الكورد الفيليون في الركب الثقافي و الحضاري /القسم الأول
#احمد الحمد المندلاوي#
الحوار المتمدن-العدد: 4070 - #22-04-2014# - 07:51
المحور: القضية الكردية
المقدمة:
الكورد الفيليون علامات مضيئة في ركب الحضارة الإنسانية،وشموع تنير دياجير الجهل أينما حلّوا وارتحلوا،عمّروا البلاد،وأسعدوا العباد،فكافئوهم بانتهاكات بلا حدود،وهم يحصدون أفياء الوعود، في ظلِّ التحرير..وزوال الطاغية،هؤلاء هم الكورد الفيليون،صبر جميل وحبٌّ للأمة والوطن،وعزم لا ينثني في عالم العطاء دون فتور،وإن عاكسهم الزمان والمكان،وفي هذا السرد الموجز نذكر باقة ملونة من تلك المواهب التي يتمتع بها الكورد الفيليون،و من الذين حصلت على السير الذاتية لهم ،وإلّا هناك عشرات المئآت من ذوي المواهب غائبين عن وسائل الإعلام والأضواء،و الحديث هنا في هذا القسم عن إبداعات الكورد الفيليين في مجال الأدب و الثقافة فقط،آملاً أن نغطي بقية المجالات تباعاً في الأعداد القادمة إن شاء الله.110
الفيليين في مجال الأدب و الثقافة:
كما يعلم الجميع إنَّ مجال الأدب و الثقافة واسع و متشعب،ولابدّ من تبويب ذلك لذا نبدأ بالشعر بكلّ أنواعه،و اللغات التي كتب بها شعراؤنا.
كان لكثير من الكورد الفيليين باع طويل في عالم الشعر الجميل بكلّ فنونه و أغراضه،و على رأس القائمة الشاعران الكبيران معروف عبد الغني الرصافي ،و جميل صدقي الزهاوي،و هما معروفان ليس على مستوى العراق بل على مستوى العالم العربي أجمع لما لشعرهما من المتانة و القوة في فنون اللغة العربية، وهما من أعمدة الشعر العربي،و دواوينهم الشعرية تزخر بها المكتبات الرسمية و الأهلية.
وشاعر آخر غني عن التعريف هو بلند الحيدري من بغداد،درس الأدب العربي والنقد والتراث وعلم النفس، توفي عام 1996م تاركاً لنا سبعة دواوين شعرية ،و مقالات بعنوان (زمن لكلَ الأزمنة) عام 1981م.
أما الشاعر الفطري حسين مردان المولود عام 1927م،فهو ذو مخيلة متفتحة لكل ما هو جديد، مارس كتابة “مقالات” لها وقع إبداعي جديد على عالم النقد الثقافي العراقي آنذاك،عبر أكثر من مرة أن الوزن يمنعه من بلوغ أشياء صغيرة في مطاوي نفسه البعيدة ونقلها إلى الورق كما يحس. لحسين مردان خمسة دواوين من النثر المركز.وقد استمر في العطاء إلى أن وافاه الأجل في اليوم الرابع من اكتوبر عام 1972.
وحان لنا أن نذكر هنا الشاعر الأديب داري ساري من مواليد زرباطية ، ظهرت الملكة الشعرية عنده في مقتبل العمر،وأتقن اللغة العربية و الفارسية بشكل جيد إضافة لإتقانه الى اللهجات الكوردية.لقد كان داري ساري علماً بارزاً في أعلام الثقافة الكوردية،نظم القصائد باللغة الكوردية – اللهجة الفيلية.
كما مارس الأديب جليل محمد الأركوازي كتابة الشعر منذ المرحلة الثانوية 1962م،ويكتب الشعر بثلاث لغات( عربية،كوردية،فارسية)،كما يتقن اللغة التركية ،و قد قام بترجمة أسفار زكي موران من اللغة التركية الى اللغة الكوردية ،كما قام بترجمة معلقة إمرؤ القيس الى اللغة الكوردية.
وحسين صفر البياري ،الملقب ب(أُوسطة حسين) ولد في مدينة “كويسنجق في كوردستان العراق حوالي سنة 1880م،و سكن في مندلي ..كان شاعراً رومانسياً باللهجة الكوردية الفيلية،و شعره مليءٌ بالعرفان و الحنين ،لقد وفقتُ لجمع أكثر من 500 بيتاً من أشعاره الشفاهية من ذويه ومعاصريه،ومجموعة نادرة من الأمثال الكوردية التي استشهد بها أثناء أحاديثه الجميلة،توفي عام 1959م.
