حركة التغيير و دورها الحاسم في هذه المرحلة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5595 - #29-07-2017# - 03:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
تعلم حركة التغيير والجميع ان ادعاء و ترويج الديموقراطي الكوردستاني لعملية الاستفتاء المزمع اجرائها قريبا جاء من دوافع مختلفة و في مقدمتها القفز على الاحداث و انقاذ الذات من الازمات التي خلقها بنفسه نتيجة اخطائه المتكررة وفشله في ادارة الاقليم نتيجة استناده على المصالح الذاتة قبل القومية لحد هذه الساعة، و هنالك ادلة على انه خرق الحقوق العامة في محطات كثيرة من تاريخ نضاله الطويل و ليس هناك اية اهمية لسرد كل ذلك هنا . و انما اتكلم حصرا هنا كي ابين ان حركة التغيير و الجميع على علم بذلك و لكنها لا يمكنها ان تقرر و تدلي بما يهمها من منطلق مصالحها الحزبية فقط من حيث ما يقع عليها ان تقررها بناءا على ما يمكن ان تقرا الواقع الحالي الحالي و نوايا الخاصة للديموقراطي الكوردستاني في هذه العملية، و ليس على ماوراء العملية من الاهداف او الدوافع التي اجبرت الديموقراطي على كل تلك التوجهات المختلفة الصادرة منه عن غير عادتها بلمحة بصر، و هذا ليس من سماته لانه كان دوما يقرر و يحدد اهدافه بتاني و تمهل، الا انه عندما احس اخيرا بخطورة الموقف الذي يحيط به و لم يجد ما ينقذه من ماوقع نفسه فيه فاقدم على المجازفة عسى و لعل ينقذ نفسه، و لاول مرة يتجه نحو عملية بمثل الاستفتاء ليس بالضد من المصلحة العامة للشعب ان نجح فيها وما يمكن ان يخطو بها الى الامام على العكس من ما نعرفه عنه من قبل .
و من هذا المنطلق يجب ان تدرس حركة التغيير دورها الهام و مدى اهمية قراراتها الحاسمة في هذه المرحلة الحساسة و ما يمكن ان تفعله في كل خطوة يمكن ان تتخذها حول هذه القضايا الانية بعد انتخاب المنسق العام و الهيئة التنفيذية لها . و يمكن ان نتوقع بان مصدر القرار و كيفية اتخاذ المواقف تكون سهلة نسبة مقارنة بما سبق و لما عاشتها الحركة من عدم الاستقرار و بعض من القلق الداخلي بعد مرض منسقها العام السابق نوشيروان مصطفى طوال السنتين الماضيتين .
اي موقف يصدر عند حركة التغيير حول الاستفتاء او نظرته الى ما يمكن ان يحصل ستكون له افرازاته الذاتية و معطياتها سواء كانت ايجابية او سلبية على نفسها و على الوضع العام لاقليم كوردستان نتيجة ترابط المواقف و ما تفرضه المعادلات السياسية المتضاربة من حيث المصالح الحزبية الذاتية و العلاقات الخاصة غير المنظمة من جهة، و المنسقة في جوانب منها و بالاخص فيما يهم العلاقات الدبلوماسية او النظرة الى الاهداف الستراتيجية و التعامل مع واقع المنطقة بشكل عام من جهة اخرى .
الان و نتيجة ترابط اللصيق بين ما يجري على الساحة السياسية الكوردستانية مع مواقف كل الجهات . بيان المواقف لدى القوى الاخرى حول الاستفتاء و الاستقلال زتضح الى حد كبير و بشكل نسبي، فان الكرة الان في ملعب حركة التغيير في امالة الميزان نحو اية كفة يمكن ان تفيد بالاهداف الستراتجية لشعبنا او تضر بها . و من هذا المنظور، يمكن ان نعتقد بان المسؤلية التاريخية اصبحت على عاتق حركة التغيير قبل الاخرين . و من هنا الواجب يحتم على منسق الحركة و المسؤلين ان يتمعنوا جيدا في الامر و يتخذوا القرارت بشكل مختلف جدا عما سبق لها ان عملت عليه، و يجب ان يكون من منطلق ما تفرضه المصلحة العامة و مستقبل كوردستان بعيدا عن الكثير من الامور التي قد تدفع الى الاكتراث بامور ثانوية معرقلة لهم و للجميع، و ان لا يحسبوا كثيرا لما يفرضه الصراع الحزبي الضيق او الاهداف الحزبية للاخرين، و خصوصا انهم اعلم بالدوافع التي اجبرت الديموقراطي الكوردستاني على هذه العملية، بل الاهم هو النظر الى ابعد من ذلك لما في بيان موقفهم اهمية تاريخية كبرى، نتيجة ما يعكسه اي موقف منهم على الحركة السياسية الانية و ما يمكن ان نخرج منه فيما يخص الشعب الكوردي و مستقبله، و لهم من كل هذا ان يسجل التاريخ لهم فيما يفعلونه من اجل التآخي و التعاون و الاتحاد الداخلي للشعب الكوردستاني و ما يمكن ان يقع موقفهم لصالح توحيد القوى اللازمة لاي قرار مصيري للشعب الكوردي وعلى الضد من ما ينكب عليه العدو من كل حدب و صوب في اعاقة عملية الاستفتاء لاغراضهم و مصالحهم الخاصة على حساب الامة الكوردية فقط و ليس من منطلق حرصهم على الشعب الكوردي كما يعتقد البعض من السياسيين . و عليه، نعتقد ان القرار المصيري الهام الحاسم لما يمكن ان تتجه اليه كوردستان اليوم بيد حركة التغيير في هذه المرحلة بالذات .
و ما نريد ان نعرج عليه هنا ايضاهو، ان حركة التغيير واسعة الارضية السياسية و نسمع منها التوجهات و المواقف المختلفة حول اي موضوع كان، و هي منفتحة على الشعب في اتخاذ كثير من القرارات و تحسب للكثير من الامور فيما يخص الشعبية و ثقل الحركة المبنية على تحركاتها السياسية و تواصلها مع الشعب و في اعتماد اي قرارتتخذه . و من جانب اخر، فيها من المواقف الشبابية المتعجلة التي تُحسب عليها و ان كانت لم تصدر من مصادر القرار فيها، و هذا ايضا له اسباب كثيرة و منها التزام الحركة بالتجديد و الشبابية في الحركة و حرصها على الحداثة في العمل الحزبي و التوجهات السياسية . اما اليوم بعد تعيين المنسق العام و الهيئة التنفيذية فلا يمكن ان يُلام احد غيرهم على اي قرارخاطيء او موقف غير سليم من جانب، ويُحسب لهم كل موقف صحيح من جانب اخر ايضا، و لذلك سيكون عملهم شاق و يحتاج للتفكير العميق و الدقة فيما يخص و يهم الشعب الكوردستاني و مستقبله بشكل عام.[1]