عفرين تحت الاحتلال (291): الاعتداء على مدني، اعتقالات تعسفية، جفاف قنوات ري سدّ ميدانكي، حرائق متعمدّة واسعة تطال الغابات، اشتباكات دامية وسط المدنيين
بالاحتفاء والمراسم، بتاريخ #14-05-2024# م، تمّ افتتاح المبنى الجديد ل”المجلس المحلي في عفرين” من قبل مصطفى ماساتلي والي هاتاي التركية بصفة المسؤول الأول عن المنطقة، وكذلك تراس أول اجتماعٍ للمجلس عقب الافتتاح مباشرة، دون حضور عبد الرحمن مصطفى “رئيس الحكومة السورية المؤقتة”، الذي وجد نفسه محرجاً، فزار المجلس في المبنى الجديد بتاريخ #02-06-2024# م وأُعدّ له شريطاً في الباب الرئيسي كي يقطعه ويلتقط الصور، ونشرت صفحة الحكومة على الفيس بوك خبراً ب”افتتاح المبنى الجديد” من قبله، بينما تجنّبت صفحة المجلس نشر صورة قطع الشريط وسمّت حضور مصطفى في ذاك اليوم ب”زيارة رئيس الحكومة”.
هذا يؤكد مرةً أخرى على أنّ السلطات التركية هي الآمرة والناهية في عفرين، وأنّ تركيا دولة احتلالٍ فعلية، وما الائتلاف السوري – الإخواني وحكومته المؤقتة والميليشيات السورية الموالية لأنقرة إلّا أدوات بيد حكومة العدالة
والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= احتجاز وتعذيب مدني كردي:
قبل أسبوعين، داهمت مجموعة من ميليشيا “الشرطة العسكرية في راجو” منزل المواطن “علي صالح صالح -45- عاماً” من أهالي قرية “علتانيا”، وسط بلدة راجو، وأهانته أمام أسرته بالضرب والشتم، واقتادته إلى مفرزتها، ليتعرض للتعذيب عدة ساعات، إلى أن أفرجت عنه؛ وذلك على خلفية امتناعه تسليم منزله للمدعو “المقدم أبو مضر” رئيس المفرزة، والذي تمّ إخلاؤه من قبل مستقدم آخر الذي كانت أسرته تسكنه منذ عام 2018 بدون آجار، بحجة أنّ المنزل عائد لشقيقه الغائب، فيما يشهد جميع الجيران والمعارف في البلدة بعائدية المنزل ل”علي”.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– خلال الأسبوعين الأخيرين، وبشكل متتالي، المواطنين “عارف منان رشيد -70- عاماً، عمر كولين رشيد -60- عاماً، شعبان حسين حمو -60- عاماً، فائق إسماعيل إسماعيل -56- عاماً، إسماعيل سليمان بلال -42- عاماً، صلاح علي سين-عائلة حشكو -49- عاماً، شيخ محمد محمد -70- عاماً، عزت بلال إسماعيل -56- عاماً، خليل رشيد شيخو -50- عاماً، محمد مصطفى أمين-عائلة نعسك -50- عاماً، محمد شيخو قنبر -66- عاماً” من أهالي قرى “ميدانا” – راجو، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيا الشرطة، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة (كومين، حراسة ليلية…)، وأطلقت سراحهم بعد احتجاز بين يومين وثلاثة أيام مع فرض غرامة مالية -200- دولار أمريكي عل كلّ واحد منهم وتستكمل ب-100- دولا في الجلسة اللاحقة للمحكمة، حيث تمّ توثيق التهم ضدهم مع بياناتهم الشخصية وإن كانوا بريئين.
