ان تنازل الكورد عن حق تقرير مصيره في بغداد
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5615 - #20-08-2017# - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
اتكلم و كلي حرقة على مدى سذاجتنا نحن الكورد عبر مراحل كثيرة في تاريخنا نتيجة ما نتسم به من السمات الانسانية التي من المفروض ان لا تتدخل في السياسة او يكون السياسي منزوعا منها عند اداء مهامه العامة . و كلي امل ان تكون هذه عامل خير داخلي له مستقبلا و لكنه للاسفكما نعلم فانها كانت دائما مصدر خلاف داخلي على العكس من ما تدفع هذه الى لينه في تعامله الخارجي مع الاخر و الذي يقع هذا على حسابه فقط .
ان خوفي من ان يفرض ما هو الجميل اخلاقيا و المعيق سياسيا ما ليس لمصلحة الكورد في هذه المرحلة الحساسة على الوفد الكوردي و هو يتباحث مع المركز حول اهم و اسمى ما عند الكورد وهو حق تقرير مصيره من خلال اداءه خلال الية ديموقراطية حقة و هي الاستفتاء المزع اجراءه قريبا لبيان وجهته و انيل حقوقه، على الرغم من انه له الحق في العلان استقلاله دون هذه الطريق وفق احقيته و ما قدمه ضحية لنيل هذا طوال تاريخه .
ما يؤخذ على الكورد نفسه من نفسه هو عدم الاهتمام بالتخطيط والدراسة لاي موضوع و لمثل هذه الاهداف ايضا و انه يسير بالتمني والعشوائية في خطواته, و عدم اكتراثه بالاولويات و لم تكن محاولة تفاديه لتهجمات الاخرين بشكل موقف و ان كان على حسابه و مسقبل ابناءه . و عليه ارتضى بالقليل في كثير من الامور التي كان له القدرة في نيل الكثير من حقوقه في الوقت المناسب و من دون داع نتيجة لعدم الثقة بالنفس .
اتخاذ قرار اداء حقه في تقرير مصيرة و التوجه نحو الشعب بادلاء بصوته في بيان تحقيق يهدف و في موضع حساس و كبير مثل الاستقلال بشكل مفاجيء و دون تحضيرات مطلوبة و على ارضية يمكن ان تكون غير مساعدة او معيقة للعملية في سيرها و مؤثرة على نتنائجها يدعنا ان نؤكد على مدى تخبط الكورد في تحقيق اماله و في اهم ما يحلم به . تاكد الكورد على العمل وفق رد الفعل بعيدا عن اي دراسة وما سار عليه هو اتخاذ القرار بشكل سطحي دون تدبير ما يهم العملية، و هذا ما يضع العراقيل الداخلية اضافة الى ما تعمل عليه الجهات الخارجية التي تعتقد بانها تتضرر من توجه و ما ينوي الكورد تحقيقه في نيل حقوقه و الوصول الى ما يحق له شرعا و قانونا و تاريخا .
