جنوب كوردستان يتعرض لرياح مسمومة فارسية، تركية وشيعية عراقية قاتلة
بيار روباري
لا أبالغ قط، إن قلت ما تعرض له جنوب كوردستان وشعبنا الكوردي هناك، منذ تأسيس الكيان العراقي اللقيط والغير شرعي وحتى يومنا هذا، لم يتعرضه له بلدآ وشعبٌ في المنطقة والعالم بأسره سوى الغزو الداعشي لشنگال وغرب كوردستان.
هذا الكيان المسخ الذي أسسه المحتلين الإنكليز الخبثاء في العام (1921)، وسجلوه على أساس أنه كيان عربي، والعربان في هذا البلد ليسوا سوى غزاة ومحتلين أشرار ومستوطنين فجار، ولا علاقة لهم بهذه الأرض لا من قريبٍ ولا من بعيد.
ومنذ تأسيس هذا الكيان الغير شرعي والشعب الكوردي في هذا الجزء من كوردستان، يتعرض لحملات عسكرية بربرية، إعلامية، إبادات جماعية، تارة على يد الحكومات المركزية العراقية المتعاقبة (الملكية والجمهورية)، وتارةً من قبل الكيان التركي الطوراني اللقيط ألد أعداء الشعب الكوردي، وتارة أخرى من قبل العصابة الفارسية الإجرامية، ولم تتوقف هذه الحملات لحظة واحدة ليومنا هذا. ولهذا لا يمكن
فصل الحاضر عن الماضي نهائيآ.
دعونا نتناول مخطط وأهداف كل طرف من هذه الأطراف الشريرة لوحدها، وفي الختام نتوقف عند مسؤولية حكام جنوب كوردستان الفاسدين والمستبدين عن ما ألات إليه حال جنوب كوردستان سياسيآ، أمنيآ وإقتصاديآ.
أولآ، مخطط الدولة الفارسية تجاه جنوب كوردستان وأهدافها النهائية:
طبعآ، هناك أهداف مرحلية تتغير بحسب ظروف كل مرحلة سواءً الداخلية منها والإقليمية والدولية، وهناك أهداف ثابتة لا تتغير لا بتغير الأنظمة (نظام الشاه، نظام الخميني، والنظام القادم) ولا تتغير بتغير الحكومات ورؤسائها نهائيآ.
في مرحلة المجرم “شاه”، كان الهدف إستخدام الشعب الكوردي وجنوب كوردستان كورقة لإضعاف النظام العراقي المعادي له، ومن هنا قدمت ايران بعض الدعم العسكري الخفيف والمحسوب جدآ للثورة الكوردية بزعامة “مصطفى البرزاني”، دون أن تسمح للثورة بالإنتصار، لأنه في النهاية الفرس هم أعداء تاريخيين للشعب الكوردي وليسوا أقل سوءً من العربان والأتراك. وهم محتلين نصف مساحة كوردستان تقريبآ منذ مئات السنين. والمقبور “خميني” فعل ذات الشيئ لمواجهة السفاح “صدام حسين”. ولكن هدف النظامين الشاهنشاهي والخميني هو القضاء على “الشعب الكوردي” في أي مكانٍ كان وعدم السماح قيام قائمة هذا الشعب أو بناء دولته كوردستان بأية وسيلة كان. هذا هو الهدف الإستراتيجي الذي الذي لا يحيدون عنه نهائيآ، ومصير جمهورية كوردستان الديمقراطية ورئيسها “قاضي محمد” خير دليل على ذلك وقتل الدكتور قاسملو بشكل غادر. ويتشاركون في هذا الهدف الشرير مع الأتراك والعربان في كل من سوريا والعراق، والإجتماعات الرباعية مازالت حية في أذهان الشعب الكوردي. الأن نتحدث عن يمخطط نظام الملالي المجرم لجنوب كوردستان وما يريد تحقيقه.
1- إخضاع الإقليم لهيمنته السياسية، الأمنية، الإقتصادية وربطه بطهران.
2- فصل الإقليم سياسيآ عن المنظومة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
3- إجبار الإقليم لإنهاء الوجود الأمريكي العسكري في الإقليم.
4- تحويل الإقليم إلى قاعدة لضرب المصالح الأمريكية في المنطقة وضرب جنوده.
