انتصار كوباني انتصار السلم العالمي الحلقة الثانية
هوزان عفريني
انزال الأسلحة والذخيرة و نتائجها الايجابية على تقدم مقاتلي وحدات حماية الشعب ضد المجاميع المسلحة التابعة لداعش:
عندما كنا على حدود كوباني بتاريخ #18-10-2014# - #19-10-2014# رأينا الطائرات الامريكية و هي تقوم بإنزال الاسلحة والذخائر بالمظلات و ما إن توجهنا الى داخل مدينة كوبانى حتى تغير وضع المقاومة بشكل سريع و فتحت جبهات واسعة واشتدت وتيرة الاشتباكات وأتذكر أن أحد مؤيدي وحدات حماية الشعب اتصل من تل أبيض مع أحد اعضاء حكومة كوباني و أفاد بأن هناك ما لا يقل عن خمسين جثة للدواعش أغلبهم من الأجانب لباسهم تشبه لباس أعضاء حركة طالبان الافغانية و اكثر من 75 جريحاَ .
إن إرسال الاسلحة والذخائر جواَ من قبل الطائرات الامريكية والتحالف قلبت موازين الحرب في كوباني لصالح المقاتلين الكورد من وحدات حماية الشعب و وحدات حماية المرأة الكوردية, و لم يبق خيار أمام داعش سوى إرسال سيارات ملغومة لانهم لم يسطيعوا مواجهة قوات وحدات الحماية و اني أشهد على ما اكتبه.
عندما كنت في ضيافة اعضاء حكومة كوباني اخبرني المقاتل ريبر عفرين بأن الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD المناضلة آسيا عبدالله سوف تلتقي بي وحينها ذهبت معه الى المكان المحدد والتقينا مع المناضلة آسيا عبدالله التي استقبلتني بحفاوة و كانت تقف وقفة الأبطال وكأنها فوق أعلى قمم جبال كوردستان وهي تبتسم لشم نسيم الحرية وقالت اهلا بكم في كوباني.
سألتها عن وضعهم و وضع المقاومة و هل يمكن دحر المهاجمين خلال شهر او شهرين.؟ فقالت إن الوضع بالنسبة لنا طبيعي للغاية لأننا موجودون في مدينتنا و ندافع عن أهلنا و شعبنا ولا يهمنا شيء سوى ان نكون عند حسن ظن هذا الشعب. نحن اصحاب الحق ونعلم جيداَ بأننا منتصرون و لا نهاب اي تهديد او شيء آخر من اعداء شعبنا و سنستمر في المقاومة ضد كافة أشكال الارهاب والاحتلال وسنحمي مدننا ومناطقنا بدمائنا و سنكون لكل من يهاجم ويساهم في إفساد أمننا بالمرصاد.
كما اشارت الرئيسة المشتركة ل PYD بأن وحدات حماية الشعب والمرأة تقاوم اشرس قوة ارهابية عالمية منذ عام ونصف في غرب كوردستان و في هذه المرة وبعد تسلحهم بأقوى واحدث أنواع الأسلحة التي غنموها من الموصل والعراق عامةً هاجموا على كوباني بالدبابات والمدرعات و تلك الاسلحة الحديثة المتطورة, وبالمقابل نحن لا نملك تلك الاسلحة ولكننا نملك الارادة الحرة و ثقة شعبنا و اصدقاء شعبنا و سنواصل القتال وسنكون في قمة الانتصارات و نعلم جيداَ بأن القوى العالمية اصبحت تدرك حقيقة مقاومتنا التاريخية و لهذا نرى في كافة دول العالم مظاهرات لدعم مقاومتنا يطالبون فيها المجتمع العالمي بالوقوف الى جانب مقاتلي كوباني من وحدات حماية الشعب والمرأة وهذا بحد ذاته انتصاركبير لقواتنا على الارهاب.
بعد ذلك التقيت باحد اعضاء قوات آسايش كوبانى الذي كان يحرس الشارع المحاذي للمواقع التابعة لمسلحي داعش و بدا و كأنه في الأربعينات. عندما اقتربت منه تقرب مني وهو مبتسم ورحب بي و ضمني لصدره وقال: اهلا بك هفال لقد جئتَ من السليمانية نحن مسرورون بمجيئك ولكن احذر لنفسك ولا تهمل لأن الوضع خطير وهؤلاء المهاجمين من داعش واذنابهم لا يعرفون للإنسانية معنىً وليس لديهم أي إحساس إنساني و لا يراعون قوانين الحرب إنهم همجيون إرهابهم لا حدود له.
فقلت له حسناً هفال آزاد انت نبهتني لأحافظ على سلامتي ولكني أخشى عليكم كونكم حماة الشرف والكرامة و لولاكم لأصبح اهلنا في غرب كوردستان في الهاوية و وقف مكانكم أصحاب الريش الطويلة و “كلابيات” قصيرة مثلما في الرقة والموصل.
ثم قال لي هفال آزاد هل تشاهد هذه الطرود ..؟ قلت نعم من اين.؟ قال من حلفائنا الأمريكيين وهدية قوات مكافحة الارهاب في جنوب كوردستان لنا وهي دفعة الاسلحة التي ألقتها الطائرات الامريكية فوق كوباني واغلب المظلات سقطت في هذا المكان وعندما فتحنا صناديق الاسلحة والذخيرة شاهدنا رسائل من قوات مكافحة الارهاب تقول إنهم يحييون مقاومتنا التاريخية العظيمة و يشدّون على أيادينا وهم معنا قلباَ و سيدعموننا مادياَ و معنوياَ.
