الكاتب السوري محمد غانم* يوجه رسالة للمهاجرين الكورد السوريين
اولا الحمد لله على سلامة الوصول لأحضان القارة العجوز المترهلة ، ومبروك عليكم المعونة الشهرية ، ولكن حبيبي الكوردي المهاجر لجنة أوربا والتي كانت حلمك عبر القرن الماضي والحالي و جاءت الفرصة لك وأخدت ” لجوء إنساني ” ، وهذا جيد ولاعيب فيه ، ولكن وصيتي لك قبل أن تفتح صفحة فيس بوك أو تويتر وتنبري بالحديث ” شروي غروي ” أقدم لك نصيحة مهمة وحكمة رائعة وتتلخص بأن تنزل إلى مدينة كوباني و مهما كان رأيك ب ” الب ي د – والوحدات الكردية ” هناك يوجد مقبرة للشهداء مدفون بها جثامين أكثر من الف شهيد من صقور ولبوات كوباني ، وكلهم من الكورد الأصلاء والحقيقيين ، ولأن أرض كوباني تشكل ظاهرة ، وهي في نفس الوقت مقدسة “مثلها مثل معابد لالش وكعبتها ” ، وهناك يجب عليك أن تخلع حذائك على الحدود التركية وتدخل الأرض الطاهرة حافيا ، وعندما تصل بالسلامة لمقبرة الصقور واللبوات أحمل بيدك حفنة تراب من قبر صقر كوردي وحفنة تراب من قبر لبوة كوردية و إنثرها على راسك وجسدك ، وهكذا تكون قد تعمدت بتراب كوباني الطاهر ، و المجبول بدماء المئات من الصقور واللبوات الكورد . وهكذا تكون قد تطهرت من كل أثامك وفتحت لك بوابة من النقاء والبياض على أفق الحلم الوطني الكوردي الممتد بعيداً نحو الينابيع العذبة الاولى لنهري الفرات ودجلة ، ونحو ثلوج الجبال في آغري وجودي ، وبعدها أقرأ ما تيسر لك من القرآن أو الانجيل أو التوارة أو مصحف رش أو كتاب الأفيستا الزردشتي ، واستفغر الله واطلب الرحمة لأرواح الشهداء والصبر والسلوان لأسرهم ومحبيهم . هكذا تكون قد تعمدت وتطهرت وصرت كوردياً نقياً مليئاً حرية وإنسانية ، وبعدها إذهب وإصطف في أية جهة تشاء وأينما تريد خلف أي تيار سياسي كوردي يميني او يساري نقشبندي او ماركسي . وارفع الراية لأنه بعد التعميد بتراب كوباني ستكون إنسانا مفعما بالكرامة والفخر والمجد وحينها لا يهم في أي طريق ستسير ، لأنه من طهر الأرض الكوبانية تبدأ مسيرة أمة الكورد نحو الحرية وحق تقرير المصير لسائر أمة الكورد في كل أصقاع كردستان في الوطن والمهجر ، وعلى أضلاع المجرة نفسها ، تعمد ، تطهر ، فكوباني ترابها مجبول بدماء الصقور واللبوات .
*محمد غانم كاتب وأديب سوري من الرقة يقيم في طرطوس[1]