أكاذيب الدولة التركية والحقيقة – 1
أوزغور آفزَم
تشنّ الدولة التركية الهجمات وترتكب المجازر وتنفّذ عمليات إبادة لا محدودة في سبيل كسر إرادة أهالي شمال وشرق سوريا. وقد أخذت حدّة الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحقّ المنطقة بالتصاعد يوماً بعد يوم منذ 2021 وحتّى شهر حزيران الجاري. ومقابل ذلك فإنّ حقيقة الصمت الدولي هو ما يشجع الدولة التركية ويعطيها القوة. وبهذا الشكل تستمر محاولات إعادة إحياء داعش من جهة ويستمر نظام الإبادة الذي يُنفّذ في المنطقة بدعمٍ وشراكاتٍ استراتيجية مع ألمانيا، وإنجلترا وأمريكا في مجال صناعة أسلحة الطائرات المسيّرة.
جرائم الاحتلال التركي والصمت الدولي
بدأت حدّة الجرائم التي ترتكبها تركيا بحقّ أهالي شمال وشرق سوريا تتصاعد يوماً بعد يوم منذ العام الفائت وحّتى الآن، إذ تستمر بشنّ هجماتها اللاإنسانية على المنطقة. لم تتوقف هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها منذ احتلال عفرين، كري سبي وسري كانيه وحتّى يمكن القول منذ عام 2011. كما أنّها تقوم بتصعيد حدّة هجماتها اللاإنسانية على المنطقة يوماً بعد يوم، لاسيما على مناطق شمال وشرق سوريا التي تحرّرت من قبضة مرتزقة داعش والنصرة؛ إذ ترتكب الدولة التركية والمرتزقة التابعين لها بحقّها أشنع الجرائم. وقد سمحت المقاربات الدوليّة، والمصالح السياسيّة للدول الإقليمية والأجهزة العسكرية والاستخباراتية التركية بحدوث هذا. رغم الإجماع الدولي على وصف التغيير الديمغرافي وتوطين أمّة مكان أمّة أخرى والضغط على المواطنين الأصليين وارتكاب المجازر بحق المدنيين وإجبارهم على العيش في ظروف أمنية ومعيشية صعبة؛ بالإبادة الجماعية، إلّا أن هذا يتم في المناطق المحتلّة كعفرين، وسري كانيه وكري سبي بشكلٍ ممنهج يشرح السياسات العدائية للدولة التركية.
تستغل الدولة التركية الصمت
بعد أنّ احتلّت الدولة التركية منطقة #عفرين# ؛ ارتكبت بحقّ أهالي المنطقة جميع أنواع الممارسات اللاإنسانية. كما انتهجت جميع سياساتها بناءً على ديمغرافية عفرين وطبيعتها. إذ تشنّ يومياً قصفاً عنيفاً على أهالي المنطقة وطبيعتها. وتستمر المخططات والسياسات ذاتها في منطقتي سري كانيه وكري سبي المحتلّتين من قبل تركيا. وعلى الرغم من ذلك فقد مهّد الصمت الدولي وصمت منظمات حقوق الإنسان المعنيّة الطريق لهجمات الدولة التركية. ولهذا فقد استغلّت الدولة التركية هذا الصمت واستمرت بارتكاب المجازر وشنّ الهجمات الوحشيّة على المنطقة. تدين الدلائل الماديّة والمعنوية الدولة التركية ومرتزقتها بشكلٍ مباشر وتثبت علاقتها بانتهاك القانون الدولي ووصول جرائمها لمستوى جرائم الحرب. وإجراء تحقيق دوليّ محايد وموضوعي لن يسمح للدولة التركية بإخفاء تلك الدلائل. ولاشكّ أنّ هذه الجرائم تُرتكب وتستمر بشكلٍ واضح.
تمّ الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة بأمرٍ من أنقرة
كما نعلم فقد سعت الهجمات التي نُفّذت في سجن الصناعة في مدينة الحسكة في ال 20 من تشرين الثاني المنصرم بأوامر وتعليماتٍ من أنقرة إلى تهريب مرتزقة داعش من السجن وإعادة إحياء داعش. ولاشكّ أنّ تلك الهجمات التي نفّذتها مرتزقة داعش بدعمٍ من دولة الاحتلال التركي لم تكن أمراً عادياً. فقد جاء هذا الهجوم نتيجة مخططٍ شامل وطويل الأمد. وبحسب الوثائق التي تم الحصول عليها واعترافات متزعمي المرتزقة المهاجمين فقد اتّضح أنّه لو نجح مخططهم في سجن الصناعة في الحسكة؛ فإنّهم كانوا سيهاجمون باقي الأحياء في مدينة الحسكة، إضافةً إلى شنّ هجماتٍ متزامنة على مخيم الهول، الشدّادي، دير الزور والسعي لتنفيذ مخططٍ شامل، يؤدّي إلى إعلان داعش لخلافتها أو ما يسمى بالدولة الإسلامية الثانية.
وأدّت هذه الهجمات التي خُطّطت لها مع الدولة التركية إلى استشهاد 77 عنصراً من قوى الأمن الداخلي وحرّاس السجن بطريقةٍ وحشيةٍ داخل السجن. إضافةً إلى استشهاد 40 مقاتلاً وأربعة مواطنين خلال الاشتباكات التي اندلعت خارج السجن واستمرت ل 7 أيام. وقد استشهد في سياق حملة مطرقة الشعوب عامةً 121 عاملاً ومقاتلاً في قوات سوريا الديمقراطية ببطولةٍ كبيرة. منع دعم وتعاون الشعوب الكردية، العربية، السريانية والآشورية الذين اتّحدوا مع قوات سوريا الديمقراطية في أحياء غويران، الزهور والنشوة وجميع أحياء الحسكة مرتزقة داعش من تحقيق مآربهم.
