فوضى التصريحات العراقية تجاه كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6299 - #23-07-2019# - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
من يستمع الىى التصريحات الفائضة التي تطفح يوميا من قبل المسؤول او اللامسؤول المحسوب على العراقي تجاه كوردستان و بدوافع و نزعات شخصية سياسية اوحزبية او من اجل اهداف معينة في غير محلها، اي نرى من يوجع قلبه و يريد ان يعالج راسه عسى و لعل ان يتعالج قلبه به و لكنه لم يفكر في العلاج الموضعي السليم و هو خير له، و يموت غيضا او من ما يهدف الاخر و يقع عليه هو. من ترتفع درجة حماه السياسي و ما يجري في العراق يعتقد بان كوردستان توجعه او هي السبب وهو يعلم و يريد ان يلفت الانظار لنسيان اصل المسالة، ناهيك هن المتعصبين المتطرفين الشوفينيين الذين ليس لهم لا الشغل الشاغل الا و ورثوا عداوة كوردستان من اسيادهم تاريخيا فكرا و فلسفة و سياسة و مصلحة.
فهل من المعقول ان تكون مشكلة ماء البصرة او الفساد في المحافظات الجنوبية و قلة الخدمات في ناحية عراقية نائية و الفقر المسيطر على الحياة هناك رغم الثروات الهائلة التي تكفي للحياة الحرة الكريمة لبلدان و ليس للعراق وحده فقط، ان سببه كوردستان! و من ثم تاتي و تبحث عن حجة و لم تلق الى ان تخدع نفسك قبل الشعب العراقي في حل المشاكل و تلصق كل ما يجري جراء فعلة يدك بكوردستان.
انه العراق، و نتكلم عن العراق الاصيل و شعبه الحقيقي وليس الوافد ابان تاريخ الغزوات والاحتلالات المتكررة و التغيير الديموغرافي شبه المطلق في تركيبة مجتمعه، و ان بحثنا بالدقة و بالوسائل العلمية لبيان الحقيقة فاننا نتوصل الى ان الاصيل رحل و لم يبق الا القليل القليل منه و حل محله الوافد الوارد من الصحاري الجرداء من الجيعان و الباحثين عن الكلأ يرعون به. التاريخ و حتى الحديث منه يدلنا على اصالة تركيبة العراق شعبا و ارضا و حدودا طبيعيا و كذلك كوردستان و ما لها و ما يخصها من الارض و الشعب المختلف عن الاخر الذي التصق به قوة و زورا بعد فرض مصالح القوى الكبرى. و عليه ان كان الشعب مقسما على ارض الواقع ضمن حتى القومية الواحدة مذهبيا و مختلفة المعيشة و السمات و الصفات نتيجة عوامل ذاتية خاصة بكل مكون فكيف لا نلمس الاختلافات الجذرية بين القوميتين التي لم تكن بينهما صلة في التاريخ الغابر، و ما حدث هو التعدي و السيطرة على اراضي بقوة غاشمة وسيلتها السيف و الترهيب و القتل قبل الترغيب.
اليوم من كان في عرقه تلك السمات الصحراوية لم يجد غير الارض و الشعب الذي اعتدى عليه اجداده اثناء الغزوات لتصفية حسابات داخلية لها علاقة بمكون من العرق ذاته و مختلف عنه مذهبيا و وصل الى حد فرض الفاصل الكبير بينه والاخر، و يريد ان يدمل جروحه و يسد فجواته مع الاخر بايجاد عدو افتراضي وهو الكورد من اجل توحيده و تقاربه مع المختلف عنه اصلا و تركيبا و معيشة.
هذا ان كان المصدر يتبع لتلك الدائرة من الفوضويين. اما الاسباب السياسية الانية التي تفرض ايجاد وسيلة من اجل التحجج في الفشل لدى من لم يجد سوى الكورد ليفرغ عليه جعبته من الحقد لامور سياسية بحتة و ربما لم يؤمن بها بنفسه، فانه يريد تضليل نفسه قبل غيره و هؤلاء هم الاكثرية و صاحاب الامال الفوضوية، لذلك نجد التناقضات حتى في تصريحات الاكثرية حول كوردستان و طبيعة العلاقة و التواصل بين مركز العراق و كوردستان.
