ال YPG تَبني الأوطان للأطفال لا بهم
مصطفى عبدو
برزت ظاهرة تجنيد الأطفال في دول مختلفة ومجتمعات التي تعاني القهر والظلم إلا أنها في الآونة الأخيرة تفشت بشكل كبير، ويرجع أغلب أسبابها إلى ظواهر اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، انهيار النظام التعليمي التربوي وتدمير البنية التحتية لهذه البلدان التي برزت فيها هذه الظاهرة.
وبصرف النظر عن كيفية تجنيد الأطفال وعن الأدوار التي توكل إليهم تؤدي مشاركة الأطفال في أي نزاع إلى آثار خطيرة على صحتهم الجسمية والنفسية والعقلية، لا يخفى على أحد بأن هذه الظاهرة انتشرت حتى بين صفوف وحدات حماية الشعب مع الأيام الأولى من ثورة روج آفا، فالمبادئ التي بنيت عليها هذه الوحدات ترفض تجنيد الأطفال دون السن القانوني في صفوفها وكذلك نظامها الداخلي واللوائح والأنظمة المعمول بها لدى وحدات حماية الشعب، فهناك قرارات واضحة وصريحة وقطعية اتخذت لمنع مثل هذه الممارسات وأقرت بعقوبات لمرتكبيها أو المشاركة في ارتكابها.
أثار الإعلان عن انضمام بعض الأطفال إلى صفوف وحدات حماية الشعب جدلاً واسعاً وسخطاً كبيراً وعلى الفور تدخلت الهيئات والمؤسسات الحكومية والدولية، حتى تبين للجميع بأن نسبة الملتحقين من الأطفال إلى صفوف وحدات حماية الشعب نسبة قليلة جداً بحيث لا يمكن الحديث عنها ومع ذلك وقعت وحداتنا على البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل.
والذي ينص على أنه “لا يجوز أن تقوم المجموعات المسلحة المستقلة عن القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الاشخاص دون سن الثامنة عشرة في الأعمال الحربية والعسكرية”.
تقارير منظمة هيومان رايتس ووتش
أتهمت منظمة (هيومان رايتس ووتش) وحدات حماية الشعب في تجنيد الأطفال وجاء في التقرير أن وحدات حماية الشعب لم تف بالتزامها بتسريح الأطفال المجندين ولم تتوقف عن استخدام الأطفال والفتيات دون سن 18 سنة في القتال رغم إنها حققت بعض التقدم، للعلم فقد وقعت وحدات حماية الشعب صك التزام بتاريخ #05-06-2014# مع منظمة نداء جنيف غير الحكومية وتعهدت فيه بتسريح جميع المقاتلين دون سن 18 سنة في غضون شهر وبعد شهر قامت وحدات حماية الشعب فعلاً بتسريح 149 طفلاً.
يقول فريد ابراهامز وهو مستشار خاص: لقد وعدت وحدات حماية الشعب بالكف عن أرسال أطفال إلى الحرب وعليها أن تلتزم بما وعدت به وبطبيعة الحال، فأن القوات الكردية تقاتل مجموعات لا تحترم قوانين الحرب مثل داعش ولكن ذلك لا يبرر ارتكابها لانتهاكات، ويمكنها أي (الوحدات) القيام بأكثر من ذلك للقضاء على هذه الظاهرة.
