جنون أردوغان … وفرماناته الوهمية
السكر يجلب الديسك (ألم الظهر)!
نارين تمو
يتراءى للناظرِ والمراقبِ لحيثيات الأحداث في الدولة التركية، والقرارات الصادرة عن الدكتاتور أردوغان بخصوص روج آفا، ولكأن روج آفا ولايةٌ من ولايات الامبراطورية العثمانية التي تصل بامتدادها إلى مشارف الأَرْضِ ومغاربهِ، ولَكّما صدرت مذكرات الاعتقال التعسفية بحق برلمانيي حزب الشعوب الديمقراطية وعلى رأسهم السيد صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسك داغ، وعلى ما يبدو إن السلطان العثماني أردوغان قد سولت له نفسه أن يصدرَ فرماناً سلطانياً جديداً، ألا وهي مذكرة الاعتقال بحق الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي السيد صالح مسلم السوري.
ولكن الذي قد يدعو للتساؤل والحيرة، منذُ متى انضمت روج آفا إلى الامبراطورية الأردوغانية الصُّورية والعالمُ بغِنى عنها، أعندما بدأت الثورة السورية منذُ خمس سنوات في سوريا؟ أم عندما بدأت بوادر روح ثورة روج آفا بالبزوغ؟!! أم عندما انتهج حزب الاتحاد الديمقراطي الخط الثالث وقام بحماية أرضه وشعبه من الهلاك المحكم، أو لربما انضمت روج آفا للسيادة العثمانية عندما بدأت جحافل داعش بالهجوم على روج آفا ككل، وتدفقها على كوباني جملةً وتفصيلاً، نعم إنه لربما عندما فتحت الدولة الأردوغانية أبوابها على مصراعيها لاستقبال قوافل الداعشين من كافة أنحاء العالم وإرسالهم خلسةً وعلناً إلى #كوباني# ، على أملٍ كبيرٍ للظَفَر بسقوطها المحكَم و وإخضاعها لحكم الامبراطورية العثمانية، التي خابت وتحطمت أمام صخرة واقع قوة الإرادة الكردية.
أم أن الفاشي أردوغان قد تأملَ خيراً بعد احتلاله السافر لجرابلس وضمها لسيادته، وحلمه الوهمي أنه سيَضيق الخناق على روج آفا ويخضعها له، ولكن لربما إن أردوغان لهو غافلٌ عن إن دولته التركية القومية الشوفينية قد تصدعت وتآكلت وُنهشت من القاع للقمة، ولربما هو ليس مدركٌ بما آلت إليه الدولة التركية في عهده، وكيف إنه أصبح اليوم مثالاً في العالم لقيادة وتغذية الإرهاب، وباتت الدول والحكومات بمعزَلٍ عَنْهُ، إلا أنها فقط المصالح الاقتصادية المؤقتة هي التي تبقيهِ على رأس كرسيه، وكذلك لهو غافلٌ عن كيفية قيام الدول العظمى بتقليم أظافرهِ للحد الذي فيه فقط يواكب تطلعاتهم هم وليس التطلعات الأردوغانية.
إن فرمان السلطان العثماني بحق السيد صالح مسلم لا يمتُ للواقع بأية صلة، وما هذا الفرمان في جوهره ليس إلا عبارةٌ واضحةٌ عن الضعف والهلاك في سيادة حكومة العدالة والتنمية، التي في بداية الثورة السورية كانت تجد من تنوب عنها لتطبيق استراتيجيتها في روج آفا بحق الكرد، ولكن لربما بعد سقوط جميع أوراق التوت، اضطرت للتعبير عن رغباتها وآمالها العدوانية والتسلطية على روج آفا وعلى حزب الاتحاد الديمقراطي مجاهرةً بدون أي قناعٍ زائل.
ولكن لربما أنه يجب على الطاغي أردوغان وحاشيته أن يُدرِكوه هو أن روج آفا هي جزءٌ من النسيج السوري، وسوريا كما هو معلوم هي دولةٌ رغم الخراب والدمار والحرب والهجرة و الاستنزافِ والمتاجرة بأرواح أهلها.
ورغم أنها الساحة التي تشهد الحرب العالمية الثالثة بصبغتها الجديدة، إلا إنها دولةٌ ذاتُ سيادةٍ مستقلة، ولم نسمع قط إنها أضحت جزءاً من السيادة العثمانية، وعلى أساس هذه المعادلة الطبيعية الملائمة للأعراف والمواثيق الدولية، نجد إن هذه المذكرة الأردوغانية هي مُفَرَّغةٌ تماماً من مضمونها، ولربما إنه يجب على السيد أردوغان في المرات القادمة أن يُدْرِكَ آلية إصدار الفرمانات السلطانية.[1]