نعم اخطات حركة التغيير بمشاركتها السلطة في اقليم كوردستان مبكرا
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4972 - #01-11-2015# - 22:23
المحور: القضية الكردية
اننا نكتب ما نؤمن به و عن دراية و علم و بحث و تدقيق بما يجري وفق تاريخنا الثقافي السياسي المعلوم، و بدافع الاخلاص لما نحمل من المباديء قبل اي شيء كما يعرفنا الجميع، و نحن ليست لنا اية مصلحة طالما عشنا في خضم النضال منذ عقود و لم ننفلق كالكما في موسمه . عندما نقيٌم الوضع الكوردستاني من الجانب الموضوعي الذي شاركت فيه حركة التغيير السلطة و بداتها باتفاق انفرادي مع الديموقراطي الكوردستاني؛ نوضح الخطا بشكل عام و من الناحية الاستراتيجية و ما يهمنا هو المصالح الكوردستانية وليست الحزبية، و لم نبدل مصلحة طفل كوردستاني بالف حزب، و ما نكتبه نابع من نظرتنا و حالنا و استقلاليتنا و عملنا طوال تلك السنين، ضاربين عرض الحائط المصالح الخاصة، و لسنا ضد اي حزب بذاته و انما نعمل و نقيم وفق مواقفهم و تاريخهم و نضالاتهم .
لنعد الى اصل الموضوع، وهو خطا مشاركة التغيير في السلطة بعد ان تيقنت بنفسها انها اخطات بعدما توصلت الى ما حذرناها منه، و هو التعامل بعاطفة و رد فعل مع الواقع المنبثق منه، و بناءا على الممارسات الشخصية و ليست بدوافع و اهداف استراتيجية و لم تكن الخطوات بعد دراسات معمقة التي تتطلبها خطوة استراتيجية مهمة كالمشاركة في حكومة اطرافها بكل ما يتسمون به، بمظاهرهم و اشكالهم و جواهرهم المعلومة للجميع، و ليس لحركة التغيير فقط . نقول بشكل عام ان المشاركة ادت الى :
1- اعادة تعرج النظام السياسي في اقليم كوردستان، بعدما انتفى هذا التوجه حاجته الى مواقف معارضة كما ادعوا، و انهت خطوات انبثلق الحكومة الجديدة وجود المعارضة الحقيقية، او استئصلتها حركة التغيير بالذات بخطوتها بعدما كانت هي المبدعة في انبثاقها .
2- لم تحسب حركة التغيير لما تكون عليه السلطة، مفتكرة انها تحل محل الاتحاد الوطني عند الديموقراطي الكوردستاني و ستكون لها اليد العليا في ان تحل محلها في الحياة السياسية العامة و بالاخص في المنطقة الخضراء .
3- لم تقيٌم حركة التغيير الحزب الديموقراطي الكوردستاني جيدا، و كان قرارها بناءا على رد فعل وقتي و مرحلي و ليس نابعا من قناعة اكثرية التغييريين، و كما اعلنوا في حينه ارائهم و مواقفهم بصراحة .
4- اتخذوا قرارات شخصية بعد ان تفاجئوا بما حصل و كل ما هدفوا اليه هو بقاء جماهيريتهم نتيجة قربهم عن السلطة و ملذاتها و ارادوا اقناع كوادرهم قبل جماهيرهم بخطوات ليست الا تكتيكية و لكنها وقعت على حساب الاستراتيجية التي حلموا بها او عملوا على تحقيقها .
5- السنتان من حكمهم لم يتمكنوا من تقديم شيء سواء بسبب العراقيل التي سببها لهم الديموقراطي الكوردستاني، او عدم كفاءة ممثليهم في السلطة و البرلمان، او عدم مساهمتهم للحكم بل مشاركتهم الفوقي و بوزير و عدة موظفين فقط، و بالتالي عدم تمكنهم من تنفيذ برامجهم، و هذا ما يؤاخذون عليه قبل غيرهم، لانهم لم يحسبوا كل الاحتمالات قبل المشاركة و الحسم على اتخاذ قرار المشاركة مع حزب محافظ ليس له الا ان يتصرف هكذا في سبيل البقاء على وجوده .
6- كان على حركة التغيير قبل غيرها ان تحسب لما كان عليه اقليم كوردستان من التجاذبات و الاحتكاكات و ما بين قياداتها و الاخرين، و كيف يمكن ان ينفذ من يقدر النفوذ في الفجوات التي اوجدها التاريخ سواء بينها و بين الاحزاب الاخرى، او بين قياداتها الرئيسيين و قيادات الديموقراطي و الاتحاد الوطني الكوردستاني .
7- كان على الحركة ان تحتسب لما هو عليه الديموقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني من تقاسم السلطة، و لا يمكن ابتعاد اي منهما عنها، و ما لدى الحزبين من القوة العسكرية والمالية، و ما نحن فيه في كوردستان من اهمية القوتين في ظل انعدام الديموقراطية الحقيقية .
8- كان على حركة التغيير ان تدرس ما و من يدعمها من القوة اللينة و ما يكون موقفهم و كيف يمكن استخدامهم في واقع اجتماعي ثقافي مزري كما هو حال اقليم كوردستان، و حتى كان من الواجب عليها ان تحتسب لاية شريحة انتهازيتها او دفاعها حتى الرمق الاخير عن من تواليه سياسيا .
9- انها حركة التغيير التي اخطات مرتين في نفس الوقت، لم تحسب لمن يشاركها و لم تحسب ثقلها و اهميتها و ما يمكن ان يتعامل الاخر معها في اي وقت كان، و اصطدمت باجراءات الديموقراطي الكوردستاني اللاقانوني اللاديموقراطي اخيرا، و كان عليها ان تحتسب لكل خطوة يمكن ان تواجهها .
10- ان الاجراءات الصغيرة التي اقدمت عليها حركة التغيير اثناء وجودها في السلطة خلال هذه المدة ليست الا قطرة من بحر مقارنة بما اعلنتهاا في برامجها، و هي و من خلال سنتين من الحكم لم تنقذها هذه الخطوات من براثن الاجراءات التي اتخذها الديموقراطي، و التي تقع لصالح الفاسدين و المافيا التي تحكم الاقليم .
ان ما اكتبه بناءا على ما اعتقده شخصيا بكامل قناعتي و من دوافع مخلصة، و ليس كالاخر المنتمي الى حركة التغيير الذي يتصرف كالعضو في الاحزاب الكلاسيكية و يكتب (ترهات) باسم الدفاع عن الحركة و من اجل اهداف شخصية و تملق لهذا او ذاك و بتوجه و عقلية كلاسيكية كماهو حال الاحزاب الاخرى المغلقة على ذاتها، و لا يعلم هذا من هو المخلص و من هو الجديد على السياسة و الكتابة . و انني هنا على اعتقاد كامل و اعيده، كان على حركة التغيير ان تصبر كثيرا و ان لا تخاف من سقوط كوادرها من حولها، و ان تعتمد على الناخب و جماهيريتها، الى ان تحصل على الاكثرية التي تجبر الاخرين ان يشاركوها في الحكم، و لا هي تشارك ضعيفة كما هي حالها الان، و لو صبرت فقط في هذه الدورة و بمجيء داعش و التغييرات التي حصلت لاكملت المهام باجمل شكل و تمكنت من تحقيق اكثرية اهدافها في هذه المرحلة التي نحن فيها . و الضمير النقي من وراء القصد.[1]