ديانة إزداياتي (الإيزيدية)
بقلم : برادوست ميتاني
تعد هذه الديانة من الديانات القديمة للشعب الكردي وهي امتداد لعقائد أجدادنا الكرد الكوتين وغيرهم من أجدادنا السومريين ومازالت طقوس وزي أخوتنا الايزيديين تشبههم . كما أنهم أي الايزيديين يعيشون على أرضهم في كردستان , فهم الآن
ينتشرون في مناطق شيخان şêxan ويعيشون بموصل وجبال شنكال 160كم غربي الموصل تقريباً ,خاصة مدينة شنكال ,وبعضهم في آمد وويران شهرWêranşehir وحلب وعفرينEfrîn وتربة سبي Tirbespiyêوأرمينيا وجيورجيا , وقد جاء تشتتهم هذا هرباً من القمع والإبادة الدينية الدخيلة.
تقول الرحالة الإنكليزية روزيتا فوريس أن عددهم كان قبل الحرب العالمية الإولى ربع مليون ولكنه تناقص فنزل إلى ستين ألفاً .(أنا أشك في هذه الإحصائية كونهم أكثر من ذلك بكثير ) ,ولكنني سمعت من كبار إخواننا الإيزيديين أنفسهم بأن عددهم في مناطق شنكال وشيخان فقط هو 1150000شخص ما عدا المناطق الأخرى في كردستان وخارجها.
3-1-300x158 بحث عن الديانة الايزيدية بمناسة عيد جارشما صور العيد الكبير يسجدون للشمس كل صباح (هذا ماقرأته في المصادر ولكن بعضهم أنكروا ذلك وقد سمعت منهم هذا) ويضحون لها بثورأبيض ,ويقبلون أعلى حجر تسقط عليه أشعة الشمس عند بزوغها .
صيامهم الواجب هو ثلاثة أيام تبدأ في 16 من الشهرالثاني عشر, ويليها العيد ,إذ يقولون بأنه قد ترجم خطأً في الإسلام ثلاثون يوماً ,ويسمون إله الخيرخدا Xuda الذي خلق ملكي طاووس (الملك عزازيل) – وكلمة طاووس أشتقها اليونانيون إلى ثئيوس بمعنى الله-.كان الله أي خدا لوحده يعيش في هيولا فراغية قبل نشوء الكون ,فأراد أن ينشأ الكون لذا خلق سبع ملائكة من نوره واستشارهم في خلق الكون ,ثم خصص لكل واحد منهم واجباً (كمايرد في الإسلام ) منهم عزازيل الذي هو رئيس الملائكة ويسمى في الإيزيدية طاووسي ملك المكلف من قبل الله بإيجاد الكون (ربما استخدم كلمات أو معاني لا تتناسب مع مبادىء أوأحاسيس بعض المؤمنين في مختلف الاديان أرجو المعذرة لأنهاغير مقصودة من لدني فهي تأتي من باب البحث عن التاريخ فقط ) الذي بدوره خلق طائر الطاووس الجميل الملون قبل نشوء البشرية ,عندما كان قد أنشأ الكرة الأرضية المغطاة بالماء ,وعندما وضع هذا الطاووس قدمه على الأرض المغطاة كلياً بالماء , انزاح الماء, وظهرت اليابسة من تحت قدمه , ومن ثم تبددت المياه واتسعت رقعة اليابسة, ثم أنزل من السماء لالشا نوراني الذي هو الآن مركز الحج لديهم ,وبخلق الله الشمس كانت الأشعة التي أنبتت الأعشاب ووخلق الله الحيوان والإنسان وملأت الأرض بأنواع مختلفة من الكائنات ,لذلك أن إخواننا الإيزيديين يلونون البيض في أعيادهم ,فالبيض إشارة إلى الكرة الأرضية ,وكذلك الألوان إلى تعدد مخلوقات الله عليها وتنوعهم .وقدانتقل هذا الاعتقاد وهذه العادة إلى إخواننا المسيحيين .
