حرية حركة اردوغان دون رادع مناسب له
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5898 - #09-06-2018# - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لم يتحرك اردوغان( او تركيا كدولة) بهذا الشكل و هو لم يتلق رادعا و كانه استغل الموجود الذي سهل امره و هو يتوغل و يتعمق بكل رخاوة و حرية في عمق اقليم كوردستان, و لم يحدث هذا يوما بشكله الحالي في الحقبة السابقة منذ موت الامبراطورية المريضة و مجي اتاتورك, مستغلا الظروف الداخلية للعراق بشكل عام و اقليم كوردستان بشكل خاص و هو استغل موقف السلطة المركزية و الاقليمبما فيه من لهشاشة . يعلم اردوغان كيف يستغل ما يسير عليه لمصلحته الشخصية قبل حتى بلده و هو امام انتخابات مصيرية له من جهة و من ثمالترحك وفق استراتيجية اكبر وهو يستغل الوضع الاقليمي الذي يمنحه فرصة تثبيت اركانه في الداخل و المنطقة ايضا بعد ما جرى داخليا بما سمي الانقلاب و انطلاق يده في الداخل و من ثم الخارج بعد سيطرته المطبقة على الجيش و ما فيه و وفر له هذا كل السبل لتحركه بحرية كاملة.
لكن السؤال الذي يُطرح الان, عندما اُجريت عملية الاستفتاء في اقليم كوردستان و تشدقت السلطة المركزية العراقية بما سمته مبدا وحدة الاراضي العراقية و خرق الدستور و ما الى ذلك من الادعاءات السياسية المصلحية البعيدة عن كل ما يمكن ان نسميه القانون, فلماذا لم نسمع ولو انينا منها امام خروقلت دولة تسمي نفسها جارة و هي تسلك طريقا خطرا و تغامر بما يمكن ان تضر بالشعب العراقي باكمله وفق ادعاءات ايام الاستفتاء قبل الاخرين و ما ينعكس على مستقبل العراق في نهاية المطاف، و هي تسجل خروقات يومية من كافة النواحي العسكرية و القانونية بحجة محاربة حزب العمال الكوردستاني. اما سلطة الاقليم فانها في موقف اكثر حرجا لانها تعيش في وضع صعيف بعدما فشلت عملية الاستفتاء على يد المتكالبين على الشعب الكوردي و طموحه و اهدافه. اليوم نرى السلطة الكوردستانية و كانها غير موجودة اصلا و الجيش التركي يصول و يجول و يدخل الى القرى و السهول و الجبال و كانه في انقرة.
اضافة الى العوامل الداخلية التي تدفع الى تحركات اردوغان في هذا المضمار. كيف يتسنى له ان يتمرغ في الوحل في مواقع كثيرة و ما يتكبده جيشه بعيدا علن الاعلام من الاصرار للحصول على المكتسبات و يدفع خسائر فادحة من الناحية الانسانية و المادية و لم يتحرك الاعلام التركي في فضح ما يجري. هل تمكن اردوغان من غلق افواه الاحرار بعد الانقلاب و توسعت الساحة له في اللعب داخليا و خارجيا دون اي عائق، ام تحرك ازاء الحزب العمال الكوردستاني موضوع لا يمكن لاية جهة ان تتطرق له خوفا من العقوبات التي واجهتها وسائل اعلام معتبرة من قبل وبالذات بعد الانقلاب و خشية تكرار ما جرى؟ ام التعصب القومي وصل لحد لا يمكن ان يعتقد احد منا ان تسيطر الانسانية و الحقوق على ضمير و عقول الاحرار كي ينطقوا بالحقيقة و ما يهم الانسان على الاقل, و ما يستحقه الموضوع من المواقف المنتظرة من بعض من يمكن ان يُشار اليهم بالبنان لما راينا منهم من قبل المواقف التي يمكن ان نعتبرها مشرفة لهم في ظل الواقع المزري الذي فرض نفسه بعد الانقلاب المزعوم في تركيا, و ما خلفه من التداعيات التي يمكن ان يفكر اي منا بانه كان مفبركا نتيجة ما يحدث الان و يقع جميعه لصالح شخص اردوغان فقط.
