أسباب العنف ضد المرأة الكوردية ونتائجه الكارثية
بيار روباري
قبل كل شيء تحية للمفكر والكاتب ” بيار روباري ” لتطرقة لمثل هذا الموضوع المهم جدا وخاصة في هذا الوقت والظرف الصعب للامة الكوردية حيث تعاني هذه الامة جملة مشاكل و احزان و كوارث ، وقبل التطرق لبعض ماورد في الموضوع ، لدينا اسئلة لابد من طرحها : هل العنف للمرأة ظاهرة اجتماعية جديدة ؟ وهل تشمل المجتمع الكوردي بشكل خاص ؟ الم يكن العنف والتعصب ضد الانثى موجود لدى العرب قبل الاسلام ؟ تدفن الانثى في التراب وهي حية ” على قيد الحياة ” اا حتى مجيء الاسلام و نزول سورة التكوير على رسولنا الكريم محمد ” ص ” بسم الله الرحمن الرحيم ” واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت ” – صدق الله العظيم ” الاية 8 وقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتورى من القوم من سوء ما بشر به ” ص ” سورة النحل ، الاية 58 . الم تكن المراة الكوردية الذراع الايمن للرجل في جميع الاعمال و المواقف قديما وحتى يومنا ؟ الم تقاتل المراة البيشمركة العدو ” داعش ” وغيرهم من الاعداء المجرمين في جبهات القتال جنبا الى جنب اخوانهم البيشمركة ؟ الم تشارك الطالبات في تحصيل العلم جنبا الى جنب اخوانهم من الطلاب في كليات ومعاهد وجامعات كوردستان ؟ الم تشارك الفتاة الكورية وتتنافس في السباقات و الملاعب جنبا الى جنب الفتيان ؟ الم تساهم النساء الكورديات قديما وحاليا في العمل السياسي” في الاحزاب و المنظمات و الجمعيات ” ؟ الم تشارك المراة الكوردية في الاعمال والوظائف الاداري والوظيفي جنبا الى جنب الرجال في الدوائر و الوزارت و في البرلمان ؟ الم تشارك المرأة الكوردية في المظاهرات السلمية مع الرجال سوية ؟ اذن ماهو الجديد و ما هي المستجدات يا ترى ؟ .. نعم ما تفضلتم به استاذ ” روباري ” صحيح ” عنف ضد المراة الكوردية – نتائجه كارثية ” واسبابه متنوعة وكثيرة ولكن : هل من المعقول ان يصل العنف في كوردستان الى ” 50 بالمائة واكثر وان كل ثلاثة من اصل خمسة نساء كورديات يتعرضن للعنف الجسدي او اللفظي او الجنسي ، باستثناء غرب كوردستان الى اقل نسبة تصل الى حوالي 25 الى 30 بالمائة ” اليست هذه النسبة ” اي 50 بالمائة ” عالية ومبالغ فيها ونقصد هنا من حيث المصادر و المراجع ؟ وفي حالة صحة و دقة النسبة المذكورة ، فانها كارثة مأساوية ومؤلمة جدا تضاف الى الكوارث الاخرى ، وهنا يجب على جميع الجهات و المؤسسات الحكومية والاهلية و الحزبية و الدينية والاعلام وغيرها التصدي لهذه المشكلة من خلال وضع خطط و برامج مدروسة يشارك في وضعها رجال العلم والاختصاص . من جانب آخر فان ظاهرة عنف المرأة وخصوصا للفتيات موجودة ومنتشرة و بشكل اشد في المجتمعات العربية والاسلامية ، ومنها انتقلت الى المجتمع الكوردستاني ولاسباب كثيرة وفي المقدمة ” انتشار الفهم الخاطئ للدين الاسلامي ” ومكانة المرأة في الاسلام ” من قبل التنظيمات التكفيرية و الارهابية و الوهابية و المتطرفين الاخرين وما تقوم بها هذه الفئات الارهابية الخارجة عن الدين والقانون و ” باسم الدين ” ضد النساء ” من عنف وتعذيب وقتل و ذبح وفساد ، اضف الى ذلك ” التاثير السلبي للجهات الدينية ” و الدعاية المغرضة وغير الصحيحة من قبل بعض رجال الدين و ” المرجعيات الشيعية والسنية ” ضد المرأة علما ان الجميع يعرف جيدا دور المرأة في صدر الاسلام حيث كانت تشارك في الحروب و الفتوحات الاسلامية وهي في صفوف المحاربين من الرجال سيما في زمن الرسول الكريم محمد ” ص ” و ان الله سبحانه وتعالى اكرم المراة ” المكانة الراقية و العالية ” وكما جاء في القران الكريم “بسم الله الرحمن الرحيم ” ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ” صدق الله العظيم ” سورة الروم ، الاية 21 وقال تعالى في سورة النساء : بسم الله الرحمن الرحيم ” ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ” صدق الله العظيم ” الاية 124 ” نعم : ما تفضلتم به من ” اسباب العنف ضد المراة الكردية ” يرجع ايضا الى غياب دور الابوين في تربية و رعاية اطفالهم ” ذكروا و اناثا ” فالتربية المنزلية ضعيفة علما انها هي الاساس لبناء شخصية الطفل بشكل صحيح وسليم ، فهناك تقصير كبير لهذا الجانب المهم من حياة اطفالنا فدور الامهات والاباء سلبي جدا وغير مفيد ، وكذلك وكما اكدتم على قلة الوعي والادراك و الجهل وفي اعتقادنا فان السبب الرئيسي يرجع ايضا الى ” وضع العائلة الكوردية ” التي تعيش في ظروف سيئة و مزرية و تحت كابوس الاضطهاد و ظلم الاعداء المحتلين لارضها ” تركيا وايران وسوريا والعراق ” وهي دول اسلامية ظاهريا فقط الا انها دول ارهابية وعنصرية ديكتاتورية و بعيدة تمام البعد عن العدالة الاسلامية فهذه الدول الظالمة تحجب اشعة نور العلم والمعرفة عن الامة الكوردية ، نعم ما ورد في المقال عن التربية المدرسية صحيح واكثر ، فالتربية المدرسية بدءا بالمرحلة الابتدائية وصعودا للمراحل التعليمية الاخرى غائبة بل مشلولة تماما عن دورها في الرعاية التربوية و العلمية وفي تنمية قدرات المواهب الفنية والادبية والرياضية من ” الذكور والاناث معا ” فالتميز والتفضيل ” بين الذكور والاناث موجودة وعلى اشده وفي جميع تلك المراحل التعليمية فالمدرسة لم ترتقي الى المستوى المطلوب لا في اقليم كوردستان ولا في الاجزاء الاخرى من بلاد الكورد ، كما ان التربية المدنية و الوطنية و القومية مفقودة ايضا في ظل نظام التعليم الحالي وخاصة في الاجزاء المحتله من قبل تركيا و ايران وسوريا والعراق و حتى في اقليم كوردستان هناك نقص وضعف كبير في توجيه وتوعية جيل الاطفل و الشباب ” من الجنسين ” لحب ارضهم ووطنهم كوردستان وكذلك في تزويدهم بمعلومات صحيحة و واقعية عن تاريخ بلادهم وعن اعدائهم قديما وحديثا ، والسبب هنا يعود الى المناهج ” التربوية والتعليمية ” غير المناسب لجيل الطلاب و الطالبات ولا يفي بالغرض المطلوب مطلقا ، كذلك “غياب الدور الايجابي للمعلم والمدرس وعدم تمكنه من المحافظة على ” قدسية التربية و التعليم ” في بيئته المدرسية ، وذلك بسبب حالته المادية السيئة الذي يعاني منه حيث اخذ الكثير منهم يهتم ” بالدروس الخصوصية ” لقاء كسب المادة ، تاركا ورائه واجباته الرئيسية في المدرسة ، مما أثرهذا الوضع على شخصيته وفقدانه ” مكانتة المقدسة بين المجتمع ” ، وهنا لابد لنا ان نؤكد على الحقيقة التالية : بما ان حياة المعلم ” والمدرس ” المعيشية في مجتمعنا تحت المستوى المطلوب واصبح يعاني من الفقر حيث ما يستلمه من الراتب الشهري ” الذي اصبح الان في خبر كان ” لا يكفي لسد ابسط حاجياته المعيشية و العائلية مما اجبره للقيام ” بالدروس الخصوصية ” ، ناهيك عن قسم آخر منهم اخذوا يعملون كسواق سيارات الاجرة ” او اعمال اخرى بعيدة عن مهنته التعليمية اا وهنا المطلوب من الجهات المسؤولة في اقليم كوردستان زيادة رواتب المعلمين و المدرسين لكي يستطيعوا ان يعيشوا بكرامة بعيدا عن التوتر النفسي ومن عقدة الخوف و الضغوطات المعيشية … الخ ، عندئذ يستطيع ” المعلم المربي الصبور ” الابداع والابتكار في اساليبه وطرائقه التربوية و التعليمية ومعالجة التفرقة والتميز بين التلاميذ و التلميذات وهذا هو الهدف المطلوب .. مرة اخرى شكرا للمفكر و الكاتب الاستاذ بيار روباري . [1]