الأسم: محمد حناوي خلف
اللقب: خبات تركمن
إسم الأب: حناوي
إسم الأم: وخلة
تاريخ الإستشهاد: #23-03-2024#
مكان الولادة: الرقة
مكان الإستشهاد: زاب
لقد أصبح القائد أوجلان، الذي يتخذ من الحرية والمساواة بين الشعوب أساساً له، مصدر أمل للشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم بفلسفته المتمثلة في الحياة الحرة، وتواصل الشعوب المتنورة بإيديولوجية القائد أوجلان بحثهم عن الحرية بشكل أكثر تعمقاً، وتعمل الشعوب في الكثير من أنحاء العالم، ولا سيما شعوب الشرق الأوسط التي تتخذ من النموذج القائم على الحرية الديمقراطية والبيئية وتحرر المرأة، على تصعيد النضال ضد النظام الرأسمالي الذي يقوم على تهميشهم وإقصائهم، ويبنون نظام الحداثة الديمقراطية خطوة بخطوة، وفي الشرق الأوسط، حيث ازدهرت أفكار القائد أوجلان، لا شك أن الشعب الكردي والشعوب العربية والتركمانية والآشورية والسريانية والعديد من الشعوب الأخرى يناضلون في سبيل مجتمع سياسي وأخلاقي، ويقدمون التضحيات ويعززون إيمانهم بالحياة الحرة، وفي سوريا، حيث تدور حرب ضروس منذ أكثر من عشر سنوات، أُتيحت الفرصة للشعوب خلال هذه الفترة للتعرف على حقيقة القائد أوجلان عن كثب، ولقد تحولت شعوبنا، التي كانت مضطرة للعيش في ظل نظام البعث ثم في ظل فاشية داعش، إلى فلسفة الحرية للقائد أوجلان عندما رأت تصاعد القمع والمجازر، وشعبنا الذي يؤمن أن حياة حرة ومشرّفة لا يمكن تحقيقها إلا بفلسفة القائد أوجلان، دفعوا بأغلى أبنائهم إلى الانضمام لصفوف النضال دون أن يعتريهم أي تردد وأظهروا إخلاصهم.
وكان أحد رفاق دربنا الذين انضموا إلى فلسفة القائد أوجلان، رفيق دربنا خبات تركمن، والذي وُلد في الرقة لأم تركمانية وأب عربي، ونشأ بكنف أسرة هادئة، وترعرع على التربية والأخلاق الاجتماعية التي تلقاها من عائلته، وعندما احتل مرتزقة داعش الرقة، كان في بداية ريعان شبابه، وأدرك خلال فترة وجيرة أن لا هؤلاء المرتزقة لا يمتدون إلى الدين بأي صلة، ولهذا السبب، كان دائماً يتجنب المرتزقة، ونشأ في قلبه غضب شديد بسبب المجازر التي ارتكبها مرتزقة داعش، وتعهد بأنه في يوم من الأيام سيحاسبهم على ارتكابهم لهذه المجازر المروعة، ونزحت عائلته التي لم تعد قادرة على التحمل أمام ضغوط المرتزقة، إلى قرية حمام التركمان في كري سبي عام 2016، وبالتالي سنحت الفرصة له بالحصول على حياة حرة، وخلال هذه الفترة تعرّف رفيق دربنا على قوى الحرية في روج آفا، وأراد الانضمام إلى هذه القوة التي حاربت ضد داعش بلا خوف وهزمته خطوة بخطوة، وانضم إلى صفوف المقاومة في نفس العام، وخاض النضال لفترة من الوقت في ساحة كري سبي، وخلال هذه الفترة أتيحت له الفرصة للتعرّف عن كثب على فلسفة القائد أوجلان، ملهم ثورة الحرية في روج آفا وملهم شعوب شمال وشرق سوريا، ونظراً لرؤية رفيق دربنا أن الوعي والروح اللذين تطورا ضد وحشية وعدو الإنسانية داعش ينبعان من فلسفة القائد أوجلان، فقد بدأ رفيقنا يسعى إلى التعمق بشكل أكبر في فلسفة الحرية هذه، وانطلاقاً من هذا الأساس، التحق بالتدريبات في أكاديمية الشهيد عزيز عرب، وأدرك ذاته بشكل أكثر من خلال التدريبات التي تلقاه في هذا المكان، وأيقن رفيق دربنا أن أيديولوجية الحرية التي يتبناها القائد أوجلان هي ضمانة حرية الشعوب وخلص إلى أن هذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال خوض النضال، وعلى هذا الأساس، توجه إلى جبال كردستان وانضم إلى صفوف الكريلا، ليحاسب مرتزقة داعش على المجازر التي ارتكبوها بحق أبناء شعوبنا، وليتعمق أكثر في أيديولوجية الحرية.
