تركية ستتراجع عن اتفاقها الاخير مع امريكا و المنطقة العازلة غير موجودة
ابراهيم ابراهيم
لقد بات واضحا فشل الحكومة التركية و تخبطها في التعامل مع الازمات التي تغرق فيها يوما بعد و تجلى ذلك الفشل و بشكل واضح في اتفاقها الاخير مع امريكا.
إن النية الامريكية من الاتفاق هي مقاتلة داعش عدوتها الاولى في حين حمّلتها الدولة التركية و اضافت اليها العديد من النقاط التي تحلم بها ..!! و رغم التعارض الحقيقي بين غاية امريكا من الاتفاق و بين غاية تركية بقيادة حزب العدالة و التنمية من الاتفاق إلا أن قبول تركيا جاء لسبب وحيد و هي اشغال الرأي العام عن ازمتها و تخبطها في التعامل مع الحدث التركي و الاقليمي. لان آردوغان لم و لن يقبل النية الامريكية و لن يشارك فيها لان ذلك غير جائز عقائديا حسب العدالة و التنمية ,
إن قبول تركية بالاتفاق و الاعلان عنها على انها اتفاق متكامل تلبي متطلبات تركية و تشمل العديد من النقاط التي ترغب بها كقضية المنطقة العازلة و التي نفتها امريكا على لسان جون آلين قائد التحالف في منتدى آسبن الأمني حين قال بأنه لم يبحث مثل ذلك الخيار, بالاضافة إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونرلدى سؤال وجهه احد الصحفيين هل أصبح فرض منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا وشيكاً..؟؟؟ حيث أجاب بكلمة” لا”. نقطتين تحاول تركيا اظهارهما اكثر و اثارتهما و هي
إذا الاتفاق الامريكي التركي لم يكن على الاطلاق نابعا عن قناعة الاخيرة بضرورة محاربة تنظيم الدولة الاسلامية “#داعش# ” او جاء نتيجة تغيير في سياساتها التي عملت من اجلها منذ سنوات و سنوات بدءا من غزة و حماس و مرورا بمرسي و اخوان مصر و داعش اليوم , حيث ليس في وارد في العلم و المنطق ان يغير حزبا أو شخصا عقيدته التي تربى عليها لعقود بين ليلة وضحاها..!!ّ لقد جاء القبول التركي للاتفاق باستغلال حاجة امريكا القوي لهذا الاتفاق و التأكيد على صمتها فيما لو قامت بضرب #حزب العمال الكردستاني# لتوجيه رسالة إلى وحدات حماية الشعب YPG التي تصفها تركيا بالجناح السوري ل#حزب العمال الكردستاني# و التي كسرت رقبة داعش و طردتها من جميع المناطق الكردية في غربي كردستان مفادها أننا قادرون على ان نفعل بما فعلناه في قنديلكم خاصة و ان وحدات حماية الشعب اصبحت قوة لا يستهان بها على الحدود التركية و بدأت تركيا تتخوف من توسيع القاعدة الجماهيرية لهذه الوحدات لكن … الغباء السياسي الفاحش الذي يسيطر على حزب العدالة و التنمية و قيادتها كشف الغاية الاساسية لتركيا من قبولها الاتفاق.
إن 35 عاما من الصراع الدموي بين تركية و حزب العمال الكردستاني دون غالب و لا مغلوب هي كافية لتقننع الدولة التركية باستحالة الحل العسكري و هي فعلا اقتنعت و دخلت في حوار مباشر مع الحزب بعد المبادرة التي طرحها القائد الكردي عبد الله اوجلان التي سميت بمبادرة السلام إلا أن مطرقة الفكر العثماني القومي و الديني و الغرور الذي استبد بآردوغان جعله أن ينخرط في لعبة سورية عن ظريق داعش الارهابية و رويدأ و رويدا بدأ آردوغان يغرق في الدماء الكردية و السورية و أدرك النسبة الكبيرة من مكونات تركية القومية و السياسية باللعبة القذرة التي لعبها آردوغان المرشد الاعلى لجماعة الاخوان المسلمين في العالم في دعمها للارهاب الدولي و ليأخذ الشعب التركي قراره بتوجيه ضربة قاضية إلى احلام آردوغان في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الشهر السادس من العام الجاري حين وقف انتصار حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات سدا امام مشروع حلمه الديكتاتوري بتحويل النظام في تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي و هذا ما وضعه في وضع لا يحسد عليه و بدأ في تخبط سياسي و اداري و الدولة في فراع حكومي كل ذلك أدى به إلى قبول الشروط الامريكية في محاربة داعش و في نفس الوقت سيغير قواعد لعبته الكردية بعدما خسرها في روج آفا و قرر التوجه بطائراته إلى قنديل و هو يعرف انه خاسر.
