جنيف بدون حلول مجرد ارقام
لماذا الاخرون وليس الأتراك
محسن احمد
البحث عن حلول للازمة السورية لم يبدأ من جنيف ولن ينتهي فيها ايضاً ، لقد سبق المؤتمر الاول والثاني هناك عشرات المؤتمرات والاجتماعات التي جابت العديد من عواصم ومدن عالمية مختلفة توزعت على ثلاث قارات بشكل أساسي اوربا ، افريقيا ، اسيا ونقولها متاكدين للاسف لم تستطع اي منها وضع اليد على الجرح النازف شعباً وأرضاً سورية وليس وضع النقاط على الحروف وكلاماً معسولاً وشعاراتاً براقة بقيت في ادراج المكاتب وعلى مواقع الإنترنيت او ذهبت ريحاً مع اثير نشرات الأخبار الفضائية .
الكل يدعي انه يملك الحل السحري والكل يتكلم انه على حق ومواقفه السابقة توكد على صحة إطروحاته القيمة حسب ادعاءاته وكل ذلك بقي ويبقى كلاماً كثيراً والافعال منها قليلة . مجرد نظرة عامة سريعة حتى وان كانت نظرية على الحالة السورية وأزمتها المتشعبة والمعقدة يمكن التأكد ان بريق الأمل والتفائل لاي حل جزري يشع من روج افا من مقاطعاته الثلاثة وما تم إضافته لاحقا . هنا وعلى هذه الارض يتم البناء الصحيح لكل أسس ومقومات مجتمع حضاري يتم فيه تقبل الاخر والمختلف ديناً ومذهباً وشعباً وعرقاً ، البناء السياسي والعسكري والإدارة الذاتية الديمقراطية لمكونات المنطقة الاساسيين .
روج افا والإدارة الذاتية ومؤسساتها الاساسية العسكرية المتمثّلة بقوات سوريا الديمقراطية التي بدأت بوحدات حماية الشعب والمرأة والسياسية المتمثّلة بمجلس سوريا الديمقراطية والتنوع الموجود ضمنه من مختلف القوى السورية الوطنية التي تؤمن بالحل المشترك والشراكة الحقيقة اثبتت للعالم اجمع خلال فترة قصيرة انهم الأساس الذي يمكن البناء عليه لسوريا المستقبل بعيداً عن التطرف والارهاب ، بالنسبة للقوات العسكرية فهي تركز على مناطق غرب كوردستان والمناطق المتاخمة لها بينما التحرك السياسي انتقل الى جميع مناطق سوريا انطلاقا من ديرك حتى أقصى الجنوب منه .
الذي جعل من جنيف وغيرها من المدن المستقبلة لمؤتمرات واجتماعات تبحث عن الحلول والسلام لاجل سوريا مجرد ارقام هي التدخلات الخارجية وخاصة من دول إقليمية تؤجج هذا الصراع الممتد لسنوات خمس ويمكن تحديد دولتين بشكل أساسي الان وهي السعودية وتركيا بالدرجة الاولى فهي تتحكم بقوى سياسية لا تملك على الارض شيئا وفصائل ومجموعات عسكرية متطرفة ارهابية تمتهن القتل والاجرام تحت اسماء طائفية تنبذها وترفضها جميع الدول المتحضرة .
الرسالة الاخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري للوفد الذي شكلته السعودية في الرياض باسم الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية والإنذارات التي تلقتها تؤكد ان اقرب الحلفاء الغربيين لهم وهم الامريكان فقدوا الثقة بهم وبإمكانياتهم ونياتهم عندما قاموا بتشكيل وتسمية الوفد المفاوض دون اي مقومات ودراسة بينما تم إقصاء مكونات وأطراف أساسية وفعالة ولديها من الخبرات السياسية والعسكرية ما لا تملكه مجموع الفصائل التي شكلت الوفد .
يمكن القول هنا ان هذه الأطراف التي احتكرت الحديث باسم المعارضة السورية من دون وجه حق ومنطق وذلك بدعم من دول لم ترغب يوما الخير للشعب السوري إلا من خلال ما يناسب مصالحها قامت بالحاق اكبر الأضرار بموقف المعارضة السورية ومطاليبها حيث تم تنزيل سقف هذه الطلبات والشروط مرة بعد مرة والقرار الدولي 2254 الصادر في نهاية العام الماضي احدى تلك النتائج والذي لم يحدد وقتاً زمنيا لرحيل الاسد وبذلك يمكنه الترشح لاي انتخابات مستقبلية والموقف الداعم للمفاوضات الحالية هو تشكيل حكومية مشتركة بين النظام والمعارضة بمعنى كان يمكن اختصار هذا الطريق الطويل منذ عدة سنوات الممتلئ بالمآسي والكوارث على ارض وشعوب سوريا والسبب واضح سلطة لا ترغب التنازل ومعارضة تحاول ان تكون معارضة بقدر اسمها لكنها لم تستطع خلع ثوب التبعية .
ومن خلال الأنف ذكرا يمكن اختصار ذلك بان روج افا وممثليه العسكريين والسياسيين لا يمكن تجاوزهم ومن اكبر الآثام محاولة تهميشهم وانكار انجازاتهم والحلول التي يطرحونها لعموم مناطق سوريا واي حراك او مخرجات تصدر لاحقا من دونهم لن تكون إلا ارقام سوف يتم انتظار ما يليها ضمن حلقة مفرغة .[1]