= جفاف قنوات ري – سدّ ميدانكي:
من المعروف أنّ سدّ ميدانكي (سدّ 17 نيسان) مشروع استراتيجي في المنطقة، فطاقته التخزينية القصوى بحدود -220- مليون متر مكعب ماء، يُستفاد منه في تأمين مياه الشرب لمدينتي أعزاز وعفرين حالياً بكمية حوالي 25 مليون متر مكعب سنوياً (زادت عن السنوات قبل الأزمة بسبب تضاعف أعداد المقيمين في المدينتين)، وكذلك في ري حوالي -30- ألف هكتار من الحقول والأراضي الزراعية (زيتون، أشجار مثمرة، قمح، شعير، خضار… الخ)، ولكن خلال الأعوام الأخيرة انخفضت نسبة الاستفادة من السد في الري، حيث جفّ نهر عفرين الصيف الماضي، وهذا العام لم تُطلق مياه الري في قنوات شبكات الري إلى الآن، سوى تلك التي تجري في النهر وبكميات ضئيلة، وقد انتهت مواسم الحبوب وأغلب بساتين الخضار والفاكهة في أشدّ أيامها، وذلك بسبب انخفاض كمية المياه المحتجزة في السدّ خلال الشتاء، علاوةً على توقف محطات الري (كمروك، تل طويل-آستير، جومكه، بابليت) عن الخدمة، بسبب سرقة معدّاتها من قبل الميليشيات.
default
أفاد مصدر محلي، أنّ المنسق التركي المشرف على السدّ لم يكن يحبس مياه الأمطار الشتوية بالشكل المطلوب، مثلما كان يحصل قبل الاحتلال التركي عام 2018، إذ كانت تحبس بشكلٍ كامل وبالأخير يُترك الفائض إلى النهر؛ بل كان منسوب المياه في النهر شتاء هذا العام مرتفعاً، لكي تتدفق إلى سدّ الريحانية التركي مصب نهر عفرين ويمتلئ (سعته التخزينية-900- مليون متر مكعب)، وهو الذي افتتح عام 2020م، علاوةً على وجود أربعة سدود على روافد نهر عفرين في الجانب التركي، أكبرها سدّ عفرين الأعلى بسعة تخزينية 38 مليون متر مكعب افتتح عام 2021م.
لذلك، ونظراً لجفاف معظم آبار المياه السطحية، يلجأ معظم المزارعين إلى حفر آبار ارتوازية بحرية بعمق أكثر من -350- متراً، فيتحملون تكاليف إضافية في الري.
وبالمقارنة بين صورتين لسدّ ميدانكي، الأولى في #10-01-2019# حيث تتدفق المياه عبر فائض السدّ، والثانية في 4 حزيران 2024م حيث مستوى المياه في السدّ منخفضة، نلاحظ الفرق الشاسع بين مخزوني العامين، رغم أنّ معدلي الهطولات المطرية في العامين المذكورين كانا متقاربين وأكثر من ال-500- مم.
= حرائق الغابات:
مع بداية صيف كلّ عام، خلال سنوات الاحتلال التركي منذ 2018م، تزايدت حرائق الغابات في عفرين، بنسب أعلى بكثير من تلك التي وقعت أثناء وجود مؤسسات الدولة لعقود وخلال سنوات الإدارة المحلية والذاتية بين -2012 – 2018-م، وذلك نتيجة سياسة الإبادة الممنهجة التي مورست ولا تزال ضد الغابات الطبيعية التي بلغت مساحتها قبل الاحتلال (18500هكتار) والاصطناعية (21000 هكتار) في عفرين، حيث وصلت نسبة التدهور فيها إلى الآن لأكثر من 60%، أي أُزيل حوالي (-6- مليون شجرة حراجية طبيعية + -13- مليون شجرة حراجية مزروعة = -19- مليون شجرة) بالإضافة إلى ملايين الأشجار الصغيرة الحجم بين تلك الكبيرة، بالقطع الواسع وحتى قلع الجذوع بالآليات الثقيلة، وبإضرام النيران فيها؛ على سبيل المثال:
– مساء الإثنين #03-06-2024# م، أضرمت نيران في غابةٍ قرية “جما” – شرّا-شرّان، فالتهمت -40- شجرة صنوبر و-20- شجرة زيتون بمساحة تقدر بنحو 40 دونم حسب “الدفاع المدني السوري”، الذي أكّد أنّ فرقه عملت لأكثر من ثلاث ساعات في إخمادها.
