تبدا مراجعة الذات من خلال تصحيح الافكار
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6299 - #23-07-2019# - 01:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الانسان المثقف في تغيير مستمر لم تراه ثابتا على حاله بل يتقدم بشكل صحيح نحو الاتجاه المناسب الصحيح، بل الثقافة هي التغيير المستمر الدئم و اعادة النظر في الموجود او السابق لبيان الصحيح من الخطا و من ثم تصحيح المسار و تهذيب النفس بشكل دائم. ان الثقافة و ان كانت تشمل الكثير من الامور العقلانية التي تهم الفرد و تحدد مسيرته و عقليته و نظرته للحياة و هي ايضا تحدد كيفية و مستوى معيشته و الظاهر فيه و به يمكن قياس الثقافة العامة له و من ثم للمجتمع و مقارنته مع الاخر.
لا يمكن ان يسير اي منا على مدار عمره دون خطا يُذكر، و لكن هناك فروقات شاسعة بيننا من هذه الناحية، فان هناك من يتعض من اخطاء غيره و ربما لن يعيدها في نفسه و هو العاقل المثقف الدقيق في حياته، و من في الطرف الاخر الذي هناك بالعكس منه فانه يعيد اخطاء نفسه مرات دون ان يجد حلولا لعد تكرار ذلك رغم امكانياته العقلية السليمة. و لهذا اسباب كثيرة تدخل في طيها الظروف الذاتية الخاصة الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية للفرد و العائلة و المجتمع و تاثير المحيط من البيت الى الشارع والحي و المدينة بشكل عام عليه. و هناك من لا يعيد خطاه مهما واجه الظروف العامة و الخاصة التي تفرض العقبات و يمكن ان يضع امامه تكرار الاخطاء.
اهم الزوايا التي يمكن بحثها لمراجعة الذات و تقييم التاريخ الشخصي و مسيرة النفس هو قراءة التفكير و التوجه و الاعتقاد و المباديء التي تفرض نفسها في اي فرد على تحديد مسيرته مهما كانت ثقافته و تاريخه و عقليته، و من ثم من يؤمن بالتغيير و التقييم من اجل ايجاد الخلل و العقبات امام السير السليم المتصل بالفكر و الايمان و التعامل مع شيء يفرض نفسه على العقلية للفرد في الوقت يكتشف الملتزم و المؤمن بفكر و عقيدة ما على المرور باخطاء يمكن تجاوزها لو اتخذ الخاطيء موقعا مختلفا و كان يحمل فكرا و فلسفة و عقيدة مغايرة، و ربما تغيير الفكر و المباديء و الفلسفة من اجل التلائم و التناسب سيؤدي الى تجاوز الخطا غير المبرر و يمنع اعادته .
و من هنا يمكن ان يتخذ اي فرد خطوة و ان كانت صعبة من اجل اداء عملية اعادة النظر في مسيرته و من اجل تثقيف الذات اكثر و التدقيقفي حياته لمنع الخطوات الخاطئة المضرة بالذات و العام. اي مراجعة الذات بشكل علمي دقيق و تصحيح مسار ما تفرضه اعادة النظر لو حدثت انحرافات كما هو المتوقع بعد ما يمكن ان نسميه المغامرة في احيان كثيرة من اجل تغيير قواعد مسيرة اي فرد في حياته.
و على هذا، نجد من يغير طبيعة معيشته و سلوكه بين فترة و اخرى سواء باعادة النظر لما يعتقد بانه غير سليم ولا يوافق مع توجهاته و عقليته او بعدما يواجه ما يصححه الصعاب او يؤكد له بانه يسير على الاخطاء التي كان عليها او عدم امتلاك الخبرة لاداء عمل ما يتطلب مراجعة الذات او اعادة النظر في ما يؤمن دون ان يؤكد صحة ايمانه بشكل علمي، و انما ربما يعود على ما سار عليه كعادة او عدم الالمام بتقييم الامور و التفريق بين الصح و الخطا في اساسه، اي السير دون اهتمام باي شيء او باهمال لما هو يفترض الدقة في كل خطوة يتخذها سواء كانت هامة ستراتيجية في الحياة او هامشية يومية غير مؤثرة بشكل كبير. و به نرى ان هناك من يصلح ليقود دون غيره و هناك من يرى شخصا يعقتد بانه خُلق ليكون صاحب فكر او عمل معين بمجرد التدقيق في مسار حياته اوشخصيته و سلوكه و توجهاته و معتقداته و لا يتوفر لدى غيره، و هناك من يكون شخصا هامشيا دون ان يتمتع بمواصفات يمكن ان يكون له دور رئيسي في الحياة، اي من يعيش لنفسه و مليء بالاخطاء التي يضر بها نفسه و ربما يؤثر على غيره، اي هناك شخص سلبي و اخر ايجابي، هناك من يراجع نفسه باستمرار لتلافي العقبات التي واجهته من قبل و من اجل عدم الوقوع في الحفرات مرات متتالية، و هناك من ينجح لاول مرة في اية خطوة هامة يتخذها و هناك اخر من يعيد و يخسر و يفشل، فيعتمد كل هذا على التفكير الذاتي و التعمق و اعادة النظر في مسيرة الذات بشكل يصبح بعد ذلك مراجعة هامة و هي التي تدفع الى تصحيح مسار الانسان بنفسه و يرفع من مستواه الثقافي و امكانياته الشخصية ليكون مفيدا اجيابيا محبا للناس، وبه ترتفع مستوى الثقافة العامة و مستوى حياة الناس، وبعكسه يتخلف المجتمع و لا يمكن انتظار تصحيح المسار العام للمجتمع الذي يحوي على امثال هؤلاء السلبيين و منهم الاكثر الموجودين في منطقة الشرق الاوسط، سواء كانت الاسباب موضوعية تفرض نفسها على الانسان و ما يجعله خاملا غير مهتما سلبيا مهملا و يعيش في هامش الحياة دون مبالاة، و هو الشخص البعيد عن المراجعة و البدء في مسار اصح و بداية مغايرة، و انما الاستمرارية على منحى حياته الخاصة شاغل فكره دون اي تغيير مطلوب. و هؤلاء و هم الاكثرية في بقعتنا يقبعون على فكر و اعتقاد و الية معيشة حياة معينة دون تغيير و هو ثابت على فكر معين فقط، اي دون مراجعة مطلوبة ولو بين فترة طويلة واخرى.[1]