لا يمكن أن تكون هناك ثورة دون الدفاع عن النفس
صرحت عضوة اللجنة المركزية ل#حزب العمال الكردستاني# ، دلزار ديلوك، أنه لا يمكن أن تكون هناك ثورة دون الدفاع عن النفس والتنظيم على أفضل مستوى، وشددت على أن الدفاع عن النفس لا يمكن تركه لأي شخص آخر.
تحدثت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، دلزار ديلوك، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن موضوع أهمية الدفاع النفس فيما يتعلق ب إعلان الدفاع عن النفس الصادر عن منسقيتي منظومة المرأة الكردستانية (KJK) وحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK).
تطور سلطة الهيمنة الذكورية للحرب العالمية الثالثة خطوة بخطوة، ما هو تأثير ذلك على المرأة على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والقانوني وغيرها؟ هل يمكننا أن نقيّم الحرب العالمية الثالثة على أنها حرب ضد المرأة؟ كيف ينبغي للمرء تقييم مستوى خطورة الوضع؟
بدايةً، اتقدم بمحبتي واحترامي وأشواقي للقائد أوجلان، الذي جعل لوجودنا معنى، والذي أعطى الحياة للجسد حرفياً وأضاف معنى للمادة، وأجدد التزامي ووعدي بأن أكون جديرة بشهدائنا العظماء الذين خلقوا هذه القيم، وأنحني احتراماً لذكراهم.
كما استذكر أيضاً قياديات ومقاتلات وحدات المرأة الحرة-ستار بكل احترام اللواتي يعشنَّ وعي الدفاع عن النفس في أعلى مستوياته، واللواتي يقمنَّ بتنفيذه بما يتماشى مع نهج القائد، ويخضنَّ النضال التحرري لحظة بلحظة، في ظل أقصى الظروف والأوقات الصعبة، كما أحيي رفيقاتنا أيضاً مقاتلات الحرية اللواتي يؤمننَّ بأنهن سيتحررنَّ تحت قيادة المرأة، وأن النساء سينهينَّ الحرب التي بدأها الرجال، واللواتي يحاربنَّ بهذا الإيمان.
ويمكننا أن نقول هذا الأمر بكل وضوح: من كسب النصر في هذه الحرب هي المرأة، لأن المرأة عندما كانت تجتاز هذه الاختبارات الصعبة للحرية والحياة، اكتسبت قوة كبيرة من الإرادة والقتال، وتم اتخاذ خطوات نحو مجتمعية جديدة، وحاربت في كردستان والشرق الأوسط، حيث الحرب العالمية الثالثة على أشدها، وشاركت في الحرب بأسمى المشاعر والأفكار وأنقى مشاعر الحرية في أحلك أوقات الحرب، وأضافت عليها جوهرها الخاص، وأصبحت إثباتاً لذلك بأننا سننتصر حتماً.
ومما لا شك فيه، أن الحروب تجري رحاها منذ اليوم الذي قامت فيه الإنسانية في العالم ببناء المدن والدول والطبقات، كما أن الحرب العالمية الثالثة التي نعيشها اليوم، هي أيضاً حرب تُشن ضد المرأة والمجتمعات.
وقد أصدرت كل من منظومة المرأة الكردستانية (KJK) وحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) إعلاناً مشتركاً في شهر نيسان، دعتا فيه كافة النساء والتنظيمات النسائية إلى تنظيم الدفاع عن النفس، وإلى تعزيز وتحقيق النجاح في ثورة المرأة، وبهذا المعنى، يمكننا أن نقوم بإجراء التقييم.
منطق سير الحرب العالمية الثالثة
إن مرحلة الحرب العالمية الثالثة هي نظام منهجي لإنتاج الأزمات والترسيخ المؤسساتي للهيمنة في المنطقة، حيث يقومون بخلق الأزمات ويقولون إننا سنقوم بحلها، وتتوجه الولايات المتحدة الأميركية إلى العراق وأفغانستان بهدف جلب الديمقراطية، وفي الواقع، سيكون من الأفضل إعطاء مثال حالي، وتقوم الدولة التركية المستبدة بارتكاب ممارسات فاشية ضد الشعب الكردي بمؤسساتها الممنهجة، حيث يتم إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة الطبيعية في كردستان ولا يعطون هذه الطاقة للكرد، والحريق الذي ورد في التقرير والذي اندلع بسبب تهالك أعمدة الكهرباء، قد تم افتعاله من قبلها، وهي نفسها التي لم تأتِ لإطفاء الحريق –حيث أنها حشدت قبل أسبوع الكثير من القوة والإمكانات لإطفاء حريق الغابات في جانكقلعة- الذي لم تسمح لمن جاء لإطفاء الحريق وقطعت الطرقات، وهي نفسها التي تشاهد موت الناس والحيوانات والكائنات، وعلى الأرض فهي أيضاً التي تريد أن تذهب وتقدم التعزية، ولا شك أن الكرد باتوا يعرفون أن الذئاب تأكل مع الذئاب وتبكي مع الراعي ويغيرون سترتهم، حيث قام أبناء شعبنا بطرد الوالي والجندرما من مكان العزاء وأظهروا كل غضبهم حتى غادر آخر شخص الباب، وتعمل الحرب العالمية الثالثة بهذا المنطق، وتخلق الأزمات وعدم الاستقرار وتقدم نفسها على أنها مهندس الاستقرار، وعندما تنسحب فيما بعد، تترك الحطام خلفها، حيث كشفت المشاهد الإنسانية التي ظهرت بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان عن صورة لا يمكن لتاريخ الإنسانية العالمي والحركات التحررية أن ينساها، حيث أن النساء دفعنّ ثمن ذلك أكثر من غيرهن.
