تقسيم سوريا و إقامة كيان كردي
هناك من تهجم على صالح مسلم رئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD لأنه قال :” نحن لا نريد تقسيم سوريا و لا نسعى لإقامة كيان كوردي منفصل في سوريا ” . بالتأكيد و من حيث المبدأ يحق لشعب الكوردي ما يحق لغيره من الشعوب ، و من أجل ذلك :
أولا -السياسة هي فن و علم و دراية و تحليل الأوضاع و معرفة قوتك و قوة أعداءك و كذلك هو التحدث بعقلانية و منطق و ليس بعواطف جياشة و دغددغة المشاعر و الأحاسيس فقط .
ثانيا- تحقيق الطموحات و الاهداف السامية لا تتحقق بالشعارات البراقة وحدها . أحيانا يتطلب الأوضاع إبداء المروة لتعامل مع الأوضاع . و أحيانا عدالة المطالب غير كافية وحدها للانتصار ، و كذلك بعض الأقوال المحقة أحيانا في غير زمانها و مكانها تصبح سببا للفشل أيضا . و ربما المحلليين و الإعلاميين و الناشطين يكتبون و يعبرون عن مختلف المسائل بطرق مباشرة و أحيانا متطرفة كذلك ، و لكن المسؤولين و القادة مضطرين بحكم مسؤوليتهم ، لتدقيق في كل كلمة ينطقون بها أو ينشرونها.
ثالثا -الحركة الكردية في #جنوب كوردستان# و خلال عقود من الزمن طالبت بالحكم الذاتي لكردستان أو بالفيدرالية ، ضمن العراق اتحادي ،و كرر قادتها لعشرات المرات انهم لا يريدون تقسيم العراق ، و لا يسعون لإقامة كيان كوردي منفصل .و لم يتم التحدث عن إقامة دولة كوردية إلا في السنوات الأخيرة من قبل التنظيمات الكوردية في جنوب كوردستان ، و إذا لم نعتبرها كوسيلة لدعاة الإعلامية لبعض الأطراف السياسية الكوردية ، فانها ستتم في حال حصول الاستقلال بتوافق مع الحكومات العراقية .
رابعا- ليس هناك اي حركة أو حزب كوردي في سوريا و روجافا طالب بتقسيم سوريا أو بإقامة كيان كوردي منفصل .فالاغلبية متفقة من حيث المبدأ على الفيدرالية ضمن سوريا اتحادية لامركزية.
خامسا – الإدارة الذاتية و أحزابها و قيادات TV-DEM و PYD و YPG تعمل من أجل تحقيق طموحات الكورد في العيش بحرية و سلام مع كافة المكونات السورية الأخرى .و حققوا على الأرض الواقع ما عجز غيرهم من تحقيقه . و رغم أنهم متهمون من قبل بعض الأطراف السياسية الكوردية بأنهم لا يملكون مشروع قومي ، و متهمين من قبل المعارضة السورية العنصرية بأنهم يسعون لبناء كيان قومي و تقسيم سوريا. إلا أن مشروع كافة التنظيمات التي تؤيد الإدارة الذاتية هو بناء اتحاد فيدرالي لكافة المكونات في روجافا يكون للكورد و لكافة المكونات أدوار أساسية و مهمة دون إقصاء احد و دون عنصرية اتجاه اي مكون .
سادسا – من يملك مشروع قومي و وطني حقيقي لا يكون تابعا للائتلاف المعادي لطموحات الشعب الكردي ،و لا يعادي التجربة الكردية في روجافا، بل يدعمها و يشارك في تقويتها، أو يكون في صف معارضة وطنية بناء. فمن يجلس إلى جانب أمثال الزعبي و كيلو و مالح و يدعم المجموعات المسلحة التابعة لتركيا و التي تهاجم المناطق الكوردية ، لا يملك اي مشروع وطني حقيقي ، و كل ما يقال هو مجرد دعاية أعلامية غايتها غير وطنية .
سابعا – انا قناعتي أن أحزاب المجلس الوطني الكردي لا يملكون اي مشروع قومي ألا كورقة يستخدمونها في دعايتهم الاعلامية الرخيصة ، و هم أصبحوا مجرد ورقة تابعة للائتلاف ، يتم استخدمهم لتخريب تجربة الإدارة الذاتية. و هم لو فعلا عملوا ضمن الإدارة الذاتية كمعارضة و دعموا وحدات حماية الشعب ،و لم يتخذوا مواقف عدائية، لكانت أوضاع المجلس أفضل، و لاكتسبت احتراما أكثر ضمن المجتمع الكوردي .
من يعادي لا يمكنه المطالبة بالشراكة ، فالشراكة و المطالبة بالشراكة تتطلب إبداء نوع من الدعم و الاعتراف بهذه التجربة و احترامها ،فهي قد تحققت بدماء الآلاف من خيرة شباب و بنات هذا الشعب . و مع ذلك يتم اتهام الوحدات بالعمالة لنظام و يتم اتهام سلطة الإدارة الذاتية باللاشرعية و سلطة الأمر الواقع و بسلطة الوكالة عن النظام ، و غيرها من التهم الرخيصة .
ثامنا – و أخير مطلوب من كل الحركات و الأحزاب و الشخصيات الوطنية الكوردية الدعوة إلى التقارب و العمل من أجل توحيد كافة تنظيمات الحركة الكردية و دعم الادارات الذاتية و الاتحاد الفيدرالي في روجافا . فالاعداء يستغلون تناقضاتنا ، و نحن بتشرذمنا نعطيهم المجال لتلاعب بنا و استغلالنا. و الشعب الكوردي ينتظر خطوات لتوحيد الكلمة و الخطاب و الصف من القيادات الكوردية ، ليس فقط في روجافا بل في كافة اجزاء كوردستان .
فالمؤتمر الوطني الكردستاني هو ضرورة لا يمكنه تأجيله أكثر ، و التنظيمات التي تعيق انعقاد المؤتمر ترتكب خطأ تاريخي لن يغتفر لها .
كل الأدلة تشير إلى اتفاق الأعداء لإجهاض طموحاتنا في الحرية والعدالة و السلام .فهم يختلفون على كل شيء، و لكنهم يتفقون على نقطة واحدة و هو ضرب الكورد و إجهاض اي مشروع يحقق الحرية لهذا الشعب .
عسى أن نرى الحركات و التنظيمات الكوردية أيضا تتفق و تترفع عن هذه التناقضات الحزبية في سبيل قضية العامة ، و عدم تكرر الأخطاء كالماضي.[1]