بحث عن الديانة الايزيدية بمناسة عيد جارشما صور العيد الكبير
وبصدد الطاووس المقدس لدى الكرد منذ القديم ,قرأت في جريدة روناهي ,عدد 151 باللغة الكردية :توجد الآن في قرية كيمار القريبة من ناحية شيرواşêrewa التابعة لعفرين في غربي كردستان آثار قديمة تعود إلى العهدين الهوري والميتاني ,وما يهمناهنا هو وجود صورة محفورة للطاووس على جدران بقايا أحد الأبنية الباقية,ومن الجدير ذكره هو كثرة إخواننا الإيزيديين حتى الآن في القرية وتلك المنطقة .يقول أحد سكانها الإيزيديين المدعوصدقي خليل نبو أن بعثة أثرية أوربية جاءت إلى قريتنا قبل عشرين سنة ,وقالت لنا أن أجدادكم الإيزيديين كانوا يعيشون هنا منذ عام 1666ق.م .
من كتبهم الدينية :
الجلوة والمصحف الاسود (برتوكا رش Pirtûka Reş ) سمي بهذا الاسم لأنه حافظ للأسرار ومن عادة الأمم استخدام اسم اللون الأسود على وعاءالأسرار ,كما هو مستخدم في الصندوق الأسود للطائرة كونه يحوي أسرارها , لكنني سمعت من شاب من عائلة الشيخ بأن المصحف سمي بالأسود , لأنه كان قد كتبت حروفه بالذهب , ولكن الأعداء بعد أن أحرقوه تحول لون الذهب إلى اللون الأسود ,لذا سمي بهذاالإسم .وقد يضم المصحف الأسود 15000 قول محفوظ في صدر المؤمن ,ومن عاداتهم تعميد الذكوروختانهم وتعدد الزوجات.
بعض الأعياد :
– الأربعاء :الأول من شهر نيسان بالتقويم الشرقي الرومي (جارشمبا صورçarşemba sor), وهوالعيد الكبيرالذي خلق الله فيه الدنيا بطبيعتها الملونة من الماء والتراب والنباتات والحيوان والإنسان ,وهو العيد الخاص بالشيخ, إذ يسبقه نفس العيد بإسبوع ولكنه للفقير.وكما نوهنا سابقاً فهم يلونون في هذا العيد البيض إشارةإلى الكرة الأرضية , حيث كرويتها هي الأرض وزلالها هي الماء والقسم الأصفر منها هو التراب , وبنزول لالش من السماءمن عند الله عز وجل في هذا اليوم على ملكي طاوس تم التفاعل ونشوء الحياة المتنوعة الملونة من الجدير ذكره هو أن أهلنا اللأيزيديين والاخوة السريان يشبهون معاً في صوم ومراسيم هذا العيد .
147cc997-3f42-459e-afe0-3f4690aea3b9 بحث عن#الديانة الايزيدية# بمناسة عيد جارشما صور العيد الكبير
يزورالايزيديون في هذا العيد المقابر , يوزعون الصدقات على الفقراء ,يأكلون ويشربون ويدقون الطبول والمزمار ويلبسون الأبيض من الرأس إلى القدمين.
– عيد يوم الخميس الثاني من كل شهر على قبر الشيخ محمد في مدينة باشيقا ,أيضاً يوزعون الصدقات, ويأكلون ويدقون الطبول والمزمار.
– عيد حلقة السماع يوم الجمعة في مدينة باشيقا .
– يوم الجمعة الثاني من كل شهر في قرية دراويش عند ضريح حسن فردوش ,فيقيمون عنده حفلة السماع .
– يوم الجمعة الثالث من الشهريزورون قبر الشيخ أبو بكر بالطبل والمزمار .
الصلاة :
(بربانك :(Berbangأي الفجر , (روزهلات: (Rojhilatأي الشروق ,(روزآفا:( Rojavaأي قبل الغروب , ( نفستي: Nifstî) أي قبل النوم .
