عفرين تحت الاحتلال (288): إتاوات جديدة ل”أبو عمشة” و “سيف أبو بكر”، “الفرقة التاسعة” تستولي على أرض زراعية، استهداف محلات الكُرد في راجو، والي هاتاي المسؤول الأول، اعتقالات تعسفية وتخريب وسرقة محطة مياه “ترنده”
العدوان التركي برفقة ميليشيات “الجيش الوطني السوري” على منطقة عفرين في كانون الثاني 2018 بدأ بتلاوة سورة الفتح، أي وكأنه غزوٌ لفتح بلاد “الكفّار” النعت الذي لطالما أطلقه حزب العدالة والتنمية – أردوغان وأتباعه من الجماعات الإسلامية وتنظيم الإخوان المسلمين على الكُرد مراراً لتبرير عدوانهم، وبالتالي استباحة أملاك أهالي المنطقة وكأنها غنائم، وهكذا يجري منذ ستة أعوام، حيث “محمد حسين الجاسم-أبو عمشة” و “سيف أبو بكر” على رأس قائمة الناهبين لممتلكات الكُرد، لم تردعهما العقوبات الأمريكية المفروضة عليهما قيد أنمّلة، فهما يحظيان بحماية ودعم الحليفين التركيين “حزب العدالة والتنمية الإسلامي AKP و الحركة القومية التركية MHP”.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= “العمشات” تفرض إتاوات على “ورق العنب” وعلى “موسم الزيتون” المقبل:
خلال ستة أعوامٍ من الاحتلال التركي، لم تنجو أسرةٌ كردية واحدة- السكّان الأصليين في القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرته، من الفدى المالية والإتاوات التي فرضها “أبو عمشة” بسطوة السّلاح؛ ففي ناحية شيه-شيخ الحديد (بلدة وخمس عشرة قرية تابعة لها) وبعض القرى في محيطها، فرض إتاوة -1.5- دولار أمريكي- بموسم ورق العنب- على كلّ شجيرة، رغم ضعف انتاج الورق بسبب الأمطار الربيعية وما رافقتها من رياح.
كما أبلغ مؤخراً عبر أحد مساعديه مخاتير القرى في اجتماعين منفصلين، الأول في بلدة شيه والثاني في قرية “آنقلة”، بفرض إتاوة -15- دولار على شجرة الزيتون الواحدة للحقول العائدة للمواطنين الكُرد الغائبين و -1.5- دولار على الشجرة الواحدة للحقول العائدة للمواطنين الكُرد المتواجدين، وتحصيلها خلال أسبوع، عن الموسم القادم، أي قبل حوالي -5- أشهر من مجيئه، وإن حملت الأشجار بالزيتون أو لم تحمل، ناهيك عن أنه جمع حوالي -27- مليون دولار أمريكي من إتاوات موسم الزيتون الماضي قبل حوالي ستة أشهر.
وفي حال امتنع أحدهم عن دفع الإتاوة المفروضة عليه، سيتعرض للعقاب وستتضاعف الإتاوة مع حلول الموسم، حسب تهديدات مندوب “أبو عمشة”.
هذا، وأصبح معروفاً لدى الكُرد سكّان بلدة شيه، بعد كلّ اجتماع بين مسؤولين من الميت التركي (الاستخبارات التركية) و “أبو عمشة” وشلّته، سيصدر قرارٌ جديد ضدهم، لا سيّما وأنه منذ أيام جرى ذلك، فصدر قرار فرض إتاوات موسم الزيتون المقبل؛ في دليل واضح على وقوع الانتهاكات والجرائم بحق المنطقة وأهاليها بتوجيهاتٍ من تركيا.
= “الحمزات” تعلن التصرف بالممتلكات في راجو:
بعد استدعاء مخاتير قرى واقعة تحت سيطرتها في ناحية راجو، إلى اجتماعٍ عُقد في قرية “حج خليل”، بتاريخ #12-05-2024# م، بدعوةٍ من المدعو “النقيب حازم مرعي” المسؤول الأمني لميليشيات “فرقة الحمزات- سيف أبو بكر” في الناحية وبحضور شقيقه “العقيد هاشم مرعي”، وجّه محامٍ (محامي القوة المشتركة لفرقتي الحمزات والسلطان سليمان شاه-العمشات) أمراً صارماً بأنّ “ممتلكات الكُرد القاطنين في مناطق سيطرة جيش النظام وقوات قسد، منها مدينة حلب ومنطقة الشهباء شمالها” أصبحت ملكاَ ل”الجيش الوطني السوري” و”يحق له التصرف بها” و “لا يحق لأقربائهم المتواجدين في عفرين المطالبة بها مهما كانوا قريبين منهم”، و “كلّ من يخالف ذلك يعرّض نفسه للمحاسبة والعقاب”.
