المرأة الكردية: دورها في المجتمع في ظل الأزمة السورية
زوزان إبراهيم
أثبتت المرأة منذ عهود طويلة جدارتها بالحياة ولم تترك باباً الا وطرقته وطبعت بصمتها عليه، ورغم كل التحديات والعواقب ظلت صامدة بجدارة واقتدار، والمرأة الكردية ليست استثناء من هذا كله، فهي جزء من المجتمع الكردي لابل إنها نصفه، وصانعة النصف الآخر، فتميزت بنشاطها السياسي والاجتماعي والثقافي، وأكثر ما ميزها المجال العسكري الذي تقاسمته مع الرجل دون تردد وتألقت فيه بجدارة وبسالة .
جهدت المرأة الكردية لتثبت للرجل قدرتها على مجاراته وإنها ليست أقل شاناً أو قدرة منه على تحمل أعباء العمل السياسي والعسكري
متجاوزة الكثير من الحواجز التي أعاقتها طيلة الحقبة الماضية إلا أن تلك الحواجز والعقبات لم تنتف بعد من أمامها وهي لاتزال تحاول خوض تجارب أعمق في العمل السياسي، والثقافي، والاجتماعي، والإعلامي .
إن المرأة الكردية أثبتت جدارتها الفدائية في مجال الإعلام في ظل الأزمة الراهنة، وأظهرت للعالم بأجمعه دقة عملها في هذا المجال، وناضلت بقلمها وكاميرتها وسلاحها مع الرجل جنباً إلى جنب، وسطرت على صفحات التاريخ أجمل ملاحم النضال حول حقيقة المناضلات والمناضلين وشجاعتهم غير .
فالمرأة الإعلامية ظلت تعكس على أرض الواقع كل المسارات التي تحصل على أرض الواقع، فالإعلام هي المرآة التي تعكس الحقيقة للعالم .
رغم الأزمة المستمرة في البلاد وتأثيرها على جميع فئات ومكونات المجتمع السوري وخاصة مجتمع روج آفا، فستبقى أيضاً قضية المرأة من المشاكل الحساسة وذات خصوصية بالغة في كثير من المناطق السورية الأمر الذي قد يزيد من معاناتها
إن مشكلة المرأة الكردية هي مشكلة المجتمع الكردي الذي لايزال يناضل من أجل تقرير المصير، لا شك أيضا بأن مشكلة الوضع الراهن مرتبطة بوضع المرأة .
إن المرأة الكردية هي المناضلة الثائرة في وجه أسباب الجهل والتخلف ونبذ التقاليد البالية من ذهنيتنا التقليدية
كما إن المرأة الكردية شاركت في الثورة السورية من خلال مشاركتها في التظاهرات والعمل في منظمات المجتمع المدني والتشكيلات السياسية، وساهمت في أدوار قيادية .
كما أن الإدارة الذاتية منحت المرأة أدواراً مهمة وحولتها إلى شريكة في مسؤوليات مؤسسات مدنية التي أنشأتها برئاسة مشتركة بين الرجل والمرأة .
وكذلك تم تشكيل وحدات عسكرية خاصة بالمرأة، سميت بوحدات حماية المرأة .
كما جرى إنشاء تنظيمات نسائية مدنية مثل اتحاد ستار الذي يعد من أكبر التجمعات النسائية في المنطقة ويهدف الى معالجة قضايا المرأة ومن ثم الوقوف على الجوانب الحياتية للمرأة ومن مهمات هذا التنظيم توعية المرأة .
تلعب المرأة في روج آفا بدور الريادي على أساس تحقيق الحرية والديمقراطية وإعادة بناء المجتمع، وفي الحقيقة تستحق المرأة تقديم كافة أنواع التقدير على الجهود التي تبذلها والمقاومة التي تظهرها، وهكذا نستطيع القول بأن التطورات اليومية التي تحرزها المرأة في ثورة روج آفا، تسير نحوإعادة نقش طابع المرأة بعد ما تعرضت للإنكار، وتخطت المرأة تلك الذهنية الذكورية المتسلطة التي تنظر إليها على أنها ناقصة دنيا ودين، وأثبتت المرأة للمجتمع مدى كونها القوة الطليقة للحياة والمجتمع .
في هذه الثورة تصعد المرأة الكردية إلى منصة التاريخ عبر تحقيق وإثبات هويتها الخاصة وتنظيمها المستقل
كما إن من طبيعة المرأة الكردية الفطرية ألا تبقى عند حد الارتباط مع المرأة الكردية فقط، وانما تسعى للوصول الى جميع النساء وعقد العلاقات معهن كما أنها تسعى لتطوير كافة شرائح المجتمع.
يقول القائد عبد الله اوجلان: إن حرية المرأة هي حرية المجتمع، ولتحقيق حياة حرة وكريمة، سوف تقوم المرأة الكردية، والعربية، والسريانية، وغيرهن من النساء بقيادة المجتمع ودفعه نحو المجتمع الحر الديمقراطي، وإرادة التغيير وإعادة بناء المجتمع عبر تشكيل التنظيمات والقيام بفعاليات والأنشطة وبناء المؤسسات، لهذا تسير النساء في طريق تحقيق مجتمع حر وديمقراطي، وكما هو معروف للجميع فإن براديغما القائد عبد الله أوجلان تقوم على أن من حق المرأة تنظيم نفسها في إطار من الحرية والنضال الذي تبذله في روج آفا، وهو ميراث يستند إلى تجارب عشرات السنين من نضال حرية المرأة من أمثال الشهيدات، دجلة –بريفان- فيدان- روناهي –شيلان وغيرهن من الشهيدات اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل حرية الوطن وحرية المرأة .
[1]