– يوم الثلاثاء #04-06-2024# م، أضرمت نيران في وادٍ بين قريتي “نازا” و “درويش” – شرّا-شرّان، فالتهمت أشجار حراجية طبيعية وعشرات أشجار الزيتون بالقرب منها، عائدة لأهالي قرية “بيليه” المجاورة لهما.
– يوم الأربعاء #05-06-2024# م، أضرمت نيران في جبل مقابل قرية “جقلمه” – راجو، فالتهمت مساحة كبيرة من أشجار حراجية طبيعية، حيث أكّد مصدر محلي، أنّ الغاية هي التخلص من البقايا والأغصان الرفيعة، ثم كشف جذوع الأشجار التي تمّ قطعها، وبالتالي سهولة إخراجها.
– مساء الجمعة #07-06-2024# م، أضرمت نيران في حرش قرية “رمضانا” – جنديرس، فالتهمت نحو -150- دونم مساحة خضراء حسب “الدفاع المدني السوري”، الذي أكّد أنّ فرقه عملت -14- ساعة حتى أخمدتها.
– بدءاً من مساء الإثنين #03-06-2024# م، أضرمت النيران بالغابة الحراجية في جبل هاوار الذي يقع بين ناحيتي راجو وبلبل، ومع صباح الثلاثاء توسّعت وتصاعدت أعمدة دخان كثيفة وانتشرت في سماء المنطقة، لتستمر لغاية فجر الخميس #06-06-2024# م، حيث أعلن “الدفاع المدني السوري” الانتهاء من إخمادها بعد -44- ساعة من العمل الصّعب والمتواصل، وأنّ الحرائق التهمت حوالي -150- هكتار من المساحة الخضراء، وحوالي -1200- شجرة زيتون وعنب عائدة لأهالي قريتي “ديكيه، جيه” المطلّتين على الغابة حسب مصدرٍ محلي.
جبل هاوار يتمتع بموقع جغرافي وطبيعي استراتيجي، فيه مُغر وآثار قلعة قديمة، ويضم غابة طبيعية بكرية من السنديان العادي والزيتون البري والقطلب والزرود ومرافقات حراجية عريضة الأوراق ومخزوناً وراثياً من البذور، كان يفترض أن تكون محمية طبيعية، وملاذاً للحيوانات البرية أيضاً.
قرية “جيه-الجبلية” تقع في قمة الجبل الذي يرتفع عن سطح البحر ب-960- م، تمّ تهجير سكّانها بالكامل من قبل الجيش التركي الذي أسس فيها قاعدة عسكرية إبّان السيطرة على المنطقة في آذار 2018م، ولدواعي سياسية وأمنية – عسكرية، يدفع بالميليشيات الموالية لها إلى قطع الغابة وإحراقها على نطاقٍ واسع.
وما يؤكد أيضاً نظرية التعمّد في إضرام النيران بالغابات في عفرين:
– تعدد نقاط وبؤر النيران وتباعد مسافاتها في الغابة الواحدة، مثل ما جرى في جبل هاوار.
– السعي للتغطية على عمليات القطع السابقة، أو لفتح الطرقات وإزالة بقايا التحطيب لأجل الكشف عن الجذوع المدفونة وقلعها.
– عدم مشاركة الميليشيات والسلطات المحلية في عمليات إخماد الحرائق.
– عدم مشاركة تركيا أو تقديم المساعدة في إخماد الحرائق، بأي شكل، رغم امتلاكها لإمكانيات كبيرة من كوادر وآليات برية وجوية ومعدّات خاصة بإطفاء الحرائق، فيما مواقع الحرائق لا تبعد عن حدود تركيا أكثر من -30- كم؛ بينما قبل عام 2011 كانت تشارك سوريا في عمليات إخماد الحرائق.
– ترك أمر إخماد الحرائق ل”الدفاع المدني السوري” الذي يمتلك إمكانات متواضعة، ودون تعزيز قدراته.
