السقوط المروع للكاتب الالماني التركي عاكف ڀيرنچجي
سيف دين عرفات
مهما تكن مشهورا وكاتبا ناجحا وهو ما كان عليه الكاتب المذكور، ولكن عندما تفقد انسانيتك لغايات في نفس يعقوب كالحسد والكره والبغضاء فانك تؤدي وتقود نفسك الى سقوط مروع ونحو الهاوية وربما خلال فترة قياسية لا تتجاوز اسبوعا واحدا، اي انك تحول نفسك كما يقول الكورد الى البقرة الحلوب الحمراء التي تقوم في نهاية حلبها برفس سطل حليبها لكي لا يستفيد منها أحد، وهذا ما حصل بالضبط للكاتب الالماني التركي المذكور خلال الايام الماضية.
الكاتب المشهور ولد في استانبول عام 1959 ويسكن في بون وجاء مع والديه الى ألمانيا وكان عمره تسعة سنين واصبح كاتبا ناجحا بعد ان كتب روايات متعددة تُرجم بعضها الى 17 لغة وحولت بعضها الى افلام سينمائية، ولكن هذا الكاتب ومنذ انضمامه الى الڀيغيدا قبل حوالي عام بات من أكثر المتطرفين الالمان المعادين للاجانب ومقدمي اللجوء وللمسلمين في ألمانيا وهو نفسه ينحدر من عائلة ألمانية مسلمة.
بعد أن ألقى عاكف ڀيرنچجي خطابه في الذكرى السنوية الاولى لحركة الڀيغيدا في مدينة درسدن يوم الاثنين الماضي بات نجمه ينطفئ وبات يتعرض لاقسى الانتقادات من الكتاب والصحفيين الالمان وخاصة من اليساريين منهم، بل وأنه تعرض الى اقسى أنواع السب والشتائم.
وفعلا لقد كان خطابه مسموما ومتطرفا الى أبعد الحدود ولا يتناسب مع الذوق والمزاج الالماني العام، لقد اتهم الكاتب السياسيين ألالمان بأنهم نازيون تجاه شعبهم وهو يقصد هنا بشكل غير مباشر وبتهكم تساهل الساسة الالمان وفتح ابوابهم امام اللاجئين،وقال بأن ألمانيا هو ( دولة البراز) والاسوأ من هذا كله قال بأن طالبات اللجوء في ألمانيا هن ( عاهرات هاربات ) وأنهى خطابه المتطرف بل وشتائمه بالقول ( يوجد بالطبع بدائل أخرى ولكن المعسكرات للاسف مغلقة ) وهو يقصد بشكل واضح ضرورة وضع اللاجئين في المعسكرات النازية.
يا لانسانية هذا الكاتب الذي لا يحمل بين أضلعه أية ذرة من الانسانية! لوكان هتلرا اوحاكما لقام بحرق اللاجئين وخنقهم في أفران الغاز كما فعلها هتلر مع اليهود في ألمانيا.
بالطبع لن ولم يمر كل هذا بسهولة على الشعب والكتّاب والمثقفين الالمان، وفعلا قام المدعي العام الالماني في مدينة درسدن الواقعة في شرق ألمانيا برفع دعوى قضائية ضده بتهمة تحريض الشعب وفي حال ثبوت التهمة فقد يُزج بالكاتب في السجن لفترة تزيد عن ثلاثة سنوات، كما أن مطابع برتلسمان وديانا وغولدمان وهايني المشهورة في ألمانيا توقفت عن طباعة وبيع كتبه بعد الآن.
انه لشيء غريب ان يتصرف هكذا كاتب مشهور بهذا التصرف المذكور، فعلى المرء ان يدرس مثل تلك الشخصيات من الناحية النفسية لعرفة خلوه من الامراض النفسية المعقدة.
يحاول الآن بعد أن سمع صوت كسر الجليد تحت أقدامه المتطرفة يحاول الآن بجهد حثيث لتفسير أقواله الواضحة بما يحلو له وكأن اقواله آيات قرآنية تحمل معاني وتفسيرات كثيرة، بدأ ومنذ تعرضه للنقد اللاذع باللف والدوران والتراجع عن أقواله بعد أن ضرب وهرب، قائلا بأن هناك من فهم أقواله بشكل خاطئ وأضاف بأنه لم يكن يقصد بالمعسكرات بمعسكرات اللاجئين بل كان يقصد بوضع السياسيين في تلك المعسكرات والعذر هنا أقبح من الذنب، واتهم بأنهم ( وهو هنا يقصد الصحافة اليسارية ) يريدون أنهائه متناسيا بأنه هو من أنهى نفسه بنفسه.
عاكف ڀيرنچجي متهم منذ حوالي سنة بالتطرف والتحول الى النازية، ومَن يرجع الى كتابه الاخير الصادر في عام 2014 ومَن يرجع الى مقابلاته الصحفية والتلفزيونية يدرك تماما مدى تحوله الى قمة التطرف ضد الاجانب وخاصة المسلمين منهم وهنا باتأكيد لا أدافع عن المسلمين وغير المسلمين، بحيث أن الجريدة الالمانية المشهورة ( دي تسايت ) قارنت بين أفكاره في الكتاب المذكور وبين أفكار هتلر في كتابه ( كفاحي ) ولهذا دعا بعض النقاد الى ضرورة حظر نشر كتابه وبيعه عن طريق الانترنت.
عاكف ڀيرنچجي الذي عندما يتحدث عن سيرة حياته يبين مدى تعرضه لخوف الطرد من ألمانيا عندما جاء اليها مع والديه ولكنه نسي ذلك ويتمنى من أعماق قلبه أن تقوم ألمانيا بطرد كل اللاجئين القادمين اليها، انه بالفعل شخصيىة يجب دراستها من قبل المختصين من النواحي النفسية والجينية.
واخيرا أقول لو تذكر الكاتب القول المشهور (رحم الله امرء عرف قدره فوقف عنده ) لكان قد تجنب السقوط نحو الهاوية.[1]