أين العالم؟.. نضال قوات سوريا الديمقراطية لا ينضب في مواجهة داعش وأعوانه
واصلت خلايا داعش عملياتها الإرهابية بكثافة في مناطق الإدارة الذاتية، لدرجة أن شهر 04 الماضي جرى خلاله تسجيل 27 اعتداء، بين هجمات مسلحة واغتيالات وهجمات بالرصاص وقتل بأدوات حادة وزرع للألغام والعبوات الناسفة، تزامناً مع استهدافات ينفذها جيش الاحتلال التركي، حسب تقرير حديث للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي تلك الهجمات متسقة مع كثير من التقارير الغربية التي تحذر من أن داعش ربما يتعافى في سوريا والعراق، مستغلاً الظروف العالمية والإقليمية لا سيما الوضع في الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن نشاط فروعه في عدة مناطق خصوصاً ما يعرف ب ولاية خراسان، وكذلك نشاط فروعه في أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
أمر مخطط له يقول صالح مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن ازدياد هجمات داعش في مناطق الإدارة الذاتية على مدار الفترة الماضية أمر مخطط له، فهذه الهجمات لم تتوقف منذ القضاء على الوجود العسكري للتنظيم في آخر معاقله بسوريا، أيّ في الباغوز عام 2019.
ولفت هنا إلى أن هذا يحدث في ظل فرار بعض قيادات تنظيم داعش الإرهابي إلى مناطق الاحتلال التركي، سواء في #سري كانيه# رأس العين أو كري سبي #تل أبيض# ، وحتى داخل تركيا نفسها، لأن الأخيرة تبنت داعش وهي من صنعته، وأغلبية الذين فروا من الباغوز سافروا إلى تركيا، وهي بدورها تشجعهم على القيام بهذه الهجمات، وأعدت لهم مقرات وأماكن تدريب.
وقال مسلم إن زيادة هجمات داعش يتزامن مع الهجمات التركية في شمال وشرق سوريا والقصف الذي يجري، وبالتالي هناك تنسيق بين دولة تركيا وداعش، ولذلك من المعروف أن 3 من خلفاء داعش قتلوا على الحدود التركية، وكان النظام التركي يعلم بوجودهم؛ لأنه من يوفر لهم الحماية، والجماعات الإرهابية موجودة في كل مكان وتستخدمهم أنقرة عند الحاجة سواء في مناطق سيطرتها أو الخلايا النائمة في مناطق أخرى، مثل تلك التي تم ضبطها في دير الزور.
قسد وخلايا حكومة دمشق وإيران ويذهب الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى بعد آخر في غاية الخطورة، وهو أنه كلما ازدادت نبرة التهديد التركية تجاه مناطق الإدارة الذاتية، والتهديد بالقضاء التام والإبادة، كلما زادت في المقابل هجمات داعش وخلاياه، بل وكذلك الخلايا الأخرى التابعة للنظام (حكومة دمشق) وحلفائه الإيرانيين، الخلايا التي يتم تجهيزها، بحيث مناطق مثل دير الزور لم يعد فيها فارق بين خلايا داعش أو الخلايا الأخرى القادمة من قبل الإيرانيين.
وأضاف أنه فيما يبدو فإن هناك أمراً مشتركاً بين هؤلاء، وهدفهم حسب ما تقرر القضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية، ولذلك نجد هجمات داعش تزداد يوماً تلو الآخر، وكذلك الهجمات التي تأتي تحت مسميات أخرى مثل جيش القبائل من طرف حكومة دمشق وطهران، مؤكداً أنه في حقيقة الأمر فإن ما يحدث سواء من هذا الطرف أو ذاك هو مخطط ونتاج لاجتماعات أستانا.
وأكد السياسي الكردي السوري البارز أنهم يحاولون بشتى الوسائل زيادة الهجمات والاعتداءات، وبالتالي فإن هذا شيء مفهوم، وقوات سوريا الديمقراطية والآساييش (قوى الأمن الداخلي) تعرف ذلك، وهي تتصدى لهم بأقصى ما يتاح لديها من قدرات، لافتاً إلى أنه لذلك تم توجيه طلبات كثيرة للتحالف الدولي والدول الأوروبية، وقيل لهم إذا كنتم تريدون القضاء على #داعش# فعلاً، فلا بد من اتخاذ إجراءات ضد من يمولهم ويوفر لهم الأماكن ويؤمنهم.
وأعرب صالح مسلم عن أسفه من أن الاستجابة التي تأتي من تلك الأطراف التي تمت مخاطبتها غير مجدية، ولم يتخذوا أي تدابير ذات فعالية في سبيل القضاء على داعش، أو قطع سبل الدعم عنه أو صد من يوفرون لها سبل العيش، ولهذا بين الحين والآخر نجد زيادة في الهجمات التي ينفذها التنظيم.
قسد وحدها بدوره، يقول عبد الرحمن ربوع الكاتب السوري، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن القوة الوحيدة التي تحارب الإرهاب في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية قسد، مشيراً إلى أنه على مدى ما يقرب من 8 سنوات استطاعت هذه القوات عسكرياً وأمنياً وفكرياً مكافحة التنظيمات والمجموعات الإرهابية، وعلى رأسها داعش في مناطق سيطرتها ومناطق الإدارة الذاتية، بسبب الجدية والالتزام والاحترافية.
وأضاف ربوع أن التنظيمات المتطرفة وخصوصاً داعش تجد موئلاً خصباً وظهيراً اجتماعياً ودعماً مالياً في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، معتبراً أن هذا ما يزيد من الأعباء الأمنية والعسكرية على تلك القوات على طول خطوط التماس، سواء مع الفصائل المسلحة التابعة لحكومة دمشق أو مجموعات المرتزقة التابعة للمعارضة.
ويؤكد الكاتب السوري أنه بطبيعة الحال، لا يمكن لقوات سوريا الديمقراطية القيام بكل العبء في سوريا للقضاء على داعش وبقية الفصائل الإرهابية المتطرفة، خصوصاً وأن هذه التنظيمات تتلقى الدعم والحماية من دول مثل تركيا وإيران.
دعوة إلى العالم وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء، أكد عبد الرحمن ربوع أنه على العالم أن يعي حقيقة أخرى، وهي أن قوات سوريا الديمقراطية يقع على عاتقها حراسة ومراقبة أخطر تجمع إرهابي في العالم يضم آلاف المتطرفين من عناصر داعش والقاعدة. ونوه إلى أنه في أي لحظة قد تخرج الأمور عن السيطرة، إذا ما استمرت كل من أنقرة وطهران بتحريض وتمويل فصائل المرتزقة التابعة لهما في سوريا والتي تهدد الأمن والسلام في منطقة الإدارة الذاتية. [1]