وتحول كل مجال من مجالات الحياة إلى مجال لخلق هذه الأزمات فيها، وفاقمت من نهب الطبيعة والمشاكل البيئية، ويزداد الأغنياء أكثر ثراءً وتتسع وتتعمق الفوارق والفجوات الطبقية.
ومن خلف وسائل الإعلام الافتراضية وعالم الاتصال الوصول إلى المعرفة أخذت من الإنسانية أكثر مما قدمت لها وتحولت إلى دمار أخلاقي، وبدأت في تغيير بنية الدماغ البشري، ولا شك أن المجتمعات والمرأة التي لم تفقد نفسها وجوهرها وحقيقتها لا يمكنها أن تقبل العيش مع مثل هذه الأنظمة، ولهذا السبب، تستمر النضالات المناهضة للنظام في التنوع تدريجياً.
كردستان في قلب النار
على الرغم من أن الحرب العالمية الثالثة بدأت خلال سنوات التسعينيات، إلا أنها اكتسبت زخماً في عام 2023، ولم تنتهي الحرب السورية، بل تحولت إلى ساحة يتقاسم فيها دول العالم أوراقهم الرابحة، وتقع كردستان في وسط هذه النار، وتستمر الحرب بين روسيا وأوكرانيا بكل حدتها وفي الواقع بكل عبثيتها، كما أن هناك حرب رهيبة بدأتها حماس وكانت إسرائيل أيضاً بانتظارها، وهناك حرب بين أرمينيا وأذربيجان، وصول حركة طالبان عدوة المرأة والمجتمع إلى السلطة في أفغانستان، واستمرار الهجمات والانقلابات عسكرية في القارة الأفريقي دون انقطاع، ووصول الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى السلطة في العديد من دول العالم، ولا سيما دول أمريكا الجنوبية، والحروب التي لا نهاية لها في بلدان مثل لبنان والعراق واليمن والسودان، وحيثما توجد حرب، تكون المجازر حاضرة فيها، وحيثما توجد حرب يكون الفقر حاضراً، وكذلك التدمير البيئي، والمجازر بحق الطبيعة، ومجازر استغلال الجهد؛ وحيثما توجد حرب، يكون الاغتصاب والدعارة حاضرين، وكل هذه أيضاً هي الفترات التي تعرضت فيها المرأة للقتل والقمع أكثر من غيرها، وتكون المرأة حاضرة في كل محور.
لماذا ينبغي لوجود، أو نوع، أو حقيقة، أي المرأة التي تُعتبر مركز الحياة لهذا القدر، أن تحمي نفسها؟
لأنه هناك اعتداء ممنهج ومنظم ضد المرأة، من يقوم بالاعتداء؟ النظام الخاضع للسلطة الذكورية، إنها السلطة القائمة مع الدولة والطبقية، وهذا الاعتداء له تاريخ يمتد لآلاف السنين، ولا يمكننا أن نتصرف وكأن هذا الاعتداء، وهذه المجازر، وهذا العنف، وهذه الوحشية غير موجودة، وبما أنه لا يمكن التصرف، فإنه يعني التظاهر بالموت، لكننا أحياء، وموجودون، أي أننا لسنا ميتين، وإذا لم نكن أمواتاً، ينبغي لنا أن نتعلم الدفاع عن أنفسنا في أفضل عصر وأفضل طريقة صحيحة وأكثرها ملائمةً للحياة.
هناك مقولة تقول: إذا شعر الإنسان بألم نفسه فهو حي، وإذا شعر بألم غيره فهو إنسان، أعتقد أن هذا هو القول المأثور، وهذا التحليل يتغير بالنسبة للمرأة، أي أنه يصبح أكثر شمولاً، فنحن النساء، لا نشارك ونشعر بألم الآخرين فحسب، وليس فقط ألم أولئك الذين يعيشون في أماكن مختلفة، بل نشارك أيضاً ونشعر بألم الكائنات الحية في أوقات مختلفة.
وهذا يقودنا إلى هيكلية جديدة ومذهلة، وما زلنا نولد، ونتزايد، ونصبح أنا-أنت وسط كثرة، وهذا يتيح لنا أن تكون لدينا القدرة على العيش بالأحاسيس العظيمة، وبالطبع، يوفر لدينا فرصة-إمكانية أن نصبح عمليين أيضاً، ويمكننا أيضاً أن نقول على هذا النحو: عندما تبدأ المرأة في التفكير فقط وبشكل مستمر بمفهوم أنا، فإنها تصبح رجلاً وتصبح أسيرة للعقلية الذكورية، لأن البقاء في مفهوم أنا يجمد العقل والقلب، وهذا أيضاً هو مظهر من مظاهر بنيان السلطة وذهنية السلطة الذكورية.