ماذا حل بهؤلاء الأطفال بعد عقد هذه الاتفاقية
وليدة حسن نائبة رئيس هيئة حقوق الإنسان أفادت لنا: إن القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان تنطلق من إيمانها العميق بالحقوق الأساسية للإنسان وكرامته، وكذلك الاتفاقيات الدولية تضمن حقوق الطفل في إطار حقوق الإنسان، ولأن الأطفال في كثير من دول العالم هم ضحايا صراعات العنف المسلح الدائر في بلادهم ويتعرضون للعنف والإيذاء إضافة إلى استخدامهم في الأعمال العدائية، جاءت المواثيق الدولية لتؤكد على عدم اشتراك الأطفال في الأعمال العسكرية ولا يجوز تجنيدهم في القوات أو الجماعات المسلحة، وفي ظل الصراع الدائر في المنطقة واندلاع الثورة في روج آفا وتأسيس وحدات حماية الشعب ال YPG وال YPJوالتي تشكلت من صلب أبناء المنطقة للدفاع عنها وكان من بين المنضمين إليها أطفال دون سن الثامنة عشرة، وكان ذلك مخالفاً لقوانين حقوق الإنسان فتم التوقيع على ثلاث اتفاقيات مع منظمة نداء جنيف، وتم فصل كل من هو دون السن القانوني من وحدات حماية الشعب ومن بقي منهم تم وضعه في مراكز خاصة آمنة بعيدة عن مواقع الأعمال المسلحة وتشرف عليهم هيئة الشباب والرياضة مع متابعة مستمرة من منظمات دولية “منظمة نداء جنيف” للاطلاع على أوضاعهم.
ونحن في هيئة حقوق الإنسان نتابع أوضاعهم ولنا زيارات متعددة إلى مراكزهم للاطلاع على أوضاعهم الصحية التعليمية والاجتماعية والنفسية.
وتابعت حسن: في آخر زيارة لنا إلى مركز “نسور الحرية” لاحظنا تطور من الناحية الإدارية “إجازات، تسريح، زيارات” ومن خلال لقاءاتنا مع المتواجدين أكدوا بأن هناك تواصل بينهم وبين ذويهم وأن هناك زيارات دورية، وقد وضع برنامج تعليمي من أجل متابعة تحصيلهم الدراسي تم تعين مدرسين أكفاء للمواد التي يتم تدريسها لهم، إضافة إلى إملاء أوقات فراغهم بأنشطة متنوعة رياضة، مسرح، موسيقا، وسينما، نؤكد بأن الطفل وبسبب عدم نضجه العقلي أو نتيجة ظروف معينة تواجهه في حياته أو كردة فعل تجاه أهله ربما يلجأ إلى أتخاذ مثل هذا القرار ويلتحق بصفوف قوات حماية الشعب والتي يجدها ملاذاً له.
طبعاً هذا الطفل ربما لا يدرك عواقب هذا القرار التي أتخذه، ونحن نؤيد فصل هؤلاء الأطفال من العمل ضمن وحدات حماية الشعب حتى يبلغوا السن القانوني التي تؤهلهم للعمل بين صفوفها.
وأضافت حسن: نؤكد بأن هؤلاء الأطفال جاؤوا بمبادرات ذاتية ولم يقم أحد بالضغط عليهم أو توجيههم.
آراء الأولياء (الإيمان والخوف لا يلتقيان)
والد طفلة تبلغ من العمر 13 سنة: كانت أبنتي في مدرستها، وهناك التحقت مع رفيقتين لها بقوات حماية الشعب، ولم نعلم أي شيء عنها إلى أن أتصل بنا أحدهم وأعلمنا بأنها انضمت إلى وحدات حماية المرأة ومن ثم عرفنا بأنها ومجموعة من صديقاتها يسكنون في مكان بعيد عن الأعمال القتالية، فقمنا بزيارتها، فما وجدناه أنها تغيرت بشكل كبير خلال ثلاثة أشهر، أسلوبها، تعاملها، نضجها، لقد كانت صغيرة، ولكنها أصبحت(كبيرة وصغيرة ) تتعلم وتمارس الرياضة، تتقن اللغات تطبخ، وهي سعيدة مع رفاقها، عندها علمت بأن الإيمان والخوف لا يلتقيان.
سمية والدة أحد الأطفال: كانت تبكي دوماً لغياب أبنها عن البيت، طلب أبنها زيارتها إلى مكان إقامته، لبت الدعوة بسرعة لكنها تفاجأت بما يمتاز أبنها بين رفاقه فقد أصبح صغيرها قدوة لرفاقه، يتعلمون منه دروس الحياة، وتعجبت من الروح الرفاقية الذي يلازمهم وكيف أنهم سعداء في مكانهم أضافت بكلمات قليلة ( أي فكر وفلسفة هذا الذي يحمله هؤلاء الأولاد).