ان الفوضى المسيطرة على الحالة السياسية و بروز من ليس له صلة بالسياسة على الساحة و لم يتوقع احد ان يكون له دورا في مرحلة ما واصبح بروزه في غفلة من الزمن قد يبرر ما يفرز و يطرح منه و ان كان الجميع يعلم بما يحمل و لا يصدقون اقواله الفوضوية غير الحقيقية و سلوكه و اطروحاته الشكلية في مرحلة و الاتيان بعكس ما يدعي في الاخرى مناقضا الذات و التوجه الذي يعلن حمله تجاه القضايا و المشاكل التي ليس بمقدور امثال هؤلاء التقرب من حلها في هذه المرحلة، وعليه يحتاج الامر لعملية قيصرية تزال بها القاذورات التي اوصلها النهر الجارف ابان الغزوات و الاحلالات العربية الصحراوية قبل الاستعمارية و اازاحها الى الضفاف و تمكن من اتخاذ موقع في المكان غير المناسب له شكلا وجوهرا ليعتقد بانه صاحب البيت وهو في اصله دخيل.
ما يهم هنا ان نذكره هو اسباب فوضى التصريحات و التوجهات و السياسات تجاه كوردستان و اختلافها بين مسؤول و اخر و من زمن لاخر ان كانوا ضمن كتلة وحتى حزب واحد، و هو عدم وجود التنظيم و التراصف و الوحدة الفكرية من جهة، و من جهة اخرى عدم تمكنهم من عمل ما يخص بهم و الواجب عليهم العمل به و احتلالهم لموقع من غير حق و لم يمتلكوا القدرة على اداء ما عليه الذي من المفروض ان يكون على عاتقهم و من يتهربون منه لعدم امكانياتهم و هو اسهل الطرق للتغطية و التضليل اي الوقوف ضد كل ما يمت بكوردستان و ما يهم شعبها كبديل للفشل و عدم القدرة على اداء الواجب الملقاة على عاتق الذي رفعه القدر الغادر و الزمن و الظرف الطاريء.
انهم و منذ حوالي مئة عام و يسرقون كل حقوق شعب كوردستان المادية والمعنوية و لم يدعوا ثروة تحت و فوق الارض و لم يهربوها بمساعدة القوى العالمية الخبيثة التي ليس لها غير ضمان مصلحتها على حساب الشعب الكورسدتاني منذ قرن. و هؤلاء لم يتوارثوا غير الادمان على السلب و النهب و الغزو و السبي و الغدر من اجل ان يعتاشوا و ان اعتقدوا بانهم ضمنوا مستقبلهم لانهم يعيشون و الاحساس بالنقص يجري في عروقهم و يسير الفقر في دمهم لانهم اتوا من ارض العدم و القحط و البراري القاحلة و لم يتغيروا بل يعيشون و كانهم في وسط الصحراء في الحر القائض و انعدام المرعى، و هذا ما يؤدونه بانفسهم نتجية التعامل مع الاخر و هم و اخوانهم على ابن عمهم ومن ثم و هم وابن عمهم على الغريب، اي الخطة و الفلسفة التي يعيشون عليها منذ قرون عندما احتلوا هذا البلد و لم يبقوا فيه شيئا و اجتروه و مسحوه و اغرفوا ارضه ظلما. التاريخ يفرض بنفسه ما اتسم به على الاصلاء، و لكن الدخلاء ينقلون ما كانوا عليه في مواقعهم و لا يمكن ان يتلائموا من الجديد عليهم. اين هم الاشوريون و السومريون و الاكديون و الارمنيين الاصلاء و اين هم الشعب العراقي الاصيل من هذا الوارث الخبيط الحامل لسمات الاخر المختلفة و هو يتصرف به امام الاخر الاصيل الموجود على ارضه و كانه يريد ان يعيد زمن الغزو و السبي و التهريب و السلب والنهب لان اللصوصية جارية في دمه التي ورثها من الاباء والاجداد. و عليه، لا يمكن ان يعقتد اي منا بان هؤلاء يصلحوا و يتغيروا و يتوائموا مع المستجدات التي تحدث في الموقع الذي توافدوا اليه بقوة و غدر و تضليل. و به لا يمكن ان يستغرب الكوردي في كوردستان اي تصريح او موقف غريب لا صلة له بالعراقي الاصيل تجاه الكورد و كوردستان و ما تشهده السياسية العراقية من الفوضى التي نرى فيها العجيب و الغريب من قبل هؤلاء.[1]