النظام الذكوري المهيمن يصبح عائقاً أمام التدفق الطبيعي
كل إنسان هو كائن عندما يُولد، فهو جسدي وروحي، وكلاهما ساذجين، ومحتاجين، إنه يحتاج إلى الأم أكثر من غيرها، وبعد أن يأخذ أنفاسه الأولى، يرضع حليب أمه، وتتحقق أمنياته\ا ورغباته\ا، ويحصل على فرصة مواصلة الوجود، وعندما يشرب رشفة حليبه الأولى، فإنه بذلك يتعلم درسه الأول في الحياة، والحياة تكون مضمونة مع الأم، ويمكن للرغبات ورغبات الوجود أن تتحقق مع الأم، وتعريف الأم يعني ضمان الحياة وتحقيق الرغبات، وبالطبع من الممكن أيضاً أن يستمر هذا التعريف والبنية الروحية الناتجة عن التعريف على هذا النحو ومن الممكن أيضاً أن يدخل ذلك في الحياة الطبيعية للوجود، ولكن مع ذلك، نظراً لنظام السلطة الذكورية، فإن التدفق الطبيعي غير ممكن.
البعد عن الكينونة
إن عرقلة الحياة، وعدم تحقق الرغبات، وعدم تحقق الاحتياجات، تستبدل مكان الاحتياجات بأشياء مختلفة، ويأتي العنف والقمع، وأيضاً، عندما تتحقق الرغبة، فإنها تتوقف عن كونها حقيقة ممتعة وتتحول إلى حقيقة مؤلمة، ويتعطل الإدراك الأول، والمعنى الأول في الذاكرة، ويتحطم الشعور بالثقة، ويتلاشى النوم، والرجل أيضاً، كلما تقدم في العمر، يبتعد عن ذلك الإنسان السلبي وضعفه الذهني ويصبح كائناً جديداً، ويتحول إلى شيء يسبب الألم، وهو الذي يخلق الألم وانعدام الثقة، وتكبر المرأة أيضاً وتصبح امرأة، وتصبح أكثر تشرذماً، لأن النظام الذي يخرجها من المجتمع يسبب لها المزيد والمزيد من الألم، ويدفعها إلى حياة أقل أماناً، ويضرها أكثر ويحولها إلى كائن تبتعد تماماً عن والدتها وتعاني المآسي، وأن تكوني امرأة في هذا العصر يعني المضي في معرفة نفسك والبدء في المعاناة، وهذا هو الحال بغض النظر عن الجغرافيا التي يتواجدون فيها، وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات، فإن جوهرها على هذا النحو، ولا شك أن شكلها في القارة الأوروبية وشكلها في شبه الجزيرة العربية ليسا متشابهين، ولكن أسلوب البعد عن جوهرها متشابه، وكونك امرأة في كلتا القارتين يعني دائماً مواجهة الاعتداء.
شروط الوجود
تبدأ الاعتداءات بنظام السلطة الذكورية، وتستمر بالسحق، ويأخذ التشكيل داخل الأسرة، وهذا ما يسمى عامل التقاليد والعادات والثقافة والبيئة وما إلى ذلك، كما أن القفص غير المرئي الذي يتم إنشائه من قِبل مؤسسات الدولة، وهذا يعني حرفياً الموت بالنسبة للنساء.
وفي مواجهة كل هذه، فإن شرط الوجود: هو تنمية الوعي والدفاع عن النفس والتنظيم، وبهذا المعنى، فإن إعلان الدفاع عن النفس الذي نشره كل من منظومة المرأة الكردستانية KJK وحزب حرية المرأة الكردستانية PAJK بشكل مشترك هو الضوء الأولي لبيان المرأة حول الطريقة التي يجب أن تعيش بها المرأة الحرة، ويجب أن نفهمه هكذا، إنه ليس معاصراً فحسب، بل إنه يعبر عن هذه الفترة بشكل جيد وبأسلوب يوضح كيف ينبغي أن تكون طبيعة العصر، لقد كانت الإجابة على السؤال طويلاً بعض الشيء، لكن يمكننا تقديم إجابة عامة كهذه.
كيف يمكن للمرأة أن تستفيد من الأزمة والفوضى التي تعيشها الحداثة الرأسمالية؟
يمكننا أن نقول على النحو التالي: إن الحداثة الرأسمالية في حد ذاتها شيء لا يمكن أن يكون مستداماً، الأشياء التي يمكن استغلالها تنفد بعد فترة، أي أنها تخلق الأزمات من أجل خلق مجالات جديدة للاستغلال، وهذه هي السمة الأكثر تميزاً التي تتسم بها الحداثة الرأسمالية، ولذلك، فإن أصحاب الحداثة الرأسمالية يريدون تطوير تعاريف مثل الأزمات المتعددة وإدارة الأزمات ويريدون تطبيع الأزمات وجعلها جزءاً من الحياة، وبالتالي تذويب قدرات النضال والثورة، سواءً كان سراً أو علناً، تخدم أشكال السلطة الفاشية بمقولة إدارة الأزمات، ويتم وضعها في ذاكرة المجتمع كنغمة غير ضارة ومبررة، وبهذه الطريقة، يُراد من ذلك سد الطريق أمام تصاعد الانتفاضات والثورات الاجتماعية، ليس حل الأزمة أو القضاء على الأزمة، ولكن خطاب واستراتيجية إدارة الأزمة يخلق مجالاً هائلاً لتحرك القوى المهيمنة.