5- تحويل الإقليم إلى ممر للحرس الثوري الإرهابي لتمرير الأسلحة إلى النظام الأسدي، وحزب اللات اللبناني.
6- إنهاء النفوذ التركي في الإقليم بشكل نهائي.
7- تشييع الإقليم ومحاربة مناطق العرب السنة وحصار تركيا.
8- محاصرة إقليم غرب كوردستان وضربه من الشرق وخنقه نهائيآ.
9- تحويل إقليم جنوب كوردستان وشعبها الكوردي إلى عدو لأمريكا والغرب عمومآ كما فعلت مع قادة الشيعة المعمين منهم والسياسيين على حدٍ سواء. وهذا ما رفضه قادة الإقليم رفضآ قاطعآ سواءً قادة مشيخة البرزاني أو قادة مشيخة الطالباني وحسنآ فعلوا.
10- تحويل الإقليم إلى خط دفاع ثاني عن نظام الملالي الإرهابي الحاكم في ايران بالحديد والنار.
11- جعل الإقليم مرتعآ للإرهابيين وتجارة العملة الصعبة والمخدارت والدعارة.
12- القضاء على الهوية الكوردية لجنوب كوردستان وإنتزاع مدينة كركوك من الشعب الكوردي جاء في هذا الإطار، وبأمر وتخطيط مسبق من المجرم خامينئي والمقبور قاسم سليماني الذي إغتالته أمريكا مشكورةً.
13- نظرة الفرس لجنوب كوردستان (العراق) جزء من دولتهم، ويدعون كذبآ بأن الدولة الساسانية كانت دولة فارسية.
14- تخوف ملالي الفرس من تحول جنوب كوردستان إلى دولة مستقلة في المستقبل، وخاصة بعد قيام الكورد بإجراء أول إستفتاء ناجح، والتحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة، مثل الثورة السورية ونشوء كيان كوردي في غرب كوردستان، وحرب غزة والأحدث داخل ايران نفسها.
كل ذلك دفعت بعصابة ملالي الفرس الذين يحكمون ايران منذ (45) عامآ، لممارسة أشد الضغوط السياسية والعسكرية والقضائية والمالية والأمنية منذ عشرات السنين، ضد جنوب كوردستان وقاداته بهدف إخضاعهم بشكل كامل وتحويلهم إلى توابع وأذناب لها وتدور في فلكها، ولكنها فشلت في ذلك إلى حدٍ كبير، ولهذا أخذت تمارس علميات القصف المدفعي والصاروخي لأراضي الإقليم وقتل المواطنين الكورد، وزعزعة أمن جنوب كوردستان وتخويف الناس الأمنين في بيوتهم.
هذا إلى جانب إستخدام الجماعات الشيعية العراقية الإرهابية مثل: (الحشد الشعبي، حزب الله، عصائب الحق،…إلخ) لضرب المصالح الإقتصادية في الإقليم وقصف القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة داخل أراضيه. ومن الجهة الأخرى أخذت تحرض حكام الشيعة ضد الكورد بدءً من إبراهيم الجعفري ومرورآ بنوري الهالكي والعبادي والكاظمي وإنتهاءً بالسوداني، وطلبت منهم قطع الرواتب عن موظفي الإقليم وقوات البيشمركة، ومنع الإقليم من تصدير نفطه وغازه عبر خط جيهان التركي، وسلب الإقليم النقاط الحدودية بمعنى وضع قوات عراقية في أراضي إقليم جنوب كوردستان، بهدف إضعاف الإقليم من الناحية السيادية، وزعزعة أمنه من خلال تواجد تلك القوات العسكرية ووضع يدها على أموال الجمارك.
وأخيرآ وجدت عصابة الملالي ضالتها في (المحكمة الفيدرالية) العراقية، التي يسيطر عليها عصابة شيعية طائفية بغيضة، تتلقى أوامرها وتعليماتها من قادة الحرس الإرهابي الفارسي ورئيس فيلق القدس “قاآني”، وبدأت هذه المحكمة الطائفية التدخل بشؤون الإقليم الداخلية، وهي من إختصاص الإقليم فقط.
