق الاعلامي المستمر والتهجم الشوفيني من جانب غلاة العنصريين من القوميات السائدة ( العربية والتركية والفارسية ) في بلدان المنطقة من أنظمة وكتاب ورجال سياسة والردود القاسية عليهم من جانب بعض نظرائهم الكرد وادخال اسرائيل في موضوع الخلاف الكردي مع الأنظمة والحكومات الاستبدادية رأيت من المناسب نشر عينات قليلة من مئات المواقف التضامنية العربية المؤيدة لحق تقرير مصير الشعب الكردي حتى يعلم الجميع أن الصراع ليس كرديا عربيا بل هو سياسي مع الاستبداد والحكام العنصريين الدكتاتوريين وأن العقلاء من نخب الشعبين الكردي والعربي ليس لهم الا الحوار من أجل حل القضايا العالقة والحفاظ على الصداقة والعيش المشترك .
1 - كل الشكر للناشطة والمناضلة من أجل حقوق الانسان والديموقراطية الصديقة العزيزة السيدة زينب فرحات وكل الوطنيين التوانسة الذين فجروا اول ثورة ربيعية على تفهمهم للقضية العادلة للشعب الكردي ودعمهم لارادة شعب كردستان العراق في استفتاء تقرير المصير وأوافقها الرأي تماما أن من يقف الى جانب حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني الشجاع عليه الوقوف مع حق الكرد أيضا وبدون تردد لان قضية الحرية لاتتجزأ أما مانفثه كل من السيدين ( إيهاب وتيتيوس ) من سموم عنصرية ودينية فأقول للأول تأييد حق تقرير مصير الشعوب لايخضع لشروط وليس من وظيفة أحد غير الكرد ترتيب أوضاعهم الداخلية ثم اننا عندما نؤيد نضال شعب فلسطين هل علينا فرض قيادة عليهم حسب مزاجنا ؟ ثم لاأدري هل أن السيد إيهاب الأردني في ظل نظام يرأسه ماركس ويترأس حكومته لينين ؟ ومن أين له أن يشطب ثلاثة ملايين كردي سوري وينكر موطنهم التاريخي منذ آلاف السنين وقبل ظهور سوريا ؟ حتى الدكتاتور بشار الأسد بكل عنصريته يعترف بوجود شعب كردي سوري وأقول لتيتوس ان كنت مسيحيا فان دستور إقليم كردستان العراق ينص على ان شعب كردستان هم ( الكرد والكلدو آشور سريان والتركمان والأرمن والعرب ) وهم شركاء في الحكومة والبرلمان وكل الإدارات وقرار الاستفتاء صدر من الجميع وكل النازحين المسيحيين الذين فروا من البصرة وبغداد والموصل إضافة الى مليون عربي سني الان امانة لدى اخوتهم الكرد في أربيل ودهوك والسليمانية ويعاملون كأصحاب وطن وأرض وقضية مع الاعتذار من السيدة زينب على الاطالة .
2 - الأستاذ الصديق الفلسطيني عماد شقور وكنا سوية في معتقل تحقيق مخابرات – الحلبوني – قصر الشيخ تاج الدين الحسني – بدمشق عام 1968 والمستشار السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات يكتب في – القدس العربي – اليوم حول استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق وأنقل أجزاء من مقالته الهامة :
كل الاوقات ملائمة لاستقلال الشعوب. وكل الاوقات ملائمة لاستفتاء الشعوب حول كل قضية تخصها. وكل الاوقات غير ملائمة لاحتلال أي شعب لارض أي شعب آخر واخضاعه لاستعماره. وكل الاوقات غير ملائمة لاستفتاء أي شعب حول حقوق أي شعب آخر...تتبارى هذه الايام دول عظمى ودول قوية ودول متوسطة، بل ودول مارقة، اضافة إلى منظمات دولية واقليمية، يقتصر دورها وتخصصها، (مثل تنظيمات وفصائل فلسطينية)، باصدار بيانات وتعميم نصائح، تتضمن مناشدة قادة اقليم كردستان العراق، تأجيل الاستفتاء على استقلال الاقليم، (رغم الاعلان المسبق لهؤلاء انه «استفتاء غير ملزِم)، بحجة ان «الوقت غير ملائم ....
