التدريس باللغة الكوردية في تجربة الادارة الذاتية
نورالدين عمر
معادات التدريس باللغة الكوردية يذكرنا بمعادات البعض برفع الاعلام الكوردية في المظاهرات في بداية الأزمة السورية و يذكرنا بمعادات البعض بتاسيس ادارة مؤقتة في المناطق الكوردية و رفض الانتخابات في غربي كوردستان حتى اسقاط النظام و رفض بناء و تاسيس القوة العسكرية الخاصة بالكورد بحجة يجب ان نكون جزء من الجيش الحر .و كذلك يذكرنا برفض البعض لتحرير بعض المناطق من #غربي كوردستان# بحجة انها لمكونات أخرى غير الكورد .
صحيح قد يكون هناك نواقص في العملية التربوية و تغير المناهج و قد يكون فيها نوع من الأدلجة و لكن التدريس باللغة الكوردية هو اعظم و سما عمل سيقوم به الادارة الذاتية .
و تجربة مخيم مخمور أكبر اثبات فبعد سنوات من الجهد و التدريس باللغة الكوردية تخرج الالاف من شباب و الشابات الكورد في ذلك المخيم يكتبون و يقرؤن باللغة الكوردية رغم عدم وجود اي خبرات في البداية .و شخصيات مثل ماموستا عصمت و ملا شيرين كان لهم ادوار مهمة في مخيم مخمور و شخصيات اخرى لا يمكن ذكرهم كلهم الان و لكنهم خلقوا جيلا من المتعلمين و باللغة الكوردية التي لم يعترف بها أحد في البداية و لكن بعد ذلك كان طلاب مخمور يدرسون في جامعات و معاهد جنوب كوردستان .
و من الذكريات ايضا ففي عام 1994 قررت قوات الكريللا الكوردية فتح مدرسة كوردية في قرية شاخ بمنطقة جبال جودي في أقليم شرناخ بشمال كوردستان و بعد جهد تم فتحها و كان عدد تلاميذتها حوالي 20 تلاميذا اعمارهم بين ( 6-10 )سنوات و مدرسهم الوحيد كان ماموستا شيرين و رغم عدم وجود كتب او اية امكانيات أخرى و كانت نصف القرية مدمرة و يتم قصفها بالمدافع و الدبابات كل فترة و لكن و بعد حوالي شهر تقريبا اصبح معظم هؤلاء التلاميذ يقرؤن و يكتبون باللغة الكوردية و كانت هذه اول مدرسة كوردية في أقليم بوطان رغم اشتداد المعارك بين قوات الكريللا و الجيش التركي في معظم مناطق شمال كوردستان .و لم يتحمل الاتراك ذلك فتم قصف القرية بالطائرات الحربية و كانت اولى قذائف الطائرات تسقط على المدرسة و لكن من حسن الحظ لم يصب احدا بأذى لانها كانت فارغة وقتها .
نحن كمجتمع كوردي خاصة في شمال كوردستان و غربها نعاني من قلة المختصيين و الخبرات في اللغة الكوردية و لكن هذا لا يعني ان ننتظر حتى يصبح لدينا مختصيين و خبراء فمثلما يتم بناء الادارات و المؤسسات السياسية و الاجتماعية و الثقافية يتم البدء بتدريس اللغة الكوردية و بأقل الامكانيات حتى، و عبر الممارسة يتم معرفة النواقص و تصليحها و على كافة المؤسسات و الشخصيات التي تملك الامكانيات ان تدعم التدريس باللغة الكوردية و خاصة في الاجزاء الاخرى من كوردستان و في الدول الاوربية و الغربية .
رفض المجلس الوطني الكوردي لأدلجة المناهج يمكن تفهمها و لكن رفضها لتدريس باللغة الكوردية بحجج واهية لا يمكن القبول به و هذا الرفض هو اكبر غلطة يرتكبها المجلس ، و بالمقابل فان التدريس باللغة الكوردية هو اعظم انجاز سيحققها الادارة الذاتية في حال إعطاء هذه العملية التربوية القدر الكافي من الاهتمام .لم اتوقع هذا الرفض من المجلس الذي يدعو الى البقاء على المنهاج القديم و رفض المنهاج الكوردي ، اي باختصار المجلس الوطني فضل المنهاج البعثي على المنهاج الكوردي و كل حججه و مبرراته واهية و غير حقيقة ، و كان عليه ان يشجع الادارة الذاتية على التدريس باللغة الكوردية و يعرب عن استعداده لتقديم كل الدعم من اجل انجاح هذه التجربة لانها تهم المجتمع ككل و ليس فئة معينة .و لكن المجلس يرفض المنهاج الكوردي لانها فقط صادرة من طرف الادارة الذاتية و يؤيدها حركة المجتمع الديمقراطي و كإن كل خطوة من طرفهم حتى و ان كانت مناسبة سيتم رفضها من قبل المجلس و هذا حقد سياسي و ليست معارضة سياسية .
يمكن معارضة الادارة الذاتية في أي مسألة اخرى و لكن معارضتها في التدريس باللغة الكوردية هو معارضة غير موفقة و على المجلس إعادة النظر في مواقفه و خاصة في هذه المسالة القومية و هي تتدعي انها صاحبة مشروع قومي ، لإنه شيء غير منطقي ان تعادي القوة التي تتدعي إنها صاحبة المشروع القومي أهم نقطة في هذا المشروع و هي لغة الأم ، فأي مجتمع ينتهي بانتهاء لغته و يسمو بسمو لغته .فأما انكم لستم أصحاب اي مشروع قومي او يجب إعادة النظر في مواقفكم من معاداة التدريس باللغة الكوردية .
أهم القضايا و المسائل تحتاج الى جرأة و خطوة التدريس باللغة الكوردية هي خطوة جرئية و تستحق كل التقدير و سيثبت الايام انها كانت أهم و أفضل خطوة في بناء تجربة غربي كوردستان .[1]