يقول أحد أولياء الأطفال: إن جيل الشباب هو ما نعوّل عليه مشروع الأمة الديمقراطية، نحن نريد من عزيمة الشباب، ويجب أن تكون ذهنية شبابنا منفتحة، ونحاول تعزيز ثقافة المقاومة لدى شبابنا وشاباتنا لأننا نؤمن بأن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي ويجب المحافظة عليه، وفي ظل الظروف التي نعيشها، يجب على الجميع الانخراط في العمل ولنزرع معاً بذرة المقاومة.
في المقابل ينتقد أحد الأولياء تدريب الشباب الصغار على حمل السلاح والانخراط في السياسية لما يحمله من إنتاج لثقافة العنف وتحميل الطفل أكثر مما يتحمله، وأضاف: بناء جيل لا يكون بالتدريب على السلاح يجب تدريبهم الاختلاف وقبول الأخر وفهم واقعهم.
حامد مواطن من المكون العربي، عندما نكون عرضة لهجوم من قتلة، لا يعرفون وطناً ولاديناً ولا قيماً ولا أخلاقاً فكل شيء مباح لنا، سوف نكون رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً لهم بالمرصاد، ونحن لن ننتظر تقارير أي منظمة فإين كانت هذه المنظمات عندما كنا نتعرض للذبح والقتل والدمار.
صحيفة الاتحاد الديمقراطي في زيارة ميدانية إلى أحدى مراكز الأطفال
قامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بزيارة ميدانية إلى أحد مراكز هؤلاء الأطفال وشاركتهم حياتهم لبضع ساعات والتقت مع بعضهم وحاورتهم الطفلة سورخوين: لم يطاوعني ضميري بأن أظل أمارس حياتي العادية بينما ترتكب جميع أنواع الانتهاكات بحق شعبنا وخاصة بعدما حدث في شنكال وكوباني.. وكان لاستشهاد أبن خالي وقعاً كبيراً في نفسي فأخبرت أهلي بأنني ذاهبة لأنتقم لأبن خالي، ولعلني أستطيع أن أفي بجزء من ديني للشهداء فاخترت التوجه إلى صفوف وحدات حماية الشعب ولكن لصغر سني وضعوني في هذا المركز.
هيرنا: أبلغ من العمر “14 سنة” كل من جاء إلى هنا جاء بكامل إرادته وتلبية لنداء الشهداء ووفاء لدمائهم، أنا من عائلة وطنية نشأت على حب الوطن، وهذا واجب كل مواطن شريف.
الشابة برجم تحدثت بإصرار وعزيمة يصعب عليك أن تميز بأنك تتحدث إلى فتاة في عمر”14سنة” رغبت بالعمل في صفوف الأسايش ولكن لصغر سني رفضوا طلبي فما كان مني إلا أن ألتحق بهذا المركز، وضعت نصب عيني جميع الاحتمالات أخترت أن أستشهد في سبيل وطني أو أعيش بكرامة.
آزادي شابة في 15 من عمرها: تأثرت بالشهداء وبالمقاومة التي يبديها أبطالنا لاحظت من هو كبير في العمر يستشهد للدفاع على وطنه فاخترت السير على هذا الطريق، عائلتي فخورة بي، ولن أندم على اختياري فمن خلال هذا الاختيار تعرفت على الكثير من مجالات الحياة ودرست التاريخ والفلسفة نعم أحب الدراسة والتعليم وممارسة حياتي العادية المنزلية لكن بعد أن تعرضت حياتنا وحياة شعبنا للخطر فلابد وأن نقف إلى جانب الصحيح من المعادلة.
آمارا: تعتبر قوات حماية المرأة قوة حقيقية أثبتت قدرتها العظيمة من خلال مقاومتها في كوباني وغيرها، نستمد القوة والحماسة منها لذلك أخترت الانضمام إليها.
