خانقين قلعة الثوار و الادباء و الفنانين و الرياضين
ا . د . قاسم المندلاوي
خانقين المدينة الكوردية كانت ولا تزال تزهو بجمال طبيعتها وبساتينها المثمرة و مناظرها الخلابة وآثارها القديمة التي تمتد جذورها الى زمن الامبراطورية الميدية الكوردية وهي ثاني اكبر منطقة نفطية بعد كركوك وفي عام 1931 انشء فيها مصفى الوند وهو اقدم مصفى نفط في العراق وهي البوابة التجارية الدولية ومركزا للسياحة و الاصطياف و معقل الثوار و المناضلين وشعلة الاخاء والسلام . تقع على الحدود مع ايران وتبعد 93 كم عن بعقوبة مركز محافظة ديالى و 160 كم عن بغداد العاصمة الاتحادية ، وهي ضمن محافظة ديالى حالها حال مدينة كفري التابعة اصلا الى محافظة كركوك والتي تم ضمها الى محافظة ديالى خلال موجة التعريب الهمجية التي تعرضت لها كوردستان بعد المؤامرة التي تمثلت باتفاقية الجزائرعام 1975 .. اشتهرت خانقين ومن خلال سكانها بثقافتها الشمولية وفي جميع الميادين فكان منها كبار الاطباء و المهندسين و الادباء و المؤرخين و الضباط و السياسين والرئساء امثال ” عادل جلال – وزير الزراعة في عهد عبد الكريم قاسم و جبار ياور – وزير البسشمركة في اقليم كوردستان حاليا وفؤاد حسين – وزير خارجية العراق حاليا وحكمت محمد كريم او ملا بختيار – عضو قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني و اللواء حسين منصور ، و اللواء البيشمركة جبار فرمان و الشهيد الملازم جوامير و الشهيدة ليلى قاسم ” حكمت عليها محكمت الطاغية صدام بالاعدام ” . اما عشائرها الكوردية فهي عديدة مثل عشائر الدلو و اركوازي و سوره ميري و روزبياني و هموندي و الكاكائية و والتي كان لها دورها البارز في خدمة القضية الكوردية منذ اندلاعها ولحد الان ، وحتى يقال : ان عائلة الاسد التي تحكم سوريا منذ اكثر من نصف قرن تعود باصولها الى خانقين وان الرئيس حافظ الاسد اكد ذلك الى الرئيس العراقي الاسبق مام جلال … و برز من خانقين ادباء و شعراء و كتاب و مؤرخين امثال الشاعر و الاديب ” جميل صدقي الزهاوي ” والشاعر المعروف ” عبد الغني الرصافي ” و العلامة ” مصطفى جواد السوره ميري – امير الادب العراقي – والكاتب الصحفي ” ابراهيم باجلان ” وغيرهم ” و نظرا لعدد كبير من المدارس يرجع تاريخها منذ عهد الدولة العثمانية و العهد الملكي و الجمهوري فقد شهدت هذه المدينة ظهور طبقة مثقفة من المعلمين التربوين امثال عزت نوري وعزيز بشتيوان و عبدالله قرداغي و محمود زهاوي وغيرهم ” وبرز ايضا عدد من الفنانين و الملحنين و المغنين و الموسيقين امثال : الملحن و المغني المرحوم جعفر حسن و المغني و الموسيقي هفال محمد و المغني و الموسيقي حسن هياس وغيرهم ، اما بالنسبة للرياضين : فان خانقين كانت مشهورة منذ زمن الحكم الملكي بنجوم كرة القدم وابطال العاب الساحة والميدان شاركوا في بطولات وسباقات لواء ديالى ومثلوها خلال فترة الخمسينيات والستينات القرن العشرين في الاستعراضات الرياضية المدرسية في بغداد ، ففي كرة القدم امثال : علي حربي و ابراهيم باجلان و سهام بكر وناظم غزال و قيس شاكر- لاعب ضمن نادي مصفى الوند في