اما فيما يتعلق بالمنطقة العازلة في الداخل السوري التي روجتها و تروجها تركيا لتغطية فشلها بتحقيق وعودها للمعارضة العربية السورية الفاشلة فهي اصلا لم تكن مدرجة على برنامج الاتفاقية ففي معرض رده على سوال هل أصبح فرض منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا وشيكاً؟ أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر بكلمة” لا” جاء ذلك في تقرير لموقع لموقع ديلي بيست الإلكتروني الأمريكي . ولكن هذا الرفض القاطع يجب أن لا تسمع به تركيا التي، كما ورد في التقرير السابق و وافقت، و تابعت ميسون جحا في موقع 24 للدراسات الاعلامية بعد أن دخلت منذ بضعة أشهر في مفاوضات خلافية، على السماح لطائرات التحالف الجوي بقيادة الولايات المتحدة، باستخدام قاعدة إنغريليك الجوية في أضنة، لشن ضربات ضد داعش. ومن المعروف أن قاعدة إنغريليك تستخدمها قوات جوية أمريكية وتركية وبريطانية أيضاً.
ويشير الموقع إلى قيام مقاتلات تركية بضرب داعش. ولكن الشيء الأكثر أهمية، هو ما أشيع عن توفير ثلاثة قواعد جوية منفصلة أخرى في باتمان ودياربكر ومالاتيا لكي تستخدمها قوات التحالف في حالات” الضرورة” وهي إشارة لجدية أنقرة في مواجهة التنظيم الإرهابي.
و في تقرير كتبته ميسون جحا في موقع 24 للدراسات الاعلامية من الامارات العربية المتحدة نشر يوم امس السبت كتبت أن
ديلي بيست يرى أن استخدام قاعدة إنغريليك يعد بمثابة” تغيير لقواعد اللعبة” في حرب بدأت قبل عام، لأن طائرات التحالف باتت قادرة الآن على الانطلاق من موقع لا يبعد سوى 400 كيلومتراً عن “عاصمة” داعش الفعلية في الرقة، في مقابل انطلاقها حالياً من على مسافة تزيد عن 2000 كيلو متراً من منطقة برية أو من حاملات طائرات راسية في منطقة الخليج. كما يعني ذلك تمكن الطائرات غير المأهولة التي تطير بسرعات بطيئة نسبياً، على تقليص المسافة التي تفصلها عن أهدافها، ولزيادة عدد الغارات ومهمات التجسس
ولكن وسائل الإعلام التركية حفلت بتقارير توحي بأنه في جزء من الاتفاق مع واشنطن سوف يسمح أخيراً لأنقرة بتلبية رغبتها بإسقاط طائرات حربية سورية. فقد نقلت صحيفة حريات التركية، عن مصادر لم تسمها، بأن منطقة حظر جوي سوف تحدد” بطول 90 كيلومتراً وعمق ما بين 40 إلى 50 كيلومتراً بين قريتي مارع وغرابلس في شمال سوريا”.
وبحسب البيت الأبيض، جرت يوم الأربعاء الماضي بين الرئيس الأمريكي ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية اتفقا خلالها على “وقف تدفق المقاتلين الأجانب، وتأمين الحدود مع سوريا. وقد وصف نائب رئيس الوزراء التركي، بولند آرينس، تلك المباحثات بشكل غامض، وحيث أكد بأنها أفضت إلى إجماع في الرأي حول تنفيذ عمليات مشتركة لاحقة”.
و لفت ديلي بيست، لم يرد من الجانب الأمريكي أي ذكر لمنطقة حظر الطيران الجوي. وقال الجنرال جون آلين، قائد التحالف، في منتدى آسبن الأمني، بأنه لم يبحث مثل ذلك الخيار.
ومن هنا يدور تسأل ميسون جحا عن معنى التضارب في تصريحات أكبر عضوين في الناتو. وقال مسؤول دفاعي أمريكي” يستطيع الأتراك التفاوض عبر وسائل الإعلام، وقد شهدنا من قبل قيامهم بذلك”.
و تابعت ميسون في تقريرها كان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قد أعطى للحرب على نظام الرئيس السوري بشار الأسد أولوية على أي جهد دولي لمحاربة الإرهاب في سوريا. ونتيجة لذلك، اتهم حلفاء تركيا في الناتو، ومنهم الولايات المتحدة، حكومتها باتباع سياسة خطيرة تقوم على ما وصفه البعض سياسة” لننتظر ونرى”، وتجاهل التهديد الجهادي المتنامي على بوابتها. وفي نفس الوقت، ذهبت الأحزاب العلمانية والقومية والكردية في الداخل التركي، أبعد من ذلك، متهمة حزب العدالة والتنمية بتوظيف الاستخبارات التركية لتسهيل نشاطات داعش.
و انهت ميسون جحا نقريرها بالقولا إن تشعر تركيا بالغيظ من نجاح حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني (بي واي دي) بدحر داعش في عدة مناطق في سوريا، ولكونه تلقى دعماً من قوات التحالف الدولي، وذلك لأن بي واي دي هو الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، وهو حزب موضوع على قائمة الإرهاب الأمريكية، وقد خاضت تركيا حرباً ضد بي كي كي طوال أكثر من 40 عاماً. وخلال الأسبوع الماضي، تم خرق هدنة مع بي كي كي عندما قتل الحزب رجلي شرطة أتراك في مدينة سيلانبينار انتقاماً، كما قيل، من مذبحة سوروج.
[1]