ليلاف: إرادتي بأن أقدم شيئاً لخدمة وطني حباً بالقائد أوجلان ووفاء لدماء شهداءنا أخترت هذا الطريق، حياتنا هنا مليئة بالحب والسعادة وليس هناك فرق بين هذا المركز والمنزل الذي كنت أقطنه، عائلتي لم تكن راضية عن قراري الذي اتخذته، ولكنني من خلال زيارتي لهم لم أعتقد بأنهم أصبحوا يدركون حقيقة الأمر الآن، وقد توصلوا إلى قناعة وإيمان بما قمت به.
أيلم: قبل قدومي أخبرت أهلي بهذا القرار كنت في الصف الثامن، نحن بعيدون كل البعد عن الأعمال العسكرية وحتى الدروس العسكرية هنا نتعلم اللغات ونمارس هواياتنا وتشرف علينا هيئات صحية باستمرار نتلقى دروساً في اللغة العربية والرياضيات والأملاء وغيرها, اجازاتنا شهرية، وحياة جيدة.
رأي عامة الناس في هذا الموضوع
يقول أحد المواطنين ممن أضطرهم ظروف الحرب من النزوح إلى مناطق روج آفا:
ليس من السهل أن تترك دارك وأملاكك وترحل إلى مناطق أكثر أمناً وسلاماً لو كان بالإمكان أن أقف في جبهات القتال لما ترددت ولو كان لدي أطفال حتى لو كانوا صغاراً لما وقفت حاجزاً دون انضمامهم إلى أخوتهم في وحدات حماية الشعب، فهم من يرفع بهم الرأس وهم من يحمون شرفنا وكرامتنا وعندما تأتي الحروب لا يمكن السؤال عمن يقف في جبهات القتال عندها على الجميع الوقوف في وجه الإرهاب الذي لا يفرق بين صغير أو كبير ويحرق الأخضر واليابس وهذا ما لمسناه في مناطقنا التي نزحنا منها ولو أننا اقتدينا بوحدات حماية الشعب ربما ما كان حدث ما حدث أناشد جميع الشباب والشابات بالالتفاف حول وحدات حماية الشعب والمرأة للدفاع عن مناطقهم وأملاكهم ضد هذا العدو الذي لا يعرف ديناً ولا حرمة .
الإعلام المسيس لا يمكنه الوقوف أمام إرادة الشعوب
الشاب جوان حصاف الذي رافقني إلى مكان سكن بعض من هؤلاء الفتيات اللاتي تطوعن في صفوف وحدات حماية المرأة والذي اندهش من معنويات هؤلاء الفتيات عبر عن شعوره قائلاً: كيف يمكن الحديث عن اختطاف القاصرات من قبل الإعلام المرئي والمسموع؟ فهل هؤلاء من تحدث عنهم الإعلام؟ كيف يمكن للبعض أن يطلق هكذا اتهامات دون أن يتحقق من الموضوع ؟أم أنهم يبحثون عن مادة إعلامية تغطي على ضعف مصداقيتهم أو على حقدهم الدفين الذي يملأ صدورهم فما وجدناه يخالف ما قد تم ادعاءه فهؤلاء الفتيات قدمن بكامل إرادتهن ولم يقم أحد بالضغط عليهم وهن يعشن معا بكامل حريتهن ويمارسن نشاطاتهن المفضلة إلى جانب إكمال تحصيلهم الدراسي حقيقة إنها مدرسة بالفعل، إنها مدرسة القائد عبدالله أوجلان التي تجعل من جميع أفراد المجتمع صغاراً وكباراً أكفاء للعيش ضمن الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية والكل في حراك مستمر فالجميع للوطن والوطن للجميع.