منطق سير عملية الحرب العالمية الثالثة
إن عملية الحرب العالمية الثالثة هي نظام منهجي لإنتاج الأزمات، مما يجعل المجتمعات تدفع ثمن هذه الأزمات التي خلقتها، ومأسسة الهيمنة على المستوى المحلي، حيث يتم خلق الأزمات ووضع حل لها، هكذا ذهبت الولايات المتحدة إلى العراق وأفغانستان بهدف جلب الديمقراطية، في الواقع، سيكون من الأفضل إعطاء مثال حالي، إن الدولة التركية المبيدة، ومعها مؤسساتها، ترتكب إبادة ضد الشعب الكردي بممارساتها الفاشية الممنهجة، يتم إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة الطبيعية في كردستان ولا يعطون هذه الطاقة للكرد، فهي التي أشعلت الحرائق، والتي ورد أن مصدرها أعمدة الكهرباء، وهي التي لم تأت لإطفاء الحريق و لم تسمح لمن جاء لإطفاء الحريق، وفي حين أنها هي التي تشاهد موت الناس والحيوانات والمخلوقات، فهي أيضاً التي تريد أن تذهب وتقدم التعزية، ولا شك أن الكرد أصبحوا يتعرفون على الذئاب المقنعة التي تأكل مع الذئب وتبكي مع الراعي، لقد قام أهلنا بطرد الوالي والدرك من مكان العزاء وأظهروا كل غضبهم حتى غادر آخر شخص الباب، إن الحرب العالمية الثالثة تعمل بهذا المنطق، فتخلق الأزمات وتخلق عدم الاستقرار وتقدم نفسها على أنها خالق الاستقرار، وبعد ذلك، حتى عندما تنسحب فإنها تترك الحطام خلفها، لقد كشفت المشاهد الإنسانية التي ظهرت بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عن صورة لا يمكن لتاريخ الإنسانية العالمي وحركات الحرية أن ينساها، حيث كان دفع الثمن الأكبر من نصيب النساء.
لقد تحول كل مجال من مجالات الحياة إلى مجال الوجود الذاتي لهذه الأزمات، إن نهب الطبيعة يزيد من المشاكل البيئية، وجعل الأغنياء أكثر ثراء يؤدي إلى اتساع الفجوات الطبقية.
لقد تحول عالم الإعلام والعالم الافتراضي إلى انهيار أخلاقي، آخذا أكثر مما أعطى للإنسانية جمعاء خلف الوعد السحري ب الوصول إلى المعلومات، حيث بدأ في تغيير بنية الدماغ البشري، ولا شك أن المجتمعات والمرأة التي لا تفقد جوهرها ونفسها وحقيقتها لا يمكنها أن تقبل العيش مع مثل هذه الأنظمة، ولهذا السبب، تستمر النضالات المناهضة للنظام في التنوع.
كردستان محاطة بالجحيم
على الرغم من أن الحرب العالمية الثالثة بدأت في التسعينيات، إلا أنها اكتسبت زخماً في عام 2023، لم يكن من الممكن إنهاء الحرب السورية، بل تحولت إلى ساحة يتقاسم فيها عمالقة العالم أوراقهم الرابحة، وتقع كردستان في وسط هذه النار، إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة بكل ما فيها من عنف، وفي الواقع، بلا معنى، ومرة أخرى تستمر الحرب الكبيرة التي بدأتها حماس وكانت تنتظرها إسرائيل، هناك حرب أرمينيا وأذربيجان، وقد وصلت حركة طالبان، أعداء المرأة والمجتمع، إلى السلطة في أفغانستان، وهناك هجمات مستمرة وانقلابات عسكرية في القارة الأفريقية، وقد وصلت أحزاب اليمين المتطرف إلى السلطة في العديد من دول العالم، وخاصة في دول أبيا يالا، وهناك حروب لا نهاية لها في دول مثل لبنان والعراق واليمن والسودان، و حيثما توجد حرب، هناك مجازر، وإفقار، وتدمير بيئي، وتدمير للطبيعة، وقتل للعمال؛ وحيثما توجد حرب، يوجد الاغتصاب والدعارة وعدم المنهجية، وفي كل ما ذكر؛ فإن المرأة هي المتضرر الأكبر.
لماذا ينبغي لكائن، أو نوع، أو واقع يعتبر مركز الحياة، أي المرأة، أن يدافع عن نفسه؟
لأن هناك اعتداء ممنهج ومنظم ضد المرأة، من هو المهاجم؟ إنه نظام يهيمن عليه الذكور، إنها سلطة الدولة الطبقية، هذا الهجوم له تاريخ يمتد لآلاف السنين، له تاريخ وتجارب، لا يمكننا أن نتصرف وكأن هذا الهجوم، وهذه المجازر، وهذا العنف، وهذه الوحشية غير موجودة، إن التصرف كما لو أنه غير موجود يعني التظاهر بالموت، لكننا أحياء، نحن موجودون، نحن لسنا ميتين، إذا لم نكن أموات، علينا أن نتعلم كيف ندافع عن أنفسنا بالطريقة الأفضل والصحيحة والملائمة للحياة.
