طرح الاقتراحات دون ايجاد منفذ للازمة في كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5042 - #12-01-2016# - 00:20
المحور: القضية الكردية
و يبشّر الناس بانه لديه مقترح يمكن ان يخرج الاقليم من عنق الزجاجة، و بعد مرور وقت قصير ترى انه بذاته ياس من طرحه، و لم يجد اي منفذ لما وقعت فيه الناس من الازمة السياسية الاقتصادية الخانقة و هو طرف من و سبب ايضا .
انهم الاحزاب الثلاثة المتنفذة في الاقليم، لهم الحرية الكاملة في الحكم كيفما ارادوا دون قيد او شرط و يلعبون وفق هواهم في سير امور الناس، لان السلطة كانت حزبية و تعمقت اكثر في تحزبه دون وجود اي مؤسساتية في الحكم، لا نريد ان ننحاز الى هذا و ذاك، و ما على كل طرف و ما له يختلف عن الاخر، و لكن الجميع على دراية بان الحزب المتسلط اكثر من غيره هو الديموقراطي الكوردستاني و سلطة العائلة المطلقة فيه، اي الحلقة الحاكمة في الديموقراطي الكوردستاني هي الحاكمة المتسلطة في الاقليم ايضا، وهي مجموعة صغيرة من العائلة البرزانية الحاكمة، وهم يحكمون باسم الحكومة و الحكومة الحقيقية منهم براء، و هم ينفذون ما يحلو لهم اولا و من ثم لحزبهم دون اي اعتبار لمصلحة الشعب مهما تشدقوا بغير ذلك جورا و بهتانا، و الحقيقة بائنة للجميع، و هي الدكتاتورية الحقيقية دون منازع الان في اقليم كوردشتان و حتى على صعيد العراق ايضا، لانهم يحكمون الاقليم لوحدهم منذ اكثر من ربع قرن دون اي منازع و يهبون و يدبون كما يشائون، فاوصلوا الاقليم لهذه الحال من الازمة الخانقة التي لم يحتمل اكثر من شهر و ووقع و يريدون الاستمرار في الحكم بهذا الشكل، و ما اوصلوا الحكومة به الى حالة افلاس بسذاجتهم و نرجسيتهم و مصلحيتهم . اما الحزب المرادف و هو الاتحاد الوطني الكوردستاني فانه كان مشاركا الديموقراطي بالتساوي لاكثر من عشرين عاما، و هو ايضا لم يقصر في ما وصل اليه الاقليم من الماساة، نتيجة الحرب الداخلية التي اشعلوها و استاثاره ايضا بالسلطة و ملذاتها دون اي اعتبار للشعب لمدة طويلة جدا، و اصبح هو بذاته مرتعا للصراع الداخلي بين الكتل فيه لخلافات مصلحية مادية فقط، دون ان يكون للشعب فيه ناقة و لا جمل . اما حركة التغيير و على الرغم من الايجابية في تحريك العملية السياسية و انبثاق المعارضة و وضعها للحد من تحركات الحزبين بداية، الا انها بمشاركتها في السلطة بعد تحالفها مع الديموقراطي وصلت الى حال لا يمكن ان يبعد اي منا القصور منها، لانها لم تدرك ان تحالفها و ان كانت من اجل امور خاصة وعامة، و لكنها تراجعت عن اهدافها باشتراكها في السلطة و دخلت المعمعة دون ان تستفيد او تفيد الشعب، بل عقدت الواقع دون ان تتقدم و تراوحت مكانها منذ مدة ليست بقليلة . اي اصبح الصراع الحزبي بين الاحزاب الثلاثة و محاولة كل منهم لكسب العدد الاكبر من الموالين سببا حقيقيا و قويا لوصول الحال الى ما نحن فيه، هذا لو كنا قد تجنبنا السبب الرئيسي و هو محاولة الديموقراطي الكوردستاني و العائلة الحاكمة في عملها من اجل بقائها جاثمة على صدور الناس بكل ما يملكون من قوة و حيلة و تبعيتها للدولة التركية منذ مدة طويلة كسبب اول و بعدما اتوا حتى بالدبابات البعثية لاحتلال اربيل دون خجل في الحرب الداخلية مع الاتحاد الوطني . اي فشل السلطة الان يعود بالدرجة الاولى الى العائلة و الديموقراطي الكوردستاني و من ثم الاتحاد الوطني و حركة التغيير، و بقية الاحزاب ليس لهم حول و لا قوة و هم تابعون خانعون بعيدون عن الجماهيرية القوية و يعيشون لضمان مصالح قادتهم و حياتهم المرفهة، و لا يمكنهم ابعاد هذه الاحزاب الثلاث عن السلطة حتى في المستقبل البعيد، و الاحزاب الاسلامية يدورون في دائرة ضيقة فارغة لا يمكن ان يخرجوا منها بسهولة . و عليهم الحجة كما على غيرهم من اسباب المآزق الحالية .
