دعوة لمراجعة الذات في الإدارة الذاتية
التقدم العملي في المجال الخدمي والسياسي والأمني للإدارة الذاتية الديمقراطية لا بد أن يدفع كوادرها ومسؤوليها وفي مقدمتهم رؤوساء الهيئات ونوابهم إلى مراجعة الذات، والوقوف على النواقص التي رافقت نشاطاتهم خلال العامين الماضيين لعمر مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، لطالما كانت الجرأة في نقد الذات وطرح النواقص بالأدلة الكافية للشعب أهم ركيزتين بنيت عليها الإدارة، وسر نجاحها، وستعتبر مقدمة هامة لنجاحات أخرى للإدارة الذاتية في دخولها للعام الثالث.
النقطة الأهم في مراجعة الذات هي مدى ومستوى تقبل قيادات الإدارة الذاتية لانتقادات ومقترحات الشعب في ما يخص أعمالهم، وفعاليات المؤسسات التي يديرونها، وكذلك مدى تمثيلهم للحياة المشتركة بين كل مكونات روج آفا، وتصديهم بنشاطاتهم لمحاولات النظام وبعض الدول الإقليمية بث الفتن بين شعوب المنطقة، على أساس أن أخوة الشعوب من أهم مبادئ وركائز الأمة الديمقراطية والتي أقسم على تنفيذها جميع مسؤولو الإدارة.
الإدارة الحالية والتي نجحت إلى درجة كبيرة في توفير الخدمات الأساسية للشعب، على الرغم من الإمكانات الاقتصادية الهشة، واجتذبت عدد هائل من اللاجئين من المناطق الأخرى في سورية البعيدة والقريبة، لا بد أن تمرر تجربتها في التواضع وتقبل الانتقادات إلى الإدارة القادمة بكل فخر، وفي الأيام القادمة، ومع استمرار الإدارة الذاتية في تحقيق المزيد من المكتسبات، إذا كان علينا مستقبلاً أن نفتخر بالنقل، فإنَّه يجب أن ننقل عن تجربة الإدارة الحالية المفروض تطبيقها بحرفية في النقد والنقد الذاتي، والامتثال لطموحات ومراد التضحيات التي قدمها شعب روج آفا بالروح والتعب والكدح.
بناء على ذلك، ولطالما نصر على أن الإدارة الذاتية هي للشعب ويجب أن تكون بيد الشعب، أقترح على جميع المسؤولين من رؤساء الهيئات والمجالس عقد اجتماعات جماهيرية موسعة وشاملة، للكشف عن ما أنجزوه خلال الأعوام الماضية، وكذلك المعوقات والمشاكل التي رافقت أعمالهم، والاستماع بكل اهتمام لأطروحات الشعب وكوميناته ومجالسه في كل المناطق دون استثناء، وأخذها بعين الاعتبار، حينها يمكننا القول بأننا نبتعد عن مفاهيم التفرد بالسلطة، أو جعل السلطة وسيلة للاستغلال الشخصي.
النقطة الأخرى التي لا بد أن نطرحها هنا هو أنه إذا كانت الإدارة الذاتية تريد بالفعل كسب المزيد من الانتصارات والانجازات فلا بد من الاندماج الكامل مع أطياف المجتمع، وأن تمثل جميع المكونات بشكل جذري واستراتيجي، بعيداً عن الحسابات السياسية والحزبية الضيقة، ويجب ألا تكون لطائفة أو قومية واحدة، لطالما سنعيش سوياً في روج آفا، جنباً إلى جنب، كشعوب أصيلة في المنطقة رفضت الانصياع لمحاولات نشر الفتن والتفرقة.وهنا أنا على يقين تام بأن جميع كوادر الإدارة الذاتية على مستوىً عالٍ من المسؤولية تؤهلهم للبدء بالمراجعة الشاملة لأعمالهم ولذواتهم لأنفسهم ولمن سيأتي إلى صفوف الإدارة الذاتية في المستقبل وأعتقد ذلك سيكون صالحاً لكل مكان وزمان.[1]