العلم الكوردي و الإرادة الشعبية
نورالدين عمر
إذا تكلمنا بشيء من العقلانية فإن نسبة مؤيد الحركة الابوجية لا يقلون عن مؤيد الحركة البرزانية بين الكورد آن لم نقل إنهم أكثر و هما الحركتان اللتان تتمتعان بالنسبة الأكبر من المؤيدين أي أنهما يمتلكان الملايين من المؤيديين في أجزاء كوردستان الأربعة، و للحركة الابوجية أعلامها و راياتها و رموزها كما للحركة البرزانية اعلامها و راياتها و رموزها ،و لا يمكن فرض أي علم او راية او رمز على أي طرف دون رغبة مؤيديه ،فكل طرف سياسي كوردي حر باختياراته .
أما بالنسبة لعلم إقليم كوردستان الجنوبية ذات الألوان الأحمر و الأبيض و الاخضر و يتوسطه شمس أصفر فهو علم وطني و يعتبره الملايين من الكورد العلم الوطني لكوردستان عامة ، و بالمقابل الملايين من الكورد و خاصة في شمال و #غربي كوردستان# يرون العلم ذات الألوان الأخضر و الأحمر و الأصفر هو العلم الوطني الذي يمثل الكورد ، و لكن هناك بعض الحقائق التي يمكن الإشارة إليها تخص هذه المسألة:
– الحركات التحرر الكوردية خلال تاريخها الممتد من مئات السنيين استخدمت أعلام و رايات مختلفة الأشكال و الألوان لامارات و ممالك و جمهوريات و انتفاضات كوردية و تنوعت هذه الألوان بين الأبيض و الأسود و الاخضر و الاصفر و الأحمر. و كمثال إمارة سوران استخدمت علم بألوان الأبيض و الأسود و مملكة كوردستان كان ترفع علم ذات أرضية خضراء في وسطها دائرة بيضاء و في وسط الدائرة هلال أحمر .
-علم الإقليم ذات الألوان الأحمر و الأبيض و الاخضر و يتوسطها شمس أصفر اللون هو علم معدل من علم جمهورية مهاباد و ليس مطابقة تماما له .و هذا العلم اعتبر علما ل#إقليم كوردستان# الجنوبية بقرار من برلمان الأقليم في سنة 2002 و لم يكن هذا العلم موجود في الأقليم قبل هذا التاريخ .
– لم يعقد مؤتمر وطني كوردستاني شامل ليقرر أن كان علم الإقليم او غيره يمثل كوردستان عامة و أعتقد أن من حق المؤتمر الوطني الكردي وحده أن يتخذ قرار بشأن علم وطني يمثل الكورد كافة.
– لو كان العلم تمثل كافة الاجزاء فإن حكومة الإقليم أيضا تمثل كافة الاجزاء و برلمان أقليم كوردستان أيضا تمثل كافة أجزاء كوردستان و هذا غير منطقي و غير واقعي .
– العلم ذات الألوان الاخضر و الأحمر و الاصفر أقتبس من الأدب و الفن و الاغاني الكوردية التي كانت تتغنى بتلك الألوان باعتبارها تمثل الكورد و رفعها الكورد في شمال و غربي كوردستان ما قبل قرار أقليم كوردستان بشأن العلم اي قبل التسعينات من القرن الماضي .و رفعها الكورد في انتفاضاتهم و مظاهرات في شمال كوردستان و اصبح منذ ذلك الوقت و بشكل عفوي علما و رمزا للكورد .
– ما يزال بعض المواقع الإعلامية الكوردية التابعة للمجلس الوطني الكردي في غربي كوردستان ترمز لمواقعها بتلك الألوان الثلاثة الاخضر و الأحمر و الاصفر منها مثلا موقع حزب يكيتي الكردي في سوريا .
-الكورد غير متفقين من ناحية العلم و لكنهم متفقين تقريبا على النشيد الوطني أي رقيب ما عدا بعض الجماعات الاسلامية التي تطالب بتغير هذا النشيد الوطني لأنها تتضمن في كلماتها أساءة إلى الدين حسب أقوالهم . لكن عموما نشيد أي رقيب الذي كان نشيدا وطنيا لجمهورية مهاباد هو اليوم يمثل النشيد الوطني للكورد جميعا و لم يتم تعديله تقريبا ألا من ناحية اللهجة فهي كتبت باللهجة الصورانية لكن الكورد في الشمال و غرب كوردستان ينشدوهاباللهجة الكرمانجية و لكن المضمون هو نفسه دون أي تغير .
و أعتقد ان على الكورد و قواه السياسية الاتفاق على علم كوردي يمثل الكورد في كافة أجزاء كوردستان و في العالم كما هم متفقين على نشيد الوطني”أي رقيب ” .و حتى ذلك التاريخ فإن جميع أعلامنا الكوردية التي يرفعها الالاف من أبناء شعبنا في الشمال و الشرق و الجنوب و الغرب هي محل احترام و تقدير لا يجوز الإساءة إليها .و احترام الإعلام الكوردية هو احترام لإرادة الملايين من الكورد الذين يرفعون هذه الاعلام و الرايات في مظاهراتهم و احتفالاتهم و كافة مناسباتهم الوطنية و القومية . و نعتقد ان الحل سيكون أما عبر عقد المؤتمر الوطني الكردي أو باتفاق القوى السياسية الكوردية من كافة أجزاء كوردستان دون أقصاه أي طرف أساسي، ليس من أجل العلم وحده بل من أجل مسائل وطنية و مصيرية أهم من العلم و النشيد .مسائل تخص الشعب الكوردي كشعب و قومية تحتاج إلى أن يكون له أدوار مهمة بين أمم الأرض ، فهل سيحقق القيادات الكوردية أمال و طموحات هذا الشعب الذي يستحق أن يعيش حياة حرة و كريمة ؟!.[1]