توحيد حسابي الميركه والفقراء في حساب تقويم واحد
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7888 - #15-02-2024# - 21:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
إن حساب الميركه هو الحساب الذي يعتمد على حساب التقويم الشمسي الايزيدي، رغم انها لا تطابق الاقترانات الفلكية تماماً، ولكن هي الاقرب الى حساب الاقترانات الفلكية والشروط الواجب توفرها حسب التقويم الشمسي الايزيدي في الاعياد والطقوس والمراسيم الايزيدية، في حين إن حساب الفقراء هي الابعد عن حساب التقويم الشمسي الايزيدي وحساب الاقترانات الفلكية، وربما يطابق حساب تقويم الفقراء، لان لديهم تقويم خاص يسمى بتقويم الفقراء.
انني ارى إن الحسابين لابد أن يلتقيان ويتوحدان في حساب واحد، ولكن في البداية يجب علينا اولا اصلاح التقويمين( التقويم الشمسي الايزيدي الذي يعتمده في حساب الميركه، وكذلك تقويم الفقراء الذي يعتمده في حساب الفقراء) والتوحيد بينهما في تقويم واحد معتمداً ومستنداً على الاحداث والاقترانات الفلكية والعلمية، ونحو امتدادات الاحداث التاريخية واحداث الديانة الايزيدية العريقة التي مر بها، والتي تمتد الى المثرائية والى التقويم السومري البابلي الاقدم.
وبعيداً عن بعض جوانبها من الحسابات الحديثة التي ترجع الى عدة قرون كحساب الفقراء، الذي يعود الى زمن البير هاجيال، وكذلك حساب المركهه قد تكون حديثة في بعض جوانبها، ولكنه في جوانب اخرى تعتمد على التقويم الشمسي الايزيدي وهو التقويم السومري البابلي وهوالتقويم الاقدم في تاريخ البشرية، مع مراعاة الشروط التي تحددها الحسابات الدينية الايزيدية ذات الاهمية الميثولوجية الدينية، في اقامة تلك الاعياد والطقوس والمراسيم،
السنة الشمسية (الإيزيدية السومرية والبابلية): هي المدة الزمنية التي يقطعها كوكب الأرض في دورانه المداري حول الشمس دورة كاملة وتساوي(365)يوم و5 ساعات و 48 دقيقة و46 ثانية، وكان الاعتقاد القديم أن الشمس هي التي تدور في هذه المدة حول كوكب الأرض، حيث كان الاعتقاد الراسخ في ذلك الوقت إن الأرض هي مركز الكون.
أن من أهم الأعياد الدينية التي كانت تقام في عهد سومر وبابل وآشور، هي عيد رأس السنة الجديدة في فصل الربيع، باستعداد الشمس في دخولها إلى كوكبة الثور في شهر نيسان الشمسي، وفي كتاب (الحياة اليومية في بلاد آشور وبابل) لجورج كونتينو الفرنسي، إن التقويم الآشوري المتكون من اثنا عشرة شهرا كان مستمدا من التقويم البابلي والسومري وهي أيضا اثنا عشرة شهرا و كما هي : نيسان نيسانو Nisannu أيارو Ayaru سِمانُ Simanu دوئوزُ (تموز) (Du’uzu (Tmamuz
آبو(آب) Abu أيلولُ Elūlu شري (جري) Tashritu أرخسم Arakhsamm كِسلِم (كيشلم) Kislimu تبيت Tabētu كانّونُ Kanunnu سباطُ (سباتو) Shabātu أدّارُ Addaru
إن السنة في التقويم الايزيدي البابلي السومري يبدأ بشهر نيسان وتنتهي في شهر آدار(أذار) وبنفس ترتيب واسماء أغلبية الأشهر في التقويم اليولياني والجريجوري وحتى في التقويم الميلادي الذي أعتمد بشكل كلي عل التقويم اليولياني، والتقويم اليولياني قد أعتمد أساسا على أسس التقويم البابلي السومري، مع بعض التغيرات.