هناك مثل يقول: إذا شعر الإنسان بألمه فهو حي، وإذا شعر بألم غيره فهو إنسان، وهذه المقولة تتغير بالنسبة للمرأة، بل تصبح أكثر شمولاً، نحن النساء نشارك ونشعر بألم ليس فقط الآخرين، ولكن أيضاً الكائنات الحية، ليس فقط في أماكن أخرى ولكن أيضاً في أوقات أخرى.
وهذا يقودنا إلى هيكل جديد وفريد من نوعه، ما زلنا نولد، ونتكاثر، ونصبح أنا-أنت وسط الكثيرين، وهذا يمنحنا القدرة على العيش بمشاعر عظيمة، وبالطبع، فرصة أن نصبح عمليين، يمكننا أيضاً أن نقول هذا: عندما تبدأ المرأة في التفكير فقط وبشكل مستمر بمفهوم أنا، إذا لم تتمكن من أن تكون نحن بالحركة العاطفية التي يمكن أن تكون عليها، فإنها تصبح ذكورية وتصبح عبدة للعقل الذكري، إن التعلق بظاهرة الذات هو تجميد للعقل والقلب، وهذا هو مظهر من مظاهر هياكل السلطة، وبالتالي العقلية التي يهيمن عليها الذكور.
النظام الذكوري المهيمن يعيق التدفق الطبيعي
الإنسان هو كائن منذ ولادته، إنه جسد وروح، كلاهما ضعيف، ومحتاج، حيث يحتاج إلى والدته أكثر من غيرها، بعد أن يأخذ أنفاسه الأولى، يرضع من أمه، وهذا ما يحقق رغبته، و أيضاً يحصل على فرصة لمواصلة وجوده، إنه يتعلم درسه الأول في الحياة عندما يأخذ رشفة الحليب الأولى، الحياة مضمونة مع الأم، يمكن تحقيق الرغبات ورغبات الوجود مع الأم، وظاهرة الأم تعني ضمان الحياة وتحقيق الرغبات، وبالطبع من الممكن أيضاً أن يستمر هذا الإدراك والبنية الروحية الناتجة عنه على هذا النحو وأن يشارك الكائن في التدفق الطبيعي للحياة، ومع ذلك، بما أن النظام الذي ولدنا فيه هو نظام يهيمن عليه الذكور، فإن التدفق الطبيعي غير ممكن.
البعد عن الجوهر
تتم إعاقة الحياة، ولا تتحقق الرغبات، ولا تتحقق الاحتياجات، وتستبدل الاحتياجات بأشياء أخرى، ويأتي العنف والقمع، ومرة أخرى، عندما تتحقق الرغبة، فإنها تتوقف عن كونها حقيقة ممتعة وتتحول إلى حقيقة مؤلمة، يتعطل الإدراك الأول، المعنى الأول في الذاكرة، لقد تحطم الشعور بالثقة، إذا كان هذا الطفل البشري ذكراً، فإنه عندما يكبر ويصير رجلاً، يصبح كائناً جديداً يكف عن أن يكون الإنسان الذي يملك هذا الكائن الروحي السلبي المحطم، فهو الذي يسبب الألم، وهو الذي يخلق الألم وانعدام الأمن، إذا كان هذا الطفل البشري امرأة، فعندما تكبر وتصبح امرأة، تصبح أكثر سلبية وأكثر تشرذماً، لأن النظام الذي يمنعها من الاستمتاع يسبب المزيد والمزيد من الألم، ويدفعها إلى حياة أقل أماناً، ويسبب المزيد من الأذى، ويحولها تماماً إلى كائن يبتعد بشكل متزايد عن حضن أمه ويعاني، أن تكوني امرأة في هذا العصر يعني البدء في معرفة نفسك والبدء في المعاناة، هذا هو الحال بغض النظر عن الجغرافيا التي تتواجد فيها، على الرغم من وجود بعض الاختلافات، فإن الجوهر هو مثل هذا، ولا شك أن شكلها في القارة الأوروبية وصورتها في شبه الجزيرة العربية ليسا واحدين، ولكن البعد عن تجربة الذات في جوهرها متشابه، كونك امرأة في كلتا القارتين هو حالة مستمرة من التعرض للهجوم.
شروط الوجود
يأتي الهجوم من حكومة تبدأ بالنظام الذي يهيمن عليه الذكور والذي يحجب أو يعزل الرغبات الوجودية والاحتياجات الحيوية الطبيعية، ويستمر في قمعه، ويهدف تدريجياً إلى جر الناس إلى ما هو أبعد من مكانة الإنسان، من خلال التشكيل داخل الأسرة، وهذا ما يسمى بالتقاليد - العادات - الثقافة - العوامل البيئية وما إلى ذلك، ويحدث أن قمع البيئة الاجتماعية التي يدخل فيها المرء، وأخيراً القفص غير المرئي الذي أنشأته مؤسسات الدولة، يعني حرفياً الموت بالنسبة للمرأة.
شرط الوجود في مواجهة كل هذا؛ تنمية الوعي والوعي والدفاع عن النفس والتنظيم، وبهذا المعنى، فإن إعلان الدفاع عن النفس الذي نشرته منظومة المرأة الكردستانية وحزب حرية المرأة الكردستانية بشكل مشترك هو الضوء الأولي لبيان نسائي حول الطريقة التي يجب أن تعيش بها المرأة الحرة، يجب أن نفهمه هكذا، إنه ليس معاصراً فحسب، بل إنه بأسلوب يعبر عن هذه الفترة جيداً، ولكنه يلقي الضوء أيضاً على الشكل الذي يجب أن تكون عليه طبيعة العصر، الإجابة على السؤال طويلة بعض الشيء، لكن يمكننا تقديم إجابة عامة كهذه.