و اشار عضو الاسايش آزاد كوباني بأنه من قوة وشدة الهواء سقطت مظلتين للذخيرة في مكان تواجد داعش القريب من مشتة نور ولكنهم فجروها دون ان يستفيدوا منها خؤفاَ من ان تكون تلك المظلات متفجرة.
قال آزاد نحن استفدنا من تلك الاسلحة والذخيرة ونشكر مام جلال على حسّه الوطني و اتمنى له الصحة والعافية وفيما بعد قال لي اذهب إلى داخل الغرفة هنا تسقط قذائف الهاون وعندما دخلت الى الغرفة القريبة منه التي التقيت فيها مع الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبدالله و قائدة وحدات حماية المرأة بيمان كوباني, و بعد مضي نصف ساعة واذا بهفال آزاد يحمل في يديه صحن “حساء العدس” وقال لي تناولها ريثما نعدّ لك الطعام, قلت له هفال لقد تناولت الغداء مع المناضلة أسيا عبدالله و هفالا بيمان كوبانى و قال ليست مشكلة اشربها لتبقى لك كذكرى لكتاباتك عن كوباني, قال هذه الجملة بابتسامة جميلة .
قلت له لنلتقط صورة تذكارية حينها قام بتصويرنا المقاتل ريبر عفرين وهو من المقاتلين الاشداء الذين أتوا من مقاومة حيي الأشرفية والشيخ مقصود بحلب لمؤازرة مقاومة كوبانى ولهم تجربة كبيرة في دحر هجمات كتائب النظام الاسدي و المجاميع المسلحة التابعة لجبهة النصرة و داعش وأحرار الشام, حيث كان لأبطال مقاومة الأشرفية و حلب وشيراوا في عفرين حصة الأسد في الدفاع عن كوباني و استشهد منهم شخصيات عظيمة ومنهم هفال كندال, هوزان روجآا و غمكين عفرين والبطلة اوزكور عفرين (دنيا).
بعدها قمت بالتقاط عدد من الصور لعضو الأسايش هفال آزاد كوبانى وقال لي لن تبق هنا لمدة أطول لأننا معرضون لقصف الارهابيين وأرجوا ان تذهب فوراَ لأجل سلامتك وقلت له هفال حياتي ليست أفضل من حياتك ونحن كصحفيين يزورون جبهات القتال والمعارك لتغطيتها نعلم ما هو ثمن العمل الصحافي فأجابني: نعم ولهذا أقول لك كن حريصاً وحافظ على نفسك لأن امثالكم ينشرون الحقائق ونحن بحاجة اليكم و لا تنسى أن تكتب “انتصار كوباني انتصار للسلم العالمي “.
فيما بعد ذهبت مع هفال ريبر عفرين إلى مركز قيادة حكومة كوباني و لم تمض نصف ساعة من الوقت واذا بقذيفة تستهدف مكان هفال آزاد استشهد على اثرها و غدا شهيداَ افدى بروحه الطاهرة ارض كوباني الكريمة. كم كان كوردستانياً و انسانياً و محب للسلم و التضحية والفداء.
كنا ننام و نصحى على اصوات الرشاشات والقذائف و الصواريخ ولم تمر اي ثانية أودقيقة ليلاَ و نهاراَ بدون اطلاق النار و أصداء المعارك في قلب مدينة كوباني, تلك المدينة التي ذاع صيتها و أضحت رمزاَ للمقاومة العالمية وبعد أن أوصلت قوات التحالف الدولي الاسلحة جواَ أجبرت تركيا لفتح الطريق امام مرور البيشمركة الى كوباني لإيصال الاسلحة للوحدات التي ما إن استلمت الاسلحة جواَ من طائرات التحالف حتى تراجعت هجمات داعش والقاعدة الذين كانوا يتسللون الى كوباني من خلال ممر سرّي في كري سبي المعربة الى (تل ابيض) و تحولت قوات وحدات حماية الشعب من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ضد داعش. وعندما علمت تركيا بذلك اخبرت حكومة اقليم كوردستان بأنهم موافقين على مرور البيشمركة والاسلحة من خلال اراضي شمال كوردستان الى كوباني بشرط ان لا تسلم تلك الاسلحة لقوات وحدات حماية الشعب.
حينها سألت رئيس حكومة كوباني السيد انور مسلم حول ما إن كانوا جاهزين لاستقبال قوات بيشمركة اقليم كوردستان و كيف يقيمون ذلك, قال: “نحن اليوم وبعد مرور اربعين يوماَ على مقاومتنا للارهابيين أصبحنا اقوى من جميع الأطراف و باستلامنا للاسلحة جواَ خرجنا من مرحلة الدفاع الذاتي الى مرحلة الهجوم والتحرير, و بالنسبة لمجيء قوات البيشمركة فلا حاجة لقوات كبيرة بل نحن بحاجة الى ارسال اسلحة ثقيلة وقوة رمزية كقوة اسناد لاجل ايصال الاسلحة الى كوباني وإذا لم تفتح تركيا لهم الطريق فقوات التحالف وعدت بالتواصل في إنزال الاسلحة جواَ ونحن نشكر برلمان كوردستان على قراره التاريخي بحق الدفاع عن كوباني وغرب كوردستان و كما نشكر قوات التحالف على انزالهم الاسلحة والذخائر ودعمهم الكبير لنا ضد الارهاب.
نحن واثقون من انه سوف ننتصر على الارهاب ليس فقط دفاعاَ عن كوباني بل دفاعاَ عن العالم أجمع, و لهذا يجب على العالم المتقدم ان يمدّوا يد العون لقواتنا المقاومة لأن انتصارنا على الارهاب يخدم السلم العالمي ونتمنى من القوى الديمقراطية والتقدمية في العالم ان تكون صاحبة الموقف تجاه قضيتنا العادلة في غرب كوردستان.
يتبع…[1]