التقويم اليولياني : في سنة 45 ق.م أستدعي الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي الإغريقي (سوسيجينس)، طالبا منه وضع تقويم حسابي دقيق يستطيع الإنسان بواسطتها حساب وقته وتاريخه، فوضع الفلكي الإغريقي التقويم مستندا على حساب التقويم السومري البابلي الآشوري المستخدم في معظم البلدان انذاك في وادي الرافدين وبلاد الشام والاناضول وبلاد االروم، وسمي بالتقويم اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وتم اعتماده في معظم البلدان الواقعة تحت سيطرة الامبراطورية الرومانية، وإن معظم الشعوب تخلوا عن التقويم البابلي السومري واعتمدوا التقويم اليولياني، وبقي الشعب الايزيدي(الكردي)محتفظاً بتقويمه القديم الى اليوم.
التقويم الميلادي : بقي التقويم اليوليان معتمدا عليه في أوربا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ولادة السيد المسيح(ع)، وأستمر التقويم قرابة (370) سنة، وبأمر من الإمبراطور قسطنطين حول أصلاح التقويم أنعقد المجمع الكنسي العام (المسكوني) وأقر الاعتماد على التقويم اليولياني المستعمل، وبدلا من سنة (370) يولياني أصبح سنة (325)ميلادي وأن يبدأ من السنة الميلادية نسبة إلى ميلاد السيد المسيح وأن تكون بداية هذا التاريخ من 1/1/1م، بعد إقرار التقويم من قبل المجمع الكنيسي اعتمدت عليه كافة دول أوربا وغالبية الشعوب والأمم الأخر، وهو أن كل (3)سنوات بسيطة بمعدل(365) يوما والسنة الرابعة تكون كبيسة بمعدل (366) يوما.
التقويم الجريجوري : استمر هذا التقويم إلى سنة (1582) م. وبالتحديد في تاريخ #04-10-1582# م، ففي هذه السنة لاحظ الفلكيون في عهد البابا الثالث عشر جوريجور، أن دوران الأرض حول الشمس في السنة الواحدة هي اقل من (365) يوم وربع، بقليل هي( 78/10000) وأن هذه الفترة هي التي غيرت فصول السنة على مدى السنين المنصرمة.
أمر البابا جوريجوري بأجراء أصلاح على التقويم من قبل الفلكين حول هذا الفرق، ولتلافي الفرق الحاصل زيد التاريخ (10)أيام وجعل التاريخ بعد يوم #04-10-1582# م أصبح #15-10-1582# م، وسمي هذا التقويم بعد إصلاحه بالتقويم الجوريجوري نسبة البابا جوريجوري، وأخذت الدول بالتعاقب تستخدمه، أن بعض الدول زيد التاريخ (11) يوما والبعض الاخر زيد التاريخ (12)يوما وبعض الأمم والشعوب زيد التاريخ (13)يوما، ومنهم الايزيديين.
هنا يبدو مراحل تطور وإصلاح التقاويم في العالم الى وصل الى الصورة الصحيحة والدقيقة للتقاويم الآن بشكل عام والتقويم الميلادي بشكا خاص، إن التقويم الايزيدي في الفترة الاخيرة للإمبراطورية العثمانية، أضيف على حساب تقويمهم(13) يوما، لان الدولة العثمانية لم يعترف بالتقويم الميلادي وبعدها أخذت بها، ومن هنا جاء الاختلاف بين التقويم الايزيدي الشمسي والتقويم الميلادي ب 13 يوم.
وينبغي أن يتم اصلاح التقويم الايزيدي، واجراء بعض الاصلاحات الضرورية المهمة التي ترتبط بالأحداث الفلكية والعلمية على التقويم الايزيدي الشمسي، مستنداً ومعتمداً على الحسابات الفلكية الدقيقة التي ظهرت في هذا العصر، كي توافق الاقترانات الفلكية ومعاني الظواهر الطبيعية في الطقوس والمراسيم وأعياد الديانة الايزيدية.[1]