آراء تربوية:
يقول أحد الاخصائيين بعلم النفس: يفتح الطفل في منطقة الشرق الأوسط عامة وفي روج آفا خاصة عينيه ليرى المآسي والحروب والنزعات والذبح…. مما قد يدور في أذهانهم العديد من الأسئلة الملحة عن الحرب وأسبابها وموقف الإنسان منها، وخاصة الأطفال في المرحلة الإعدادية والثانوية هم من أكثر الأطفال اهتماماً بالنقاشات السياسية والحروب ويشعرون بأن عليهم أن يتخذوا موقفاً محدداً من هذه القضايا، ولذلك نجدهم قد ينخرطون في بعض الأعمال السياسية أو العسكرية ويمكن لشخصية الطفل وطبيعته المزاجية أن تؤثر كذلك في تفاعل الطفل مع الحدث، فقد يكون لبعضهم أقارب بالحروب أو القتال فمثل هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للتأثر بالحدث، ويتعقد المواقف أكثر في هذا الوقت بوجود وسائل الإعلام حيث لها دور بارز وكبير فهي تعج صباحاً ومساءاً بأخبار الحروب والنزاعات مع نقل الصور المباشرة مما يشكل حافزاً للأطفال للانخراط في هذه الحروب، فهم يعيشون الحروب بكل الأحوال سواء كانوا في البيت أو في جبهات القتال، فنجد البعض منهم أشد تأثيراً وتكبراً بداخله الشجاعة ليرد العدوان عن أهله ووطنه.
رد على منظمة هيومان رايتس ووتش المسيس وغير الموضوعي
إن التقرير الذي اصدرته منظمة هيومان رايتس ووش حول تجنيد الأطفال القاصرين في أعمال عسكرية هو تقرير مسيس ويفتقر لأبسط قواعد الدقة والموضوعية، وهذا الأمر ليس بمستغرب من منظمة ليست لديها مصداقية لدى العديد من دول العالم بسبب ما دأبت عليه المنظمة من ترويج للأكاذيب ومعلومات مغلوطة ليس لها أساس من الصحة وتستند إلى مصادر معلومات غير موثقة، وإن مثل هذه التقارير غير الموضوعية التي دأبت المنظمة على إصدارها عن قوات حماية الشعب وتجنيدها للقاصرين تؤكد أن هذه المنظمة تستهدف بشكل مباشر إرادة الكرد وتشكل حاجزاً ضد مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وأنه كلما حقق وحدات حماية الشعب انجازات سواءً على المستوى السياسي أو العسكري أو الدبلوماسي تقوم هذه المنظمة بدورها بترويج الأكاذيب لتستهدف وحدات حماية الشعب مما يشير إلى أنها تعمل وفق أجندات تتناقض مع مشاريعنا الديمقراطية ويتضح من زوايا التقرير إن هذه المنظمة والتي تدعي باطلاً دفاعها واحترامها لحقوق الانسان باعتبارهما الهدف الأساسي من عملها. إنما تساند العمليات والممارسات الإرهابية وتدعم مرتكبي أعمال العنف والترويع خاصة في ضوء صمت هذه المنظمة المريب إزاء العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين العزل الأبرياء فهل ستقوم هذه المنظمة باستنكار مذبحة برسوس، وتطالب بالتحقيق ومعاقبة الجاني أم أنها ستكتفي بالإدانة، هذا إذا فعلت ذلك. أليس غريباً أن تصدر هذه المنظمة تقريراً يتعلق بتجنيد الأطفال في روج آفا، في حين إن سجلات هذه المنظمة وتقريرها لم يشهد طوال عملها إصدار تقرير لما يحدث في روج آفا من مجازر ودمار، واضح وضوح الشمس بأن هناك نية مغرضة للإساءة إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبإرادة الشعب وبمقاومته، وإلا فلماذا لم ترصد منظمة هيومان رايتس وواتش ولماذا تغمض أعينها عامدة متعمدة عن قيام الجماعات الإرهابية باختطاف النساء وبيعهن في الأسواق، أين منظمة هيومان وواتش عندما تقطع الرؤوس جهاراً على يد هؤلاء المجرمين، وحدات حماية الشعب قائمة وستبقى رمزاً مقدساً لروج آفا وسوريا، وسوف تحقق الانتصار تلو الانتصار لأنها مؤمنة بفكر وفلسفة وتحمل معها إرادة الشعب.[1]