سوريا:السعودية وتركيا من الشمال روسيا وإيران من الغرب
خالد ديريك Xalid.Derik
أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها للدخول في سوريا عبر شمالها لمواجهة تنظيم ” داعش” برياً ضمن حلف إقليمي إسلامي بقيادة أمريكية .
فقد سبقتها روسيا في الحجة وتدخلت في سوريا عبر غربها وهي الآن تحارب خصوم النظام وفق مفهوم الأخير للإرهاب والمعارضة ,وهذا التدخل أدى إلى تقدم كبير للقوات النظامية في الآونة الأخيرة على حساب انحسار السيطرة للمعارضة في أكثر من موقع ومكان.
الحجة المعلنة لسعودية وحلفاءها مشابهة لحجة روسيا في بداية تدخلها العملي والكبير في الشأن السوري والحقيقة مغايرة تماماً.فمثلما تهدف روسيا والنظام في توهين الخصوم ومن ثم القضاء عليهم أو على أقل القبول بشروطهم, تماماً سيسير الحلف السعودي التركي على نفس المنوال لصالح المعارضة وأقلها إحداث التوازن بهدف التقاسم للنفوذ في أي حل سياسي مستقبلي.
وستجد تركيا هي الأخرى هذا التدخل مظلة مناسبة لها لتحقيق بعض من أهدافها التي طالما استنجدت بالغرب ولم تلق آذاناً صاغية .
أصبح الإرهاب حجة لكل من لا حجة له للتدخل في شؤون الآخرين لتحقيق مصالحه.
لماذا لم تتدخل هذه الدول المؤيدة للمعارضة منذ 5 سنوات برياً ضد النظام وفيما بعد الإرهاب ؟ لا بل اكتفت بالتمويل والتسليح وتسهيل العبور للمقاتلين .
لماذا لم يشكل هذا التحالف عندما كان تنظيم “#داعش# ” في أوجه قوته في سوريا والعراق لتدميره برياً؟
لماذا لا يقضي الحلف الروسي والحلف الأميركي على الإرهاب ؟
بل وضعوا نهاية له في المنطقة بعد عقد.
تبقى الموافقة النهائية لهذا التدخل بيد أمريكا فهي من الصعب أن توافق حالياً على دخول أكثر من 150 ألف عسكري من جنسيات مختلفة في سوريا وهي تعلم جيداً حساسية الوضع الإقليمي الطائفي والدولي التنافسي وخاصة بعد التدخل الروسي.
إن لزم الأمر, ستوافق على أعداد محدودة ولتدخل محدود بهدف الضغط على الخصوم وليس إلا, زائد إن السعودية لم تفلح بعد في حربها على الحوثيين في اليمن .
إدارة الفوضى وتغيير مسرح العمليات ما تزال مفعل في كل الاتجاهات.[1]