وكلها طوعية ,ليست إجبارية , وهي عبارة عن أدعية يتقرب خلالها المؤمن إلى الله عزوجل , ولايشترط أن تكون مقاطع دينية ثابتة أو موحدة , بالرغم من وجودها ولكن المؤمن الذي لايتقنها فله المجال أن يعبر من لدنه عما هو يسعى إليه بإسلوبه الخاص في التقرب إلى الله تعالى ,دون أن ينفذ في الصلاة حركات كالقيام أو القعود وما شابه ذلك . الصيام ثلاثة أيام مثلها في المسيحية السريانية.
هذ ما حصلت عليه خلال عملي التربوي مع إخواننا الإيزيديين في كونكهKongeh (مخيم) نوروز بجانب ديرك Dêrikفي كانتون الجزيرة .
رجال الديانة الأيزيدية :
– ميرMîr (الأمير) : يقيم في مدينة شيخان بجنوب كردستان – وتقع حالياً خارج حدودها – وهو من سلالة الشيخ أبي بكر ,ومعصوم من الخطأ ,وقد حل فيه جزء إلهي.وظيفته وراثية .
– البابا شيخ : مستشار الامير ,والرئيس الديني الأكبر, يفتي ويحدد الصلاة والصوم , ويعين الحلال والحرام .وظيفته وراثية .
– الشيخ : يفسر أمور الدين .
– بيرPîr : يعالج امور الدين بين العامة ويقصدونه .
– الفقير : هو الناسك الزاهد , لباسه خرقة الفقير .
– القوال : هو مرتل الأناشيد .
– الكوجك koçek: طائفة وظيفتها غسل الأموات , والاتصال بعالم الغيب.
– المريد : من عامة الشعب يخضعون لأوامر رؤسائهم الروحيين ولكل مريد شيخ , وبير يتلقى منهما التعليمات .
يتميز بيرPîr كمال مرعان بافي جاويشBavê çawîş بمكانة محترمة لدى شريحة واسعة من الإخوة الإيزيديين . من خصاله الحميدة آنه أبتعد عن الشهوة الجنسية عندما حاول بعض خصومه إغراءه بفاتنة أختلت به ,لكنه قطع عضوه الذكري بيده في الكهف , وجفف دماءه بالتراب .
لقد عاش بيركمال زاهداً معصوما حتى توفي قبل سنوات قليلة.
كذلك هناك شخصيات لعبت دوراً كبيراً في الإيزيدية أمثال :
-الشيخ آدي بن مسافر: الذي كعادة البعض من سعاة التشويه لإرثنا يجعلونه عربياً من أصل أموي, علماً أنه من أكراد بعلبك في لبنان ,أنتقل إلى جولة ميرك Colemêrg(هكاري) , وأنشأ فيها زاوية دينية , فكثر حوله الناس وبعدها أنتقل إلى جنوب كردستان, وعاش فيها بين الإيزيديين ,فأصبح لهم الشيخ والمرجع والمنقذ من المذابح بسبب حنكته الإجتماعية والسياسية –بعيداًعن السياسة – وذلك لتقربه من المسلمين وشخصياتهم وعاداتهم وتقاليدهم ,وعقد علاقات الصداقة معهم .بهذا نجح في تفادي عداءهم للإيزيديين , إلى درجة المشاركة في الصلاة معاً لكليهما ,أي صلوات المسلمين والإيزيديين جماعياً وتبادل الزيارات في الأعياد والمناسبات .لقد توفي في 1160م .
يعتقد اليزيديون بأن بعضاً من صفات الله قد حلت فيه .
قال الراهب النسطوري راميشوع والمسيو نو: أن الِشيخ آدي من الوجهة القومية كردي ومن الوجهة الدينية زردشتي .
بعدوفاةالشيخ آدي الذي مازال قبره في جولميرك , قام في محله إبن أخيه أبو البركات بن صخر بن مسافر .
-الشيخ أبو المفاخر بن أبي البركات الذي ولد في جولة ميرك أيضاً ,الذي قتل بيد الأمير المغولي باتو سنة 1223م.
