ظاهرة العنف – المرأة الكردية - (نموذجاً)
حسين أحمد
Hisen65@gmail.com
في الواقع إن البحث في قضية المرأة وما تحمل من إشكاليات جمة ومتداخلة تحتاج من الجميع سواء كانوا كتابا أو مثقفين أو معنيين بقضايا المرأة إلى دراسات وأبحاث جدية وموضوعية للوقوف على معاناتها وما تتعرض لها من عذابات جمة, لذا علينا جميعاً قراءة الحالة بصورة واقعية وأخلاقية ومعرفية بعيداً عن تجارب شخصية أو التأثيرات الآنية لمجمل تجارب الآخرين, لنسعى إلى المعالجة الممكنة وبأساليب معرفية وموضوعية في سبيل أن نتمكن من بناء مجتمعاتنا بشكل حضاري وإنساني خلاب بعيدا عن الظلم والاضطهاد والإساءة الهادفة إلى أي فرد مهما كان هذا الفرد سواء كان امرأة أو رجلا
وما يعنينا بالدرجة الأولى في هذه الأسطر المعدودة ومايهم المجتمع بأكمله هي قضية المرأة هذه الإنسانة الفعالة والمنتجة اجتماعياً ومعرفياً وفي اتجاهات متنوعة والتي تمثل نصف المجتمع , مما لاريب فيه أن تعطيل دورها أوعملها أو زعزعة مكانتها حينئذ سيتعطل المجتمع بكامل تركيبته ويصبح مشلولا وغير قادر على الإنتاج. لذا من هذه الزاوية دعوةَ منا بالوقوف الجدي على احد جوانبها المهمة و ما تتعرض له المرأة كإنسانة وكعضو فعال ومشاركة في الحياة .كيف تكون سبباً واضحاً في إرباكات مجتمعاتنا الشرقية بطولها وعرضها وتكون سبباً في تعطيل عجلة التطور في المجتمع فيما يعني منزلة المرأة الريادية هذا من الناحية الفكرية والثقافية والاجتماعية وتعطيل فاعليتها في المستقبل وهي مسألة (العنف ضد المرأة ) لذا كما يقال ان (العنف يولد العنف) من هذا المنطلق سنحاول البحث عن ابرز أسبابه وتداعياته التاريخية والثقافية والاجتماعية من خلال العادات والتقاليد وبعض القناعات السلبية المعوقة لتقدم المجتمعات .إذا ما هي جذور هذه الظاهرة ..؟؟ ومن يغذي هذه الأفكار ..؟ وفي أي أجواء تتفاعل وتأخذ حيزها الفعلي, وما هي الطرق والسبل الناجعة لمعالجتها أو ماهي أساليب العلاج وكيف التصدي لها..؟؟ من هنا نستطيع ان نؤكد ان ابرز مشاكل المرأة واضطهادها وأكثر هذه المعاناة تظهر في المجتمعات الشرقية من العالم بالرغم من ان المجتمعات الغربية في المقابل لا تخلو أيضا من هذه الظواهر السلبية مع انها أكثر تطورا في النواحي الفكرية والحضارية والإنسانية والاقتصادية ولكن تواجد هذه الحالات متفاوت نسبيا ويكون أكثر حدة في المجتمعات الشرقية نعتقد ان المراتع الأوسع سخونة وملائمة لهذه الممارسات ولهذه الظاهرة وتفاعلاتها وتحديدا (العنف) بكل تنوعاته ( الضرب , الطلاق التعسفي , الحرمان من التعليم , الزواج المبكر , و الزواج بالإكراه إلابعاد القسري, قضايا الشرف - القتل او الذبح ...الخ ) في المجتمعات الشرقية كما أوضحنا سابقا , لذلك تبدأ هذه الظواهر من خلال التركيبة السياسية والاقتصادية الممارسة عبر تراكماتها التاريخية في البلدان الشرقية فيما أسست عليها انظمة تلك البلدان التي بيدها مفاتيح القرارات والشرائع والدساتير ولغياب قضية الديمقراطية بمفاهيمها الحضارية من خلال ممارساتها الدستورية والتفاوت الطبقي الموجود في بنيان تلك المجتمعات المذكورة وخاصة فيما بين افراد المجتمع وبسبب معتقداتها الدينية و خاصة عدم فهم السواد الأعظم من أفراد المجتمع لحقيقة هذه الأديان وجهلهم الواضح بالنص الديني الشرعي وبسبب غياب قوانين تحمي الفرد داخل المجتمع ,تبدا حالات التفاقم المرضي بين إفراد المجتمع ككل, لتصل إلى روابطها الأسروية وصلاتها المتماسكة وتركيبتها المقدسة من الداخل من التربية ومن ثم السلوك المكتسب من خلال الممارسات والدكتاتوريات المتسلطة لتصل إلى أعماق الأسرة وتغلغل أفكار خاطئة إليها لتفكيك روابط الود والمحبة والتسامح الإنساني بين إفرادها ومن هنا تظهر الأنانيات المفرطة داخل الأسرة الواحدة بذلك كل فرد من الأسرة يبحث لذاته عن سلطة خاصة يفرض جبروته على بقية أفراد الاسرة وخاصة المرأة لأنها الوحيدة التي تتأثر سريعا بهذه العوامل المباشرة والغير مباشرة. من هنا تتحول السلطة المكتسبة من النظام السياسي والتشريعي إلى سلطة الفرد داخل الأسرة أو العائلة تتكرس الأنا الفردية في قرارات وتوصيات تحاكي الحالة العامة في المجتمع سواء من القوانيين أو الشرائع و يسود التسلط داخل العائلة حيث يبحث المتسلط فيها عن مصلحته الشخصية أو يفرض رأيه على بقية الإفراد فيقع العنف على المرأة قبل الجميع وتلك حالة المراة في الخلية الصغيرة ومن ثم الدارة الكبيرة فضلا عن دوائر أخرى عديدة مؤثرة كالعادات والتقاليد الموروثة والتخلف والجهل ...
[1]