كيف يمكن للمرأة أن تستفيد من الأزمة والفوضى التي تعيشها الحداثة الرأسمالية؟
الحداثة الرأسمالية في حد ذاتها هي عدم الاستدامة، الأشياء التي يمكن استغلالها تنفد بعد فترة، إن السمة الأكثر تميزا للحداثة الرأسمالية هي أنها تخلق الأزمات من أجل خلق مجالات جديدة للاستغلال.
ولهذا السبب فإن أصحاب الحداثة الرأسمالية يطورون مفاهيم مثل الأزمات المتعددة وإدارة الأزمات ويريدون تطبيع الأزمات وجعلها جزءا من الحياة، وبالتالي تذويب إمكانات النضال والثورة، سراً أو علناً، تُستخدم أشكال السلطة الفاشية ك إدارة الأزمات ويتم وضعها في ذاكرة المجتمع كخطاب غير ضار وشرعيته، وبهذه الطريقة، يهدف إلى منع الثورات والتمردات الاجتماعية، إن خطاب واستراتيجية إدارة الأزمة بدلاً من حل الأزمة أو القضاء على الأزمة يخلق مجالاً هائلاً لعمل القوى المهيمنة.
الصراع الطبقي وحرية المرأة
إحدى الأساليب الأساسية للنظام المهيمن هي إفقار المجتمع، وجعل الأسر في المجتمع تابعة للنظام، بل والأكثر من ذلك، جعلها محتاجة من النظام، وجعل النساء في الأسرة أكثر احتياجاً من النظام والرجال، وهذا الإفقار ليس تلقائياً، إن عدم الحصول على ما يكفي من الماء والغذاء والظروف المعيشية الصحية هو نتيجة لسياسات النظام الحالي.
ومن المهم للغاية أن يتم إدراج فقر المرأة على جدول الأعمال من قبل المنظمات النسائية، لأن إفقار المرأة هو أسلوب ينشر الدعارة ويضفي الشرعية عليها، فمن ناحية، هناك من يخلق عالماً افتراضياً كأغنى سكان العالم، ومن ناحية أخرى، هناك من يصبح أثرياً ويظهر أنه في حيرة بشأن ما يجب فعله، فيمضغ المال ويبتلعه، ومن ناحية أخرى، هناك أناس جائعون، هذا الخلل – حالة الجنون هذه هي نتيجة النظام، الحياة مثل النهر، إن الفرص التي توفرها الحياة للإنسان والحيوان وجميع الكائنات الحية تشبه النهر، يمكن للجميع شرب كمية المياه التي يحتاجونها من هذا النهر، فإذا لم يتمكنوا من الشرب وقام بعض الناس بملء الماء في الدلاء وسكبه على أماكن أخرى، مما أدى إلى تلويثه، وبعض الناس يعانون من العطش، فهذا ليس طبيعياً، الفقر ليس طبيعيا، الفجوات الطبقية هي حالة لن يتم قبولها أبداً، يدور الصراع الطبقي اليوم حول القضاء على النظام الذي يخلق هذا الفقر، حرية المرأة هي السبب الجذري لهذا الصراع الطبقي، لقد تصور قائدنا وطوّر أيديولوجية تحرير المرأة باعتبارها امتداداً للاشتراكية، إن كراهية النساء هي السبب الجذري للتصنيف، مما أدى إلى خلق طبقات دنيا في القرن الحادي والعشرين، وإفقار المجتمع.
ماذا يعني أن تكوني امرأة في ظل نظام الأزمات هذا؟ كيف يمكن تحسين الوعي بكونك امرأة؟
من الصعب أن تكوني امرأة، وأن تكوني امرأة وأن تعيشي بهذا الوعي هو الأصعب، شعور معقد ومليء بالأزمات ومحمّل بالمعنى ويسمح بالبحث عن المعنى... إن الوعي بكونك امرأة يعني بلا شك الوصول إلى معنى الحياة، إن وعي كونك امرأة هو المعنى الذي استوعب المعنى التاريخي لوعي الأمومة، وحدثه، ورفض أن يقتصر على الحدود العمرية والحدود البيولوجية، كل امرأة تفهم وتشعر بالقيادة وتشعر بالرغبة في العيش معه في أعماق قلبها هي هكذا، اليوم، ومن أجل تحقيق هذا المعنى، من الضروري أن تكون واعية، وأن تنتظم وأن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وإدارتها ضد الهجمات التي يهيمن عليها الذكور.
الدفاع عن النفس ليس فقط حالة الاقتناع بالدفاع، الدفاع عن النفس ممكن من خلال التنظيم، والتنظيم من خلال العمل في أوسع المجموعات النسائية الممكنة، والتخطيط الدفاعي ضد جميع أنواع الهجمات، وتنظيم النفس بأكثر الطرق احترافية عند الضرورة والاستعداد للحرب.