خانقين شارك مع منتخب لواء ديالى في البطولات الداخلية لعب ايضا ضمن فريق الفرقة الخامسة ومع نادي مصلحة نقل الركاب وكذلك مع المنتخب الوطني العراقي ، وفي العاب الساحة والميدان كان لابطال خانقين الصداره في سباقات ديالى و العراق امثال : حسن زمان عداء 200 م و الوثب الطويل و آغا مراد عداء 400 م و حسن صالح و خليل اسماعيل كريم ابطال 800 م و محمود امين عداء 110 م حواجز و المرحوم اكرم موسى بطل دفع الثقل و رمي القرص و احمد راغب بطل رمي الرمح ، وقد استمر هذا الحال من التفوق الرياضي لابطال ونجوم خانقين حتى جاء حكم البعث الاسود في عام 1968 لتبدا حلقة تدمير خانقين بدلا من الاهتمام بها و كان اصحاب النفوس الشوفينية و العنصرية الشريرة لا يروقهم انتصار ابطال ونجوم هذه المدينة الكوردية فقد قرر المشرفون على الانشطة الرياضية وبتوجيه من اجهزة نظام البعث حرمان خانقين من المشاركات الرياضية اعتبارا من عام 1973 و قامت هذه السلطة الارهابية المتوحشة و بكل قوة تعريب مدينة خانقين و القرى التابعة لها و تغيير ديمغرافيتها لصالح العرب من خلال ترحيل و نقل الموظفين الكورد الى مدن الجنوب و تعطيل مصفى الوند عن العمل بحجة حصول مناوشات على الحدود ونقل كوادرها من الكورد ، وخلال الفترة بين 1970 – 1974 التي شهدت توقيع اتفاقية اذار عاش سكان المدينة هدوءا نسبيا تخللته اعمال عدوانية ضد الكورد في المدينة لكن هذا الاستقرار انهار بانهيار اتفاقية اذار فالتحق شباب خانقين والكثير من شاباتها المناضلات بصفوف الثورة ومعها جماهير غفيره من شباب مندلي .. وما ان احس النظام القمعي بعجزه الفاضح في مقاومة البيشمركة الابطال حتى اضطر للقبول على ما يطلبه شاه ايران ” محمد رضا بهلوي ” في اتفاقية الجزائر مقابل تطويق الثورة الكوردية لتبدا صفحة العدوان الهمجي على الشعب الكوردي في مدنه و قصباته لتكون خانقين ومندلي في مقدمة المدن الكوردستانية التي تعرضت الى التعريب و التغيير الديوغرافي وترحيل اغلب سكانها الى مدن الوسط و الجنوب وجلب العرب في اماكنهم ورغم ذلك فان النظام لم يتوقف عن سياسة التعريب من خلال المسؤولين الاداريين حيث كانوا لا يسمحون للمواطن الكوردي ان يقوم باي نشاط اقتصادي وكانوا لا يسمحون له ان يبني اي جزء يتهدم من داره وذلك في محاولة لاجباره على ترك المدينة الى منطقة اخرى وعلى سبيل المثال كان احد القاءممقامين وهو من تكريت واسمه ” ماهر الجعفري ” قام اهالي بتغيير اسمه من استاذ ماهر الى استاذ ما يصير لانه يرفض اي طلب من المواطن الكوردي و يقول له ما يصير مهما كان الطلب بسيطا .. ورغم كل ممارساته العدوانية فانه وفي يوم سقوط النظام 2003 فانه عومل بكل احترام وسمحوا له بالخروج من المدينة دون اي تهديد وكان هذا السلوك العدواني ضد الكورد في خانقين يتبعة جميع المسؤولين الذين تولوا على ادارة المدينة منذ عام 1968 وحتى عام 2003 باستثناء قاءممقام واحد وهو ” سامي محمود البندر ” الذي تعامل مع جميع المواطنين ومنهم الكورد بمهنية وانسانية عالية وقد كان لهذا الرجل الشهم دوره الكبير في ايقاف ترحيل مئات العوائل الكوردية التي