يتدخل الى العمق الكوردستاني و يصرح بانه يدخل اي بقعة يريد, يقطع الماء و من ثم يمن عليه و كانه يتصدق على العراق بعد ان كشف عن ما يضمر من السلب و النهب عن طريق الماء مقابل النفط على غرار اسلافه الامبراطورية العثمانية في وقته بشكل اخر و ما كسبته من حملاتها خارج حدود تركيا, و كيف كسبت الفائدة المادية و سيطرت على مقدرات الدول التي احتلتها في ذلك الوقت و على هوى الوالي و مزاج العملاء و المنافقين لهم داخل كل بلد الذي تواجدوا فيه. اليوم تتلهف تركيا لتحين الفرصة في اعادة ما تتامل من اعادة الكرة بشكل اخر متناسيا ان الواقع تغير و لا يمكن اعادة الفعل دون تمهيد ارضية و هذا مستحيل في الوقت الراهن تقريبا و ان نجح مرحليا.
لقد صنعت تركيا عملاء كثيرين في العراق و هي تستغل الخلافات العرقية المذهبية و تحلم بالكثير بعد ان تساهل اهل العراق بالذات, و هي تعتقد ان لا يمكن ان تكون اقل نفوذا من ايران على العراق, اي هي الذئب الاخر و هو ينهش بجسد المريض و يتوقع بانه يحتضر و هو بين الحياة و الموت في اكثر كما اعتقد من قبل و في مراحله المتتالية, و من ثم اصطدم بانه ينتعش قليلا ليبتلي بامر اخر منذ اكثر من عقد و نيف و بعد الحروب التي اشعلها الحاكم الغاشم و الساذج من قبل و باثارة و خداع و تلفيق الدول الكبرى المهيمنة مستغلين سذاجة الحاكم و انفعلاته دون اي حسابات دقيقة مطلوبة لبلد غني كالعراق، و به يحلبون العراق اليوم ما يملك بطريقة واضحة و بشكل مباشر و غير مباشر دون تشريع كما كان من قبل، الا ان الشركات حلت محل الحكومات الاستعماريية ف يحينه و هي تفعل فعلتها في هذا المضمار و الشعب مشغول بنفسه دون ان يحس بما يجري تحته. اي الشرطات الحاكمة هي التي تفرض الواقع الذي يتيح فرصة و ارضية لتحرك من يمكنه ان يعقد واقع العراق و في مقدمتهم ايران و تركيا و مصالحهما التي تقع علىى حساب العراق و ما لصقت به كوردستان عنوة دون ارادة شعبه و لحد اليوم, كي تستمر في السلب و النهب لثرواته .
اذن, العوامل و الاسباب اقليمية و عراقية و من ثم كوردسانية هي التي تضع عوائق امام بيان موقف واضح و صريح ازاء خروقات تركيا و تعدياتها و افعالها المشينة و هي غير مهتمة بالظروف الشاذة لهذه المنطقة و العراق بشكل خاص مستغلة المرحلة المناسبة لتحركاتها الاستراتيجية العسكرية و السياسية والجبلوماسية من اجل اهداف بعيدة المدى و ليس حزب العمال الكوردستاني الا حجة لتحقيق ما تريده في المدى البعيد و هي تمهد لما تنوي من كل خطوة بعد اخرى, و تتلاعب و تناور في المنطقة و ما تبدر منها من المواقف و التحركات و هي تتراجح يمينا و يسارا بين القوى المهتمة و تؤدي المهام الخاص بها بشكل ناجح لحد اليوم, و عليه تتعمق في اقليم كوردستان دون اي رادع من سلطة اقليم او من العراق الذي يلعب على حاله و لم يتجرا على من يعتدي عليه حقا.[1]