ويسقط رهانات اردوغان في إخماد المقاومة
مصطفى عبدو
مع تعاظم تأثير فعل المقاومة الكردية في المدن والبلدات في #شمال كردستان# وبقية الأجزاء الأخرى، وتجذير الدور الكردي في تبديل المعطيات وموازين القوى، يبرز مسلسل رهان إخفاقات اردوغان وحكومته في اخماد مقاومة الشعب الكردي، ومحاولات الأتراك المستمرة بربط المقاومة بالإرهاب حيث يقول اردوغان:(داعش والكرد سيان) أي أن اردوغان يضع داعش والكرد في خانة واحدة، ولهذا تجد اردوغان يحاول توظيف كل طاقاته وامكانياته لتصعيد العنف والقمع ضد شعبنا الكردي الأعزل، فبدأ باقتحام المدن والبلدات الكردية كجزرة ونصيبين وسواهما من المدن الكردية الآمنة، إلى جانب مراوغاته المستمرة للتملص من ضغوطات بعض القوى ذات التأثيرلوقف اعتداءاته.
ويواصل الأتراك تصعيدهم العسكري والدموي ساعين إلى تدمير البنى التحتية للشعب المقاوم ومحاولة تصفية قادته وإذلالهم بشكل يخالف كل الأعراف والتقاليد الدولية والإنسانية، من هنا يمكننا القول بأن الأتراك يهدفون إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالكرد وهم يسعون في هذا إلى إدخال الموت إلى كل بيت كردي وتركي على حد سواء، كما أنهم يحاولون إصابة الشعب الكردي في حياته الاقتصادية وحمله على دفع ثمن استمرار النضال والمقاومة، وإشعار الكرد بأنهم يواجهون عدواً لا حدود لشراسته وطغيانه، إلى جانب ذلك فالاتراك يحاولون نقل صراعاتهم الداخلية على شكل حروب واحتلال إلى البلدان المجاورة وخاصة سورية والعراق.
إخفاقات اردوغان:
إذا كان رهانات اردوغان قد اخفقت تماماً في تصفية المقاومة، فإنه ومن خلال ممارسات القتل والتدمير الشامل يحاول أن يبرهن بأن سياسة حكومته وخططها لم تتغير ولم تتراجع وأنها ماضية حتى النهاية في إفشال كل مساعي ومبادرات السلام في تركية والعالم مادام هناك كردي يطالب بحقوقه. وبدهي إنه وبسياسته هذه يتكيء على مواقف بعض القوى الإقليمية والعربية المنحازة له والداعمة لبلاده والتي تسلك نفس الأسلوب والنهج ضد شعوبها وأقلياتها، هذا ورغم كل التغيرات فإن اردوغان لا زال يصرعلى فهم وقائع التاريخ وتطورات الاحداث من زاوية ضبابية ضيقة خصوصاً فيما يتعلق بتعامله مع المقاومة المتنامية رافضاً قراءة مضامينها وابعادها، ضمن سياقها راهناً ومستقبلاً.
فشل الاستراتيجيات التركية
تظهر الوقائع إن بناء الاستراتيجية التركية لمواجهة مقاومة الشعب الكري يقوم بشكل أساسي على تعبئة المجتمع التركي والإيحاء بأن الدولة التركية مهددة بخطر التقسيم، وشن حملة دعائية تضليلية مفادها إن الكرد يحاولون تقسيم البلاد، وبذلك خف بالفعل بعض أصوات دعاة السلام مع الكرد مما ساهم في اندفاع الاتراك إلى الحل العسكري واعدين الشعب التركي بأنهم سيكسرون شوكة الكرد عبر استخدام العنف العسكري والأمني، وبالفعل بدأ الجيش التركي بتشديد إجراءات العزل مرة على قائد الشعب الكردي ومرة أخرى على المدن والبلدات الكردية وصولاً إلى تحقيق الخنق الاقتصادي للمناطق الكردية.
إن المعادلة التركية العنصرية السابقة والحالية هل يمكن أن يكتب لها النجاح في ظل المعطيات الدولية الجديدة والتي تسعى إلى القضاء نهائياً على كل الاطروحات العنصرية بكل أشكالها وأطيافها؟ وخصوصاً بعد نجاح الكرد في استقطاب الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي، وبناء عليه فإن استمرار المقاومة رغم كل محاولات اجهاضها واخمادها بات الشرط الأساسي لتحقيق أهداف الشعب الكردي والتركي، وإنهاء حالة الصراع والاقتتال. ومجمل القول، فإن المقاومة ضمانة للعيش المشترك بين جميع شعوب المنطقة.[1]