ومن كبار مؤلفي شعر الغناء في بغداد، الشاعر سيف الدين الولائي من مواليد بغداد،له مؤلفات شعرية كثيرة،وغنّى له كبار المطربين والمطربات.توفي هذا الشاعر في ايران بعد ما هجّره النظام البائد الى تلك البلاد.
أما الأديب شكري الفضلي، فهو من مواليد محلة الفضل ببغداد لعام 1882م ،لذلك نسب بالفضلي ، كان شاعراً و كاتباً و صحفياً مثابراً، و مهتماً بحياة الأكراد خاصة، فدرس حياتهم في العراق و تحدث عن الرجل الكوردي وبعض العادات و التقاليد الشعبية و الأمثال،و الغناء و الشجاعة و البسالة،نظم الشعر و عالجه بأربع لغات :(العربية ،و الكوردية،و التركية،و الفارسية)، توفي عام 1936م.
أما الشاعر محمد البدري فهو من مواليد بدرة لسنة 1937م،كتب الشعر باللغتين الكوردية والعربية،وصدرت له عدة مجاميع شعرية بهما،و ترجمت الكثير من قصائده الى اللغات العالمية منها الانكليزية و التركية و الفارسية و الرومانية و السريانية ،و ترجم أربع روايات للروائي المهندس خسرو الجاف الى اللغة العربية.توفي عام 2006م،تاركاً لنا 18 كتاباً مطبوعاً في ميدان الشعر والترجمة باللغتين الكوردية والعربية .
و نذكر هنا الشاعر ملا نامدار التيموري، الذي ولد في قرى قره لوس /مندلي سنة 1910م، ودخل كتاتيبها وبعد أن تعلم أوليات القراءة والكتابة،إنصرف بكليته لدراسة اللغة الفارسية،وآدابِها،و الكوردية،والتركية،وكان له شغف شديد في قراءة الكتب الأدبية الفارسية،ويتصل دوماً بشعراء زمانه،وله آراء خاصة بالشعر، وقد توفي عام 1983م،وترك لنا إثني عشر جزءاً مخطوطاً من أشعاره باللهجة الفيلية – اللرية.
و محمد دارا سلمان الشاعر الذي قرأ قصيدة كوردية في مهاباد أمام القاضي محمد و البارزاني الخالد، أثناء قيامة جمهورية مهاباد الكوردية ،والتقى بالزعيم عبد الكريم قاسم،ورافق شعراء العراق المعروفين الجواهري والبياتي و السيّاب في بعض رحلاتهم.
بدأ بكتابة الشعر عام 1942م في جريدة الكرخ،وجريدة صوت الأحرار،وبعدها في جريدة البلاد، و يكتب باللغتين العربية و الكوردية ،توفي شاعرنا 2008م، وهو يحمل أشعاره في حقيبة له.
أما الدكتور الموسوعي زاهد محمد زهدي،من مواليد الحي لعام 1930م،كتب الشعر،له عدة دواوين شعرية منها: أفراح تموز 1960 - شعاع في الليل 1962 - حصاد الغربة 1993, 1994.
وهناك شعراء مبدعون من أبناء الشريحة الفيلية نذكرهم في العدد القادم منهم الموسوعي حيدر الحيدر،وشقيقه الدكتور ماجد،ومولود خانقيني،وكامل السورميري،و جمال الأركوازي،و محمد تقي جون،وحسين يحيى المندلاوي،و سليمان داود علان، و ميران جمشيد،و كمال محمود الجول،و احمد نظر،و عباس ملا يحيى،و زينب خالد،و الموسوعي عبد المجيد لطفي،و منى محمد غلام،والشاعرة أمل عبد اللهي زاده،و خلدون جاويد،وإبراهيم جهان بخش،و فؤاد علي أكبر،و الشيخ يوسف غضبان،و كاتب البحث،وغيرهم و هم كثيرون مما يدل بوضوح على روعة الإبداع التي تتأصل في كيان الكوردي الفيلي رغم آلامه الجسام،فهو يواكب الركب الثقافي الحضاري بكلِّ ما أوتي من إبداع و فن و قوة.
[1]