الطائرات المسيّرة وشركاء الجريمة
بسبب التنازلات الدوليّة، فقد شنّت الدولة التركية المحتلّة المزيد من الهجمات الجوية بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة المسلّحة خلال العام الفائت والنصف الأول من العام الجاري ولا تزال تشنّ هذه الهجمات حتّى الأن. تتسبّب المسيّرات التركية المسلحة التي تنتجها الشركات الموالية للرئيس التركي أردوغان والشركات العائلية بمقتل مئات المواطنين الكرد في مناطق باكور، باشور وروج آفا. ومن جهةٍ أخرى تصبح الدول الأوروبية الصامتة على مجازر الدولة التركية شريكةً في صناعة الطائرات المسيّرة المسلّحة (SÎHA). وقد تمّ في باشور كردستان عام 2020 مشاركة صور أجزاء الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المسيّرة التركية مع الرأي العام. وأُعلن عن أنّ الخبراء الذين أجروا فحصاً ضوئياً لتلك الصور قد قدّموا معلوماتٍ مهمة حول مصنّعي تلك الصواريخ.
كما أعلنت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل موافقتها على إمداد نظام أنقرة ب 33 مركبةٍ عسكرية وطائرة مسيّرة . وقد كشفت أبحاث الخبراء أنّ إنتاج الصواريخ قد تم من قبل شركات خمسة دولٍ أوروبية. إذ تصنّع الولايات المتّحدة الأمريكية، بريطانيا وألمانيا تلك الصواريخ بشكلٍ أساسي. وبهذا تصبح تلك الدول الأوروبية شريكةً في الهجمات التي تشنّها دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا بالطائرات المسيّرة.
تسعى الدولة التركية ومرتزقتها غير الراضية عن المناطق التي تحتلّها إلى توسيع نطاق المناطق المحتلّة عبر التهديد والقمع والهجمات وعرقلة تأسيس روج آفا. وإحدى الطرق التي تستخدمها للقيام بذلك هي وكما ذكرنا أعلاه أيضاً عمليات الاغتيال التي تنفّذها بالطائرات المسيّرة المسلّحة.
استشهد المواطنون ومقاتلو قوات سوريا الديمقراطية بواسطة الطائرات المسيّرة
كما نعلم فقد قصفت دولة الاحتلال التركي بطائرةٍ مسيّرة في ال 9 من تشرين الثاني المنصرم سيارةً في حي الهلالية في قامشلو؛ مما أسفر عن استشهاد الوطني الكبير يوسف كلو واثنين من أحفاده. وقد كان يوسف كلو وطنيّاً حقيقياً معروفاً.
كما قصفت مسيرة تركية في ال #25-12-2021# منزلاً في حي الشهيد بيمان في كوباني، مما أسفر عن استشهاد 5 من أعضاء الشبيبة الثورية.
وفي ال 19 من آب المنصرم قُصف المجلس العسكري في تل تمر بطائرةٍ مسيّرة مما أسفر عن استشهاد عضوة المجلس العسكري لوحدات حماية المرأة وعضوة المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية سوسن بيرهات (سوسن محمد) وأحد قيادي المجلس العسكري في تل تمر؛ عكيد كركي لكي (بيفان رمضان) ومقاتلو المجلس العسكري في تل تمر روبار حسكة، علي الخرزة وسيف الله أحمد.
كما قصفت مسيّرة تركية في ال 20-08المنصرم سيّارة على طريق علي فرو الواصل بين الحسكة وقامشلو، مما أسفر عن استشهاد القيادي في وحدات حماية الشعب ريناس روج (صلاح الدين شهابي).
هذا واستهدفت مسيّرة تركية في الأول من نيسان المنصرم سيّارةً تقلّ الفنان فرهاد مردي واثنين من رفاقه قرب مدينة تربه سبيه، مما أسفر عن استشهاد سائق السيارة وإصابة فرهاد مردي ورفيقيه.
كما تعرضت قرية تل شنّان في تل تمر في ال17-04 المنصرم للقصف أيضاً وذلك أثناء الاحتفال بعيد الفصح الآشوري، مما أسفر عن استشهاد المقاتل في مجلس حماية خابور، ضياء تل تمر.
كما استهدفت مسيّرة تركية في ال 21-04 المنصرم سيارة على طريق كوباني إيدق - تخته مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مقاتلات من وحدات حماية المرأة؛ وهنّ دلار حلب، روناهي كوباني وجيهان نضال علي.
وفي ال11-05 المنصرم استهدفت دولة الاحتلال التركي بطائرةٍ مسيّرة مركز مدينة كوباني. مما أسفر عن استشهاد الوطني الكردي أكرم أوستَك.
كما استهدفت دولة الاحتلال التركي بطائرة مسيّرة في ال 30 من أيار المنصرم سيّارة في مدينة قامشلو، مما أسفر عن استشهاد المقاتلة في وحدات حماية المرأة مزكين بوتان والوطني الكردي القدير كسرى ملك. إضافةً إلى تعرّض المقاتلتين في وحدات حماية المرأة دجلة جودي وهيفيدار درباسيه لجروح شديدة.
[1]