فشلت المعارضة السورية ..؟؟
حاجي سليمان
كان من المفروض ان تلتئم جميع أطراف المعارضة السورية في صيغة سياسية اجماعية توافقية موحدة بما تلائم وواقع الفسيفساء السوري ووجودهم على الارض ، إلا انها فشلت امام اعين الناس اجمع ولم تحقق المطلوب منها ، بسبب النفسيات المتعجرفة لدى البعض منهم والأفكار العنصرية القاهرة التي تعشعشت في عظامهم ، كما هي اجهزة السلطة القمعية التي لا تريد الا لنفسها فقط وان البعض الذين يعتبرون أنفسهم أنقى من النقاء نفسه ركبوا الموجه بغية تسليم المناصب والمراكز تاركين الشعب وشأنه بين سندان النظام الفاشي ومن يدعمه كالروس وبوتينهم ونظام الملالي الفاسد في ايران وحزب الله الطائفي في لبنان ناهيك عن شيعة العالم وعلوييه من جهة والجماعات الإرهابية المتنوعة والاسلاموية المتشددة ومعهم الدول التي تعتبر نفسها اصدقاء الشعب السوري وعلى رأسهم الامريكان والفرنسيين والبريطانيين من الجهة الاخرى ، فالجميع يتحملون مسؤولية ماوصلت اليها سوريا كشعب وبلد ، اضافة الى وعود وتهديدات الأنظمة والحكومات المجاورة كالنظام التركي المتمثل برئيسه الحالي اردوغان ، لذا زاد حجم التضحيات وعدد الشهداء وتدمير معظم المدن السورية تقريباً عن بكرة ابيها بين الاطراف المتنازعة ، والكل يدرك تمام الإدراك بان سورية الوطن اصبح في خبر كان وليس ممكنا العودة الى الماضي ، وشعبنا المتبقي في الوطن يأن تحت ضربات آلة القتل والفابريكة الأسدية المسمومة ومعه القوات الروسية التي شاركت بكل قواها الجوية وحزب الله بعناصره الذين لايعرفون الرحمة والشفقة على السوريين الابرياء والايرانيين الذين تدخلوا بشكل عشوائي قذر لخلط الأوراق وتعكير الأجواء في تأمين مأربهم الطائفية ، حيث يعملون جميعاً من اجل ضرب الشعب السوري وتدمير مدنه وتفتيت بنيته وتشتيت وحدته ، نتيجة ممارسة هذه القوات مجتمعة مع الفصائل التي تسمى نفسها بالمعارضة زوراً …
نعم تزهق أرواح الميئات من أبناء وبنات شعبنا السوري البريئ من الاطفال والشيوخ والنساء بأساليب وحشية مقززة تقشعر لها الأبدان . بالاضافة الى ارتكاب مجازرة وحشية لايمكن لأي مخلوق بشري تصورها … ناهيك عن تدمير المدن والقصبات والقرى الثائرة عن بكرة ابيها …..
ورغم كل هذا للأسف الشديد لم تصل بعد تفكير المعارضة السورية الى الحد الأدنى للديمقراطية ولم تتخلص بعد من براثن الحقد والكراهية التي زرعها النظام الفاسد فينا عنوة ولم تتجاوز بعد عتبة التخلف وثقافة البعث الإجرامية وسياسات الإقصاء العمدية لا بل تظهر في الكثير من مواقفها بانها أدنى ثقافة واقل تقديراً من ما يجب عليها ان تكون .وهذا بحد ذاته نقطة سوداء في جبين المعارضة او بالأحرى ما يدعون بالمعارضة والمعارضة منهم براء !!!!!!!
وها هم في الامتحان الأسهل رسبوا جميعاً وفشلت فيها المعارضة اشد فشلا تضاف الى مراحل فشلها المتعددة … فآية معارضة هذه ؟؟؟ لم تستطع بعد الاعتراف بواقعها المعاش فكيف تستطيع ان تدك عرش الطاغية بشار وشبيحته والجماعات الإرهابية بأنواعها المختلفة التي تدعهمهم من الدول والجماعات والأشخاص الذين لهم مصالح في هذه الأجواء التي بات الكل ضد الكل تاركين النظام وحاله ، فأية نوع هذه تسمي نفسها بالمعارضة بقيمها ام بمواقفها وممارساتها الديمقراطية ….. ان تصرفاتها وممارساتها ومواقفها تشبه كل شيئ عدا الديمقراطية ولاتستطيع التقرب من أسس ومفاهيم الديمقراطية وليست بإمكانها تمثيل الثورة والثوار ؟؟؟
فأحد الأسباب الاساسية لعدم نجاح الثورة هي هذه المعارضة التي تخدم الأعداء بتشتتها وانقسامها على نفسها واستعجالها في الركض وراء المصالح والمكاسب على حساب الدم السوري المراق من اطفاله ونساءه وشيوخه … فالفشل ستلاحق كل من لايعترف بالواقع السوري وبمكوناته الملونة وخاصة هذه المعارضة التي تدعي بمقاومة الاستبداد والقهر الجبري الا انها في الأساس تابعة لأجندات خارجة عن إرادة السوريين وإذا لم تعترف وهي في اضعف حالاتها بالواقع وما فيه من فسيفساء جميلة متنوعة .. فكيف ستكون وضعها في حال استلامها للسلطة وأمتلاكها للقوة والجيش والعتاد ؟؟؟؟!!!
