حقيقة ما حصل في شنكال
إبراهيم بركات
تتصدر منطقة #شنكال# التي يسكنها كرد إيزيديين يتجاوز تعدادهم ال 200 ألف نسمة واجهة الأحداث والأخبار في كردستان والعالم منذ أوائل آب من العام الفائت، بعد تعرّضها لأشرس هجمة من قبِل التنظيم داعش الإرهابي، حيث مارست هذه العصابات الإرهابية، أبشع المجازر والإبادة بحق كرد الإيزيدين، من القتل والذبح والاغتصاب، ناهيك من إقدامهم على اختطاف أكثر من 8 ألف شخص من النساء والرجال، وتعامل مع الرجال كخدم وعمال، ومع النساء كسبايا. شنكال مدينة يسكنها الشعب الإيزيدي بأغلبية وهناك مكونات أخرى تعيش إلى جانبهم وعندما بدء خطر داعش وممارساته الإرهابية في المناطق العراقية يتوسع ويتمدد استبيحت عدة مناطق ومنها الموصل التي باتت تحت سيطرة التنظيم الارهابي وما زالت، مما جعل الوضع الأمني في العراق معقداً وشائكاً، فالبعض نظر إلى هذا التنظيم على أنه خشبة الخلاص من حكومة المالكي التي كانت وقتها تسيطر على جميع مفاصل الحكم في البلاد بسطوة وقرارات لا تخدم سوى حفنة من السياسيين المقربين منه وما يمليه عليه النظام الإيراني وخاصة إقصاء خيرة ضباط وعسكريين السنة من الجيش العراقي مع تسلل شيعي إلى داخل المؤسسة العسكرية، وخاصة الطائفة السنية التي اعتبرت كل قرارات المالكي وسطوته موجه لها ووفق معطيات على الأرض والواقع كانت هذه الهواجس لدى السنة لها ما يبررها، حيث عمت مظاهرات في عدة مناطق سنية مطالبة برحيل حكومة المالكي وقتها بدء التحرك العسكري لتنظيم داعش تحت عباءة الحراك الشعبي، وانضم المئات وخاصة الشباب من السنة إلى هذا التنظيم ليقوم بشن عمليات داخل المدن الضعيفة أمنياً والمهمشة اقتصادياً وخدمياً من قبل حكومة المالكي وحكومة باشور بغية السيطرة عليها، وخاصة المناطق المتنازع عليها بين حكومة المالكي وحكومة باشور ومنها شنكال، ونشير أنه كان هناك قوة عسكرية موجودة
في شنكال تتبع بإمرة باشور كردستان ولكن بدأ الخوف يظهر على هذه القوة والانسحابات التي اعتبروها تكتيكية واستبيحت شنكال بدعم من المكونات الموجودة فيها من عشائر الكرد والعرب والتركمان ولم يكن هناك أي إنذار أو خطر على المكون الإيزيدي مما جعل نساء شنكال ورجاله لقمة سائغة بيد داعش وبمشاركة عشائر المنطقة تم نصب كمين من قبل العشائر لأهالي شنكال بذريعة إخراجهم من شنكال وتبين عكس ذلك تم تسليمهم إلى داعش في مجاميع كبيرة وسهل الأمر على التنظيم الإرهابي داعش في اصطيادهم بل وتم ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر بحقهم على مرأى من الجميع مما جعل الكرد في روج آفا يستنفرون لإنقاذ حوالي مئة وعشرون ألف إيزيدي وذلك بفتح ممر إلى شنكال عبر جبل سنجار. لعل أهم ما نستنتج من الذي حدث في شنكال وخاصة مع الكرد الإيزيديين فيه وما ارتكبت بحقهم من المجازر ترقى إلى حالة الإبادة الجماعية هو هذا التخاذل المتقصد والمتعدد الجوانب، وخاصة من قبِل العشائر الكردية والعربية في المنطقة، وخيانتهم للإيزيديين بتسلميهم إلى هذه المجموعات الإرهابية التي مارست أبشع صنوف الجرائم بحقهم، وكذلك انسحاب البيشمركة من شنكال مما سهل أكثر ما يقوم به داعش، فكان لا بد من قوة أخرى تتدخل وتواجه داعش، وتعيد للكرد الإيزيديين اعتبارهم ولشنكال الأمن والأمان، وقتذاك كان لا بد من الوحدات الحماية الشعبية في روج آفا الYPG وخاصة أن وحدات الحماية تمتلك القدرة والخبرة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي، سبق لها أن ألحقت بها الهزيمة في أكثر من منطقة في روج آفا وخاصة في ملحمة العصر – مقاومة كوباني- ومع تدخل ال YPG بدأت نفوذ هذا التنظيم الإرهابي بالانحسار بعد أن تكبدت خسائر جسيمة بفعل ضربات وحدات حماية الشعب، ثم تولى مجموعات المقاومة المسلحة في شنكال نفسها الذين اندفعوا لطرد داعش وحماية مناطقهم مما أدى إلى إلحاق خسائر ب#داعش# على تخوم شنكال، وبات استعادة شنكال كاملة من تحت سيطرة هؤلاء الرعاة مسألة وقت.[1]