– الشيخ شرف الدين مادي (المهدي المنتظر) من معجزاته وكراماته (Sur) أنه سيأتي إلى الدنيا من جديد وينقذها من الهلاك عندما يحل بها الفساد والفسق .
– الشيخ فخر (الملك فخر الدين) يصنف كملاك على الأرض.
لالشا نوراني (لالش) : Laleşa Nûranî
أنزل (يزدانYezdan)الله لالش من السماء قبل أن يخلق الكون وجعلها عامل تفاعل مع الأرض لكي تنشأ .
تقع لالشا نوراني بين ثلاث جبال ,هم جبال مشتيMeştê وجبال هزرتيHizretê وجبال عرفاتErefat ,على بعد ما يقارب15كم شمال مدينة شيخان, شمال شرقي جبال شنكال, بمسافة125 كم تقريباً ,وما يقارب 200 كم من مدينة شنكال الوقعة جنوب الجبل بكيلومترواحد أو أقل .
قبل مجيء الشيخ آدي تقلص عدد المؤمنين الإيزيديين إثر انتشار المسيحية لدرجة وقوع لالش تحت يد المسيحيين, وكان فيها القديسين حنا ومار حنا (أحد مدرسي الديانة الأيزيدية قال لي هذا علماً أني أظن أن الاسمين واحد وأن لفظ مار ماهو إلا بلقب ديني أضيف إلى اسم حنا من جديد )
ولكن الشيخ آدي طالب بها لأنها إرث إيزيدي , إنما القديسين حنا ومار حنا طالباه بمعجزة دينية ,فأمر الشيخ آدي حجراً كان بجوارهم أن يتدحرج ويمشي , فلبى الحجر طلبه , هذا ما أقنع القديسين فأرجعا لالش لإخوانناالإيزيديين .
الحج لدى الإيزيديين هو لالش في شيخان ,وعليها قبة مثلثية متطاولة مدببة نحو الأعلى ,شبيهة بخطوط الآشعة النازلة إشارة إلى الشمس وهي 12 خط ,إشارة إلى عدد أشهر السنة .من الجدير ذكره هو أنهم يلبسون قلنسوة (طربوش) متطاولة بنفس الهيئة السابقة ,وليس شرطاً على كل أفراد العائلة البالغين أن يذهب إلى الحج بل يكتفى بواحد أو إثنين فقط , حسب الإمكانيات المادية للعائلة وظروفها.
يكون الحج للميسرين بالدرجة الأولى كما قلنا, ويتم خلال سبعة أيام ابتداءاً من اليوم السادس من الشهر العاشر حتي الثالث عشر منه وليس إجبارياً على المؤمن أن يظل فيها خلال الايام السبعة, إنما يكتفى بضعاف الحال مادياً بيوم واحد ,ويكون لكل يوم طقوسه ومناسكه الخاصة ,تتم حيث يكون الحاج حافياً على القدمين ,ويبدء بالمرور والعودة ثلاث مرات لمسافة ما يقارب 60 م على موضعاً يمثل برا سراطي Pira seratêأي جسر الصلاة ,الذي يسمى عند الإيزيديين برا عنزل Pira enzel(الصراط المستقيم) ,ثم ينتقل الحاج الى زيارة قباQuba شيخ مشلح وهكذا حتى تنتهي مناسك الأيام السبعة.
يوجد في لالش ستونا مرادان Stûna miradanأي عمود التمنيات ,يلف الشخص بذراعيه حوله , فإذا لامست أصابع اليدين بعضهما البعض سيتحقق مراده والعكس بالعكس . بالإضافة إلى هذا فأنهم يركضون لسبع مرات بين مكانين في لالش للتطهير من الذنوب .
يوجد لالشا بجوك Laleşpiçûkأيضاً أي لاش الصغير,وهي قبة الشيخ آدي بجوارالجهة الشمالية من جبل شنكال,بمقربة من نبع بيرةخايي(كهنيا بيرةخايkehniya pîrexayê)والنهر المسمى بنفس الأسم.
