الاعتراض على دعوات السلام
كتب عضو الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي TV-DEM ألدار خليل على حسابه في تويتر :”على تركيا ان تثني على حسن حظها لاننا نحن جيرانها كوننا اكثر من حافظ على امن وسلامة حدودها الجنوبية في مناطق ادارتنا.”
تحاول بعض المواقع الإعلامية الكردية استغلال هذا القول و كإن الدار خليل قد أرتكب جرما أو يمارس دور الحامي لحدود الدولة التركية كما يمارس النظام السوري دور الحامي لحدود إسرائيل !.
و المتابع يعلم أن أغلب المسؤولين في الادارة الذاتية دعوا تركيا إلى السلام و حل القضية الكردية بطرق و اساليب سلمية و احترام حقوق الكورد و عدم ممارسة الاعتداءات و العودة الى المفاوضات .و ليس الإدارة الذاتية فقط بل إن معظم الكورد لا يريدون أن تكون تركيا عدوة ، بل جارة تحترم حقوقهم السياسية و القومية .و لكن الحكومات التركية و منذ تاسيس الجمهورية التركية أختارت العداوة و مارست الحرب ضد الكورد و لم تعترف بحقوقهم المشروعة و حتى حكومات العدالة و التنمية و رغم ادعاءاتها الكاذبة بشان حل المسالة الكردية فانها كممارسة لم تختلف عن الحكومات السابقة بل ان بعض اساليبها ابشع و افظع من كل الحكومات السابقة و قد اعترف اردوغان بنفسه حينما قال “نحن نشن اضخم و اقوى عملية و بمختلف الوسائل في تاريخ الجمهورية ضد الارهاب في جنوب شرقي البلاد ” .و المتابع يعلم أيضا إن أغلب المسؤولين في الادارة الذاتية نددوا بممارسات الدولة التركية ضد الشعب الكردي و خاصة في شمال كوردستان و قدموا كل ما يستطيعون من أجل فضح ممارسات الدولة التركية، و حركة المجتمع الديمقراطي نظمت في الداخل و الخارج العشرات بل المئات من الفعاليات المنددة بالممارسات الدولة التركية و الداعمة لنضال الشعب الكردي في شمال كوردستان ،و لكن البعض مم يعتبرون أنفسهم أصحاب مشروع قومي لم يستطيعوا حتى التنديد أ بأية ممارسة إرهابية لدولة التركية رغم ارتكبها لافظع مجازر في المدن و البلدات الكوردية كنصيبين و سلوبي و شرناخ و سور ،بل بالعكس تهجموا على الكورد في #شمال كوردستان# و أعتبروا أن سبب الحرب هو ممارسات حزب العمال الكردستاني PKK مرددين اتهامات الدولة التركية بحق الكورد و مدافعين عن أردوغان و حكومة العدالة والتنمية AKP و مبررين اعمالها و ممارستها الارهابية في سبيل مصالحهم الاقتصادية و الحزبية و العائلية . فأيهما تحتاج إلى الاعتراض عليها هذا القول الذي هو دعوة لسلام و الحوار ؟ أم من يجلسون ليلا و نهارا في أحضان الدولة التركية و لا يقدمون اي دعم للكورد في شمال كوردستان رغم ادعاءاتهم اليومية بأنهم أصحاب مشروع قومي و يسعون إلى استقلال كوردستان ؟!.
أعتقد أن جميع القوى و الشخصيات السياسية الكردية لا تعترض على العلاقات مع تركيا و أولهم القائد الكردي عبدالله أوجلان، و لكن هذه العلاقات يجب أن لا تضر بمصالح الوطنية للكورد عامة .و لا أحد يعترض على زيارة اي مسؤول كردي إلى انقرة لو كان في تلك الزيارة ما يخدم الكورد و السلام .و من حق الكورد عقد العلاقات مع تركيا و مع كل القوى السياسية الإقليمية والدولية .و لكن التضحية بالمصالح الوطنية في سبيل مصالح اقتصادية محدودة أو مصالح حزبية آنية هو ما يتم الاعتراض عليه .
الكورد قدموا كل ما في وسعهم من أجل تحقيق السلام و قيادة حزب العمال الكردستاني PKKو منظومة المجتمع الكردستاني KCK التزموا بكافة توجيهات القائد الكوردي #عبدالله أوجلان# الداعية لسلام و حل #القضية الكردية# بوسائل السلمية بعيدا عن الحرب و القتل و التدمير .و لكن الدولة التركية و أردوغان و حكومة AKP اختاروا الحرب و تنكروا لوعودهم بمجرد خسارتهم بالانتخابات البرلمانية في 7 حزيران عام 2015 و وجدوا ان من مصلحتهم و مصلحة حزب العدالة و التنمية شن الحرب على الكورد ،لانها بالنسبة لهم هي الطريقة الوحيدة لتحقيق النظام الرئيسي في تركيا و تحقيق حلم السلطان العثماني الجديد في تحويل تركيا الى سلطنة دكتاتورية تخضع لسلطته المطلقة .أي باختصار هم اختاروا العداوة و ليس الكورد ،بل فرضوا العداوة رغم المطالب الشعبية بالسلام . و لكن الشعب الكردي سيظل مصرا على تحقيق السلام بين الشعب الكردي و كافة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط. و ما قاله القيادي الدار خليل ليس دعوة لحماية حدود تركيا ،بل هو نداء لتركيا للكف عن تهديداتها لروجافا ،و دعوة لسلام و العودة الى المفاوضات و مسيرة السلام، لان السلام فقط في مصلحة كل الشعوب ،أم التهديدات و شن الحروب فهي تضر بتركيا بقدر ما تضر بالكورد و بكل الشعوب في منطقتنا .[1]