ثانيآ، مخطط الدولة التركية تجاه جنوب كوردستان وأهدافها النهائية:
المحتلين الأتراك أيضآ لهم أهداف مرحلية، وأخرى إستراتيجية التي لا تتغير مع أنظمة الحكم (سلطنة، جمهورية)، والحكومات العلمانية منها أو الدينية الإسلامية. كلهم دون إستثناء أعداء للشعب الكوردي يكنون حقدآ وكرهآ أسود لهذا الشعب. ومخططهم تجاه جنوب كوردستان لا يختلف كثيرآ عن مخططات الطغمة املالي الفرس.
ففي المرحلة العثمانية، كان الهدف إبقاء جنوب كوردستان ومعها كامل الشمال الكوردي أي (الكيان التركي الحالي) برمته وغرب كوردستان تحت سيطرتهم، وذلك لتحقيق عدة أهداف منها:
❶- منافسة الفرس في السيطرة على كوردستان وخيراتها وتوسيع نفوذها.
❷- كوردستان هي المنفذ البري الوحيد للوصول إلى مصر والقوقاز وشبه الجزيرة العربية وروسيا.
❸- تجنيد أبناء الشعب الكوردي في الجيش العثماني ليقاتلوا في سبيل دولة بني عثمان الإجرامية.
❹- توسيع رقعة الدولة العثمانية في مواجهة دولة الفرس والروس في المنطقة.
❺- الوصول إلى مياه خليج إيلام الكوردي.
أما في العهد الجمهوري، وإلى يومنا هذا يتلخص مخطط الدولة التركية وأهدافها في النقاط التالية:
1- منع قيام أي كيان كوردي ولو على شكل خيمة في جنوب كوردستان، فما بالكم بالحكم الذاتي والفيدرالية والدولة المستقلة.
2- عزل الكورد في جنوب كوردستان عن الكورد في شمال كوردستان.
3- زعزعة إستقرار جنوب كوردستان من خلال تغذية الخلافات الكوردية – الكوردية، كما فعلوا في التسعينات من القرن الماضي.
4- إفتعال أزمة بين البرزاني وحزب العمال الكوردستاني، التي أدت إلى مواجهات مسلحة بين الطرفين عدة مرات.
5- ربط الإقليم إقتصاديآ وماليآ وتجاريآ بتركيا، للتحكم في سياسات الإقليم وإجباره على الرضوخ لمشيئة الباب العالي.
5- تحويل أراضي الإقليم إلى ثكنة عسكرية للجيش التركي من خلال بناء أكثر من (30) ثلاثين قاعدة عسكرية في مناطق إستراتيجية مختلفة، وفتح عشرات المكاتب الخاصة بالإستخبارات التركية المدنية والعسكرية، كل ذلك بهدف التحكم بالإقليم بشكل كلي وفي كافة المجالات وحتى ممارسة الضغط على الحكومة الشيعية في بغداد.
6- التحكم بتصدير النفط والغاز وأمواله التي كانت توضع في بنوك تركية، تسرق نصفها لصالح فلان وعلان من عصابة اردوغان والبرزاني.
7- تعزيز الخلافات المشيخية بين البرزاني والطالباني بهدف إضعاف الإقليم.
8- التعامل مع جنوب كوردستان ليس على أساس إقليم فيدرالي، وإنما على أساس عشائري وقالها اردوغان ذلك علنية.
9- حصار الإقليم بعد إجراء الإستفتاء على الإستقلال وبالتعاون مع الحكومة الشيعية وملالي طهران.
10- إستغلال القرطة التركمانية لزعزعة أمن الإقليم وإحداث إضطرابات بين الحين والأخر وخاصة في مدينة كركوك.
11- إستخدام الإقليم في مواجهة نفوذ إيران في العراق، لكي لا تفقد نفوذها بشكل كامل.
12- إستخدام الإقليم ضد حزب العمال والإدارة الذاتية بشكل مباشر أو عبر جماعة المكنسة.
13- منع أي تعاون وفي أي مجال كان، بين غرب كوردسان وجنوب كوردستان فما بالكم بإقامة كيان واحد.
14- منع تحول الإقليم إلى دولة مستقلة في المستقبل من خلال إضعافه والسعي إلى تفكيكفه بشكل تام ووضع يدها على كركوك وضمها لتركيا.