وتمكن رفيق دربنا خبات، الذي تأقلم وتكيف مع الحياة الجبلية وحياة الكريلاتية خلال فترة قصيرة بالتدريب الذي تلقاه، من اكتساب الخبرة في كل تفاصيل حياة الكريلاتية، ووجد أن الجبال تحمي الإنسان وتعنتي به، ولهذا السبب، كان متعلقاً بالحياة بقوة، وأعرب عن حبه لجبال كردستان بهذه الكلمات، عندما يعيش المرء على قمم الجبال، فإنه لا رغب بأي شيء مختلف، وأصبح رفيق دربنا، الذي وجد نفسه وحقيقته في جبال كردستان، شخصية اشتراكية من خلال التدريب الأيديولوجي الذي تلقاه، وكان لرفيق دربنا الذي تميز بعمله الجاد وروح الفدائية، دور في نجاح العديد من العمليات بفضل ذكائه التقني، ولقد بذل رفيق دربنا خبات، المعروف بشخصيته المتواضعة والهادئة، جهداً حثيثاً للقيام بواجباته ومسؤولياته بمشاركة بسيطة وبأدق وأنجح الطرق، وعمل على تثقيف نفسه على خط الروح الفدائية مثل مناضل آبوجي وأصبح منخرطاً بشكل أكثر نشاطاً، وعمّق رفيق دربنا، الذي كان يؤمن بكل إخلاص أن النجاح لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المشاركة على غرار الخط الفدائي، تركيزه بشكل أكبر في هذا المعنى، وفي الوقت نفسه، فإن رفيق دربنا، الذي كان يهدف إلى إتقان جميع مبادئ كريلاتية الحداثة الديمقراطية، ظل في وضع الاستعداد والتأهب الدائم للحرب، وبذل رفيق دربنا، الذي كان يدرك تماماً أن أنفاق الحرب هي مفتاح النصر، جهداً كبيراً في إعداد هذه الأنفاق، وانضم رفيق دربنا خبات، الذي بدأ ضد محاولة الاحتلال للدولة التركية التي بدأت منذ العام 2022 في غرب زاب، إلى المرحلة القتالية في منطقة تلة آمدية، وشارك في العمليات النوعية التي تطورت منذ اللحظات الأولى للحرب، وتمكن رفيق دربنا خبات، الذي دحر هجمات العدو من خلال العلميات النوعية التي طورها مع الشهيد دليل زاغروس، والشهيد كوفن دوزا، والشهيد أندوك عادل، والشهيد جوان ولات والعديد من الرفاق الفدائيين الآخرين، من إفشال خطط العدو المتمثلة في الاحتلال، وكان رفيق دربنا خبات، الذي حارب بشكل فدائي في كل عملية يشارك فيها، يعلم أنه بكل رصاصة يطلقها على العدو، ينتقم لشعبنا ولرفاق دربه الذين استشهدوا، ولهذا السبب، حارب دون تردد ولو للحظة واحدة، وأظهر شجاعة كبيرة.[1]