= اشتباكات دامية وسط المدنيين في مدينة عفرين:
إثر خلافٍ حول الاستيلاء على قطعة أرض عائدة لأحد أبناء مدينة عفرين ومستولى عليها منذ عام 2018م إبّان احتلال المنطقة، ويقع بالقرب من أوتوستراد المازوت والمبنى الجديد للمجلس المحلي غربي المدينة، وفيها براكيات تجارية، مساء الاثنين #03-06-2024# م، اندلعت اشتباكات دامية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بين مجموعتين مسلّحتين ينحدر معظم عناصرهما من ريف دير الزور، الأولى يتزعمها المدعو “مصطفى الكحم” وتنتمي لميليشيا “أحرار الشرقية” والأخرى يتزعمها المدعو “أبو مالك الديري” انشقت عن الشرقية منذ مدة وانضمت لميليشيات “فرقة الحمزات“، حيث اعتلى المتقاتلون أسطح البنايات واشتبكوا مع بعضهم داخل شوارع المدينة أيضاً، فأدت إلى احتراق متجر براكة مع أجزاء من منزل وإصابة عشرات المنازل والسيارات بالرصاص والقذائف ووقوع خسائر مادية كبيرة، وحوصرت بعض المشافي، بالإضافة إلى قتل أربعة عناصر من الطرفين وجرح أكثر من -20- شخصاً، بينهم مدنيون، وسط حالةٍ من الرعب وإغلاق المحلات والتزام المدنيين منازلهم في المدينة.
امتدّت الاشتباكات إلى ناحية جنديرس، حيث هاجمت قوات لميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” حليف الحمزات باسم “القوة المشتركة” مقرّات ل”حركة التحرير والبناء” التي تضم الحليفين الرئيسيين ميليشيات “أحرار الشرقية، جيش الشرقية”، واستولت على بعضها في مدينة جنديرس ومعبر حمام الحدودي مع تركيا، وقالت مجموعات أخرى من العمشات أنها سيطرت في ذات المساء على حاجز في مفرق قرية “عمارا” وعلى قرى “حياة، سيويا-اليتيمة، كيل إيبو” بناحية مابتا-معبطلي وطردت الشرقية منها، وفي ناحية راجو قصفت الحمزات بعض مواقع الشرقية. فيما أخلت “أحرار الشرقية” مقرّاتها في المدينة وبقي هناك مقرّ أو أكثر ل”حركة التحرير والبناء” التي كانت قد نهبت آلاف المنازل والمحلات والمستودعات في مدينة عفرين واستولت عليها بالإضافة إلى عشرات المحاضر العقارية وأراضي زراعية منذ 2018م.
ليس بمدة طويلة بعد تلك الاشتباكات الدامية التي وقعت في عفرين وتلك الحرائق التي طالت أغنى الغابات الطبيعية فيها، سيخرج الرئيس أردوغان وطاقم حكمه وأتباعه من السوريين ليتحدثوا دون خجل عن المنطقة الآمنة في شمالي سوريا وليقولوا إنّ عفرين تنعم بالأمن والاستقرار!
في #08-06-2024# م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– افتتاح المبنى الجديد ل”المجلس المحلي في عفرين” مرتين، الأولى من قبل مصطفى ماساتلي والي هاتاي التركية، والثانية من قبل عبد الرحمن مصطفى “رئيس الحكومة السورية المؤقتة”.
– المدني المعتدى عليه “علي صالح صالح”.
– مفرزة راجو لميليشيا الشرطة العسكرية، التي يتزعمها “المقدم أبو مضر”.
– سدّ ميدانكي بين عامي 2019 و 2024م.
– عزل قنوات الرّي في عفرين بتاريخ #08-06-2024# م، بعد انتهاء مواسم الحبوب ومواسم الفاكهة والخضار في ذروتها، دون أن تُروى منها.
– حريق في غابة قرب قرية ”جما” – شرّان، بتاريخ #04-06-2026# م.
– حريق حرش قرية ”رمضانا” – جنديرس، بتاريخ #07-06-2024# م.
– حرائق غابة جبل هاوار، #06-06-2024# م.
– مسلحي المجموعات المتقاتلة من ميليشيات “أحرار الشرقية” و “فرقة الحمزات” يعتلون أسطح الأبنية السكنية في مدينة عفرين، 3-6-2024م.
[1]