كانوا يعدون العدة لترحيلها كما حاول جاهدا اعادة عوائل كوردية كانت قد رحلت في وقت سابق لكن محاولته الانسانية لم يكتب لها لانها اصطدمت برفض الحاقدين .. ان اهالي خانقين سيظلون يذكرون هذا الموقف الرجولي بالشكر و العرفان و التقدير ، وبعد زوال الطاغية صدام ” عام 2003 ” اصبحت خانقين تدارمن قبل اقليم كوردستان واخذت تتنفس نور الحرية وتحولت المدينة ومن جديد الى شعلة وضاءة في المنطقة واستحدثت مديرية تربية في خانقين واشرفت هذه المديرية على تحويل التعليم في معظم مدارس خانقين من التعليم باللغة العربية الى التعليم باللغة الكوردية وكان هذا انجاز تاريخي كبير لابناء الكورد في هذه المدينة الكوردية لانهم كانوا محرومين من التعليم بلغتهم الكوردية بسبب ” سياسة التعريب للنظام البعث سابقا ” ، واستمرار هذه السياسة الظالمة من قبل حكام الشيعة حاليا ” كما و تاسست فيها كلية الاداب سنة 2004 وشملت قسم اللغة الانكليزية وقسم اللغة الكوردية وقسم الفلسفة وقسم التاريخ و قسم الجغرافية وتم فتح كلية التربية الرياضية سنة 2008 وايضا فتح معهد للفنون الجميلة و كلية للحاسبات فضلا عن مشاريع عمرانية وخدمية و صحية اخرى ، و بعد استفتاء عام 2017 في #كوردستان# ونتيجة للغدر و العمالة من قبل حكام الشيعة ببغداد و التامر الاقليمي و الدولي و خيانة طرف من الاتحاد الوطني الكوردستاني ” وعلى الاغلب عائلة الطلباني ” مع ايران لاحتلال كركوك تم احتلال خانقين و ضواحيها من قبل مليشيات الحشد الشيعي العراقي والايراني بعد انسحاب البيشمركه من المدينة ، ومنذ تلك الوقت لن ترى خانقين و القرى و النواحي التابعة لها الامن و الاستقرار و السلام وتدهورت اوضاعها كليا علما هي من المناطق الكوردستانية ” المتنازع عليها والمشمولة بالمادة الدستورية 140 ” هذه المادة وضعت من اجل ازالة آثار السياسات الشوفينية و العنصرية السابقة لتحديد تبعيتها الادارية لاقليم كوردستان او حكومة بغداد ولكن الحاقدين و المصابين بالشوفينية والعنصرية من حكام الشيعة والسنة عرقلوا تنفيذ المادة الدستورية وللوقت الحاضر ولا ننسى الدور السلبي لقادة الكورد انذاك في تطبيق هذه المادة الدستورية حين كانت لهم الكلمة المسموعة وقوة وحدة الصف ومع الاسف الشديد كان الاهتمام الى المناصب و الفخفخة والنكات اهم بكثير من هذا الجانب القومي والوطني المهم وكما هو الحال اليوم و الصراع على اشده من اجل منصب رئاسة الجمهورية ” هذا المنصب الذي لا يفيد لا للعراق ولا الكورد سوى للحصول على المال فقط ” وكان الاجدر احترام برلمان وحكومة الاقليم في وحدة الصف الكوردي وبذلك كسب و احترام القوى الخارجية العالمية لارادة وقوة الكورد في تحقيق السلام و الاستقلال و التخلص من ظلم الطغاة ، ولاجل احلال السلام في المنطقة و التعايش الاخوي من الضروري استعادة المقرات التي تم الاستيلاء عليها و تسليمها الى البيشمركة والحاق مدينة خانقين ونواحيها و المدن الكوردستانية الاخرى المتنازع عليها باقليم كوردستان وهذا هو المطلب الاساس و الملح لجميع سكان خانقين ومندلي وكركوك و شنكال بل الشعب الكوردي بالاجماع
[1]