اننا نعلم بانه لم يتعلم الكورد من اخطاءه او من مخططات الاخرين و ما يحاك له من اجل اعاقته مسبقا حول ما يهمه هو طوال التاريخ، اننا نعلم بانه لازال في بداية معرفته بخبايا الامور السياسية التي من المفترض ان يدققوا فيها لتكون عاملا لنجاحهم و ليس لفشلهم و عدم الوصول الى خيبة امل كما تحاول الاعداء من كل حدب و صوب على فرضها عليهم . العقلية التي يتعامل معها الكورد في العواصم الاربعة التي الحق بها الكورد مجحفا في حينه ليست كمثيلاتها في المناطق الاخرى، الشعوب و سماتها التي يتصل بها الكور و يتواصل معها ليست كمثيلاتها في العالم، التاريخ و الجغرافيا و الحالة الاجتماعية لهم ليست كما هي في المناطق الاخرى، انهم يصرون على عدم الاعتراف بحق الاخر و العمل بكل ما لديهم من اجل الاستمرار في سلبه من اجل مصلحتهم الذاتية، و الاخطر ان العقلية التي يتعامل معها الكورد مبنية على ارضية مختلفة كثيرا ما هي موجودة في العالم . و عليه و على ما في الوفد الكوردي من المزايا من جهة و نقض من جهة اخرى، فاننا نعتقد بانه ليس بمستوى العملية الصعبة التي ذهب من اجلها، فالاخرون اقوى من الخصم الاعتيادي لما يمتلكون و انتزعوا دائما ما ليس لهم بالقوة او ظلما و هو في موقع قوي و عالي . و انهم اصحاب دولة و لها عمقها التي هي عامل قوة لهكذا طرف متفاوض مع ما يعتبرونهم هو الجزء منهم و ان كان قانونيا و ليس تاريخا و جغرافية و اجتماعيا حقا . فنجاح الوفد في نزع حقوقه بشكل ملائم للمرحلة يحتاج الى عقلية و قدرة مطلوبة, ومت ينتج سيكون له الاثر الكبير على مسيرة الكورد فيما بعد، و لكن التركيبة التي يتكون منها الوفد و ما معلوم عن امكانياتهم و قدرتهم ليس بالمستوى الذي يمكن الوثوق بها لما لاعضاء الوفد من مثالب شخصية و شطحات سياسية و تاريخية اضافة الى العوامل الموضوعية التي تجعلهم ان لا يكونوا بامستوى المطلوب او اضعف من المتفاوضين معهم .
بناءا على ما تقدم يمكننا ان نقلق على مصيرنا و نخاف من عدم اداء الوفد الحزبي المرسل مهامه التارخي بشكل مقنع و ناجه لانه مرسل الى بغداد بقرار حزبي و دون اجماع على الموقف من اي موضوع يبحث و المرجع لما يتوصلون اليه لمراجعته و من كان المسؤل على تحديد مثل هذه الشخصيات التي لم تكن من قبل الجميع، و عليه من حقنا ان نخاف من اداء واجبهم بشكل مقنع . كما نحن قلقون من شكل و تركيبة الوفد فاننا نخاف ايضا من كيد الاخرين و عدم قدرة الوفد الكورد في مسايرتهم و السير في ثنايا ما يمكن ان يُخطط لهم من تحييك و نسج ما يمكن ان يقعوا فيه ليس في بغداد فقط و انما من وراء ستار ما تعمل فيه دول المنطقة باجمعه و هم المتدخلون دوما في شؤون العراق في كافة الامور و ما يهم الكورد في مقدمتها . فهل الوفد مخول لبيان موقفه النهائي و ان كان ليس في محله، فهل يعمل الوفد بما يمليه عليه مصلحة من وراءه من الاحزاب وهو ليس ممثلا للشعب قانونا، فهل يؤدي الوفد ما عليه باكمل وجه في ما هو الانسب في هذه المرحلة، ام الظروف و و المواقف الكثيرة في شان الاستفتاء من قبل دول المنطقة و العالم سيكون له اثره البالغ في تفكيرهم و على اتخاذ مواقف من ما يبديه المركز من المواقف امامهم . انه امر صعب و لا يمكن تخمين نسبة النجاح و ما ازداد من خوفنا بانهم يمكن ان يقبلوا على التاجيل لعملية الاستفتاء استناد الىما تسرب منهم لمجرد ضمان وعد للموافقة على العملية في مستقبل ما، ودون ان يحسبوا لتغييرات المواقف و المعادلات في عدم تحديد وقت التاجيل و كيفية ضمان عدم تغيير المواقف بتغيير المعادلات في حينه و ان كان قريبا و ما العمل لو لم يؤدي المركز ما عليه او عندما يحنث بوعده .
عليه، لا يمكن ان نستدل ما يمكن ان نصل اليه في بغداد، و لا يمكن ان نعتقد بان نجاح الوفد قد يكون لصالح القضية ان كان التقدير و التثمين حزبيا و ما لم تكن هناك شفافية في بيان المواقف بشكل علني للشعب . فاننا على يقين بان لم نفرض نحن بما يمكن ان يكون لدينا من المقومات الاساسية و تجسيد الارضية الضرورية لما يدفع الى قوة الموقف امام الاخر لا يمكن ان نتاكد من نجاحنا مهما ادعينا غير ذلك.[1]