حزب العدالة والتنمية: تزاوج القومية التركية والإسلام السلطوي (التركياتية الخضراء)
لا شك أن الأحداث تتسارع بصورة غير طبيعية حول مجريات الملف السوري وخاصة بعد الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الغربي من سوريا، مما أدى إلى تغير ملحوظ وسريع في سياسات الدول الاقليمية المجاورة. فالعدو أصبح صديقاً والعكس، وخصوصاً حيال القضية الكردية ولا سيما الانجازات التي حققتها وحدات حماية الشعب والمرآة ضد المجموعات الارهابية المتمثلة بداعش وأخواتها، وهذا ما أربك حكومة أردوغان التي طالما حلمت بإعادة كيان الامبراطورية العثمانية، وكذلك ايران وطموحها في إنشاء الدولة الصفوية، فكانت الأزمة السورية ملاذاً لإعادة أحلامه الطغاة الاستعمارية الدنيئة غير مبالين بالمواثيق والأعراف الدولية، بالإضافة إلى انتهاك سيادة الدول المجاورة وهذ ما حصل في سوريا تماماً، وربما تكون ذلك مسرحية يلعب فيها الطرف السوري دور الكومبارس، بل أتقن النظام السوري دوره بجدارة، وهذا ما دفع حكومة أردوغان إلى الغرق في مستنقع الأزمة السورية، لإظهار نواياها الخفية وخصوصاً تجاه القضية الكردية التي طالما أخافتها، وكانت غصة في حلقها عبر قرون طويلة والتي ما لبثت أن خلقت حججاً لاحتلال مدينة جرابلس، علماً أنها كانت تحت سيطرة داعش منذ ما يقارب السنتين أوأكثر، وفي الوقت نفسه أخذت الإدارة الأمريكية بلملمة أوراقها وتبريراتها بعدم تسليم فتح الله غولن إلى الحكومة التركية، والانتصارات التي قدمتها وحدات الحماية الشعبية من الأسباب المباشرة لأردوغان لاقتحام جرابلس بذريعة محاربة داعش، ولكن في الواقع لم يكن هناك هجوم ولا دفاع بل عملية استلام وتسليم مفبركين، وتزامناً مع الاتفاق بين ميلشيات النظام و الجيش الحر حول إخلاء مدينة داريا من سكانها وبعض مناطق ريف دمشق، وكذلك منطقة الوعر بحمص بوصاية إيرانية ونقلهم إلى ريف ادلب، لتغيير ديمغرافيتها بصمت بل بدعم دولي واقليمي أحياناً، وكذلك تركيا لطالما حاولت جاهدة إقامة منطقة عازلة أحياناً أو منطقة آمنه على طول الحدود السورية التركية من خلال إحياء أو تطبيق اتفاقية أضنة المبرمة مع النظام السوري والحكومة التركية في تشرين الأول لعام 1998، والتي تقضي دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية بعمق 15 كم، جاء هذا مع تحرير مدينة منبج وتقدم قوات سوريا الديمقراطية واحرازها نصراً تلو نصر، واندحار داعش في مناطق شمال الغرب السوري مما دفع بتركيا لإظهار مخالبها الاستعمارية ونواياها الدفينة تجاه الكرد والمكاسب التي يحققونها من خلال المشروع الفيدرالي الذي طرحته الإدارة الذاتية في روج أفا وشمال سوريا، فسارعت بالتدخل السافر في الأراضي السورية وخاصة في مدينة جرابلس الحدودية آخر معاقل داعش على الحدود السورية التركية، بعدما شكلت ما يسمى بقوات درع الفرات التي تضم مجموعة فصائل سورية مسلحة بقيادة تركية، مما أدى إلى تصعيد العمليات العسكرية البرية وأسفر ذلك عن سقوط عدد من المدنيين والحاق الضرر بأهالي المدينة، وكانت الغاية عرقلة تقدم قوات سوريا الديمقراطية التي قامت بتطهير المنطقة من رجس داعش الإرهابي، ولكن قوات سوريا الديمقراطية وبالتعاون مع وحدات الحماية الشعبية قامت بالتصدي لهذه المؤامرة الدنيئة من جانب تركيا، أما على الساحة الدولية حيث يكتنفها الغموض وقد يكون هناك تنسيق بين الحكومة التركية والادارة الامريكية والروسية في الآونة الاخيرة.
Tags: إعلامية الإرهاب جر ابلس حسينة عنتر داعش روج آفاقامشلو كاتبةمقال[1]