ويُذكر أنّ “حازم مرعي” وشقيقه “هاني”، منذ 2018م، يستوليان على منزل-فيلا “المرحوم حيدر منان – عميد سابق” في قرية “حج خليل”، وأسكنا أسرتيهما فيها.
= “الفرقة التاسعة” تستولي على أرض زراعية في “ممالا غربي”:
في متابعة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيات “الفرقة التاسعة” التي يتزعمها “النقيب عبد الناصر جلال شلّوح” ونائبه ابن شقيقته “أحمد شحود رشيد-هارون رشيد” المنحدرين من مدينة دارة عزّة- ريف حلب الغربي، والتي فضح جزءً منها المدعو “أبو أحمد عنجارة” في مقطع فيديو منشور في شبكة تيك توك، ولخّصناها في تقريرنا السابق؛ تبين لنا أنها استولت على أرض مزروعة بحوالي -110- أشجار مثمرة في موقع “قَلْ جِقْ”- قمة الجبل المطلّ على قرية “ممالا غربي”- راجو، وهي عائدة ل”أولاد حاج إسماعيل أحمد” من أهاليها وكانوا قد اشتروها من أحد مواطني قرية “ماسكا” المجاورة بشهادة كافة أبناء القريتين.
وشيّدت فيها ثلاثة أبنية مؤلفة من طابقين، تمهيداً لتأسيس مقرّ عسكري للفرقة.
= الاستيلاء على أكثر من مئتي محلّ في راجو:
منذ أن سيطرت ميليشيات “الجيش الوطني السوري” على بلدة راجو-مركز ناحية أواسط آذار 2018م، عمدت إلى نهب محتويات المنازل والمحلات والمستودعات والمنشآت وما بقي من آلات وآليات، واستولت على حوالي -1100- منزل من أصل -1500- و -200- محلّ، وقامت بتشييد أبنية جديدة على محاضر عقارية مستولى عليها، وقام بإشغال تلك المحلّات مسلّحون ومستقدمون مقرّبون منهم؛ وفي استهدافٍ جديد للمحلات التي تُشغلها مالكوها الكُرد، أصدر “المجلس المحلي في راجو” مؤخراً تعميماً جديداً يطلب استخراج تراخيص مزاولة المهنة خلال مدة أقصاها أسبوع من تاريخ التبليغ، حيث لا تتوفر لدى معظمهم وثائق إثبات ملكية بسبب فقدانها أثناء الحرب وغياب مؤسسات الدولة عن المنطقة، فيتعرّضون للمضايقات والابتزاز المادي أو لنزع اليد عن محلّاتهم تمهيداً للاستيلاء عليها من قبل الميليشيات أو تأجير المحلّات لهم من قبل المجلس.
وبطبيعة الحال هذا التعميم لا يشمل المحلّات المستولى عليها، لأنّ شاغليها محميون من قبل الميليشيات، ولا أحد يجرؤ على الطلب منهم إثبات ملكية أو ترخيص مهنة؛ بعض المسؤولين عن عمليات الاستيلاء هم “حيدر بعاج وأبو علاء الطقش – الفرقة التاسعة، أبو عبد الله الزربة والبطوشي وأبو يوسف البغدادي- لواء الشمال، عبد اللطيف أبو تيماء و أبو طلوب – أحرار الشرقية”.
= “والي هاتاي” المسؤول الأول في المبنى الجديد للمجلس المحلي:
نظراً لإتباع عفرين لولاية هاتاي التركية منذ احتلالها في 2018م، في #14-05-2024# م، حضر مصطفى ماساتلي والي هاتاي التركية افتتاح المبنى الجديد ل”المجلس المحلي في عفرين” بصفة المسؤول الأول عن المنطقة، وكذلك في تراس أول اجتماعٍ للمجلس عقب مراسم الافتتاح، بحضور نوابه أيضاً، “تم خلاله مناقشة العديد من القضايا الحيوية والتحديات والعقبات التي تواجه العمل، وبحث سبل التعاون للتغلب عليها، كما تم استعراض الخطط لتعزيز البيئة الاقتصادية وتطوير المرافق الصحية والتعليمية والبنية التحتية…” حسب صفحة المجلس الفيس بوك، رغم حضور محمد سعيد سليمان (وزير الإدارة المحلية والخدمات في الحكومة السورية المؤقتة).