الإيزيديون يتركون شواربهم تطول للإشارة إلى جناح طائرالطاووس المبارك لديهم, للتذكير بطاوسي ملك ,وللإشارة إلى القوة والرجولة. من الجدير ذكره هو أنه من عادة بعض المسلمين المفضلة إزالة الشوارب كلياً كونها من السنة النبوية الشريفة.
أركان الإيمان :
99 ركن من المسميات الأخلاقية والإنسانية, ل 33 الأولى مفتاح هو الصدق أي الحقيقة Rastî و33 الثانية مفتاح هو معرفة الذات الإنسانية Xwe nasîn و33 الثالثة مفتاح هو الحياء şermî
في هذا ملاحظة و هي : الأخلاق الحميدة في هذا الدين هي الأركان القائم عليها وليست العبادات أي الصلاة والصوم والكتب السماوية والملائكة أوغيرها , إنما تبقى هي واجبات مفروضة على المؤمن أن يؤديها .
كرات براتBeratالمباركة:
يقوم الفتيان والفتيات البكر أي العذارى بصنع كتل صغيرة كروية من عجين تراب كهف برات وماء زمزم أو كهنيا سبيKehniya spî تسمى كرات برات وبعد أن تجف هذه الكرات توضع في أكياس تترك في الكهف اي في شكفتا براتşikefta berat ويأتي الأهالي بحيث كل عائلة تأخذ كرة أو كرتين إلى البيت للتبرك بها وقد تم أختيار البكر والعذارى في صناعة تلك الكرات كونهم لم يتزوجوا للأشارة إلى براءتهم من الذنوب .
توجد اسماء أماكن في منطقة الكعبة المشرفة في السعودية لها نفس الاسماء في منطقة شيخان الإيزيدية وهي جبل عرفة وماء زمزم للشرب والتعميد الذي حتى الآن يتدفق من نبع في شنكال ويسيل على شكل نهر يتعمد فيه المؤمنون الإيزيديون والتعميد فيه ليس الإستحمام هو الشرط بل هو غسل الوجه أو حتى غطس رأس الصبع فيه لكي يتطهر المتعبد من آثامه, وإذا ما نقل أحدهم ماء الزمزم في إناء ومر قرب نهري الدجلة أو الفرات فإن ماء الزمزم يتبدل في تركيبته ويفقد قدسيته.
يقول إخواننا الإيزيديون بأن منبع زمزم شنكال و زمزم المكة المكرمة واحد حيث لهما إتصال باطني واحد .
كمايوجد نبع لنفس الغرض في لالش باسم كهنياسبي أي النبع الأبيض .
من الفائدة القول هنا بأن حجر على هيئة كعبة تم العثور عليه أثناء التنقيب في كري نافوكي الكردستاني في خرابي رش في منطقة رها موطن النبي براهيم خليل , وهذا الحجر شبيه بحجر الكعبة المشرفة , هذا المكان الذي انتقل إليه النبي ابراهيم خليل أبو الأنبياء من مدينة الرها.
علماً أن اليزيدية سبقت الإسلام في الظهور بأكثرمن ألفي عام , هذا مايقوي الإفتراض بأن هذه الأسماء قد أنتقلت مع الفكر الديني من كردستان إلى شبه الجزيرة العربية .