ثمة الكثير منهم يودون اللعب كما يقولون في الوقت الضائع ومنهم يعتمدون على الانتخابات الامريكية والرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ، ومنهم يعتمدون على وعود الحكومات المجاورة لهم ، ومنهم يعتمدون على الاسلام السياسي الا ان جميع توقعاتهم ستبوء بالفشل كما باءت نواياهم وممارساتهم ومواقفهم تباعاً …..وها هو مدينة حلب اوشكت على السقوط ثانية بالكامل تحت سيطرة قوات النظام الفاشي نتيجة الضربات الجوية الروسية والنظام معاً من جهة ،لا بل كما يقولون بان مدينة حلب وفصائلها المتعددة التي تقاتل فيها بمسميات متعددة ، باتت في المزاد العلني حيث باعت مدينة حلب للنظام والروس بعد الاتفاق الذي تم الوصول اليه بينهم وبين الحكومة التركية التي همها الوحيد محاربة الكورد أينما كانوا ، لذا ليس بعيداً كما يقال بان اردوغان أعطى اوامره لجماعاته بالخروج من المدينة والتوجه صوب المناطق الكوردية ومحاربتهم ، فلا يهمه الشعب السوري ولا مدنها بقدر ما يبحث عن مصالحه ، اي انه ترك مدينة حلب للنظام والروس مقابل ان يسمح لهم الروس والنظام والامريكان بضرب الشعب الكوردي وقوات سورية الديمقراطية التي اثبتت للعالم اجمع بأنها الأوفى والاقوى والانظم بين جميع من يسمون أنفسهم بالمعارضة ، وبإمكانها مواجهة الدواعش وكل الارهابيين المتشددين وغيرهم لا بل دحرهم في عقر دارهم اذا توفرت لهم السلاح والمال كما يوفرها اردوغان للارهابيين .
في الواقع ليس هناك جيش الحر ولا اية فصيلاً معتدل كما يقال يقاوم النظام من اجل الشعب وانما اغلبهم ان لم نقل كلهم يحصلون على الدعم والمال والسلاح من الطورانية التركية ومن غيره وهم مرتبطين بمصالحهم ، واداة حقيقية في يد النظام التركي ورئيسه اردوغان الفاشي وكل من يدعمهم ويقدم لهم المال السياسي ، ولا تستطيع أحداً من هذه الفصائل التي تدعي بأنها تقاوم النظام وحلفائه اذا ما اقرت تركيا عكس ذلك ، وليس خافياً على احد بان لحكومة التركية تلعب على الأحبل منذ اليوم الاول وباعت كل المدن السورية وحرض النظام الفاشي لتدمير كل شيئ تباعاً اضافة الى انها باعت الشعب السوري سواء كانوا ملتجئين اليها او مازالوا في سوريا ، ثمة الكثير من المعارضين السوريين الشرفاء هربو بجلدهم من الطورانية التركية كما هربوا من النظام الفاشي الأسدي ، ورأو بان مصيرهم مجهول في ظل المواقف التركية التي لامبدئية فيها لا بل خالية من اية حقوق انسانية ، ومجهولاً ينتظرهم كمصير البطل درموش الذي باعه النظام التركي علناً للنظام الأسدي الفاشي مقابل مصالحه ، لذا ان دول الجوار وخاصة تركية ورئيسه اردوغان هم شركاء حقيقيين للنظام الأسدي الغاشم في قتل الشعب السوري وتشريده الى الشتات وتدمير مدنه كاملة ، وتشتيت بنيته التحتية وتحويل سوريا الى ساحة حرب حقيقية لتصفية الحسابات الدولية ، وبالتالي تقسيمه الى طوائف ومذاهب متضاربة ببعضها .
فمن هذا المنطلق تسعى تركيا ومعها النظام الفاشي الأسدي وكل المشتركين معهم في تدمير سوريا لأخفاء الحقائق بغية ضياع المرء في التمييز بين الألوان الحقيقية والمكونات الموجودة في سوريا والنوايا الطيبة من الشريرة ، فحكومة الملالي في طهران بمشروعه الطائفي والحكومة التركية لهما حصة الأسد في تعكير الأجواء وخلط الأوراق ، وإدامة امد الحرب المجنونة في سوريا ، من هُنَا تظهر بان اخفاء الحقائق هو لصالح كل من يعكر الأجواء …
[1]