لماذا يحن حتى الشعب الكوردي لاسرائيل ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4993 - #22-11-2015# - 18:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ربما يمكن القول ان تنطبق المقولة، ليس حبا بعلي وانما كرها بالمعاوية، في اكثر الاحيان يفرض نفسه على توجهات وعقلية الفرد اينما كان . تعرض الشعب الكوردي الى الظلم و الغبن من قبل من الحق به قسرا او نتيجة مسيرة التاريخ و لظروف موضوعية و ذاتية تخص الشعب الكوردستاني ومن جاوره من الدول التي توزع عليها قسرا دون ارادتهكما يعرفه الجميع من مسار التاريخ الذي مرت به المنطقة .
عاني الشعب الكوردي الامرين ليس من قبل سلطة دولة واحدة من هذه الدول و انما من هذه الدول جميعا وباختلاف نسبي من احداها لاخرى، وفق ما انتهكت حقوقه واخترقت كل خصوصياته و ظُلم لحد تعرضه للابادة الجماعية و ضُرب بالاسلحة الكيمياوية التي لم تقدم اسرائيل الى استخدامها في اشرس معاركها مع المهاجمين عليها في عقر دارها، رغم امتلاكها لها، و لم يبق للشعب الكوردستاني الا الدفاع عن النفس، اي ان هناك دول ظلمته و انقسم عليهم دون ضمان لابسط حقوقه، و هو يشعر بالغدر والغبن و الظلم من هذه الدول الظالمة بحق الشعب الكوردستاني ، و من جهة اخرى تعتبر هذه الدول جميعهم انفسهم اعداءا لاسرائيل في الوقت الذي لا تعتبر اسرائيل نفسها عدوا للكورد، حسب رواياتهم النظرية وان اقدمت مخابراتهم الى افعال اضرت بالشعب الكوردي و مستقبله من اجل مصالح اكبر . و عليه فان عدو عدوي هو صديقي، ما يطبق الان لدى الشعب الكوردي و الاسرائيلي على حد سواء، و الا ليس هناك قاسم مشترك اخر بين الشعبين يمكن الاشارة اليه. اسرائيل تتعامل مع الدول والشعوب المعادية لها باساليب و طريقة وان كانت حقيقية ام لا فهي ظاهريا كان ام غير ذلك فهي اكثر ديموقراطية من تعامل كافة دول المنطقة مع الاعراق و الاقليات الاخرى التي تعيش تححت كنفهم، و ان كانت لدى هذه الدول ما لدى اسرائيل من قوة ضاربة و اسلحة فتاكة، لاستخدوها دون ان يرجف لهم جفنهم ولو لحظة، و الدليل استخدام النظام الدكتاتوري العراقي الاسلحة الكيمياوية ضد ما اعتبره شعبه الكوردي العظيم! دون اي تردد، فكيف يفعل بمن تعتبره عدوك الرئيسي، و لذلك تظهر اسرائيل امنا مسالما ديموقراطيا مطالبا للعيش بالسلام وا لامان، على العكس من الاخرين الذين لا يهمهم سوى رمي الشعب الاسرائيلي في البحر و كانهم من الجنس الاخر و ليسوا بشرا . و في المقابل ان الشعب المغدور من قبل اعداء اسرائيل كما يدعون جهارا، يجلبون استعطاف اسرائيل اليهم، و ان سمحت المعادلات سوف تساعدهم اسرائيل باية طريقة كانت . و ان المعادلات السياسية الحالية في المنطقة تشير الى ان الكورد والاسرائيل سوف يبنيان اقوى علاقات بينهما لانهما يحتلان اكثر المواقع الاستراتجية في المنطقة من جهة و يحيطان بما يعتبرانهم اعداءا مشتركين، و لذلك الواقع يفرض نفسه على الشعبين بان يميلان الى البعض و يستعطفا و يحبا بعضما من اجل منافع مشتركة، و المانع الوحيد الذي منع التقارب الاكثر اضافة العوامل السياسية فهو الدين و ما رسخت من العادات والتقاليد و التعاليم الاسلامية في كوردستان و التي تجسدت في العقلية الكوردية، المعتقد المستند على انه اسرائيل دولة اليهود المعتدي على الاسلام، و ما عمٌق في عقلية الكوردي المتدين المتطرف او الملتزم، هو اعتقاده بان اليهود كفراء لا تُستوجب صداقتهم و ما الى ذلك من المعتقدات التي فرضتها الفتوحات الاسلامية على الكورد وفي عقولهم و توجهاتهم في عقر دارهم .
كلما ازدادت العقلية المتطرفة تشددا لدى شعوب الدول التي الحقت بها كوردستان، كلما ازدادت الهوة و الابتعاد بينهم، و من يحتل الفراغ هو من يعادي المقابل لكل منهما . و عليه لا يمكن ان تزيل هذه الاحاسيس العفوية طالما بقت الاعتداءات والغبن و عدم احترام موقف و راي و مطالبات الشعب الكوردستاني و نضاله من اجل حق تقرير تقرير مصيره . و اذا ادعى اي من السياسيين غير ذلك، و ما يعبرون به عن تعاطفهم مع القضية الفلسطينية ايمانا بحقوق الشعوب بتقرير مصيره كما يريدون فقط، وليس ايمانا باحقيتهم عن اسرائيل مهما كانت يساريتهم او يمينيتهم الايديولوجية و الفكرية .
و عليه و ان اقدمت اسرائيل الى مساعدة تركيا في حينه على القاء القبض على قائد الكورد الكبير عبدالله اوجلان الا ان تعاطف اكثرية الشعب الكوردستاني تجاه اسرائيل و ميله اليه لازال ساري المفعول، بناءا على حقيقة ما ذكرته سابقا من الناحية الموضوعية.[1]