تمثال الباحث والكاتب الايزيدي الكبير بير خدر سليمان
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7834 - #23-12-2023# - 23:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في سابقة فريدة من نوعها سيتم ازاحة الستار عن تمثال الخالد الباحث والكاتب الكبير بير خدر سليمان في قضاء الشيخان مسقط رأسه، بتاريخ #24-12-2023# ، تكريماً وتخليداً لذكرى الراحل بير خدر سليمان، لما قدمه من انجازات رائعة في كافة المجالات الثقافية والتاريخية والتراثية والدينية القديمة في أوسع معانيها الأيديولوجية.
كان وسيبقى الخالد بير خدر سليمان، رمزاً من رموز ترقية الثقافة الدينية الايزيدية في أخطر مراحلها وتعريفها للشعب الايزيدي(الكُردي)اولاً، ومن ثم لجميع الشعوب والأقوام والامم الاخرى في اصعب الظروف، وسيظل كتاباته ومؤلفاته وأبحاثه مرجعاً اساسياً للدراسات الايزيدية في المراحل التالية، ما له من إرث ثقافي و تاريخي من المؤلفات والكتب والأبحاث، التي سخر جل سنوات عمره في تأليفها واعدادها بالرغم من الحياة الصعبة والمريرة التي تعرض لها اسرته من ملاحقة وتهجير من قبل الاجهزة القمعية للنظام البائد، بسبب ميوله وحبه وولعه بجذور الايزيدياتي وتمسكه بتراث الآباء والاجداد.
عندما كان بير خدر سليمان طالباً يدرس في جامعة بغداد ، وجد السخرية من الكثيرين من حوله لمعتقد الديانة الايزيدية، وقد قرر في نفسه لابد من تغيير وتعديل هذه الصورة السيئة لمعتقده، وأن يظهر للعالم أجمع الصورة الصحيحة للديانة الايزيدية العريقة وقدميتها في تاريخ ظهور الانسان على كوكب الارض، وكذلك تصحيح المفاهيم المغلوطة التي نشرها الكثيرين من الكُتاب في عهد النظام البائد كعبد الرزاق الحسيني في مؤلفاتهم الغير الصحيحة عن الديانة الايزيدية.
قدم الباحث بير خدر انتاجه الثقافي في ظروف كان يصعب على الأنسان الايزيدي التحدث عن لغته ودينه وقوميته، وقد عانى الراحل كثيراً في تأليف كتاب (ايزدياتي وكوندياتي) بسبب الظروف المادية التي مرّ بها، وبعد ذلك قدم البير مجموعة من الكتب في فترات مختلفة وهي (شيخان وشيخان بكي وسفر الإيزيدية ) بالإضافة الى ترجمته لمجموعة من الكتب مثل (الميثرائية) للدكتور علي تتر نيروي الى اللغة العربية، وتأليف كتب للأطفال وكتاب التربية الدينية الإيزيدية (الايزدياتي) ودراستها في المدارس، وكتب قواعد اللغة الكُردية بالإضافة الى بحوث عن تاريخ الأدب الكُردي وشعر للأطفال الكُرد وعن أثار (خنس وجروانة ومعبد لالش).
تولى الخالد بير خدر سليمان العديد من المناصب الثقافية والحكومية في كُردستان، فكان اول رئيس اتحاد كتاب دهوك، كان الراحل ضمن الكوكبة الاولى وبدور اساسي التي وضعت الحجر الاساس لأنشاء مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك وبدعم من حكومة الاقليم، وكان اول من تبوأ منصب مدير مركز لالش الثقافي والاجتماعي عام 1993وكان له الدور الاساسي مع الكثيرين الرواد في تطوير مركز لالش في مدينة دهوك، وقد اختير في رئاسة مركز لالش الثقافي والاجتماعي في الدورات اللاحقة .
بير خدر سليمان صاحب الامتياز والى الآن في مجلة لالش الدورية التي تصدرها مركز لالش الثقافي والاجتماعي، وكان البیر صاحب مشروع تدريس منهاج مادة الايزيدياتي للطلبة الايزيديين للمرحلة الابتدائية في إقليم كوردستان عام 1996، وبعد ذلك وبالتعاون مع مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، و تم توسيع مشروع منهاج مادة التربية الدينية الايزيدية المقررة تدريسها للطلبة الايزيديين في المراحل المتوسطة والاعدادية، كما شغل البير خدر سليمان منصب عضو البرلمان الكُردستاني في سنة 2005.
بعد اجتياح رايات الكفر والظلام الداعشية لمناطق الايزيدية، واحتجاجاً على هذه الهجمة الشرسة الارهابية لإبادة الايزيديين في مناطقهم، قام بير خدر سليمان بتاريخ #18-09-2014# بحرق كتبه والتي كانت تضم مؤلفات وابحاث عديدة، احتجاجاً على الابادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديين ابناء جلدته وارتكبت بحقهم ابشع الجرائم وقد شهد العالم اجمع هذه الكارثة الابادة الجماعية ضد الايزيديين.[1]