وإذا نظرنا إلى الأمر من منظور نضالنا من أجل الحرية، فيمكننا أن نقول ما يلي؛ لا ثورة دون الدفاع عن النفس، يمكن تنظيم المنظمات في كل مجال من مجالات النضال الثوري، وقد يكون هناك قصور، وقد يتم تأجيل بعض المهام، لكن لا توجد ثورة دون الدفاع عن النفس، لا يمكن تأجيل الدفاع عن النفس، لا يمكن أن تكون هناك ثورة دون تنظيم الدفاع عن النفس على أفضل مستوى، وباعتبارنا نضال المرأة من أجل الحرية، يجب تنظيم الدفاع عن النفس في جميع المجالات التي ننظم فيها، فإذا أصبحت مجموعة من النساء واعية وخلقت أساساً للسياسة الديمقراطية الحرة، فهذا يعني أن هناك أيضاً أساساً للدفاع عن النفس.
لا يمكن تأجيل الدفاع عن النفس
موضوع آخر مهم هو أن الدفاع عن النفس لا يمكن أن ينتقل إلى أي شخص آخر، لا يمكن تسليم الدفاع عن النفس لأي شخص، وخاصة للرجال، أن تترك المرأة الدفاع عن نفسها للرجل وحده يعني الاستسلام للنظام، يجب على كل كائن حي أن يحمي نفسه من خلال الرد على الهجوم الجسدي الموجه إليه، لذلك، لا يمكن القول أضربوا أيها الكريلا، حرروا كردستان، إن المقاتلين قادة وسيقودون دائماً، لكن ليس من الممكن ترك كل الدفاع عن النفس على أكتافهم، إن ما نسميه كردستان هو وعي البلد، ولكن أكثر من ذلك، فهي حياة يمكننا أن نعيش فيها بحرية، وهي إجابة ذات معنى لسؤال كيف ينبغي لنا أن نعيش، إنها حقيقة تصبح ممكنة لكل إنسان عندما يبني نفسه، هذا البناء هو عمل الجميع، إنه هدف الجميع وحلمهم وشوقهم وواجبهم، إن المقاتل هو رائد هذا العمل، عمل بناء كردستان، لكنه ليس المبدع الوحيد، ومن الضروري التخلص من هذا المفهوم الخاطئ، إن عدم الإنقاذ وترك المهمة للمقاتلين يخلق أيضاً حالة الانتظار من الدولة بعد فترة، في جوهره، فهو يمنع الناس من الكشف عن قوتهم، إن حماية شعبنا ومكتسبات شعبنا هي بالطبع واجبنا الأول، لكن القيام بالثورة هو عمل الشعب.
لقد أحدثت حركة الحرية تغييرات كبيرة، فمن ناحية، حاول/يحاول أن يشرح ويقنع قوى الكريلا بأنها ليست القوة الوحيدة القادرة على صنع الثورة بقدر ما هي القائدة، وأنها ستفعل ذلك مع الشعب، وأن الكريلاتية لن تؤدي إلا إلى قيادة الشعب، وتوجيه المقاتلين إلى حرب الشعب الثورية من خلال توفير التدريب لذلك، ومن ناحية أخرى، فهو يحاول تثقيف الشعب على هذا الأساس، وعدم توقع ذلك من المقاتلين وحدهم، بل يجب عليهم أيضا أن يتبعوا القائد، بل ستصبح القوة الجماهيرية الرئيسية للثورة، جسد البنية الثورية، وهو يحاول تدريب الناس على هذا الأساس.
تنمية القيم المكتسبة واجب
ومما لا شك فيه أن هذا ليس عملاً أو تخطيطاً لفترة معينة، بل هو عمل خلق عقلية لدى جيل وشعب وعصر ولإنسانية العالم جمعاء، إنها ثورة العقلية نفسها، وبهذا المعنى، فإن المستوى الذي وصلت إليه اليوم حركة حرية المرأة يظهر أننا في مرحلة مهمة من ثورة حريتنا، كما يعكس ذلك الإعلان المنشور، إن المستوى الذي تم الوصول إليه مهم وهادف وعظيم، ولكن مواصلة توسيع وإدامة وتنظيم القيم المكتسبة هي من بين المهام التي يجب القيام بها.
على سبيل المثال، كيف يمكننا أن نجعل الثورة دائمة في روج آفا كردستان؟ مما لا شك فيه، من خلال إشراك الناس في منظمات البناء الثورية، من خلال ضمان مشاركة الناس بشكل أكبر في أعمال البناء، من خلال احتضان النظام الذي تم إنشاؤه بقوة أكبر، من خلال إضفاء الطابع الرسمي عليه، من خلال نشره، من خلال تثقيف الأجيال الجديدة على أساس عقلية هذا النظام...
يجب على كل امرأة أن تكون قادرة على حماية نفسها
ليس من الصواب أو الاكتفاء بترك الدفاع عن الشعب لمؤسسات الجيش المنظم فقط، بالنسبة للنساء، فإن قوة وحدات المرأة الحرة - ستار هي قوة الدفاع الأساسية، وتعتبر كردستان والشرق الأوسط هما ضمانة حرية المرأة، ومن الضروري أيضاً أن يكون للنساء قوات منظمة للدفاع عن النفس في كل جزء منها؛ وبالتوازي مع ذلك، يجب على كل امرأة أن تتعلم كيفية الدفاع عن نفسها، وتعمل على تنظيم نفسها لهذا الغرض، وتشكل منظمات مدنية محلية، وبالطبع، لن تنتظر الشابات اللواتي يعشنَّ في أحد الأحياء قدوم وحدات المرأة الحرة - ستار عندما يتعرضنَّ لمضايقات أو محاولات اغتصاب أو هجمات قوموية ضدهن، بل يجب حتماً على الشابات تنظيم أنفسهن في كل حي، والعمل معاً وحماية أنفسهن.