الا يحق لابناء وقادة الشعب الكردي في اقليم كردستان العراق وفي سوريا إيران وتركيا، ان يسألوا هؤلاء «الناصحين
متى يكون الوقت ملائما للاستقلال، ولإجراء الإستفتاء عليه؟.
ألم نمُرّ، على مدى قرن من الزمان حتى الآن، هو عمر اتفاقية سايكس بيكو، التي وزعت ابناء الأُمة والشعب الكردي الواحد على اربعة كيانات سياسية، خاضت فيما بينها حروبا عديدة، كان ابناء الشعب الكردي خلالها موزعين على جبهتي القتال، يقاتِلون ويقتَلون بعضهم بعضا، في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ب»وقت ملائم»؟.
ان تصرفا عربيا حكيما مع الاكراد، وحقهم في التحرر والاستقلال، هو مفتاح اقامة تحالف عربي كردي مثمر ومستمر، وهو مفتاح اقفال باب التحالف الاسرائيلي الكردي. لا يمكن للمرء ان يكون صادقا وعادلا في تأييده لتحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله، وان يكون في الوقت ذاته رافضا ومعاديا لتحرر الأكراد واستقلالهم.
3 - جزء من مقالة للكاتب العربي الفلسطيني سلمان مصالحة منشور اليوم في صحيفة الحياة اللندنية حول حق تقرير مصير الشعب الكردي :
ها هم الأكراد ذاهبون إلى إجراء استفتاء حول إنشاء كيان سياسي خاصّ بهم مفصول عن العراق. إنّ مواقف الغالبية العظمى من العروبيين تعارض الاستفتاء وترفض أن يكون لهذا الشعب أيّ حقّ في تقرير المصير، على غرار سائر شعوب الأرض. إنّه الحقّ ذاته الذي يطالبون به لأنفسهم في كلّ مكان. إذاً، والحال هذه، ما هذا التناقض البنيوي الذي يحيون معه؟ ألا يحقّ للأكراد ما يحقّ لغيرهم؟ أم أنّ الأمر حينما يتعلّق باحتلال عربي لشعوب أخرى فإنّ هذه الشعوب تفقد حقوقها من منظور عروبي؟ كلّ هذا ناهيك بالتجارب التي خبرها الأكراد من طرف الفاشية البعثية في كلّ من العراق وسورية.
لهذا، فعلى كلّ عربي يؤمن بحقّ الشعوب في تقرير مصيرها أن ينتصر لحقّ الأكراد في إنشاء كيانهم المستقلّ على ترابهم الوطني الذي قام الاستعمار بتجزئته منذ قرن من الزمان، بين العرب والأتراك والفرس. إنّ العربي الذي يرفض حقّ الأكراد في تقرير المصير يفقد صدقيته أخلاقيّاً. بل أبعد من ذلك، يفقد حقّه في تقرير مصيره هو. أليس كذلك؟
برهان غليون
وليس هناك حل في نظري من دون الاعتراف بحق الكرد في تقرير مصيرهم، وبالتالي من دون فتح مفاوضاتٍ لتطبيق هذا الحق، على مدى زمني، وفي شروطٍ تراعي مصالح الدول المعنية، وتحول دون تهديد مصالحها القومية الأساسية. ومن دون ذلك، سوف تتحول القضية الكردية، لا محالة، إلى بؤرة التهاب دائم يزعزع استقرار الجميع، ويهدّد أمن دول كثيرة واستقرارها، ويقف عقبة أمام تفاهمها وتعاونها، وبالتالي بناء مستقبلها الفردي والجماعي. ولا أعتقد أن هذا الحل يمكن أن يحصل، من دون المبادرة بفتح نقاش جدي بين دولها الرئيسية على مستقبل المنطقة ومصيرها، ومن دون التوصل إلى اتفاقٍ ناجز لإقامة فضاء للأمن الجماعي والتعاون الإقليمي المشترك، يضم الجميع، ولا شيء يمنع من ذلك سوى التردّد والخوف وغياب الشجاعة، واستمرار بعض الحكومات في المراهنة على النزاع للتغطية على مشكلاتها الداخلية، أو لمواجهة خصومها على حساب الشعوب والدول الأضعف منها. لكن مآل الاستمرار في هذا الخيار، كما ذكرت، الانهيار الشامل وخروج المنطقة من التاريخ الراهن، والعودة بشعوبها إلى عهود الإقطاع والقرون الوسطى والخراب المعمم والدمار.[1]