وذلك في تأكيدٍ جديد على السيطرة والإدارة الفعلية التركية للمنطقة في كافة المجالات العسكرية والمدنية إلى جانب فرض حكم تركيا ورموزها السيادية على جزءٍ من دولةٍ أخرى، أي أنّها تكتسب صفة الاحتلال بالتمام، ودون تعترف حكومة أنقرة بذلك في إطار القوانين الدولية، كدولةٍ من المفترض أن تحترم نفسها في هذا الجانب.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ #15-05-2024# م، المواطن “علي سليمان جاويش -40- عاماً” من أهالي قرية “كمروك” من قبل ميليشيا “الشرطة المدنية في معبطلي”، دون إخبار ذويه بالتهمة الموجهة له، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ #16-05-2024# م، المواطن “رشيد صبحي عيشو -59- عاماً” من أهالي قرية “تل سلور” من قبل الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة العسكرية في جنديرس”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي لديها.
يُذكر أنّ جميع المعتقلين يتعرضون لضروب المعاملة اللاإنسانية القاسية ولنزع الاعترافات تحت التعذيب.
= تخريب وسرقة محطة مياه “ترنده”:
بعد أن تمّ تأهيل محطة مياه “ترنده” جنوبي مدينة عفرين، تعرّض للتخريب ولسرقة معدّاتها أكثر من مرّة (سرقة المحولة الكهربائية والكوابل الداخلية والخارجية وبطاريات ووقود ديزل وغيره)، من قبل مسلّحين ومستوطنين قريبين منهم، فأصبحت خارج الخدمة؛ وحسب مصدر محلي، عمليات السرقة المتعمّدة تلك مرتبطة بملف فساد متورط فيه مسؤولون في “المجلس المحلي في عفرين” الذي يديره “محمد شيخ رشيد” المنحدر من قرية “قيبار” وفي “مؤسسة المياه” التي يديرها “عبد القادر حافض-أبو وحيد” المنحدر من بلدة مارع – ريف حلب الشمالي.
رداً على المظالم والموبقات التي تطالهم يومياً، ونتيجة القهر والشعور بالاشمئزاز والغبن، ثمة كلامٌ قاسِ كثير على لسان أهالي عفرين المتبقين على الأرض (لعنات وشتائم وإدانات وأدعية بالهلاك واتهامات بالعمالة…)، على “الجيش الحرّ ومتزعميه وشرعييه – المرتكبين للانتهاكات والجرائم” و “الائتلاف السوري – الإخواني الذي يغطي ويبرر تلك الأعمال” و “تركيا وجيشها واستخباراتها- التي احتلّت منطقتهم وسلّطت عليهم ميليشيات مرتزقة” و “جهات وشخوص كردية تتعاون مع الاحتلال والائتلاف والميليشيات” و “أطراف كردستانية صامتة حيال قضيتهم” و “النظام السوري الذي تخلى عن منطقتهم في مقايضة مع الغوطة وغيرها” و “روسيا التي رعت تلك الصفقة” و “أمريكا والغرب حلفاء تركيا والصامتين على أفعال حكومتها”… الخ، كلٍّ حسب مسؤوليته.
في #18-05-2024# م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– محمد الجاسم وسيف أبو بكر، مع حسن حمادة (وزير الدفاع لدى الحكومة المؤقتة)، مع يوسف ضياء أرباجيك أحد أركان “الحركة القومية التركية- MHP” ومتزعم “اتحاد الرياح- Rüzgar Birliği” أحد مكونات “الذئاب الرمادية”، مع إبراهيم أوزيافوز أحد كوادر MHP ونائب في البرلمان.
– حازم مرعي المسؤول الأمني لميليشيات “فرقة الحمزات” في ناحية راجو.
– “النقيب عبد الناصر جلال شلّوح” متزعم ميليشيا “الفرقة التاسعة” ونائبه ابن شقيقته “أحمد شحود رشيد-هارون رشيد”.
– موقع “قَلْ جِقْ”-قمة الجبل المطلّ على قرية “ممالا غربي”- راجو، أبنية لميليشيات “الفرقة التاسعة” على أرض زراعية مستولى عليها.
– بلدة راجو المنكوبة خالية من أهاليها بُعيد اجتياحها في آذار 2018م بأيام، والمنهوبة بعد احتلالها.
– -7- من متزعمي ميليشيات “الجيش الوطني السوري” من المستولين على أكثر من مئتي محلّ في بلدة راجو.
– تعميم “المجلس المحلي في راجو” لترخيص مزاولة المهن، وورقة الضابطة بالتبليغ، وخليل عثمان بكر رئيس المجلس.
– مصطفى ماساتلي والي ولاية هاتاي التركية، المسؤول الأول في افتتاح المبنى الجديد ل”المجلس المحلي في عفرين” وفي أول اجتماع عُقد فيه، 14-5-2024م.î
[1]