وأولئك الذين يسلمون دفاعهم عن أنفسهم لقوى أخرى لا يمكن أن يكونوا أحراراً، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك في هذا العالم، فعلى سبيل المثال، لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى حركة طالبان الدفاع عن النساء في أفغانستان، وبالأساس، نساء أفغانستان يدركنَّ حقيقة ذلك الأمر، ويعملنَّ على تعزيز تنظيمهن، ويواصلنَّ خوض نضالهن على الرغم من الاعتداءات الرجعية لحركة طالبان.
تقع المهمة على عاتق صحافة المرأة الحرة
عنوان آخر يتعلق بتنمية الوعي في مجال الدفاع عن النفس هو تنمية الوعي على نطاق واسع بين جميع النساء حول هذا الموضوع، على سبيل المثال، نحن حركة تمتد عمرها ل 50 عاماً مضت، قمنا بتنظيم الهياكل النسائية منذ 40 عاماً، ولكن لا تزال هناك شرائح لم نتمكن من الوصول إليها بعد، فشعبنا خلق وجوده من العدم، وشهد ثورة داخل الثورات، لكن لا تزال هناك ثورات يتعين القيام بها، حيث هناك شرائح لا يمكننا شرح ذلك لهم، ولهذا السبب، هناك واجبات مهمة تقع على عاتق صحافة المرأة الحرة، وينبغي لصحافة المرأة الحرة أن تضع الدفاع عن النفس على جدول الأعمال، ونعلم أن كل شيء بدءاً من الطريقة الجسدية للنساء اللواتي يعملنَّ في الصحافة الحرة وحتى كلماتهن، ومن أنماط حياتهن إلى العمل الذي يقمنَّ به، يتعرض للهجمات والتهديدات من النظام السلطة الذكورية، ونعلم أيضاً أن هذه الأعمال يجري القيام بها بصعوبات جمة، وهذا الوضع القائد أيضاً يزيد من ضرورة تناول الدفاع عن النفس على جدول الأعمال.
ويجري القيام بأنشطة مهمة بشأن هذا الموضوع، ويتم طرح الموضوع على جدول الأعمال ومناقشته، كما شاهدنا بعض الملفات التوضيحية بالرسوم المتحركة حول الدفاع عن النفس على بعض القنوات التلفزيونية، وكيف ينبغي للمرأة أن تدافع عن نفسها ضد الأشخاص الذين يقتربون منها للتحرش أو الاغتصاب، وكان الجواب على ذلك بسيطاً وجيداً، ولا بد من تعزيز هذه الأساليب بشكل أكثر ومواصلتها بأساليب إبداعية، ويجب على كل امرأة أن تتعلم كيف تحمي نفسها من الناحية الجسدية، ولهذا، يجب عليها أيضاً أن تتعلم تكتيكات الدفاع عن النفس، ومن ناحية أخرى، كما عبرت عن ذلك التنظيمات النسائية المنظمة، يجب على النساء أن يعملنَّ معاً، وأن يكنّ منظمات، وألا يتصرفنّ بمفردهنّ في مواجهة النظام الذكوري، ويجب حتماً أن يكون هناك مفهوم نحن ولا بد من التصرف بتلك الطريقة.
حماية قيّم الحرية
لا بد من تعلم الوعي وتكتيكات وتقنيات الدفاع عن النفس والدفاع المنظم والوعي الجماعي والدفاع التنظيمي والدفاع عن الآخرين، ولهذا، من المهم جداً تعلم وعي التمييز الجنسي، ووعي كينونة المرأة ومعناه وقيمه، واليوم، يمكن للنساء اللواتي يتصرفن بالعقلية الذكورية وخاضعات للفاشية أن يلحقنَّ أضراراً كثيرة بالإنسانية، ولذلك أيضاً، فإن أحد الشروط الأساسية هو أن تكون المرأة لنفسها، وأن تتصرف بعقل المرأة وقلبها، وتبني الحياة بمشاعر المرأة المشتركة.
وهذه مواضيع في غاية الأهمية، لكن الأهم من ذلك هو حماية قيّم القيادة وقيّم الحرية وقيّم المرأة الحرة التي تم خلقها.
ينبغي لنا حماية قيّم القائد
قائدنا هو كل شيء بالنسبة لنا، وهو أعظم قيمة لدينا، وينبغي لنا حماية هذه القيّم في مواجهة الهجمات المباشرة أو غير المباشرة التي تُشن ضد قائدنا وقيمنا القيادية، وهذا الأمر يعد سبباً للوجود والعدم بالنسبة لنا، ويمثل الدفاع عن قيّم القائد الدفاع عن الكينونة الذاتية، وقيّم كينونة المرأة، ومعايير الحرية، لذا، يجب أن يكون التعامل بهذه الطريقة.[1]