ان ما يدهشنا اليوم و في خضم تفاعل محتويات المستنقع الذي وقعت فيه السلطة التي تمثله الاحزاب الثلاث و بعد الرفسة الغشيمة من قبل الديموقراطي في هذه المرحلة الصعبة و التخاذ خطوة من اجل شخصية و مجموعة على حساب كل الشعب، اصبح في موقع يمكن ان يُتهم بانه هو المسبب الاكبر، و كل حروبه الداخلية و تبعيته المستمرة للقوى الخارجية كانت من اجل كرسي الرئاسة من جهة، ومصلحة العائلة و الديموقراطي دون اي التفات لامر الناس من جهة اخرى .
اننا نسمع بين فينة واخرى الكلام عن مقترحات بعد الاجتماعات الماراثونية و التي ضاقت الناس بهم ذرعا، و لم يتقدموا بل طمسوا اكثر في الوحل و علقوا الناس فيه . ان كل مقترح يخرج من هذا الحزب و ذاك ليس الا و فيه من مصلحته و ما يريد من فتح باب على نفسه و ليس على الناس ومصلحتهم، لذلك لا يمكن لاي متابع ان يامل في نجاحهم، و الا فان الحل سهل و بسيط ان كانوا اصلا يهتمون بامور الناس بعدما فشلوا و لم يعترفوا لحد الان، فان هناك خطوات عملية يمكن على الاقل ان يسهل امر الشعب في جوانب من حياتهم ولو قليلا، و هو الاصلاحات الحزبية و الحكومية، و الاعتراف بالحقيقة على انهم سبب الفشل الذي وقعوا فيه، و ليس لمن فشل ان ينجح بنفسه بعدما لم يقدر ان يقدم من قبل . اي لابد ان يحسبوا لخطوة جذرية و هو فسح المجال امام الاخرين للعمل على اخراج الاقليم من الازمة، و ليس من المعقول ان من يفشل و هو سبب كل هذه المآسي، ان ينقذ الناس بما فعلته ايديه . اذا المقترحات قبل ان تطرح فهي لا يمكن ان تُعتمد و لا يمكن ان تُستند عليها للخروج من هذا الواقع المرير، و من يدفع الثمن هو الناس البسطاء الذين ذاقوا الامرين في كل عهد و عصر . انهم يتصارعون حزبيا و يقترحون وفق مصالح الحزب و صراعاته و ما يفيدهم قبل الناس، و هذا امر الحزب الكوردي قبل غيره، لذلك الاقتراح يحسب له وعليه، ولا يكون له اي اثر في تغيير الواقع او دافع للخروج من المستنقع . انهم يحسبون ما يفيد حزبهم كل خطوة من المقترح للحل و باسم المقترح، و من المتعحب ان يقترح المسبب للازمة الحلول .
اذن، ما الحل؟ و حسب ما نحن فيه، يجب ان نقرا الامر واقعيا و المسيطر المتسلط هؤلاء المسببين للازمة، فاننا نعتقد بان الشخص الاول لكل حزب يجب ان يتقدم و باية طريقة كانت، و يجب ان يجتمعوا خلال مدة قليلة جدا ليقرروا قرارات هامة جذرية لصالح الشعب، ان كانوا حقا يريدون الحل، لانهم هم سيخسرون هذه المرة قبل اي احد اخر، وانني لا اعتقد بانهم يفعلون هذا، لانهم على فكر و عقلية لا يهمهم الا مصلحتهم قبل اي شيء، و الادهى لا يعلم للاتحاد الوطني لحد الان، من هو الشخص الاول نتيجة صراعات الكتل التي تتنافر و تتباعد يوما بعد اخر داخل الحزب . و الاكثر ادهاشا بانه يقترج و لا يعلم احد من اي كتلة يصدر الاقتراح، و هل يقبل به الجميع، و حتى الوفود التي تجتمع مع الاحزاب الاخرى، تحس بانها متوزعة افرادها على الكتل، يا للماساة مثل هذه التنظيمات، و ياله من فوضى في التنظيم و التحزب وصل اليه من في اقليم كرودستان . و عليه يمكننا ان نقول بان كل مقترح فاشل قبل الاجتماع الفوري من قبل الشخص الاول للاحزاب المتسلطة قبل اي كلام، و ستكون كلمات نظرية بعيدة عن الحل المطلوب والسرعة المطلوبة.[1]