عنوان الكتاب: الأكراد في العالم؛ تاريخهم ومستقبلهم - الجزء الأول
اسم الكاتبة: عايدة العلي سري الدين
مكان الأصدار: بیروت
مؤسسة النشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
تأريخ الأصدار: 2018
رقم الطبعة:الاولی
بوسعنا القول إن القضية الكردية التي هي مدار هذا الكتاب تزداد تعقيداً واستعصاء، فبقدر ما هي مسألة هوية هي مسألة حقوق دستورية وسياسية واجتماعية وقانونية وبناء توافقات وتوازنات مع الغير، ولهذا تلخص الكاتبة الدكتورة عايدة العلي سري الدين في هذا الكتاب ...بجزئيه الأول والثاني قراءتها لواقع الكرد عبر التاريخ، والتحديات الجسيمة الراهنة التي تواجههم من جانب الدول الكبرى أميركا، تركيا، سورية، العراق، إيران وغيرها من القوى اللاعبة بمصائرهم، كما تبحث في دور قياداتهم وأحزابهم وتأثير الأوضاع الإقليمية. وخاصة مع تصاعد الأزمة السورية وتبني صيغة اللامركزية السياسية وهي صيغة تبنّاها الكُرد السوريون، وجاءت نتيجة لتوافقات بين عدد من الأحزاب والقوى والشخصيات الكردية. وهنا تتساءل الكاتبة: هل باستطاعة الكرد بناء توافقات حول ما تطلبه أحزابهم وبين ما تقرّ لهم به القوى العربية المعارضة؟ يترك هذا السؤال برسم الحل للحقبة الزمنية الآتية.
- ففي رأي الكاتبة عايدة العلي سري الدين: كان الأكراد تاريخياً يمثّلون لعبة السلم والحرب في منطقة الشرق الأوسط فإذا اتفق الجيران كانوا هم الخاسرين، وآخر دليل على ذلك عملية التطهير التركية التي جرت سنة 1983 ضد الأكراد العراقيين والأتراك والتي سمحت بنجاحها العلاقة الودية التي كانت قائمة بين بغداد وأنقرة،
في ظل ظروف الحرب الإيرانية العراقية لم تستطع الأحزاب والجمعيات الكردية التي تعمل في إطار الحركات الوطنية الكردية أن توحِّد صفوفها لا في العراق ولا في إيران، فقد كانت تصارع الإيرانيين والعراقيين وتتصارع مع بعضها لذا لم تستطع هذه الأحزاب قيادة كفاح الأكراد، للحصول على الحكم الذاتي والنجاح في تحقيق هذا الهدف. والسبب الأكبر كما هو معروف الظروف الجيوسياسية، أي تقسيم كردستان بين عدة دول تتفق جميعها على حرمان الأكراد من الحصول على الاستقلال، بالإضافة إلى قصور القيادات التركية خاصة منها القيادات العشائرية والتقليدية، وأبرز مثل لذلك قادة ثورة سبتمبر 1961 في العراق لأنها كانت أطول ثورة كردية، لكن بعد أن تسلّمت القيادة غالبية العناصر اليسارية الليبرالية. فهل يشهد المستقبل القريب أو البعيد تحقيق حلم الأكراد في الإدارة الذاتية أو الاستقلال؟
لعل المستقبل يحمل لنا إجابة على هذا السؤال.
[1]