ثالثآ، مخطط حكام الشيعة العراقيين تجاه جنوب كوردستان وأهدافهم النهائية:
أثبتت الأيام وتجربة عقدين من الزمن، بأن حكام الشيعة أكثر سوء وعنصرية وطائفية وفسادآ وعمالة من الحكام السنة الذين حكموا هذا الكيان اللقيط في العهد الملكي والعهد الجمهوري. والسنوات العشر الأخيرة أكدت بشكل لا لبس فيه أنهم أعداء للإمة الكوردية قاطبة، وهدفهم الأول والأخير هو إجهاض تجربة إقليم جنوب كوردستان الفيدرالية، وتفريغها من محتواها كخطوة أولى ومن ثم القضاء على الإقليم وإنهاء الفيدرالية وإعادة عقارب الساعة للوراء وحكم الكورد وإقليمهم بالبسطار.
كل ما شاهدناه خلال الفترة الماضية ونشاهده اليوم من خطوات عدائية من قبل الحكومات الشيعية ضد الشعب الكوردي وإقليم جنوب كوردستان الفيدرالي بدءً بعدم تنفيذ: المادة (140) من الدستور العراقي، عدم تمرير قانون النفط والغاز لليوم، قطع الرواتب عن موظفي الإقليم، منع الإقليم من تصدير نفطه وغازه، حشد القوات العسكرية على حدود الإقليم والتهديد بإجتياحه، التأمر مع ايران وتركيا ضد الإقليم، منع الإقليم من التسلح، إضعاف دور الكورد في بغداد وتهميشهم بشكل كبير، منع إستخدام اللغة الكوردية في المؤسسات الفيدرالية، عدم السماح بإنشاد النشيد الكوردي “أي رقيب” في المناسبات الرسمية، عدم تعويض ضحايا القصف الكيماوي لحلبجة وحملة الأنفال الفظيعة، يندرج تحت ذات العنوان والهدف الذي أتينا على ذكره أنفآ.
خطة حكام الشيعة والمدعومة من قبل ملالي طهران وأنقرة هي كالتالي:
إضعاف إقليم جنوب كوردستان بشكل تدريجي وقصقصة جناحيه هذا في المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية تشديد الخناق عليه من كافة النواحي ودفعه للسقوط الحر من تلقاء نفسه. وهذا لا يكلفهم شيئآ ولا يستفز الدول الكبرى للإعتراض على ذلك، أي جريمة من دون كسور ودماء أي عملية خفيفة – نظيفة.
رابعآ، مسؤولية حكام الإقليم من البرزانيين والطالبانيين:
العدو أيآ كان إسمه، من الطبيعي أن يسعى للنيل منك بأي طريقة كانت وأية وسيلة، ولا يمكن لعاقل أن يلوم أعدائه على أفعاله العدائية، وإلا لن يكون عدوآ في هذه الحالة.
المسؤولية كل المسؤولية تقع أولآ على جماعة البرزاني العائلية، وثانيآ تقع على جماعة الطالباني. لو كان لدينا حكومة كوردية وطنية واحدة مخلصة لشعبها وليس لعائلاتها ومصالحها الشخصية، لما كا لدينا (4) أربعة مزراع في جنوب كوردستان. ولما إحتفظ المحتلين العربان بأربعين بالمئة من مساحة الإقليم لليوم، ولما تمكنوا من إنتزاع مدينة كركوك من الشعب الكوردي.
ولما قتلنا من بعضنا عشرات ألاف من المواطنين الكورد الأبرياء، ولما دخلنا في مواجات مسلحة مع حزب العمال والحزب الديمقراطي- شرق كوردستان، ولما أغلقنا الحدود مع غرب كوردستان وحفرنا الخنادق، ولما تحولنا إلى أزلام وعملا لتركيا وإيران، ولما تجرأة العصابة الشيعية الحاكمة في العراق على تهميش دور الكورد وقطع رواتب الموظفين وإغلاق سماء الإقليم أمام حركة الطيران. ولما إحتلت داعش شنگال، ولما كان لدينا أبجديتين ولغتين في جنوب كوردستان، ولما كان لدينا كل هذا الفساد والإستبداد والنخاسة.
ختامآ، أكرر أنا لا أعاتب أعدائي، وإنما أحضر نفسي جيدآ لمواجهتم: بالمال، الإقتصاد، الإعلام الحر، السلاح، الدبلوماسية، بالوحدة الداخلية، بدعم الشعب الكوردي، بالتعاون الوثيق مع بقية القوى الكوردية وبعلاقتي الدولية، هكذا يتصرف السياسيين الوطنيين المخلصين لشعبهم ووطنهم يا ثرثرية.[1]