الإيزيديون دين يؤمن بوحدانية الله الأحد الواحد دون شريك وماقيل وكتب من قبل المشوهين لتاريخنا عنهم –هكذا اسميتهم المشوهين دون تسمية أخرى تليق بهم احتراماً لمبادئنا الإنسانية – بأنهم يؤمنون بإلهين أحدهم للخير وآخرللشر فهو تلفيق ظاهر ليسهل لهم معاداتهم للحضارة الكردية .والأكثرضراوة من ذلك سموهم بعبدة الشيطان ,علماً أنهم بهذا أثبتوا عجزهم عن فهم شريعة الله بشكل عام ومسألة الإبليس أي الشيطان بشكل خاص ,لأن الله عز وجل قد خلق الشر وتركه يفسد البشر ويغري من يطيعه وهو سيء للغاية لذلك تجنباً لأي إساءة لنا, نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . علماً أن اسماً بهذاالشكل أي الشيطان لايوجد في العقيدة الإيزيدية منذالقديم وحتى الآن وهذا ما سمعته من أفواههم بالذات ,بل أنهلا يوجد حتى في العقيدةالكردية قبل الإسلام. كما أنه لايوجد في الزرادشتية أيضاً بل حتى في العقائد والثقافة الكردية القديمة,لأن الشر كان اسمه أهريمان وهذا ما أستوعبه الإيزيديون في فلسفتهم الدينية بعدم ذكر اسم الشيطان لامن قريب ولا من بعيد أو حتى الإشارة إلى شيء يذكرهم به تجنباً لإغضابهم لأن المسلمين غيروااسمطاوسي ملك الذي هو كبير الملائكة في الديانة الإيزيدية إلى أبليس والشيطان, حيث أنهم يقولون عندما يتم ذكره فهو مقصود صراحة ضدنا , لذا يسمون الشيطان بيفا شاشPeyva şaş أي الكلمة الغلط , بمعنى أن قائله يدخلها في ديننا بالغلط لأنها غريبة عنا بتاتاً.
طاوسي ملك :Tawisî Melik
لنرى الآن حقيقةملكي طاوس كما تؤمن به الايزيدية :
أجتمع الله عزوجل بملائكته السبعة بعد خلق آدم وحواء من الطين ,وطلب منهم أن يسجدوا له فسجد ستة منهم ماعدا عزازيل أي طاوسي ملك الذي أدرك بان الله أختبرهم في هذا الحدث ,لأنه كان قد أمرهم منذ أربعين الف سنة بأن لا يطيعوا ولا يسجدوا لأحد إلا له, وهذا ما قاله طاوسي ملك لله عزوجل , عندها أعجب الله جوابه واخلاصه لأوامره ثم باركه كأطهر المخلوقات من الذنوب ,وأهداه ثلاثة أشياء , الأول أنه رئيس وكبير الملائكة ,والشيئ الثاني أنه سيكون على علم ومعرفة مسبقة وآنية بكل ظواهر الطبيعة ,والهدية الثالثة ثوب أبيض قبة عنقه دائرية ,إشارة إلى أشعة الشمس الدائرية وكذلك الكرة الأرضية, لهذا يعتبر هذا الثوب مباركاً لدى أخواننا الايزيديين حتى اليوم .
وللقضاء على قدسية هذا الدين وإفراغه من مضمونه الإلهي والإثني الكردي ربطه بعض العرب بيزيد بن معاوية , ولكن في الحقيقة أن التسمية هي إزداية المتحولة من ال زندي أي الحي ومثلها يزدان وهذا هو اسم الله لدى الكرد .
يقول الإيزيديون كأي دين سماوي آخر ثمة طريقان أمام المرء هما الخير ونهايته الجنة وآخرللشر نهايته الجهنم ,كما لهم صلواتهم وصيامهم وتراتيلهم(سبقا وقول Sebeq û qewl) الجميلة وطقوسهم , وجميعها باللغة الكردية العريقة لها دور كبير في الحفاظ على إرثنا الثقافي التاريخي, لهذا كانت الفرمانات التي بلغت الثلاثة والسبعين التي سعت إلى إبادتهم كانت آخرها في الشهر التاسع من عام 2626كردي أي 2014م.
يحرم على الزوج الأيزيدي الابتعاد عن البيت سنة إلا وتطلق زوجته منه إذا أرادت ذلك , كما يحرم الزواج في شهر نيسان , ويسمح بتعدد الزوجات.
المصادر:
الزردشتية والايزيدية .بهمن سوراجي يانجي
ازدايتي والايزيديون . خدر سليمان وخليل جندي
لقاءاتي مع مشايخ وكبار السن الايزيديين العديدة والمطولة.
بقلم : برادوست ميتاني[1]